لما حكى الله تعالى عن عيسى أنه قال لقومه " اني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا " أخبر أنه قال " وجعلني مباركا " قال مجاهد: معناه معلما للخير أينما كنت. وقيل نفاعا، والبركة نماء الخير، والمبارك الذي ينمى الخير به. والتبرك طلب البركة بالشئ وأصله التبرك من البرك وهو ثبوت الطير على الماء. وقوله " وأوصاني بالصلاة والزكاة " معناه أمرني بهما. والوصية التقدم في الامر الذي يكون بعدما وقت له، كتقدم الانسان في التدبير بعد خروجه، وكتقدمه في أموره بعد موته. والصلاة في أصل اللغة: الدعاء، وفي الشرع عبارة عن هذه العبادة التي فيها الركوع والسجود. عرض وقفات التدبر | تدارس القرآن الكريم. وقيل عبارة عن عبادة افتتاحها التكبير وخاتمتها التسليم. وقيل في معنى الزكاة - ههنا - قولان:
أحدهما: زكاة المال. الثاني: التطهير من الذنوب. " ما دمت حيا " أي أوصاني بذلك مدة حياتي " وبرا بوالدتي " أي وأوصاني بأن أكون بارا بوالدتي أي محسنا إليها " ولم يجعلني جبارا " أي متجبرا، لم يحكم علي بالتجبر، والشقاء، ولم يسمني بذلك " والسلام علي " أي والرحمة من الله بالسلامة والنعمة بها علي " يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حيا ". وقوله " ذلك عيسى ابن مريم قول الحق أي الذي تلوناه من صفة عيسى " قول الحق " أي كلمة الحق " الذي فيه يمترون " أي يشكون فيه " ما كان لله أن يتخذ من ولد " اخبار منه تعالى بأنه لم يكن الله أن يتخذ من ولد على ما يقوله النصارى.
- ما حكم الدعاء بقول: اللهم اجعلني مباركا أينما كنت؟.. لجنة الفتوى تجيب
- عرض وقفات التدبر | تدارس القرآن الكريم
- آية و5 تفسيرات.. إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها - اليوم السابع
ما حكم الدعاء بقول: اللهم اجعلني مباركا أينما كنت؟.. لجنة الفتوى تجيب
فإن قيل: لم يكن لعيسى مال ، فكيف يؤمر بالزكاة؟قيل: معناه بالزكاة لو كان لي مال. وقيل: بالاستكثار من الخير. ( ما دمت حيا)
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقوله: وَجَعَلَنِي نَبِيًّا أدعو الناس إلى عبادته وحده وَجَعَلَنِي أيضا بجانب نبوتي مُبارَكاً أى: كثير الخير والبركة أَيْنَ ما كُنْتُ أى: حينما حللت جعلني مباركا، فأينما شرطية وجوابها محذوف لدلالة ما قبله عليه. وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ أى: بالمحافظة على أدائهما ما دُمْتُ حَيًّا في هذه الدنيا. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله: ( وجعلني مباركا أين ما كنت) قال مجاهد ، وعمرو بن قيس ، والثوري: وجعلني معلما للخير. وفي رواية عن مجاهد: نفاعا. وقال ابن جرير: حدثني سليمان بن عبد الجبار ، حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس المخزومي ، سمعت وهيب بن الورد مولى بني مخزوم قال: لقي عالم عالما هو فوقه في العلم ، فقال له: يرحمك الله ، ما الذي أعلن من عملي ؟ قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر; فإنه دين الله الذي بعث به أنبياءه إلى عباده ، وقد أجمع الفقهاء على قول الله: (وجعلني مباركا أين ما كنت) ، وقيل: ما بركته ؟ قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أينما كان. ما حكم الدعاء بقول: اللهم اجعلني مباركا أينما كنت؟.. لجنة الفتوى تجيب. وقوله: ( وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا) كقوله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) [ الحجر: 99].
عرض وقفات التدبر | تدارس القرآن الكريم
المصدر: عمر المقبل
﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴿٣٢﴾ ﴾
[مريم آية:٣٢]
( وَبَرًّا بِوَالدَتِي وَلَم يَجعَلنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) إياك أن تنزل دمعة الأم في الخفاء ، فهي سقوط في الشقاء وغرق في البلاء!! المصدر: عايض المطيري
( وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقيا) قسوة القلب وشقاء الحياة ، هي في عقوق الأم!! (ولم يجعلني جبارا شقيا) الجبروت يورث الشقاء. فمن أظهر (الجبروت) فقد أخفى بين جنبيه (الشقاء). المصدر: عقيل الشمري
( وبراً بوالدتي.. )بهذا يتفاخر الكبار، إنهُ الاعتراف بتلك العظيمة في حياتنا التي تعبت وسهرت من أجل راحتنا!! المصدر: عايض المطيري
وقد قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ). ثالثًا: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الدعاء بالمأثور أفضل من غيره في أمور الدنيا والآخرة. ومما ورد على لسان سيدنا عيسى عليه السلام -وهو مما وصفه الله به في قوله تعالى: (إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نِبِيًّا. وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا)، ومبارك من البركة وهي الكثرة والنماء، ويقال فلان مبارك أي كثير الخير، ومنه قوله تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ) والمعني كما قال القرطبي رحمه الله: أَيْ ذَا بَرَكَاتٍ وَمَنَافِعَ فِي الدِّينِ وَالدُّعَاءِ إِلَيْهِ وَمُعَلِّمًا لَهُ. ثالثًا: بناء على هذا: فإن دعاء الإنسان لنفسه أن يكون مباركاً بمعنى أن يكون نافعاً للناس ومعلماً لهم أو يبارك الله تعالى له في كل أقواله وأفعاله في كل زمان ومكان أو يكون كثير الخير ذو نماء وزيادة فيما يملك جائز شرعاً، وليس اعتداء في الدعاء، بل يُعَدُّ دعاء بما وردت به النصوص، والله أعلم.
