حكم من نوى العمرة ولم يعتمر كأنه أحرم بالحج أو العمرة لأنها تنعقد بالنية فما أن نويت بقلبك ولسانك الحج أو العمرة فكأنك أحرمت لأن الاحرام هو نيتك بالقلب ولفظك بذلك فهو مستحب لتأكيد النية لما في القلب.
حكم العمرة عن الغير لمن لم يعتمر عن نفسه
والله أعلم.
وبين حديث عائشة رضي الله عنها المذكور آنفًا أن من كان داخل الحرم ليس له أن يحرم من داخل الحرم للعمرة خاصة، بل عليه أن يخرج إلى الحل فيحرم منه بالعمرة، كما أمر النبي ﷺ عائشة بذلك. ويكون حديث عائشة المذكور مخصصًا لقوله ﷺ في حديث ابن عباس حتى أهل مكة يهلون من مكة وهذا قول جمهور أهل العلم رحمهم الله تعالى. حكم العمرة عن الغير لمن لم يعتمر عن نفسه. وبالله التوفيق [2]. رواه البخاري في (الحج) باب مهل أهل مكة للحج والعمرة برقم 1524، ومسلم في (الحج) باب مواقيت الحج والعمرة برقم 1181. نشر في (المجلة العربية) جمادى الآخرة 1411هـ، (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 17/ 15). فتاوى ذات صلة
حكم من نوى العمرة أو الحج ثم بدا له ألا يفعل
اهــ. ويجوز لك بعد الانتهاء من عمرتك، والتحلل منها، أن تخرج إلى التنعيم، وتحرم بعمرة أخرى عن قريبك المُتوفى، قال النووي في المجموع: وَلَا يُكْرَهُ عُمْرَتَانِ، وَثَلَاثٌ، وَأَكْثَرُ فِي السَّنَةِ الْوَاحِدَةِ، وَلَا فِي الْيَوْمِ الْوَاحِدِ، بَلْ يُسْتَحَبُّ الْإِكْثَارُ مِنْهَا... اهـ. ولا يلزمك أن تذهب إلى الميقات الذي أحرمت منه أثناء مرورك به، بل يكفيك أن تخرج إلى أدنى الحل -وهو التنعيم- فتحرم منه؛ لما ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنها أحرمت منه بعد الحج، فخرجت إلى التنعيم، وأحرمت بعمرة. قال النووي في شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن أبي بكر: اُخْرُجْ بِأُخْتِك مِنْ الْحَرَم، فَلْتُهِلَّ بِعُمْرَةٍ: فِيهِ دَلِيل لِمَا قَالَهُ الْعُلَمَاء أَنَّ مَنْ كَانَ بِمَكَّة وَأَرَادَ الْعُمْرَة، فَمِيقَاته لَهَا أَدْنَى الْحِلّ، وَلا يَجُوز أَنْ يُحْرِم بِهَا مِنْ الْحَرَم. حكم من بدأ عمرة ولم يتمها. اهـ. وأما هل يجوز لأهل الأردن أن يحرموا من ذي الحليفة، المسمى بأبيار علي ؟
فأهل الأردن ميقاتهم الجُحْفَة -كما هو معلوم- ولكن مَن مر منهم بميقات ذي الحليفة، فإنه يحرم منه، قال ابن قدامة في المغني: وَهَذِهِ الْمَوَاقِيتُ لِأَهْلِهَا، وَلِمَنْ مَرَّ عَلَيْهَا مِنْ غَيْرِ أَهْلِهَا مِمَّنْ أَرَادَ حَجًّا أَوْ عُمْرَةً, وَجُمْلَةُ ذَلِكَ أَنَّ مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا فِيهَا مِيقَاتٌ، فَهُوَ مِيقَاتُهُ، فَإِذَا حَجَّ الشَّامِيُّ مِنْ الْمَدِينَةِ، فَمَرَّ بِذِي الْحُلَيْفَةِ، فَهِيَ مِيقَاتُهُ، وَإِنْ حَجَّ مِنْ الْيَمَنِ، فَمِيقَاتُهُ يَلَمْلَمُ، وَإِنْ حَجَّ مِنْ الْعِرَاقِ، فَمِيقَاتُهُ ذَاتُ عِرْقٍ.
