قال: "انْطَلِقْ إِلَى آلِ فُلانٍ". إِلى حيٍّ من الأنصار... [10]. وتتجلَّى عظمة
الحضارة الإسلامية في معاملة الخدم والعمال حين نرى امتداد رحمته صلى الله عليه وسلم بخدمه لتشمل غير المؤمنين به أصلاً، وذلك كما فعل مع الغلام اليهودي الذي كان يعمل عنده خادمًا، فقد مرض الغلام مرضًا شديدًا، فظلَّ النبي صلى الله عليه وسلم يزوره ويتعهَّده، حتى إذا شارف على الموت عاده وجلس عند رأسه، ثم دعاه إلى الإسلام، فنظر الغلام إلى أبيه متسائلاً، فقال له أبوه: أطِعْ أبا القاسم. فَأَسْلَمَ، ثم فاضت رُوحه، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ"[11]. وهذه -بعدُ- بعض حقوق الخدم والعمال التي أصَّلها الإسلام الحنيف، والتي طَبَّقَهَا رسول الإسلام الكريم بالقول والعمل، في زمنٍ لم يكن يعرف غير الظلم والقهر والاستبداد؛ لتُعَبِّرَ بصدق عَمَّا وصلت إليه حضارة الإسلام والمسلمين من سموٍّ وعظمةٍ وإنسانية. د. بحث حقوق الخدم والعمال. راغب السرجاني
[1] خولكم: خدمكم. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/115. [2] البخاري: كتاب الإيمان، باب المعاصي من أمر الجاهلية، ولا يكفر صاحبها بارتكابها إلا بالشرك (30)، ومسلم: كتاب الأيمان والنذور، باب إطعام المملوك مما يأكل (1661).
- رسول الله وحقوق العمال والخدم| قصة الإسلام
- حقوق العمال والخدم - ملتقى الخطباء
- تامل النصوص التالية واستخرج منها حقوق الخدم والعمال في الاسلام - حلول مناهجي
- حقوق الخدم والعمال - ريان بن محمد الدوسري - طريق الإسلام
- حقوق الخدم والعمال في الشريعة الإسلامية
- البلاء والمرض للمؤمن نعمة وأجر
- الابتلاء بالمرض
رسول الله وحقوق العمال والخدم| قصة الإسلام
فهل قال الظَّالم: لا أظلم أحدًا أبدًا بعد سماعي لهذا الحديث!! رسول الله وحقوق العمال والخدم| قصة الإسلام. لقد هانت الأخلاق عند كثيرين بعد هوان التقوى في حياتهم، وأعماهم بريقُ المال عن إدراك خطر الظلم وبخس الناس حقوقهم. لقد تعامل كثير من الناس مع العمال وكأنهم آلات لا رحمة ولا شفقة ولا إحسان، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- كما في الصحيحين: "إخوانكم خوَلكم، جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم". فيا مَن تظلم العُمَّال وتستوفي العمل منهم وتَبْخَسهم حقَّهم، فتمنعهم الحقَّ كُلَّه أو بعضه، اعْلَم أنَّ خَصْمَك الله يوم القيامة، فخِبْتَ وخَسِرت، فبادر إلى التوبة، ورُدَّ المظالم وتحلَّلْ منهم، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا قال الله -تعالى-: "ثلاثةٌ أنا خَصْمُهم يوم القيامة؛ رجل أعطى بي ثم غَدر، ورجل باع حُرًّا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يُعْطِه أجره". وفي مختاراتنا لهذا الأسبوع انتقينا لخطبائنا الكرام مجموعة من الخطب المختارة حول حقوق الخدم والعمال، نرصد فيها بعض مظاهر تضييع حقوق هذه الفئة الضعيفة، لاسيما في مجتمعاتنا التي يكثر فيها العمال من الأجانب الذين تضيع حقوقهم التي يأكلها بعض كبار القوم من الكفلاء أو الرؤساء في العمل، منوهين إلى عقوبة الظلم بصفة عامة، وأكل أموال الناس بالباطل على وجه الخصوص، واضعين بعضًا من التوجيهات والإرشادات في تكريم العمال والخدم.
