والأمر واضح في نصوص كثيرة منها ما تقدم. وأما ما يخص الخالق سبحانه في إرادة خلق البشر وجعلهم في هذا النسق من الاختبار والموت والبعث والحياة الأخروية، وهم جزء بسيط جدا من الخلق، فهو شأنه سبحانه وليس شأن غيره من الملائكة أو البشر أو غيرهم، وقد سأل الملائكة ربهم هذا السؤال عندما خلق آدم فأجابهم الله جوابا نهائيا واضحا، حيث يقول سبحانه في سورة البقرة: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)". فالجواب (إني أعلم ما لا تعلمون) يوضح أمورا عدة: أن الحكمة من خلق الإنسان تخصه سبحانه، وأن الأمر برمته من شأن الله ولا علاقة للمخلوقات به، فهو "فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ" وهو "لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ"، وأن سبب خلق البشر علم من علم الله لا يعلمه الملائكة، وما دام الأمر يتعلق بعلم الله المطلق فهو أعلم بالحكمة منه، ولا يَعلمها أحد من خلقه إلا بإذنه. لماذا خلقنا الله الصف الثاني. فإذا علمنا أن للأمر جانبين فيما يتعلق بخلق الإنسان: أحدهما يخص الإنسان، وهو موضح في القرآن بنصوص صريحة، وهو تحقيق العبادة لله من أجل الفوز بالجنة، والجانب الآخر يخص الخالق سبحانه، وهو الحكمة من الخلق، فيجب أن نعلم أن الحكمة من شأنه وحده وليست من شأن أحد من خلقه، وعلمنا محدود قاصر بينما علمه كامل مطلق، فلا يصح أن نعتبر معرفة حكمة الله من الخلق حقا من حقوقنا التي نطالب بها، وبالتالي لا يكون حجبها ظلم لنا..
لماذا لم يأخذ الله رأينا قبل أن يخلقنا؟
هذا السؤال من أعجب الأسئلة!
لماذا خلقنا الله سبحانه
[٦]
المراجع
↑ سورة سورة الذاريات، آية: 56. ^ أ ب "الحكمة من خلق البشر " ، الإسلام سؤال وجواب ، 2005-9-4، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-27. بتصرّف. ↑ "الحكمة من خلق الإنسان " ، إسلام ويب ، 2001-12-30، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-27. بتصرّف. ↑ سورة سورة الملك ، آية: 2. ↑ سورة سورة فاطر، آية: 39. ↑ د. عماد الدين خليل (2010-6-2)، "حول الاستخلاف والتسخير " ، قصة الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-6-27. بتصرّف.
وبيّن سبحانه وتعالى أن من حكمته في القتال بين المؤمنين والكافرين ومداولة الأيامِ ما ذكره في قوله: { وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين} [آل عمران: 140- 141]. وأما قوله تعالى: { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات: 56] فقد قيل: إن المعنى لآمرهم وأنهاهم فيعبدوني، وأمره ونهيه سبحانه وتعالى هو ما بعث به رسله، وفي هذا ابتلاء للعباد يكشف به حقائقهم حتى يميز الله الخبيث من الطيب، قال تعالى: { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء} [إبراهيم: 4]، وقال تعالى: { وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم} [آل عمران: 179]. وقد ذكر سبحانه أن من حكمته من خلق السماوات والأرض أن يعلم العباد كمال علمه وقدرته قال تعالى: { الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما} [ الطلاق: 12] ولم يكن خلقُ الله لآدم أو للجن والإنس لحاجةٍ به إليهم ولا لحاجةٍ إلى عبادتهم -كما توهم السائل- بل لا حاجةَ به إلى عبادة الملائكة ولا غيرهم؛ لأنه الغني بذاته عن كل ما سواه، لكنه تعالى يحب من عباده أن يعبدوه ويطيعوه، وعبادته هي محبته والذل لـه والافتقار إليه سبحانه، ونفع ذلك عائد إليهم.
إن البشرية جمعاء مطالَبة بالعودة إلى النبع الصافي، والتوجه إلى الله - تعالى - بالاستسلام له - سبحانه - والإيمان بخاتم رسله محمد - صلى الله عليه وسلم - ومن أبرز مظاهر هذا الاستسلامِ: الحجُّ إلى بيت الله – تعالى - لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، هذا الركن الذي تظهر منه جليًّا مظاهر الاستسلام والانقياد لله - تعالى - من خلال الطواف بالبيت، وتقبيل حجر لا يضر في ذاته ولا ينفع، إلى غير هذا من المناسك التي يقوم بها الحاج، والتي تحقق بوضوح تام معنى القاعدة الجليلة، التي تحتاج البشرية إلى استحضارها، والاحتكام إليها، وهي: أن الحَسَن ما حسَّنه الله – تعالى - والقبيح ما قبحه الله – تعالى - وحسب.