انتهى. وجاء في الشرح الكبير لابن قدامة الحنبلي: وينوي الإحرام بقلبه ولا ينعقد إلا بالنية، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات ـ ولأنها عبادة محضة فافتقرت إلى النية كالصلاة، فإن لبى من غير نية لم يصر محرماً، لما ذكرنا، وإن اقتصر على النية كفاه ذلك، وهو قول مالك والشافعي، وقال أبو حنيفة: لا ينعقد بمجرد النية حتى يضاف إليها التلبية أو سوق الهدي. انتهى. حكم من نوى العمرة أو الحج ثم بدا له ألا يفعل. وبناء على ما سبق، فإن كنت قد نويت بقلبك البدء بأعمال العمرة، فإحرامك منعقد عند الجمهور والواجب عليك المبادرة بإكمالها، لقوله تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ {البقرة:196}. وعلى هذا، فيجب عليك فورا التوجه إلى مكة لإكمال عمرتك، وإذا عجزت عن الرجوع إلى مكة فإنك حينئذ ينطبق عليك حكم المحصر، فلك أن تتحلل من عمرتك بالحلق أو التقصير، ويكفيك ذبح شاة أو بدنة وتوزعها على الفقراء في بلد إقامتك، وراجع في ذلك الفتويين رقم: 116129 ، ورقم: 135351. وبخصوص ما أقدمتَ عليه من محظورات الإحرام قبل التحلل من العمرة: فما كان منه من قبيل الإتلاف ـ كقص الشعر وتقليم الأظافر ـ ففي كل جنس منه فدية واحدة، والفدية هي: شاة تذبح بمكة وتوزع على المساكين هناك، أو صوم ثلاثة أيام، أو التصدق بثلاثة آصع من طعام، على ستة مساكين ـ وما كان من قبيل الترفه كلبس المخيط واستعمال الطيب: فلا شيء فيه إذا كنت جاهلا، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 14023.
حكم من بدأ عمرة ولم يتمها
كيف تقدم تظلما على موقع التموين؟.. بعد الإعلان عن المرحلة الرابعة من تنقية البطاقات
إقرأ أيضاً
السؤال: الأخ / ص. ع. س. من الظهران في المملكة العربية السعودية يقول في سؤاله: أنا مقيم وأرغب في تأدية عمرة رمضان لي ولوالدي المتوفى، فهل يجوز لي أن أذهب للميقات وأنوي العمرة لوالدي، ثم إذا أديت النسك أحرم من مكاني سواء بمكة أو جدة بعمرة لنفسي أم لابد من الذهاب للميقات؟
الجواب: إذا كنت خارج المواقيت وأردت الحج أو العمرة لك أو لغيرك من الأموات أو العاجزين عن أدائها لكبر سن أو مرض لا يرجى برؤه. فإن الواجب عليك أن تحرم من الميقات الذي تمر عليه وأنت قاصد الحج أو العمرة، فإذا فرغت من أعمال العمرة أو الحج فلا حرج عليك أن تأخذ عمرة لنفسك من أدنى الحل كالتنعيم والجعرانة ونحوهما، ولا يلزمك الرجوع إلى الميقات؛ لأن عائشة رضي الله عنها أحرمت بالعمرة من ميقات المدينة مع النبي ﷺ في حجة الوداع فلما فرغت من حجها وعمرتها استأذنت النبي ﷺ في عمرة مفردة فأمر أخاها عبدالرحمن أن يذهب بها إلى التنعيم فاعتمرت بعد الحج، ولم يأمرها بالرجوع إلى الميقات. وكانت قد أدخلت الحج على عمرتها التي أحرمت بها من الميقات بأمر النبي ﷺ لما حاضت قبل أن تؤدي أعمالها. أما إن كنت ساكنًا داخل المواقيت جدة وبحرة ونحوهما فإنه يكفيك أن تحرم بالعمرة أو الحج من منزلك، ولا يلزمك الذهاب إلى الميقات؛ لأن النبي ﷺ لما وقت المواقيت قال: هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج والعمرة ، ثم قال: ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ حتى أهل مكة يهلون من مكة [1] متفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
31-12-2013, 10:56 AM
المشاركه # 1
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 299
إذا اشتد عليك الكرْب، وضاقت بك السُّبُل، وانقطعَتْ من حولك الأسباب.. فاعلم أن فرَج الله قريب..!
