فضل
الصلوات الخمس في المسجد
وعن جابر - قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: (مثل الصلوات الخمس كمثل نهرٍ جارٍ غمرٍ على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم
خمس مرات) رواه مسلم, وقال صلى الله عليه وسلم "يُبعثُ منادٍ عندَ حَضْرةِ كلِّ
صلاةٍ، فيقول: يا بني آدمَ قوموا فأطفِئوا عنكم ما أوقدتُم على أنفسِكم. فيقومون، فتَسقُطُ
خطاياهم من أعينهم، ويصلّون، فيُغفرُ لهم ما بينهما، ثم تُوقِدون فيما بين ذلك، فإذا
كان عند الصلاةِ الأولى نادى: يا بني آدم! الأذكار التي دبر الصلوات الخمس. قوموا فأطفِئوا ما أوقَدْتُم على أنفِسكم،
فيقومون فيتَطهّرون ويصلّون الظهر، فيغفر لهم ما بينهما، فإذا حضرتِ العصرُ،
فمِثْلُ ذلك، فإذا حضرتِ المغربُ فمِثْل ذلك، فإذا حضرت العَتَمَةُ فمِثْل ذلك، فينامون
وقد غُفرَ لهم ، فَمُدلجٌ في خيرٍ، ومدلجٌ في شرٍّ) رواه الطبراني في الكبير وقال الألباني
حسن. وعن أبي أيوب - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: (إن كل صلاة تحط
ما بين يديها من خطيئة) رواه أحمد، وقال الألباني: حسنجاء رجلٌ فقال: يا رسولَ الله! أرأيتَ إنْ شهدتُ أنْ لا إله إلا الله، وأنّك رسولُ الله، وصليتُ الصلواتِ الخَمس،
وأديتُ الزكاةَ، وصُمتُ رمضانَ، وقُمتُه، فمِمَّن أنا؟ قال:"من الصديقين والشهداءِ".
الأذكار التي دبر الصلوات الخمس
وتؤدى صلاة العشاء في أربع ركعات؛ ركعتان بالفاتحة والسّورة جهرا وركعتان بالفاتحة فقط سرّا. فرائضها
فرائض الصلاة هي الأمور التي لا تصح الصلاة إذا تُرِك أحدها أو جميعها، وتسمى أركان الصلاة أيضا، وهي الطهارة من الحدث، وإزالة النجس من الثوب والبدن والمصلى، والنية، واستقبال القبلة، وترتيب الفرائض، وستر العورة، وتكبيرة الإحرام، والقيام لتكبيرة الإحرام في الصلاة المفروضة، وقراءة الفاتحة، والقيام لقراءة الفاتحة، والرّكوع، والرفع من الركوع، والسّجود على الجبهة، والجلوس بين السجدتين، والتّسليم في نهاية الصلاة، والطمأنينة في أركانها، والخشوع فيها. سُننها
للصلاة سنن كثيرة كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم بها وكان الصحابة والتابعين من بعدهم يأتونها، ومن قام بها يُؤْجَر ومن تركها لا يأثم، ومن ذلك دعاء الاستفتاح، وقراءة شيء من القرآن بعد الفاتحة، ورفع اليدين مع التكبير، ووضع اليدى اليمنى على اليسرى تحت السُّرَّة أثناء الوقوف للصلاة، والجهر في موضع الجهر، والسر في موضع السر، والتكبير مع كل خفض ورفع، وقول سمع الله لمن حمده، والصلاة على النبي بعد التشهد الأخير، والسجود على صدر القدمين وعلى الكفين والركبتين، والجهر بتسليمة التحليل فقط، والالتفات يمينا وشمالا عند التسليم.
