(p-٤٥)﴿لا يُسْألُ عَمّا يَفْعَلُ وهم يَسْألُونَ﴾
الأظْهَرُ أنَّ هَذِهِ الجُمْلَةَ حالٌ مُكَمِّلَةٌ لِمَدْلُولِ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ ولا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ والنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ﴾ [الأنبياء: ١٩] كَما تَقَدَّمَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى: ﴿أمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الأرْضِ﴾ [الأنبياء: ٢١] إلَخْ. فالمَعْنى أنَّ مَن عِنْدَهُ - وهُمُ المُقَرَّبُونَ مِنَ المَخْلُوقاتِ - هم مَعَ قُرْبِهِمْ يُسْألُونَ عَمّا يَفْعَلُونَ ولا يَسْألُونَهُ عَمّا يَفْعَلُ، أيْ لَمْ يَبْلُغْ بِهِمْ قُرْبُهم إلى حَدِّ الإدْلالِ عَلَيْهِ وانَتِصابِهِمْ لِتَعَقُّبِ أفْعالِهِ. فَلَمّا كانَ الضَّمِيرُ المَرْفُوعُ بِالنِّيابَةِ عَنِ الفاعِلِ مُشْعِرًا بِفاعِلٍ حُذِفَ لِقَصْدِ التَّعْمِيمِ، أيْ لا يَسْألُ سائِلٌ اللَّهَ تَعالى عَمّا يَفْعَلُ، وكانَ مِمَّنْ يَشْمَلُهُمُ الفاعِلُ المَحْذُوفُ هم مَن عِنْدَهُ مِنَ المُقَرَّبِينَ - صَحَّ كَوْنُ هَذِهِ الجُمْلَةِ حالًا مِن "مَن عِنْدَهُ"، عَلى أنَّ جُمْلَةَ "﴿لا يُسْألُ عَمّا يَفْعَلُ﴾" تَمْهِيدٌ لِجُمْلَةِ "﴿وهم يُسْألُونَ﴾".
صوت السلف | لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ
إعلان
الحمد لله، والصلاة
والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فقد قال
الإمام ابن جرير الطبري -رحمه الله-: "يقول -تعالى- ذكره-: لا سائل يسأل ربَّ
العرش عن الذي يفعل بخـلقه مِن تصريفهم فـيـما شاء من حياة وموت، وإعزاز وإذلال،
وغير ذلك من حكمه فـيهم؛ لأنهم خـلقه وعبـيده، وجميعهم فـي ملكه وسلطانه، والـحكم
حكمه، والقضاء قضاؤه، لا شيء فوقه يسأله عما يفعل، فـيقول: له لـِمَ فعلت؟ ولـمَ
لـمْ تفعل؟! ( وَهُمْ يُسْئَلُونَ) يقول -جلَّ ثناؤه-: وجميع مَن فـي
السموات والأرض مِن عبـاده مسؤولون عن أفعالهم، ومـحاسبون علـى أعمالهم، وهو الذي
يسألهم عن ذلك ويحاسبهم علـيه؛ لأنه فوقهم ومالكهم، وهم فـي سلطانه. وبنـحو الذي قلنا
فـي ذلك قال أهل التأويـل؛ فذكر عن قتادة قال: لا يُسئل عما يفعل بعبـاده، وهم
يُسئلون عن أعمالهم. وعن ابن جريج قال: لا يُسئل الـخالق عن قضائه فـي خـلقه، وهو
يَسأل الـخـلق عن عملهم. وعن الضحاك قال: لا يُسئل الـخالق عما يقضي فـي خـلقه، والـخـلق
مسؤولون عن أعمالهم" (تفسير الطبري). قال
الشيخ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله-: "( لاَ يُسْأَلُ
عَمَّا يَفْعَلُ): لعظمته وعزته، وكمال قدرته، لا يقدر أحدٌ أن يُمانعه أو
يُعارضه، لا بقول، ولا بفعل، ولكمال حكمته ووضعه الأشياء مواضعها وإتقانها، أحسن
كل شيء يقدره العقل، فلا يتوجه إليه سؤال؛ لأن خلقه ليس فيه خلل ولا إخلال.