اذا اشتد الكرب الحاد
وَقَالَ بِشْرُ بْنُ ثَابِتٍ: ثَنَا أَبُو خَلْدَةَ قَالَ: صَلَّى بِنَا أَمِيرٌ الجُمُعَةَ ثُمَّ قَالَ لِأَنَسٍ - رضي الله عنه -: كَيْفَ كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي الظُّهْرَ؟ الشرح: هذا الحديث انفرد به عن مسلم، وأخرجه النسائي (١) وفي روايةٍ أن الحكم بن أيوب أخر صلاة الجمعة، فتكلم يزيد الضبي، ونادى أنس بن مالك: يا أبا حمزة، شهدت الصلاة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشهدت الصلاة معنا، فكيف كان يصلي؟ الحديث (٢). إذا اشتد بك الكرب ..وضاقت بك السبل - مجتمع رجيم. وأخرجه الإسماعيلي كذلك بلفظ: الصلاة فقط. ثم أسند تعليق يونس عن أبي الحسن الصوفي: ثنا أبو هشام عن يونس بلفظ: إذا (١) "سنن النسائي" ١/ ٢٤٨ كتاب: المواقيت، باب: تعجيل الظهر في البرد. (٢) رواه البيهقي ٣/ ١٩١ كتاب: الجمعة، باب: من قال: يبرد بها إذا اشتد الحر.
اذا اشتد الكرب والهم
ثم رجع إلى المدينة، وفي مرجعه أنزل الله عليه: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا ﴾ ، فقال عمر: أوَفتحٌ هو قال صلى الله عليه وسلم: نعم. تبين بعد ذلك أن الفتح المذكور هو صلح الحديبية. بارك الله لي ولكم...
الخطبة الثانية الحمد لله وكفى والصلاة على النبي المصطفى/ عباد الله: عندما يُقَدُّر الله أمرًا من الأمور الكونية أو الشرعية يجب على المؤمن أن يجزم بأن تقدير الله هو الخير بعينه, وليس خيرًا فقط بل هو خير كثير. حتى لو كان ظاهر الحال غير ذلك. عباد الله يجب علينا أن نعود إلى الله ونكثر من استغفاره ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾
فيا أيها المؤمن ، لتكن دائم الارتباط بالله تعالى، خصص جزءًا من وقتك لمناجاة خالقك واستغفاره، والتزم طاعته، وتوج ذلك بصدقات مخفية، حفظنا الله وإياك من كل سوء ومكروه. اذا اشتد الكرب بعد النصر. عباد الله صلوا وسلموا على رسول الله....
بِخِلاف مَن لم يُؤمن بِرَبِّه؛ فإنه آيِسٌ مِن رحمةِ اللهِ وفَرَجِه, قال السَّعْدِيُّ -رحمه الله- عند قوله: ( إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ): "فإنَّهُم لِكُفْرِهم يَسْتَبْعِدُون رَحْمَتَه، ورَحْمَتُه بَعِيدَةٌ منهم، فلا تَتَشَبَّهُوا بالكافرين، ودَلَّ هذا على أنه بِحَسَبِ إيمانِ العَبْدِ يَكُونُ رَجَاؤُه لِرَحْمَةِ اللهِ ورُوحِه"(تفسير السعدي). وَمُوسى -عليه السلام- لَحِقَهُ فِرْعَوْنُ وهو يَظُنُّ أنه نَاجٍ منه، وأنَّ اللهَ سَيُنْزِلُ عُقُوبَتَهُ عليه أَثْنَاءَ مُطَارَدَتِهِ، وكَذَلِكَ قَوْمُه، لكنهُم بَلَغُوا البَحْرَ الذي ليسَ بَعْدَهُ فَرَجٌ مَادِّيٌّ، فقال أصحابُهُ: ( إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)[الشعراء: 61]، وفِرْعَوْنُ قَدِ امْتَلَأَ عَلَيْنا غَيْظًا وغَضَبًا، لكنَّ موسى -عليه السلام- أَدْرَكَ أنه لَـمَّا عَظُمَتِ الـْمُصِيبَةُ، فإنَّ فَرَجَهُ يقتربُ، فقال: ( كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)[الشعراء: 62]. اللهُ أكبرُ! اذا اشتد الكرب والهم. مُطمئنُّ القَلبِ، ساكنُ البَالِ، قد وَثِقَ بِوَعْدِ رَبِّه، وَهَذِهِ الـمَعَانِي جَاءَتْ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- عِنْد أحمدَ وغيره أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: " يَا غُلَامُ -أَوْ يَا غُلَيِّمُ-!