حقوق العمال والخدم - ملتقى الخطباء
بالإضافة، عمل مناصروا حقوق العمال على محاربة عمل الأطفال. إنهم ينظرون إلى عمل الأطفال على أنه استغلالي، قاسي، ومدمر اقتصاديا. مناهضوا عمل الأطفال يحاججون بأن الأطفال العاملون يحرمون من فرصة التعليم. عمل مناصروا حقوق العمال على تطوير أوضاع العمل لكي ترتقي إلى المعايير المؤسسة. حقوق الخدم والعمال في الشريعة الإسلامية. خلال الحقبة التقدمية من تاريخ الولايات
المتحدة، بدأت أمريكا إصلاحات أوضاع العمل، بعد أن بدأت انتقادات واسعة للأوضاع السيئة في أماكن العمل مثل المعامل المعرقة
بتشديد وكسر الراء، sweatshops والمخاطر المهنية، وشنت حملات من أجل وضع أفضل للعمال واعتراف بحقوق العمال على المستوى الدولي. طالبت الحركات العمالية بقوانين تضمن حد أدنى للأجور ، وثمة مفاوضات مستمرة من أجل زيادة الحد الأدنى. العمال المهاجرون والأجانب، حتى لو كانوا شرعيين، يتم استغلالهم أحيانا. مثلا، تعرض عمال أجانب لعدد من حالات الاستغلال في دولة الإمارات العربية المتحدة (بما فيها دبي). منظمة هيومان رايتس ووتش سردت عددا من المشاكل، من ضمنها "الامتناع عن دفع الأجور، الإجبار على العمل وقتا إضافيا بدون دفع تعويض، بيئات عمل غير آمنة تفضي إلى الموت والإصابات، أوضاع معيشية مزرية في مخيمات العمال،
و مصادرة جوازات السفر من قبل صاحب العمل ".
تامل النصوص التالية واستخرج منها حقوق الخدم والعمال في الاسلام - حلول مناهجي
أعزَّ الإسلام الخدم والعمَّال ورعاهم وكرَّمهم، واعترف بحقوقهم لأوَّل مرَّة في التاريخ -بعد أن كان العمل في بعض الشرائع القديمة معناه الرقُّ والتبعيَّة، وفي البعض الآخر معناه المذلَّة والهوان- قاصدًا بذلك إقامة العدالة الاجتماعيَّة، وتوفير الحياة الكريمة لهم. صور من حقوق العمال والخدم في الإسلام كانت سيرة رسول الله خير شاهد على عظمة النظرة الإسلامية للخدم والعمَّال، وكانت إقرارًا من رسول الله ، فقد دعا رسول الله أصحاب الأعمال إلى معاملتهم معاملة إنسانيَّة كريمة، وإلى الشفقة عليهم، والبرِّ بهم، وعدم تكليفهم ما لا يطيقون من الأعمال، فقال رسول الله: "... إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ[1]، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ"[2]. فجاء تصريح رسول الله: "إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ"؛ ليرتفع بدرجة العامل الخادم إلى درجة الأخ! حقوق الخدم والعمال. ولتصبح هذه الضوابطَ العامَّة التي توفِّر الحياة الكريمة لبني الإنسان عمومًا. وألزم كذلك صاحب العمل أن يُوَفِّيَ للعامل والخادم أجره المكافئ لجُهده دون ظلم أو مماطلة، فقال رسول الله: "أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ"[3].