ثم قال رحمه الله: (وقال تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا [الحديد:22]). هذه الآية من الأدلة الدالة على ما تقدم من أنه ما من شيء في الكون من حركة وسكون يقع من الأنفس إلا بقضاء الله وقدره، يقول الله تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ)، وهذا يشمل كل ما يصيب الإنسان وينزل به مما يفرح به ويسر، ومما يسوءه ويكدره، فكل شيء بقضاء وقدر، فقوله تعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ [الحديد:22] أي: أنه مكتوب، وهذا يدل على شيئين: على علم الله بهذا المصاب وبهذا النازل، وعلى أنه سبحانه وتعالى قد كتبه، وهذه الآية تدل على العلم وتدل على الكتابة. الخلاف في عود الضمير في قوله تعالى: (نبرأها)
الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية
أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين والصلاة، لما جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان] (رواه البخاري ومسلم). النية في الزكاة - الموسوعة الفقهية - الدرر السنية. من أهم الأسباب التي تدخل الجنة، وعلامة على صدق الإيمان، قال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (الذاريات – 15:19). من حافظ عليها كان من الصديقين والشهداء، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته، فممن أنا ؟ قال: [من الصديقين والشهداء] (رواه الإمام أحمد). المزكي أجره على الله، ولا يخاف ولا يحزن، قال تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة – 274)، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة – 277).
النية في الزكاة - الموسوعة الفقهية - الدرر السنية
أما الزكاة فهي كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم "تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم" متفق عليه فهي فريضة فرضها الله عبادة للموسرين، ولطفاً ورحمة بالفقراء والمحتاجين. يقول السيد محمد رشيد رضا في تفسيره ( ولو أقام المسلمون هذا الركن من دينهم لما وجد فيهم - بعد أن كثرهم الله ووسع عليهم في الرزق - فقير مدقع، ولا ذو غرم مفجع، ولكن أكثرهم تركوا هذه الفريضة فجنوا على دينهم وأمتهم فصاروا أسوأ من جميع الأمم حالاً في مصالحهم المالية والسياسية، حتى فقدوا ملكهم وعزهم وشرفهم) انتهى. والله أعلم.
ما معنى : &Quot;خرص الزكاة &Quot;
متى تجب الزكاة ؟
يجب على المسلم أن يخرج زكاة ماله، عند دخول وقت آدائها، وهو عندما يمر عام كامل على امتلاكه للنصاب في زكاة المال، وعند الحصاد في زكاة الزروع والثمار لقوله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} (الأنعام – 141). وكثير من المسلمين يحدد وقت إخراج زكاته في شهر رمضان المبارك، وذلك لما في هذا الشهر الكريم من خير وبركة، وزيادة للأجر والثواب، وهذا أفضل وقت لإخراج الزكاة، ومنهم من يقدم زكاته فيخرجها في رمضان وهذا جائز، ولكن يحرم تأخير الزكاة عن وقت وجوبها إلا للضرورة. الزكاة لا توجب في جميع أموال المسلمين، ولكن الله سبحانه وتعالى خصص أنواعاً من الأموال هي التي تجب فيها الزكاة، فالزكاة لاتجب في البيوت التي يسكنها الإنسان، أو في الملابس أو الأثاث، أما الأموال التي تجب فيها الزكاة وأنواعها فهي كالتالي:
تجب الزكاة في الذهب والفضة، إذا بلغا النصاب وحال عليهما الحول، ويدخل معهم أيضاً زكاة المال أي الأوراق النقدية. ما معنى ايتاء الزكاة. تجب الزكاة في الزروع والثمار ، كالحنطة (القمح)، والتمر، والشعير، والزبيب، والذرة، والأرز، ووقت إخراجها يكون عند حصادها إذا بلغت النصاب، فلا يشترط فيها مرور الحول عليها. تجب الزكاة في عروض التجارة، ويقصد بها ما يقوم به الإنسان من تجارة، كالملابس والأدوية وغير ذلك مما يتاجر فيه الإنسان بغرض الربح.
