فيه مسألتان:الأولى: قوله تعالى: وضرب لنا مثلا ونسي خلقه أي: ونسي أنا أنشأناه من نطفة ميتة فركبنا فيه الحياة. أي: جوابه من نفسه حاضر ، ولهذا قال - عليه السلام -: نعم ويبعثك الله ويدخلك النار ففي هذا دليل على صحة القياس ، لأن الله - جل وعز - احتج على منكري البعث بالنشأة الأولى. قال من يحيي العظام وهي رميم أي: بالية. رم العظم فهو رميم ورمام. وإنما قال " رميم " ولم يقل " رميمة "; لأنها معدولة عن فاعلة ، وما كان معدولا عن وجهه ووزنه كان مصروفا عن إعرابه ، كقوله: وما كانت أمك بغيا أسقط الهاء; لأنها مصروفة عن باغية. وقيل: إن هذا الكافر قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أرأيت إن سحقتها وأذريتها في الريح أيعيدها الله! فنزلت: قل يحييها الذي أنشأها أول مرة أي: من غير شيء فهو قادر على إعادتها في النشأة الثانية من شيء ، وهو عجم الذنب. ويقال: عجب الذنب ، بالباء. وهو بكل خلق عليم عليم كيف يبدئ ويعيد. الثانية: في هذه الآية دليل على أن في العظام حياة وأنها تنجس بالموت. وهو قول أبي حنيفة وبعض أصحاب الشافعي. وقال الشافعي - رضي الله عنه -: لا حياة فيها. الباحث القرآني. وقد تقدم هذا في [ النحل]. فإن قيل: أراد بقوله من يحيي العظام أصحاب العظام.
تفسير قوله تعالى: وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من
سبب نزول (قال من يحيي العظام وهي رميم) هو ما ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء العاص بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم حائل، ففته بيده، فقال يا محمد، أيحيي الله هذا بعد ما أرى؟ قال: نعم، يبعث الله هذا، ثم يميتك، ثم يحييك، ثم يدخلك نار جهنم، فنزلت الآيات من آخر يس، أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ. إلى آخر السورة.
الباحث القرآني
سورة يس
سورة يس عن روح محمد عوض البلاسي
تهون عليه في قبره وتنيره، كما تتنزل به الرحمات والتجليات الإلهية بالمغفرة والرضا من الله عز وجل عليه. سورة الفاتحة
سورة الفاتحة عن روح
جاء الشرع الشريف بقراءة سورة الفاتحة على المتوفى؛ وذلك لأن فيها مِن الخصوصية في نفع الميت وطلب الرحمة والمغفرة له ما ليس في غيرها. دعاء عن روح المرحوم
دعاء عن روح المرحوم محمد عوض البلاسي
اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، اللهم من كان منهم محسناً فزد في حسناته، ومن كان منهم مسيئاً فتجاوز عن سيئاته، اللهم يمن كتابه، ويسر حسابه، وثقل في الحسنات ميزانه، وثبت على الصراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنات، بجوار حبيبك ومصطفاك، صلى الله عليه وسلم
عدد الزوار:
Loading...
مكتبتي الاسلامية
محمد عوض البلاسي
وإقامة المضاف مقام المضاف إليه كثير في اللغة ، موجود في الشريعة. قلنا: إنما يكون إذ احتيج لضرورة ، وليس هاهنا ضرورة تدعو إلى هذا الإضمار ، ولا يفتقر إلى هذا التقدير ، إذ الباري سبحانه قد أخبر به وهو قادر عليه ، والحقيقة تشهد له ، فإن الإحساس الذي هو علامة الحياة موجود فيه ، قاله ابن العربي. ﴿ تفسير الطبري ﴾
وقوله ( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ) يقول: ومثَّل لنا شبها بقوله ( مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) إذ كان لا يقدر على إحياء ذلك أحد، يقول: فجعلنا كمن لا يقدر على إحياء ذلك من الخلق ( وَنَسِيَ خَلْقَهُ) يقول: ونسي خَلْقَنا إياه كيف خلقناه، وأنه لم يكن إلا نطفة، فجعلناها خلقا سَوِيًّا ناطقا، يقول: فلم يفكر في خلقناه، فيعلم أن من خلقه من نطفة حتى صار بشرا سويا ناطقا متصرفا، لا يعْجِز أن يعيد الأموات أحياء، والعظام الرَّميم بشَرا كهيئتهم التي كانوا بها قبل الفناء.
