وقام رأس المنافقين عبد الله بن أُبيّ بتشجيعهم على عدم الخُروج من المدينة، واتَّفق معهم على أن يقاتل بجانبهم إن قاتلهم الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وأن يَخرج معهم هو ومن معه إن أُخرجوا من المدينة، فقام المُسلمون بحِصارهم، وقَبلوا بعد الحِصار بالخروج من المدينة، ولهم أن يَحملوا من أمتعتهم وأموالهم ما تَستطيع الإبل حَمله باستثناء أدوات الحرب. [١٣] وقام المنافقون بالغَدر مرَّة أُخرى باليهود بعد أن غدروا بالمسلمين في المرَّة الأُولى، ولم يَقوموا بتنفيذ أيٍّ من وُعودهم، فلم يَخرجوا معهم كما وعدهم عبد الله بن أُبي سابقاً، فكانت نتائج الموالاة بين الأعداء والمنافقين وَخيمة على كلِّ أطرافها. المراجع ↑ ابن عاشور (1984)، التحرير والتنوير ، تونس: الدار التونسية للنشر، صفحة 63،62، جزء 28. بتصرّف. ↑ محمد الهرري (2001)، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (الطبعة الاولى)، لبنان: دار طوق النجاة، صفحة 90، جزء 29. بتصرّف. تفسير سورة الحشر للاطفال. ^ أ ب سورة الحشر، آية: 2. ↑ وهبة الزحيلي (1418)، التفسير المنير للزحيلي (الطبعة الثانية)، سوريا: دار الفكر المعاصر، صفحة 62، جزء 28. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعيد بن جبير، الصفحة أو الرقم: 4029 ، صحيح.
- تفسير سورة الحشر كاملة
- Altafsir.com -تفسير ايآت القرآن الكريم (76-7-176-3)
- سبب نزول قوله تعالى يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر - موقع مقالات إسلام ويب
- حديث الجمعة:" ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا" - OujdaCity
تفسير سورة الحشر كاملة
﴿ فما أوجفتم عليه من خيلٍ ولا ركاب ﴾: لم تتعبوا في تحصيله ولم تقاتلوا عليه بخيلٍ ولا إبل. ﴿ أهل القرى ﴾: هم بنو قريظة والنضير وفدك وخيبر وجميع البلدان التي تفتح هكذا بدون حرب ويأخذ المسلمون أموالهم بدون قتال. ﴿ فلله ﴾: فحكم هذه الأموال المأخوذة من الكفار بدون قتال أنها لله - سبحانه وتعالى - يضعها حيث يشاء. ﴿ وللرسول ﴾: ينفقها على نفسه وأهله وعلى مصالح المسلمين. ﴿ ولذي القربى ﴾: ولأقرباء الرسول من بني هاشم وعبد المطلب. ﴿ ابن السبيل ﴾: الغريب المنقطع في سفره. تفسير سورة الحشر كاملة. ﴿ كي لا يكون دولة ﴾: حتى لا ينتفع بهذا المال الأغنياء فقط ويحرم منه الفقراء. ﴿ الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ﴾: هم المهاجرون الذين أخرجهم أهل مكة من أوطانهم، فهاجروا إلى المدينة تاركين ديارهم وأموالهم. ﴿ تبوؤوا الدار والإيمان ﴾: سكنوا المدينة المنورة وأقاموا فيها قبل المهاجرين، وأخلصوا الإيمان، وهم الأنصار. ﴿ ولا يجدون في صدورهم حاجةً مما أتوا ﴾: ولا يجد هؤلاء الأنصار في قلوبهم غيظًا ولا حسدًا على المهاجرين الأنصار إخوانهم المهاجرين على أنفسهم. ﴿ ولو كان بهم خصاصة ﴾: ولو كانوا في أشد الحاجة إلى المال. ﴿ ومن يوقَ شُحَّ نفسه ﴾: ومن يجنبه الله ويحميه بخل نفسه وشدَّة حرصها على المنع.