: قيل لها إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت، قالت: لا، ثم عرضها على الأرضين السبع الشداد التي شدت بالأوتاد، وذللت بالمهاد، قال، فقيل لها: هل تحملين الأمانة وما فيها؟ قالت: وما فيها؟ قال، قيل لها: إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت، قالت: لا، ثم عرضها على الجبال الشم الشوامخ الصعاب الصلاب، قال، قيل لها: هل تحملين الأمانة وما فيها؟ قالت: وما فيها؟ قال لها: إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت، قالت: لا [ ذكره ابن أبي حاتم من كلام الحسن البصري رضي الله عنه].
آية و5 تفسيرات.. إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها - اليوم السابع
الحمد لله. عرض
الله تعالى طاعته وفرائضه وحدوده على السموات والأرض والجبال على أنها إن أحسنت
أثيبت وجوزيت ، وإن ضيعت عوقبت ، فأبت حملها إشفاقًا منها أن لا تقوم بالواجب عليها
، وحملها الإنسان ، إنه كان ظلوما جهولا. هذا
هو تفسير قول الله عز وجل: ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا
وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) الأحزاب / 72. وتفسير الأمانة بالتكاليف الشرعية هو قول ابن عباس والحسن البصري ومجاهد وسعيد بن
جبير والضحاك بن مزاحم وابن زيد وأكثر المفسرين. راجع: "تفسير الطبري" (20 /336- 340) – "تفسير ابن كثير" (6 / 488-489) – "الجامع
لأحكام القرآن" (14 /252- 253) – "فتح القدير" (4/437). قال
قتادة: الأمانة: الدين والفرائض والحدود. وقيل: بل عنى بالأمانة في هذا الموضع: أمانات الناس. وقال بعضهم: الغسل من الجنابة. وقال زيد بن أسلم: الأمانة ثلاثة: الصلاة ، والصوم ، والاغتسال من الجنابة. ابن كثير رحمه الله:
"
وكل هذه الأقوال لا تنافي بينها ، بل هي متفقة وراجعة إلى أنها التكليف ، وقبول
الأوامر والنواهي بشرطها ، وهو أنه إن قام بذلك أثيب ، وإن تركها عُوقِبَ ، فقبلها
الإنسان على ضعفه وجهله وظلمه ، إلا مَنْ وفق اللَّهُ " انتهى.
ولعل إباء السموات والأرض والجبال للأمانة أساسه ـ كما قال ابن عباس ـ خَشْيَةُ التَّقْصِير فيها؛ لأنها مفْطُورة على الطاعة، راضية بما هُيِّئَتْ له من رسالة في الحياة يوضِّحه قوله تعالى ( ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاء وَهِىَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أتَيْنَا طَائِعِينَ) (سورة فصلت: 11)، وهذا يلتقي مع الرأي القائل بأن العَرْض معناه مُقايَسة التكاليف بجَهْد السَّمَوات والأرض والجبال وطبيعتها، فلم يكن هناك تناسب. أما الإنسان ففي طبيعته تناسب لحمل الأمانة مع ما يَلْزمُها من ثَوَاب على الطاعة وعقاب على المعصية. وقد قَبِل الإنْسانُ هذه الأمانة دون أن تُعرَض عليه، فلمْ يُصرِّحِ القُرْآنُ بِذَلِكَ كما قاله بعض المُفَسِّرين، ولعلَّ مُبَادَرَتَهُ للقَبول كانت تفاؤلاً بالتَّوفِيق لأدائها وأملاً في عدم التقْصير فيها، ولأن طبيعته التي خَلَقَهُ الله عليها تَتَنَاسَبُ مَعَ قَبُولِ هذه التكاليف. ثم قال العلماء: إن عرض الأمانة على السموات والأرض والجبال كان عرْض تَخْيير، أما عرضها على الإنسان فكان عرض إلزام، وعبَّرت الآية عن الإنسان الذي حمل الأمانة بأنه ظلوم جهول؛ لأنه كان ظلومًا لنفسه بالتقصير الذي آل إليه أمر الكثيرين، وجهول حين خَاطَر بحمل الأمانة ولم يَدْرِ ما سيكون عليه مستقبل حاله من التقصير الذي يَعرض له كل إنسان بدافع الغرائز التي فُطِر عليها.