وَبَلَغَنِي عَنْ شَيْخِنَا أبي العباس ابن تيمية قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ أَنَّهُ
قَالَ: مَا تَرَكْتُهَا عَقِيبَ كُلِّ صَلَاةٍ " انتهى من " زاد المعاد " (1/ 294). وصححه الألباني في " صحيح الجامع " (6464). ومن أهل العلم من تكلم فيه ، والراجح ، إن شاء الله ، أنه حديث حسن. ثانياً:
يرجى لمن حافظ على قراءتها دبر كل صلاة أن يدخل الجنة ، إذا استقام فأتى ما أمر
الله به ، واجتنب ما نهى الله عنه. قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
" يستحب بعد الصلاة ، بعد التسبيح والتهليل قراءة آية الكرسي ، ويرجى له بذلك دخول
الجنة إذا استقام ، إذا استقام على دينه ، وحافظ على دينه ، يرجى له دخول الجنة ؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( والصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى
رمضان كفارات لما بينهن ، ما لم تؤت الكبائر) رواه مسلم (233) ، فإذا حافظ على ما
أوجب الله عليه ، وترك ما حرم الله عليه ، وقرأ آية الكرسي ، كل هذا من أسباب دخول
الجنة ، إذا قرأها بعد كل صلاة ". انتهى من " فتاوى نور على الدرب " (4/399-300). وإذا كانت الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان: إنما تكفر ما
بينها إذا اجتنبت الكبائر ، وهي أركان الإسلام ، ومبانيه العظام ؛ فالظاهر أن يكون
الفضل الوارد في مثل هذا الحديث أولى بأن يكون معلقا على اجتناب الكبائر.
{ وهو يطعم ولا يطعم} كذا قراءة العامة، أي يَرزق ولا يُرزق؛ دليله على قوله تعالى { ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون} [الذاريات: 57] وقرأ سعيد بن جبير ومجاهد والأعمش: وهو يُطْعِم ولا يَطْعَم، وهي قراءة حسنة؛ أي أنه يرزق عباده، وهو سبحانه غير محتاج إلى ما يحتاج إليه المخلوقون من الغذاء. وقرئ بضم الياء وكسر العين في الفعلين، أي إن الله يطعم عباده ويرزقهم والولي لا يطعم نفسه ولا من يتخذه. وقرئ بفتح الياء والعين في الأول أي الولي { ولا يُطْعِم} بضم الياء وكسر العين. وخص الإطعام بالذكر دون غيره من ضروب الإنعام؛ لأن الحاجة إليه أمس لجميع الأنام. { قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم} أي استسلم لأمر الله تعالى. وقيل: أول من أخلص أي من قومي وأمتي؛ عن الحسن وغيره. { ولا تكونن من المشركين} أي وقيل لي { ولا تكونن من المشركين}. اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم. { قل إني أخاف إن عصيت ربي} أي بعبادة غيره أن يعذبني، والخوف توقع المكروه. قال ابن عباس { أخاف} هنا بمعنى أعلم. { من يصرف عنه} أي العذاب { يومئذ} يوم القيامة { فقد رحمه} أي فاز ونجا ورحم. وقرأ الكوفيون { من يَصرِف} بفتح الياء وكسر الراء، وهو اختيار أبي حاتم وأبي عبيد؛ لقوله { قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله} ولقوله { فقد رحمه} ولم يقل رحم على المجهول، ولقراءة أبي { من يصرف الله عنه} واختار سيبويه القراءة الأولى - قراءة أهل المدينة وأبي عمرو - قال سيبويه: وكلما قل الإضمار في الكلام كان أولى؛ فأما قراءة من قرأ { من يصرف} بفتح الياء فتقديره: من يصرف الله عنه العذاب، وإذا قرئ { من يُصرف عنه} فتقديره: من يصرف عنه العذاب.
إني أخآف إن عصيت ربي .. - شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum Whispered Ruins
الثالث: أنهم سألوه إسقاط ما فيه من ذكر البعث والنشور; قاله الزجاج. الثانية: قوله تعالى قل ما يكون لي أي قل يا محمد ما كان لي أن أبدله من تلقاء نفسي ومن عندي ، كما ليس لي أن ألقاه بالرد والتكذيب. إن أتبع إلا ما يوحى إلي أي لا أتبع إلا ما أتلوه عليكم من وعد ووعيد ، وتحريم وتحليل ، وأمر ونهي. قل اني اخاف ان عصيت ربي. وقد يستدل بهذا من يمنعنسخ الكتاب بالسنة; لأنه تعالى قال: قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي وهذا فيه بعد; فإن الآية وردت في طلب المشركين مثل القرآن نظما ، ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم قادرا على ذلك ، ولم يسألوه تبديل الحكم دون اللفظ; ولأن الذي يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كان وحيا لم يكن من تلقاء نفسه ، بل كان من عند الله تعالى. الثالثة: قوله تعالى إني أخاف إن عصيت ربي أي إن خالفت في تبديله وتغييره أو في ترك العمل به. عذاب يوم عظيم يعني يوم القيامة.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنعام - الآية 15
