[٢١]
قذف المحصنات الغافلات
قذف المحصنات الغافلات هو اتّهام المؤمنات العفيفات التي لا تأتي الفواحش بما تفعله النساء الباغيات الفاجرات، وقد عدّه الإسلام من الكبائر لما فيه من الاعتداء على العرض، وعدم اقتصار ضرره على المرأة فقط، وإنما يتعدّى ليصل أهلها وزوجها وأبناءها. [٢٢]
المراجع ↑ مجموعة من المؤلفين (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 1)، مصر:مطابع دار الصفوة ، صفحة 17-18، جزء 27. بتصرّف. ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:6857، صحيح. ↑ عبد الله الغنيمان ، شرح فتح المجيد ، صفحة 6، جزء 74. بتصرّف. الفرق بين الكبائر والصغائر - الإسلام سؤال وجواب. ↑ سورة النساء ، آية:48
^ أ ب شمس الذهبي ، الكبائر ، بيروت:دار الندوة الجديدة، صفحة 9-10. بتصرّف. ↑ سورة المائدة ، آية:72
↑ سورة الكهف ، آية:110
↑ أحمد الزاملي (1431)، منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين ، المملكة العربية السعودية:جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، صفحة 201-202. بتصرّف. ↑ سورة البقرة ، آية:102
↑ حسن الزهيري ، شرح صحيح مسلم ، صفحة 24، جزء 72. بتصرّف. ↑ سورة النساء ، آية:93
↑ عبد الله الغنيمان ، شرح فتح المجيد ، صفحة 9، جزء 74.
تعريف كبائر الذنوب هو
↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:228، صحيح. ↑ محيي الدين يحيى النووي، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج ، صفحة 112. بتصرّف. ↑ سورة الزمر، آية:53
↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أنس، الصفحة أو الرقم:4875، صحيح.
تعريف كبائر الذنوب و الخطايا و
وقد جاء ما يفيد بظاهره حصر الكبائر في
سبع:
فروى البخاري (2767) ومسلم (89) عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ. تعريف كبائر الذنوب - ووردز. قَالُوا: يَا رَسُولَ
اللَّهِ وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ: ( الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ
النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ
مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ
الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ). وروى الطبراني في "المعجم الأوسط" (5709) عن أبي
سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الكبائر سبع: الإشراك بالله وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وقذف المحصنة والفرار من الزحف
وأكل الربا وأكل مال اليتيم والرجوع إلى الأعرابية بعد الهجرة) وحسنه الألباني في
"صحيح الجامع" (4606)
إلا أن الحصر في سبع غير مراد. قال الحافظ في الفتح:
" أَخْرَجَ الطَّبَرِيُّ عَنْ اِبْن عَبَّاس
أَنَّهُ قِيلَ لَهُ الْكَبَائِر سَبْع فَقَالَ: هُنَّ أَكْثَرُ مِنْ سَبْع وَسَبْع, وَفِي رِوَايَة عَنْهُ هِيَ إِلَى السَّبْعِينَ أَقْرَبُ, وَفِي رِوَايَة إِلَى
السَّبْعمِائَةِ, وَيُحْمَلُ كَلَامُهُ عَلَى الْمُبَالَغَة بِالنِّسْبَةِ إِلَى
مَنْ اِقْتَصَرَ عَلَى سَبْع " انتهى.
لقد قسم القرآن الكريم المنهيات إلى أقسام ثلاثة حيث قال: ﴿ … وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ … ﴾ 1. أما الكفر فهو الجحود و الإنكار، و أما الفسوق فهو اقتراف الكبائر، و أما العصيان فهو الصغائر. لكن لم يتم بيان تعداد الكبائر بصورة كاملة و مجتمعة في القرآن الكريم و لا في الأحاديث الشريف ، بل ذكرت متفرقة في القرآن الكريم و في أحاديث المعصومين عليهم السلام إستناداً بما جاء في القرآن بشأنها. الكبائر في كتاب علي
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ أنَّهُ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ 2 عليه السلام عَنِ الْكَبَائِرِ؟ فَقَالَ: "هُنَّ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ سَبْعٌ:
الْكُفْرُ بِاللَّهِ. وَ قَتْلُ النَّفْسِ. وَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ. وَ أَكْلُ الرِّبَا بَعْدَ الْبَيِّنَةِ. وَ أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً. وَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ. تعريف كبائر الذنوب هو. وَ التَّعَرُّبُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ" 3. قَالَ، فَقُلْتُ: فَهَذَا أَكْبَرُ الْمَعَاصِي؟ قَالَ: "نَعَمْ". قُلْتُ: فَأَكْلُ دِرْهَمٍ مِنْ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً أَكْبَرُ أَمْ تَرْكُ الصَّلَاةِ؟! قَالَ: "تَرْكُ الصَّلَاةِ". قُلْتُ: فَمَا عَدَدْتَ تَرْكَ الصَّلَاةِ فِي الْكَبَائِرِ؟!
فَمَلأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ، فَشَكَرَ اللهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ". قالوا: يا رسول الله، وإنَّ لنا في البهائم أجرًا؟ قال: "فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ"[11]. بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم أعلن لأصحابه أن الجنة فَتَحَتْ أبوابها لزانية تحرَّكَتِ الرحمة في قلبها نحو كلب! فقال صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ[12]بِرَكِيَّةٍ[13]كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ، إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ[14]مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَهَا[15]،فَسَقَتْهُ، فَغُفِرَ لَهَا بِهِ"[16]. الرحمة في الإسلام..أهميتها ونماذج منها | موقع نصرة محمد رسول الله. وإن المرء ليدهش: وما كلب ارتوى إلى جانب جريمة زنا؟! لكن الحقيقة تكمن فيما وراء الفعل، وهي الرحمة التي في قلب الإنسان، والتي على ضوئها تأتي أفعاله وأعماله، ومدى أثرِ وقيمةِ ذلك في المجتمع الإنساني بصفة عامَّة. الرحمة بالحيوان الأعجم والطيور الصغيرة:
وممَّا جاء به الإسلام من الرحمة، دعوته إلى رحمة الحيوان الأعجم من أن يُجوَّع أو يُحمَّل فوق طاقته! فقد قال صلى الله عليه وسلم في رحمة بالغة حين مَرَّ على بعير قد لحقه الهزال: "اتَّقُوا اللهَ في هَذِهِ الْبَهَائِمِ الْـمُعْجَمَةِ... فَارْكَبُوهَا صَالِحَةً، وَكُلُوهَا صَالِحَةً"[17].
الرحمة في الإسلام..أهميتها ونماذج منها | موقع نصرة محمد رسول الله
وإن هذا يُفَسِّر لنا الكثير من الأحاديث التي ذكرها الرسول ،
والتي تصف رحمة ربِّ العالمين، ومنها ما يرويه أبو هريرة
أن رسول الله قال:
"إِنَّ اللهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْـخَلْقَ إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي،
فَهُوَ مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ"[3]. الرحمة في الإسلامي. وهذا إعلانٌ واضح على أن الرحمة مقدمة على الغضب،
وأن الرفق مُقَدَّم على الشدَّة. بعثة الرسول رحمة للعالمين
وإضافة إلى ذلك كله فإن الله
قد بعث رسول الإسلام رحمة للإنسانية ورحمة للعالمين،
فقال تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}
[الأنبياء: 107]،
وقد أوضح ذلك في شخصه وفي تعاملاته مع أصحابه
وأعدائه على السواء؛
حتى إنه قال محفِّزًا ومرغِّبًا على التَّخَلُّقِ
بهذا الخُلُقِ وتلك القيمة النبيلة:
"لاَ يَرْحَمُ اللهُ مَنْ لاَ يَرْحَمُ النَّاسَ"[4]. وكلمة الناس لفظة عامَّة تشمل كُلَّ أَحَدٍ،
دون اعتبارٍ لجنس أو دين، وفي ذلك قال العلماء:
هذا عامٌّ يتناول رحمة الأطفال وغيرهم[5]. وقال ابن بطال[6]:
"فيه الحضُّ على استعمال الرحمة لجميع الخَلْقِ؛
فيدخل المؤمن والكافر والبهائم؛ المملوك منها وغير المملوك،
ويدخل في الرحمة التعاهد بالإطعام والسقي والتخفيف في الحمل
وترك التعدَّي بالضرب[7].
6 من مظاهر الرحمة في الإسلام
وبهذه القلوب الحيَّة الرحيمة يصفو المجتمع، ويَنْبُو عن الجريمة،
ويُصبح مَصْدَرَ خيرٍ وبِرٍّ وسلام لِمَا حوله ومَنْ حوله. د. راغب السرجاني فتحــــى عطـــــــــا
FATHY - ATTA
[1] ابن حجر: فتح الباري، 13/358، 359. [2] ترتيب سور القرآن الكريم توقيفي، بمعنى أن الله أوحى لرسوله أن يرتب القرآن
هذا الترتيب الذي بين أيدينا اليوم، مع أن الآيات والسور نزلت بترتيب مختلف. 6 من مظاهر الرحمة في الإسلام. انظر:
أبو عبد الله الزركشي: البرهان في علوم القرآن 1/260. [3] البخاري: كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى:
"بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ" (7115)،
واللفظ له، ومسلم: كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله تعالى (2751)،
وفي رواية غلبت بدلاً من سبقت، البخاري: كتاب بدء الخلق (3022). [4] البخاري: كتاب التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي أمته
إلى توحيد الله تبارك وتعالى (6941)، ومسلم:
كتاب الفضائل، باب رحمته الصبيان والعيال
وتواضعه وفضل ذلك (2319). [5] النووي: المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج 15/77. [6] ابن بطال: هو علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال،
ويعرف أيضًا بابن اللجام، كان من أهل العلم والمعرفة والفهم،
مليح الخط، حسن الضبط.
[1] البقرة:185
[2] البقرة:286
[3] وردت هذه الفتوى في كتاب "النوازل الجامعة" للفقيه أبو العباس أحمد بن يحيى الونشريسي المتوفى (914هـ)