حقوق الخدم والعمال - ريان بن محمد الدوسري - طريق الإسلام
رفعت محمد مرسي طاحون
12
6
83, 338
حقوق الخدم والعمال في الشريعة الإسلامية
3ـ تأمين الحياة الكريمة بجميع وسائلها
فالإسلام يعطي العامل حق تأمين نفقاته
بما يكفي معيشته من تأمين معاش وتأمين صحي وتأمين تعليمي له ولأفراد عائلته حتى
يقوم بعمله بامان واستقرار ويتضامن بذلك رب العمل والدولة وذلك بسن القوانين التي
تضمن له حق كفايته وحمايته أسرته من المرض أو الشيخوخة أو الوفاة وفي هذا المجال
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من ولي لنا عملا وليس له منزل فليتخذ منزلا، أو
ليست له زوجة فليتزوج، أو ليس له دابة فليتخذ دابة) رواه البخاري. حقوق الخدم والعمال - ريان بن محمد الدوسري - طريق الإسلام. ولقوله صلى الله عليه وسلم: (من ترك مالا
فلورثته، ومن ترك ضياعا "أي ورثة" أو كلأ "أي ذرية ضعفاء"
فليأتني فأنا مولاه) رواه البخاري. ففي هذا الحديث جعل رسول الله صلى الله
عليه وسلم لذرية العامل في مال الدولة ضمانا لهم. وبناء عليه فان كل ما يصدره ولي
الأمر من انظمة لا تخالف الشرع وترفع الظلم على العمال وتضمن حقوقهم يجب التقيد به
وتنفيذه شرعا لأنه يدخل في تلك المبادئ التي كفلها الإسلام للعمال. 4ـ حق الأخوة الإسلامية
فالعامل أخ لرب العمل، ورباط الأخوة
الإسلامية من أقوى الروابط لأنه مبني على العقيدة التي تجمع بين الخدم والمخدومين
والعمال وأصحاب العمل، وتقتضي الأخوة أن يكون المطعم والملبس واحدا على سبيل
المواساة لا المساواة من كل جهة، فأنه ينبغي لرب العمل أن يقدم لخدمه أو عماله أو
أجرائه طعاما من جنس طعامه مصداقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (أخوانكم خولكم
جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس)
رواه البخاري ومسلم، أي من جنس ما يأكل وجنس ما يشرب.
[١٤]
أهميّة الاقتداء برسول الله
مثّلت سيرة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- القدوة لجميع الناس؛ على اختلاف طبائعهم، وأجناسهم، وظروفهم، وبيئاتهم، ومراحل حياتهم، فقد كانت سيرته أفضل السِّيَر بما تضمّنته من الأخلاق الحسنة، والعادات الطيّبة، والعبادات، ويستطيع المسلم الاقتداء به -عليه الصلاة والسلام- مهما كان حاله على النحو الآتي: [١٥]
يستطيع الغني الاقتداء بالنبيّ حين كان تاجراً. يقتدي الفقير به حين كان -عليه الصلاة والسلام- مُحاصَراً في شِعب أبي طالب، وحين هاجر من مكة إلى المدينة تاركاً أهله وماله ووطنه. يقتدي به الملك، والضعيف، والمعلّم، والتلميذ، والأب، والزوج، والصغير، والكبير، واليتيم، والداعية إلى الله، وأيّ أحدٍ في كلّ مرحلة قد يمرّ بها خلال حياته، وفي كلّ أمر قد يواجهه، فسيرته -عليه الصلاة والسلام- منهاج حياةٍ كاملة، ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة، والنور الذي يُضيء الظلمات، والإرشاد الذي يهدي كل ضالّ. المراجع ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 4786، صحيح. ↑ منقذ السقار (2009)، الدين المعاملة ، رابطة العالم الإسلامي، صفحة 45. بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 211، صحيح.
• فتح باب التوبة والذل والانكسار بين يدي الله. • تقوية صلة العبد بربه. • تذكر أهل الشقاء والمحرومين والإحساس بالآمهم. • قوة الإيمان بقضاء الله وقدره واليقين بأنه لاينفع ولا يضر الا الله. • تذكر المآل وإبصار الدنيا على حقيقتها. والناس حين نزول البلاء ثلاثة أقسام: الأول: محروم من الخير يقابل البلاء بالتسخط وسوء الظن بالله واتهام القدر. الابتلاء بالمرض. الثاني: موفق يقابل البلاء بالصبر وحسن الظن بالله. الثالث: راض يقابل البلاء بالرضا والشكر وهو أمر زائد على الصبر. والمؤمن كل أمره خير فهو في نعمة وعافية في جميع أحواله
قال الرسول صلى الله عليه وسلم " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم. واقتضت حكمة الله اختصاص المؤمن غالباً بنزول البلاء تعجيلاً لعقوبته في الدنيا أو رفعاً
لمنزلته أما الكافر والمنافق فيعافى ويصرف عنه البلاء. وتؤخر عقوبته في الآخرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد" رواه مسلم.
