سماحة الشيخ محمّد صنقور
فيمن نزلت: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا.. ﴾
المسألة:
قال تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ (1). الامتنان الإلهي..( ونُريد أن نَمُنَّ على الذين استُضعفوا...)! - ملتقى الخطباء. من هم المستضعفون في الأرض؟ هل هم أهل البيت (ﻉ) أم شيعة أهل البيت (ﻉ) أم هم المظلومون من امة النبي محمد (ص)؟
الجواب:
سياق الآية المباركة:
الآية المباركة وردت في سياق الحديث عن استضعاف فرعون لبني إسرائيل واستعلائه عليهم وتذبيحه أبناءهم واستحيائه نساءهم والاستحواذ على أرض الله والتسلُّط بالظلم والعدوان على ما أودعه فيها من خيراتٍ لعموم عباده. فكان فرعون يتوهَّم انَّ إرادته هي الماضية في أرض الله أبدًا والحال انَّ إرادة الله تعالى قد اقتضت المنَّ على المستضعفين من بني إسرائيل. بتمكين رجالٍ منهم وإعطائهم القوةَ والنفوذَ والسلطان وجعْلهم بعد تقويض ملك فرعون وهامان أئمةً في الأرض هداةً ودعاةً إلى الله تعالى وجعْلِهم الوارثين للأرض المالكين لمقدَّراتها السائرين في عباد الله تعالى بالهدى والرشاد. ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ / وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ / وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ / وَأَوْحَيْنَا إلى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ.. ﴾ (2).
الامتنان الإلهي..( ونُريد أن نَمُنَّ على الذين استُضعفوا...)! - ملتقى الخطباء
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض أي نتفضل عليهم وننعم. وهذه حكاية مضت ونجعلهم أئمة قال ابن عباس: قادة في الخير مجاهد: دعاة إلى الخير. قتادة: ولاة وملوكا; دليله قوله تعالى: وجعلكم ملوكا. قلت: وهذا أعم فإن الملك إمام يؤتم به ومقتدى به. ونجعلهم الوارثين لملك فرعون; يرثون ملكه ، ويسكنون مساكن القبط وهذا معنى قوله تعالى: وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا. ﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله تعالى: وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)ومعنى الكلام: أن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها، من بني إسرائيل، فِرَقًا يستضعِف طائفة منهم (وَ) نَحْنُ( نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ) استضعفهم فرعون من بني إسرائيل ( وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً). وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. موقع هدى القرآن الإلكتروني. * ذكر من قال ذلك:حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قَتادة ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ) قال: بنو إسرائيل. قوله: ( وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً) أي: ولاة وملوكا.
فصل: قال الخازن:|نداء الإيمان
وروايات أخرى عديدة قريبة في مفادها من هذه الروايات، ومقتضاها جميعًا انَّ أئمة أهل البيت (ﻉ) هم مِمَّن جعل اللهُ لهم الإمامة على الناس، وأمَّا وراثتهم وتمكينهم في الأرض فهو حتمي الوقوع ولو بعد حين، عندها يقوم قائم آلِ محمد فيملأ الأرض قسطًا وعدلاً ويبير العتاة وجَحَدَة الحق ويقطع دابر المتكبرين ويجتثُّ أصول الظالمين. ثم إنَّ الظاهر من مفاد هذه الروايات هو انَّها لم تكن بصدد التفسير للآيات المذكورة كما انَّها ليست بصدد بيان سبب نزولها وانَّما هي بصدد الإخبار عن انَّها مؤولة في أهل البيت (ﻉ)، وذلك هو ما يُعبَّر عنه بالجري والتطبيق. والحمد لله رب العالمين
من كتاب: شؤون قرآنية
الشيخ محمد صنقور
1- سورة القصص / 5. 2- سورة القصص / 4-7. فصل: قال الخازن:|نداء الإيمان. 3- تفسير العياشي -محمد بن مسعود العياشي- ج2 / ص204، بصائر الدرجات -محمد بن الحسن الصفار- / ص223، وسائل الشيعة (آل البيت) -الحر العاملي- ج27 / ص196، كتاب الغيبة -محمد بن إبراهيم النعماني- ص133. 4- معاني الأخبار -الشيخ الصدوق- ص79. 5- الأمالي -الشيخ الصدوق- ص566، روضة الواعظين -الفتال النيسابوري- ص158. 6- الغيبة- الشيخ الطوسي- ص184. 7- تفسير فرات الكوفي -فرات بن إبراهيم الكوفي- ص 314، مشكاة الأنوار -علي الطبرسي- ص173.