القول في تأويل قوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٧٧) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩) ﴾
يقول تعالى ذكره ﴿أَوَلَمْ يَرَ الإنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ﴾ واخُتلف في الإنسان الذي عُني بقوله ﴿أَوَلَمْ يَرَ الإنْسَانُ﴾ فقال بعضهم: عُني به أُبي بن خلف. * ذكر من قال ذلك:
⁕ حدثني محمد بن عُمارة، قال: ثنا عبيد الله بن موسى، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي يحيى عن مجاهد، في قوله ﴿مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ﴾ قال: أُبي بن خَلَف أتى رسول الله ﷺ بعَظْم. ⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا﴾ أبي بن خلف. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ﴿قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ﴾: ذُكر لنا أن أُبيَّ بن خلف، أتى رسول الله ﷺ بعظم حائل، ففتَّه، ثم ذراه في الريح، ثم قال: يا محمد من يحيي هذا وهو رميم؟ قال: "والله يحييه، ثم يميته، ثم يُدخلك النار؛ قال: فقتله رسول الله ﷺ يوم أُحد.
* * *
وقوله ﴿مُبِينٌ﴾
يقول: يبين لمن سمع خُصومته وقيله ذلك أنه مخاصم ربه الذي خلقه.
أن يعتمدهم في ناديهم فيقول لهم: يا أيها الكافرون. وهم يغضبون من أن ينسبوا إلى الكفر. فقوله: لا أعبد ما تعبدون إخبار عن نفسه بما حصل منها. سورة الكافرون المصحف الالكتروني القرآن الكريم. والمعنى: لا تحصل مني عبادتي ما تعبدون في أزمنة في المستقبل تحقيقا; لأن المضارع يحتمل الحال والاستقبال ، فإذا دخل عليه ( لا) النافية أفادت انتفاءه في أزمنة المستقبل كما درج عليه في الكشاف ، وهو قول جمهور أهل العربية. ومن أجل ذلك كان حرف ( لن) مفيدا تأكيد النفي في المستقبل زيادة على منطلق النفي ، ولذلك قال الخليل: أصل ( لن): لا أن ، فلما أفادت ( لا) وحدها نفي المستقبل كان تقدير ( أن) بعد ( لا) مفيدا تأكيد ذلك النفي في المستقبل ، فمن أجل ذلك قالوا: إن ( لن) تفيد تأكيد النفي في المستقبل فعلمنا أن ( لا) كانت مفيدة نفي الفعل في المستقبل. وخالفهم ابن مالك كما في مغني اللبيب ، وأبو حيان كما قال في هذه السورة ، والسهيلي عند كلامه على نزول هذه السورة في الروض الأنف. [ ص: 582] ونفي عبادته آلهتهم في المستقبل يفيد نفي أن يعبدها في الحال بدلالة فحوى الخطاب ، ولأنهم ما عرضوا عليه إلا أن يعبد آلهتهم بعد سنة مستقبلة. ولذلك جاء في جانب نفي عبادتهم لله بنفي اسم الفاعل الذي هو حقيقة في الحال بقوله: ولا أنتم عابدون ، أي: ما أنتم بمغيرين إشراككم الآن لأنهم عرضوا عليه أن يبتدئوا هم فيعبدوا الرب الذي يعبده النبيء - صلى الله عليه وسلم - سنة ، وبهذا تعلم وجه المخالفة بين نظم الجملتين في أسلوب الاستعمال البليغ.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الكافرون - الآية 3