ما هي أوجه صرف الزكاة ؟ | المرسال
الزكاة تمتلك مكانة عظيمة في الإسلام ،و يحاول المسلمون الإلتزام بأدائها بشكل يضمن لهم الفوز بثواب ،و أجر عظيم ،و خلال السطور القليلة القادمة سوف نتعرف على أوجه صرف الزكاة ،و فضلها فقط تفضل عزيزي القارئ بالمتابعة. أولاً نبذة عن الزكاة.. الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمس ،و أكدت لنا الكثير من الآيات القرانية ،و الأحاديث النبوية الشريفة على ضرورة الإلتزام بأداء الزكاة ،و يمكن تعريفها بأنها عبارة عن مبلغ من المال يتم إعطاؤه لبعض الأفراد و ذلك من أجل مساعدتهم على قضاء حاجاتهم بشكل يسهم في تحقيق المساواة ،و التوازن ،و الإستقرار في المجتمع ،و يساعد على نشر المودة ،و الرحمة بين المسلمين ،و يقضي على الكراهية ،و الحقد.
وجه الدَّلالة: أنَّ فَرضَ الزَّكاةِ في هذا الكتابِ يدلُّ على أنَّ الأوقاصَ التي بين الفَريضتينِ، ليس فيها شيءٌ ((فتاوى اللَّجنة الدَّائمة - المجموعة الأولى)) (9/171). ما معنى : "خرص الزكاة ". ثانيًا: أنَّه مالٌ ناقِصٌ عن نِصابٍ يتعلَّق به فَرضٌ مُبتدَأٌ، فلم يتعلَّقْ به الوجوبُ كما لو نقَصَ عن النِّصابِ الأوَّل ((شرح منتهى الإرادات)) للبهوتي (1/402)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/189). ثالثًا: أنَّ في عدمِ اعتبارِ الوَقَصِ رفقًا بالمالِك ((الشرح الممتع)) لابن عُثيمين (6/54). انظر أيضا:
المبحث الأوَّل: نِصابُ زكاةِ الإبل.
، والمالكيَّة ((حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرباني)) (1/631)، ويُنظر: ((الفواكه الدواني)) للنفراوي (2/776). ، والشافعيَّة ((المجموع)) للنووي (5/391)، ويُنظر: ((نهاية المحتاج)) للرملي (3/146). ، والحَنابِلَة ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/189)، ويُنظر: ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قدامة (2/488). ، وبه قال أكثَرُ العُلَماءِ قال ابنُ المُنْذِر: (قال أكثَرُ العلماء: لا شيءَ في الأوقاصِ). ((المجموع)) للنووي (5/393). ما معنى الزكاه. وقال الشوكانيُّ: (وأمَّا لا شيءَ في الأوقاص وهي ما بين الفريضتين، فلا خلافَ في ذلك أيضًا إلَّا في روايةٍ عن أبي حنيفة). ((الدراري المضية)) (2/156). وقال الشنقيطيُّ: (وليس في الوَقَصِ في بهيمة الأنعامِ زكاةٌ، والوَقَص هو ما بين كلِّ نِصابٍ والذي يليه، كما بين الخمسة والتِّسعةِ مِنَ الإبل، وما بين الأربعينَ والعشرين ومئةٍ مِنَ الغنم، وما بين الثلاثينَ والأربعين من البَقَرِ، وهذا باتِّفاق، إلَّا خلافٌ للأحنافِ في وَقَصِ البقر فقط، والصَّحيحُ هو مذهَبُ الجمهورِ في الجميعِ). ((أضواء البيان)) (8/275). الأدلَّة: أوَّلًا: من السُّنَّة 1- عن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ليس في الأوقاصِ شيءٌ)) رواه الطبراني في الكبير (20/168) (356).