2- الله - سبحانه وتعالى - له كل صفات الكمال، وهو الإله الواحد الذي لا شريك له ولا شبيه له ولا مثيل له ولا يشبه أحدًا من خلقه، وهو منزَّه عن كل نقص أو عيب لا يليق بجلاله وكماله، والكائنات كلها تشهد بوجوده ووحدانيته، وترشد العقول إلى حقيقة قدرته البالغة.
كثيراً ما يتسلل الشيطان إلى القلب المؤمن ليزرع فيه حزناً عميقاً و حسرة على ما يراه من تسارع الكثير ممن حوله في الوقوع في الكفر و محادة الله و عداوة أوليائه. Altafsir.com -تفسير ايآت القرآن الكريم (76-7-176-3). كفراشات تسارع إلى النار فرحاً بنور الوهج و هي لا تدري لسع حرها. هنا خاطب ربنا نبيه صلى الله عليه و سلم و معه أصحاب القلوب المؤمنة الصافية قائلاً سبحانه: { وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران 176 - 177]. قال السعدي في تفسيره: كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على الخلق، مجتهدا في هدايتهم، وكان يحزن إذا لم يهتدوا، قال الله تعالى: { ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر} من شدة رغبتهم فيه، وحرصهم عليه { إنهم لن يضروا الله شيئا} فالله ناصر دينه، ومؤيد رسوله، ومنفذ أمره من دونهم، فلا تبالهم ولا تحفل بهم، إنما يضرون ويسعون في ضرر أنفسهم، بفوات الإيمان في الدنيا ، وحصول العذاب الأليم في الأخرى، من هوانهم على الله وسقوطهم من عينه، وإرادته أن لا يجعل لهم نصيبا في الآخرة من ثوابه.
[ ص: 307]
وقال آخرون: بل عني بذلك المنافقون. 11925 - حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن عبد الله بن كثير في قوله: " يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم " ، قال: هم المنافقون. 11926 - حدثني محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد: " آمنا بأفواههم " قال يقول: هم المنافقون " سماعون لقوم آخرين " ، قال: هم أيضا سماعون لليهود. [ ص: 308]
قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال في ذلك عندي بالصواب ، أن يقال: عني بقوله: " لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم " ، قوم من المنافقين. سبب نزول قوله تعالى يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر - موقع مقالات إسلام ويب. وجائز أن يكون كان ممن دخل في هذه الآية ابن صوريا ، وجائز أن يكون أبو لبابة وجائز أن يكون غيرهما ، غير أن أثبت شيء روي في ذلك ، ما ذكرناه من الرواية قبل عن أبي هريرة والبراء بن عازب ، لأن ذلك عن رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإذا كان ذلك كذلك ، كان الصحيح من القول فيه أن يقال: عني به عبد الله بن صوريا. وإذا صح ذلك ، كان تأويل الآية: يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في جحود نبوتك ، والتكذيب بأنك لي نبي ، من الذين قالوا: "صدقنا بك يا محمد أنك لله رسول مبعوث ، وعلمنا بذلك يقينا ، بوجودنا صفتك في كتابنا".