موقع هدى القرآن الإلكتروني
أى: ونحن نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض.. والأول أولى. والمعنى: لقد طغا فرعون وبغى، ونحن بإرادتنا وقدرتنا نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ ونتفضل على بنى إسرائيل، الذين استضعفوا في الأرض، بأن ننجيهم من ظلمه، وننقذهم من قهره وبغيه. ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض. وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ للأرض المباركة، التي نعطيهم إياها متى آمنوا وأصلحوا، كما قال- تعالى-: وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها، وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا، وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
ولهذا قال: ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين. ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون).
2019-11-03, 03:19 AM #1 الامتنان الإلهي.. ( ونُريد أن نَمُنَّ على الذين استُضعفوا... )! حمزة بن فايع الفتحي
• منّة الله على عباده عظيمة، ولا حدودَ لرحماته، ولا تصور لألطافه، يجود في الشدائد، ويرحم في المحن، ويفتح في الأنفاق، ويفرج في الكروبات.. ﴿ {وَنُريدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ استُضعِفوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوارِثينَ} ﴾ [القصص: ٥]. • امتنان يأخذك إلى كوكب المعجزات العجيبة، فيريك كيف يبدلُ الله الضعف قوة، ويجعل المسكين مكينا، والفقير قائدا، والمقهور عظيما رائداً...! • بُغي بهم، واعتُدي على حقوقهم، ونُكل بهم، وعُلقوا في جذوع النخل ، وخُدت لهم الأخاديد ، فجاءهم الفرج، وانطلقت الفتوحات، وتمت البشائر، وزُلزل البطلان الجاثم...! • وكان ذلك لبني إسرائيل زمن فرعون وعنت الظالمين، فصبروا واستنقذهم الله ببعثة موسى عليه السلام، وأورثهم مغانم القوم المجرمين..! وهذه السنة لهم ولمن بعدهم من أهل الايمان والصبر ﴿ { إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصبِر فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ} ﴾ [يوسف: ٩٠]. • والاستضعاف مس أبدانهم وأموالهم، ولَم يمس إيمانهم وخلقهم، ولذلك صبروا على المرارة، وتجرعوا المخاطر، ولَم يتزحزحوا عن استقامتهم وهذا طريق النصر والظهور البشري.
اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن الحسد وذم الحسد في السنة النبوية
صحة متن الحديث
فعند البحث عن صحة حديث الجنة تحت اقدام الامهات، نجده ورد ذكره كثيرًا في كتب الحديث نحو:
رواه ابن عدي في "الكامل في ضعفاء الرجال" (8/ 64) من طريق موسى بن محمد بن عطاء إلا أنه كان زائد عليه، وقال: " الجنةُ تحتَ أقدامِ الأمهاتِ من شِئْنَ أدخلْنَ ومن شِئْنَ أخرجْنَ". بنفس الصيغة السابقة رواه الذهبي في ميزان الاعتدال (220/4) وقال عنه أنه ضعيف لان فيه أحد الرجال اسمه "موسى بن محمد الدمياطي" قد جرحه علماء الحديث ولا يؤخذ منه. كذلك بنفس الصيغة السابقة رواه الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة برقم 593، وقال عنه إنه موضوع لا يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. حديث الجنة تحت اقدام الامهات. ورد الحديث بالشطر الأول منه فقط عن رواية للصحاب أنس ابن مالك -رضي الله عنه- في "فيض القدير بشرح