وأكثر ما يأتي ذلك في أخبار الله عز وجل. وقال { ما أعبد} ، ولم يقل: من أعبد؛ ليقابل به { ولا أنا عابد ما عبدتم} وهي أصنام وأوثان، ولا يصلح فيها إلا { ما} دون { من} فحمل الأول على الثاني، ليتقابل الكلام ولا يتنافى. وقد جاءت { ما} لمن يعقل. ومنه قولهم: سبحان ما سخركن لنا. وقيل: إن معنى الآيات وتقديرها: { قل يا أيها الكافرون لا أعبد} الأصنام التي تعبدونها، { ولا أنتم عابدون} الله عز وجل الذي أعبده؛ لإشراككم به، واتخاذكم الأصنام، فإن زعمتم أنكم تعبدونه، فأنتم كاذبون؛ لأنكم تعبدونه مشركين. فأنا لا أعبد ما عبدتم، أي مثل عبادتكم؛ { فما} مصدرية. وكذلك { ولا أنتم عابدون ما أعبد} مصدرية أيضا؛ معناه ولا أنتم عابدون مثل عبادتي، التي هي توحيد. تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي - صوتي
تفسير سورة الكافرون من اية 1 الى 6
اسباب النزول - أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي [قوله تعالى: { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلْكَافِرُونَ... القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الكافرون - الآية 3. } إلى آخر السورة]. [1-6]. نزلت في رَهْطٍ من قُريش، قالوا: يا محمدُ! هَلُمَّ فاتَّبعْ دينَنا ونتبع دينَك: تعبدُ آلهتَنا سنة، ونعبدُ إلهك سنة. فإن كان الذي جئت به خيراً ممَّا بأيدينا، [كنا] قد شَرَكْناك فيه، وأخذْنا بحظنا منه.
سورة الكافرون المصحف الالكتروني القرآن الكريم
من عمل عملا أشرك فيه معي غيري ، تركته وشركه. رواه مسلم]2985[ والواجب على المسلم أن يخلص لله تعالى ويعتقد أن الذين يعبدون الله تعالى ويعبدون معه غيره ليسوا بمسلمين بل هم كفار بسبب شركهم بعبادة الله تعالى. فليس الكافر من يعبد الشيطان أو يعبد الأصنام فحسب، بل حتى الذين يعبدون الله تعالى ويعبدون معه غيره كفار أيضاً. وهذه مسألة مهمة جدا لا يستقيم دين المسلم حتى يعتقد أن الدين كله لله وحده، وأن كل من عبد غير الله تعالى فهو كافر ولو عبد الله تعالى. أخي القارئ وفقني الله وإياك لمرضاته اعلم أرشدك الله للحق أن المشركين الأوائل كانوا يعبدون الله تعالى ولم ينفعهم ذلك شيئاً لأنهم كانوا يعبدون مع الله تعالى غيره من الأولياء والأصنام. فقد كانوا يقولون في تلبيتهم بالحج: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك)، فهذا أوضح من أن يُوضح بأنهم كانوا يعبدون الله لكن لم يخلصوا الدين لله لذا فهم كفار مشركون لا تنفعهم عبادتهم لله ولا إقرارهم بربوبية الله حتى يخلصوا لله ويعبدوه وحده لا شريك له. لذلك أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعلن البراءة من العمل الذي يعمله المشركون فقال(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافًرُونَ(1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ(2) وَلَا أَنتُمْ عَابًدُونَ مَا أَعْبُدُ(3) وَلَا أَنَا عَابًد مَّا عَبَدتُّمْ(4) وَلَا أَنتُمْ عَابًدُونَ مَا أَعْبُدُ(5) لَكُمْ دًينُكُمْ وَلًيَ دًينً(6)) [سورة الكافرون].
حدثني يعقوب, قال: ثنا ابن عُلَية, عن محمد بن إسحاق, قال: ثني سعيد بن مينا مولى البَختري (1) قال: لقي الوليد بن المُغيرة والعاص بن وائل, والأسود بن المطلب, وأميَّة بن خلف, رسول الله, فقالوا: يا محمد, هلمّ فلنعبد ما تعبد, وتعبدْ ما نعبد, ونُشركك في أمرنا كله, فإن كان الذي جئت به خيرا مما بأيدينا، كنا قد شَرِكناك فيه, وأخذنا بحظنا منه; وإن كان الذي بأيدينا خيرا مما في يديك, كنت قد شَرِكتنا في أمرنا, وأخذت منه بحظك, فأنـزل الله: ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) حتى انقضت السورة.