البلاء والمرض للمؤمن نعمة وأجر
رواه الترمذي (2396) وحسنه ، وصححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/146)
وقد جُمع السببان في حديث عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً ، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً)
رواه البخاري (5641) ، ومسلم (2573). ثم إن التداخل والاشتراك بين هذين السببين أعظم من الصور التي ينفرد كل منهما به:
ألا ترى أن من ابتلاه الله بمصيبة بسبب ذنبه فصبر وشكر غفر الله تعالى له ذنبه ، ورفع درجته في الجنة ، ووفاه أجر الصابرين المحتسبين. كما أن من بتلاه الله بالمصيبة ليبلغ المنزلة الرفيعة التي كتبها له في الجنة ، تكفر عنه ذنوبه السالفة ، وتعتبر جزاء له عليها في الدنيا ، فلا تكرر عليه في الآخرة ، كما وقع لبعض الرسل والأنبياء: كآدم عليه السلام ، ويونس عليه السلام ، حين ابتلى الله سبحانه وتعالى آدم بالإخراج من الجنة ، وابتلى يونس بن متى بالغرق في بطن الحوت ، فرفعهما الله بهذا البلاء لصبرهما واحتسابهما الثواب عنده سبحانه ، وكانت كفارة للمخالفة التي وقعت من كل منهما عليهما الصلاة والسلام. البلاء والمرض للمؤمن نعمة وأجر. ويدلك على ذلك أن الجزاء الدنيوي لا ينفصل عن الجزاء الأخروي ، وأن اقتران ذكر هذين السببين جاء في كثير من الأحاديث النبوية الصحيحة ، منها ما رواه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: ( قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ!
الابتلاء بالمرض
إن من السنن الكونية وقوع البلاء على المخلوقين اختباراً لهم, وتمحيصاً لذنوبهم, وتمييزاً قال الله تعالى ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) وقال تعالى ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
و قال تعالى ( الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وقال حديث حسن. وأكمل الناس إيمانا أشدهم إبتلاء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة. أخرجه الإمام أحمد وغيره. و فوائد الإبتلاء: • تكفير الذنوب ومحو السيئات. • رفع الدرجة والمنزلة في الآخرة. • الشعور بالتفريط في حق الله واتهام النفس ولومها.
بقلم |
خالد يونس |
الاثنين 23 مارس 2020 - 07:17 م
المرض هو من سنن الله عز وجل التي تجري على عباده منذ بدء الخليقة سواء على كبيرهم أو صغيرهم، غنيهم أو فقيرهم، كافرهم ومؤمنهم، طائعهم وعاصيهم لحكمة الابتلاء في الدنيا التي قدرها سبحانه وتعالى سواء بالخير والشر، بل أن كثيرًا من الأنبياء أصيبوا بأمراض شديدة، وابتلى نبي الله أيوب عليه السلام بأصعب انواع المرض فصبر واحتسب بل واستحى زمنًا طويلًا أن يطلب من الله الشفاء حتى دعاه فشفاه. واعلم أن مرضك أيها المريض سبب في تكفير خطاياك التي اقترفتها بقلبك وسمعك وبصرك ولسانك ، وسائر جوارحك. كما أن المرض قد يكون عقوبة على ذنب وقع من العبد ، كما قال تعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير). ويقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -: " ما يصيب المؤمن من وَصب ، ولا نصب ، ولا سقَم ، ولا حزن حتى الهمّ يهمه ، إلا كفر الله به من سيئاته " بشرى للمريض: - ما كان يعمله المريض من الطاعات ومنعه المرض من فعله فهو مكتوب له ، ويجري له أجره طالما أن المرض يمنعه منه، حيث. قال – صلى الله عليه وسلم -: " إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً " رواه البخاري 2996.