سبب نزول قوله تعالى يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر - موقع مقالات إسلام ويب
فأخرجوا إليه عبد الله بن صوريا الأعور وقد روى بعض بني قريظة ، أنهم أخرجوا إليه يومئذ مع ابن صوريا ، أبا ياسر بن أخطب ، ووهب بن يهوذا ، فقالوا: هؤلاء علماؤنا! فسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حصل أمرهم ، إلى أن قالوا لابن صوريا: هذا أعلم من بقي بالتوراة فخلا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان غلاما شابا من أحدثهم سنا ، فألظ به رسول الله صلى الله عليه وسلم المسألة ، يقول: يا ابن صوريا ، أنشدك الله وأذكرك أياديه عند بني إسرائيل ، هل تعلم أن الله حكم فيمن زنى بعد إحصانه بالرجم في التوراة؟ فقال: اللهم نعم! حديث الجمعة:" ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا" - OujdaCity. أما والله يا أبا القاسم إنهم ليعلمون أنك نبي مرسل ، ولكنهم يحسدونك! فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأمر بهما فرجما عند باب مسجده ، في بني غنم بن مالك بن النجار. ثم كفر بعد ذلك ابن صوريا ، فأنزل الله جل وعز: " يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ". 11922 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا أبي ، ح ، وحدثنا هناد قال: حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ح ، وحدثنا هناد قال: حدثنا عبيدة بن حميد عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن البراء بن عازب قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمم مجلود ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من علمائهم [ ص: 305] فقال: أهكذا تجدون حد الزاني فيكم؟ قال: نعم!
حديث الجمعة:&Quot; ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا&Quot; - Oujdacity
وعلى أهل الإيمان أن يعرضوا أقوال منافقي هذا العصر وأفعالهم على كتاب الله وسنة رسوله كما كان سلفهم الصالح يفعل مع المنافقين في زمانهم لتجنب الوقوع في مصائد كيدهم الماكر والخبيث ، وأن يستيقنوا جيدا معنى قول الله تعالى: (( يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم)) حتى لا ينخدعوا بما يظهرون لهم من إيمان زائف ، ولا يأسفوا عليهم وقد أراد لهم الله تعالى البعد عن حظيرة الإيمان ، وأعد لهم من العذاب العظيم في الآخرة ما يناسب جرم نفاقهم. اللهم إنا نعوذ بك من حزن تسببه لنا مسارعة أهل الكفر بأصنافهم فيه ، ونعوذ بك أن ينخدع المؤمنون بما يكاد لهم من سوء يستهدف إيمانهم ودينك وشريعتك ، ونسألك أن ترد كل كيد يكاد لهم رحمة بهم ولطفا منك ، وتجعله في نحور من يستهدفونهم سرا وعلانية ، فأنت سبحانك عليهم قادر وفوقهم قاهر، وإليك المرجع والمصير ، ولا حول ولا قوة إلا بك جل شأنك. والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. Loading...
11920 - حدثنا المثنى قال: حدثنا عمرو بن عون قال: أخبرنا هشيم ، عن زكريا ، عن عامر ، نحوه. [ ص: 303]
وقال آخرون: بل نزلت في عبد الله بن صوريا ، وذلك أنه ارتد بعد إسلامه. 11921 - حدثنا هناد وأبو كريب قالا: حدثنا يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق قال: حدثني الزهري قال: سمعت رجلا من مزينة يحدث ، عن سعيد بن المسيب: أن أبا هريرة حدثهم: أن أحبار يهود اجتمعوا في بيت المدراس حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وقد زنى رجل منهم بعد إحصانه بامرأة من يهود قد أحصنت ، فقالوا ، انطلقوا بهذا الرجل وبهذه المرأة إلى محمد صلى الله عليه وسلم فاسألوه كيف الحكم فيهما ، وولوه الحكم عليهما ، فإن عمل فيهما بعملكم من التجبيه وهو الجلد بحبل من ليف مطلي بقار ، ثم تسود وجوههما ، ثم يحملان على حمارين ، وتحول وجوههما من قبل دبر الحمار فاتبعوه ، فإنما هو ملك. وإن هو حكم فيهما بالرجم ، فاحذروه على ما في أيديكم أن يسلبكموه. فأتوه فقالوا: يا محمد ، هذا الرجل قد زنى بعد إحصانه بامرأة قد أحصنت ، فاحكم فيهما ، فقد وليناك الحكم فيهما. فمشى رسول الله صلى الله عليه [ ص: 304] وسلم حتى أتى أحبارهم إلى بيت المدراس ، فقال: " يا معشر اليهود ، أخرجوا إلي أعلمكم! "