الجامع الصغير" (3/ 361، ط. المكتبة التجارية الكبرى) للمناوي، وقال عنه أنه فيه رجلان هما منصور وأبو النظر وهم لا يعرفهما علماء الحديث؛ لذلك فإن الحديث منكر. أورده أبو الشيخ الأصبهاني في (طبقات المحدثين بأصبهان 3/ 568) بشطره الأول فقط وقال عنه أنه ضعيف. اخر من حكم على صحة حديث الجنة تحت اقدام الامهات هو الإمام الألباني رحمه الله في (حقوق النساء في الإسلام 194)، وقال عنه إنه لا يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
تخريج حديث: الجنة تحت أقدام الأمهات - ابن التيمي
شرح حديث من قال بسم الله توكلت على الله
عن انس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ إذا خرَجَ مِنْ بيْتِه: بسمِ اللهِ تَوكَّلتُ على اللهِ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، يُقالُ له: هُدِيتَ وكُفيتَ ووُقِيتَ، وتنَّحَّي عنه الشَّيطانُ». قد رواه أبو داودَ والترمذيُّ، ومعنى الحديث أن التوكل على الله قبل الخروج من المنزل ينجينا ويكفينا ويقينا من الشيطان وهمزاته والاجر والثواب عند الله. [1]
شاهد أيضًا: دعاء الخروج من المنزل للاطفال وفضل دعاء الخروج من المنزل
أذكار الخروج من المنزل
على المسلم وقت خروجه من بيته أن يتحصن بأذكار تقيه من كل ما يصيبه من شرور قد أوصانا بها النبي وهي بسم الله توكلت على الله، اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ أنْ أَضِلَّ أو أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أوْ أُزلَّ، أوْ أظلِمَ أوْ أُظلَم، أوْ أَجْهَلَ أو يُجهَلَ على، وبسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. تخريج حديث: الجنة تحت أقدام الأمهات - ابن التيمي. صحة حديث الخروج من المنزل
قد أقر الشيخ الألباني إنه صحيح حيث إنه في سنن ابن ماجة، وقد تم نقله عن الرسول من قبل أم سلمة، انس رضى الله عنه، محمد بن المنذر وغيرهم من الصحابة رضى الله عنهم جميعًا وكلهم صحابة كرام ورواة ثقات فصح الحديث المروي من قبلهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فثلّث له وقال: اوصني يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وآله وثلّث له وقال: اوصيك باُمّك. وفي الرابعة قال: اوصيك بأبيك ». فيظهر تفوقها في حقها على الأب وتقدمها بثلاث درجات. وفي الحديث: « رضا الوالدين رضا الله ، والعاق لهما عاق الله ». وفي هذا الحديث الذي سألت عنه تشبيه لطيف وتمثيل ظريف: تمليك الجنّة للأمهات طبعاً للمؤمنات ، المستحقات الواردات فيها ، فكما أنّ أرضك ملكك وباختيارك وتحت قدمك ، تعمل فيها ما شئت ، وكيف شئت ، وتتصرف فيها ، ولا منازع ولا معارض لك ، فتدعو أحبائك ، وتعطي أولادك ، وتسمع لهم بقدر ما تحب وتختار ، فكذلك ما تستحق الأمهات في الجنّة ، لهن أن يبذلن ويعطين لأولادهن ما شئن وما أحببن إن كان في الجنّة ومن أهلها. وفي الحديث إيماء إلى شفاعتهن للولد إن لم يكن من أهل الجنة ومستحقاً لها ، لكن إذا كان قابلاً للشفاعة منها ، ولا يدخل الجنة إن لم تكن راضية بدخوله وغير راغبة به. ويحتمل أن يكون المقصود في الحديث: ما يقال عند المبالغة عن كمال السلطة ونهاية القدرة أنّه تحت قدمي ليكون ابلغ من أنّه تحت يدي فيكون دالاً على خضوع الشيء وذلّته وعدم قيمته ، ولك أن تضع قدمك عليه أو ترفعها ، فكذلك الجنة للأمهات بالنسبة إلى الأولاد.