ما إعراب ولله على الناس حج البيت ؟ - إسألنا
عن زيد ابن خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: جائني جبريل فقال: مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعائر الحج. موقف عرفة من أعظم المواقف الإسلامية ومن أرجى اوقات إجابة الدعاء واقربها الى القبول وذلك لكثرة من يحضر هناك من الملائكة ومن الاولياء الصالحين وهو اليوم المشهود الذي سماه الله تعالى. قال الله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سب… | Flickr. روى البيهقي عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم عرفة فإن الله تبارك وتعالى يباهي بهم الملائكة فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً ضاحين من كل فج عميق أشهدكم أني قد غفرت لهم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنوا ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ وروى الإمام مالك عن طلحة بن عبدالله بن كريز رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما رؤي الشيطان أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذلك إلا مما يرى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما رأى يوم بدر رأى جبريل يزع الملائكة. وروى الخطيب عن أنس قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: إن الله عزوجل تطول على أهل عرفات فباهى بهم الملائكة فقال: انظروا يا ملائكتي إلى عبادي شعثاً غبراً أقبلوا يضربون إلى من كل فج عميق.
نرى الجهاد أفضل الأعمال أفلا نجاهد ؟ قال " لكنَّ أفضل الجهاد وأجمله ، حج مبرور ثم لزوم الحصر ( أي القرار في البيوت). قالت " فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم " [ رواه البخاري]. ولله على الناس حج البيت - ملتقى الخطباء. وقال صلى الله عليه وسلم: " جهاد الكبير والصغير والمرأة الحج والعمرة "[رواه النسائي وحسنه الألباني]
(6) ألا تحب أن تتعبد مع كل الكائنات وأن تكون سببا في عبودية الكون لله تعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلم يلبي إلا لبي من عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر ، حتى تنقطع الأرض من ههنا وههنا " [ رواه الترمذي وصححه الألباني]
(7) ألا تحب أن تعتق رقبتك من النار ، وأن تحط عنك الخطايا وتكتب لك الحسنات المضاعفات.
ولله على الناس حج البيت - ملتقى الخطباء
تعويض الله لعبادة الضعفاء: لما حرم الضعيف من الحج قدَرا عوضه الله شرعاً بأعمال يعملها هي عند الله أفضل له مما حرم منه من الحج إلى بيت الله فإن الله إذا حرم عبده قدرا من عبادة عوضه شرعا بعبادة يقدر عليها هذا العبد يأخذ بها ثواب هذه العبادة التي حرم منها بل وزيادة. ودلائل هذه القاعدة كثيرة في القرآن والسنة من أقربها ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما (رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ…فَقَالَ إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ قَالَ وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ) [صحيح البخاري] ومنها ما عوض الله به هذا المحروم من الحج الذي لا يستطيعه من أعمال هي منه أحب إلى الله من الحج إلى بيته الكريم. ومن هذه الأعمال: أ- العمل الصالح في عشر ذي الحجة. ما إعراب ولله على الناس حج البيت ؟ - إسألنا. فقد قال ابن رجب: "لما كان الله -سبحانه و تعالى- قد وضع في نفوس المؤمنين حنينا إلى مشاهدة بيته الحرام و ليس كل أحد قادرا على مشاهدته في كل عام فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره و جعل موسم العشر مشتركا بين السائرين و القاعدين فمن عجز عن الحج في عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج. "
المسار
الصفحة الرئيسة »
القرآن الكريم »
سورة آل عمران »
الآية 97
البحث
الرقم: 392
المشاهدات: 32556
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴿٩٧﴾
« الآية السابقة
الآية اللاحقة »
قال الله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سب… | Flickr
[لطائف المعارف] وهذا بناء على ما قد ثبت في صحيح البخاري من حديث ابن عباس أن رسول الله قال: (مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ قَالُوا وَلَا الْجِهَادُ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ. ) ففضل النبي -صلى الله عليه وسلم- العمل الصالح في أيام العشر على الجهاد الذي هو أفضل من الحج فعند البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: (سُئِلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ: إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِه. ِ قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: حَجٌّ مَبْرُورٌ. ) فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- العمل الصالح في أيام العشر الأول من ذي الحجة أفضل من الجهاد كله إلا النوع المذكور فقط وجعل في الحديث الثاني الجهاد بأنواعه أفضل من الحج فدل على أن العمل الصالح في هذا العشر لمن لا يقدر على الحج أحب إلى الله وأفضل من الحج المبرور من المستطيع.
وما عبده الناس من أصنام أو أموات أو أشجار أو أحجار كله باطل كما قال سبحانه: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [الحج:62] الآية من سورة الحج. وكذلك لابد من الشهادة بأن محمداً رسول الله؛ محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي العربي المكي ثم المدني، لابد من الشهادة بأنه رسول الله حق وبأنه خاتم الأنبياء، فمن لم يأت بهاتين الشهادتين عن صدق وإيمان ما تصح صلاته ولا صومه ولا زكاته ولا حجه ولا سائر عباداته حتى يسلم حتى يدخل في دين الله بالشهادتين وبالإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله، فإذا أسلم وجب عليه أداء هذه الحقوق من صلاة وصوم وحج وغير ذلك. نعم. بشرط الاستطاعة. المقدم: شكراً لفضيلة الشيخ عبدالعزيز. فتاوى ذات صلة