وسيأتي بيان ذلك مفصلا عند قوله تعالى: يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن في سورة التغابن ، وبهذا الاعتبار حسن جعل إضافة العذاب إلى اليوم العظيم كناية عن عظم ذلك العذاب ، لأن عظمة اليوم العظيم تستلزم عظم ما يقع فيه عرفا. وقوله: من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه جملة من شرط وجزاء وقعت موقع الصفة لـ ( عذاب). و يصرف مبني للمجهول في قراءة الأكثر ، على أنه رافع لضمير العذاب أو لضمير ( من) على النيابة عن الفاعل. والضمير المجرور بـ ( عن) عائد إلى ( من) أي يصرف العذاب عنه ، أو عائد إلى العذاب ، أي من يصرف هو عن العذاب ، وعلى عكس هذا العود يكون عود الضمير المستتر في قوله يصرف. وقرأه حمزة ، والكسائي ، وأبو بكر عن عاصم ، ويعقوب ، وخلف ( يصرف) بالبناء للفاعل على أنه رافع لضمير ربي على الفاعلية. إني أخآف إن عصيت ربي .. - شبكة ومنتديات همس الأطلال Network Forum whispered ruins. أما الضمير المستتر في رحمه فهو عائد إلى ربي ، والمنصوب عائد إلى ( من) على كلتا القراءتين. ومعنى وصف العذاب بمضمون جملة الشرط والجزاء ، أي من وفقه الله لتجنب أسباب ذلك العذاب فهو قد قدر الله له الرحمة ويسر له أسبابها. [ ص: 162] والمقصود من هذا الكلام إثبات مقابل قوله: إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم. كأنه قال: أرجو إن أطعته أن يرحمني ربي ، لأن من صرف عنه العذاب ثبتت له الرحمة.
قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم | أحمد النفيس - Youtube
ابن عاشور: هذا استئناف مكرّر لما قبله ، وهو تدرّج في الغرض المشترك بينها من أنّ الشرك بالله متوعّد صاحبه بالعذاب وموعود تاركه بالرحمة. فقوله: { أغير الله أتّخذ وليّاً} [ الأنعام: 14] الآية رفض للشرك بالدليل العقلي ، وقوله: { قل إنّي أمرت أن أكون أوّل من أسلم} [ الأنعام: 14] الآية ، رفض للشرك امتثالاً لأمر الله وجلاله. وقوله هنا: { قل إنّي أخاف} الآية تجنّب للشرك خوفاً من العقاب وطمعاً في الرحمة. وقد جاءت مترتّبة على ترتيبها في نفس الأمر. وفهم من قوله: { إن عصيت ربّي} أنّ الآمر له بأن يكون أول من أسلم والناهي عن كونه من المشركين هو الله تعالى. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الأنعام - الآية 15. وفي العدول عن اسم الجلالة إلى قوله: { ربّي} إيماء إلى أنّ عصيانه أمر قبيح لأنّه ربّه فكيف يعصيه. وأضيف العذاب إلى { يوم عظيم} تهويلاً له لأنّ في معتاد العرب أن يطلق اليوم على يوم نصر فريق وانهزام فريق من المحاربين ، فيكون اليوم نكالاً على المنهزمين ، إذ يكثر فيهم القتل والأسر ويسام المغلوب سوء العذاب ، فذكر { يوم} يثير من الخيال مخاوف مألوفة ، ولذلك قال الله تعالى: { فكذّبوه فأخذهم عذاب يوم الظلّة إنّه كان عذاب يوم عظيم} [ الشعراء: 189] ولم يقل عذاب الظلّة أنّه كان عذاباً عظيماً.
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قوله تعالى وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قوله تعالى وإذا تتلى عليهم آياتنا تتلى تقرأ ، وبينات نصب على الحال; أي واضحات لا لبس فيها ولا إشكال. قال الذين لا يرجون لقاءنا يعني لا يخافون يوم البعث والحساب ولا يرجون الثواب. قال قتادة: يعني مشركي أهل مكة. قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم | أحمد النفيس - YouTube. ائت بقرآن غير هذا أو بدله والفرق بين تبديله والإتيان بغيره أن تبديله لا يجوز أن يكون معه ، والإتيان بغيره قد يجوز أن يكون معه; وفي قولهم ذلك ثلاثة أوجه: أحدها: أنهم سألوه أن يحول الوعد وعيدا والوعيد وعدا ، والحلال حراما والحرام حلالا; قاله ابن جرير الطبري. الثاني: سألوه أن يسقط ما في القرآن من عيب آلهتهم وتسفيه أحلامهم; قاله ابن عيسى.