• ﴿ قالوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ﴾ قال ابن كثير -رحمه الله-ما مختصره:
وقول الملائكة هذا ليس على وجه الاعتراض على الله، ولا على وجه الحسد لبني آدم، كما قد يتوهمه بعض المفسرين وقد وصفهم الله تعالى بأنهم لا يسبقونه بالقول، أي: لا يسألونه شيئا لم يأذن لهم فيه وهاهنا لما أعلمهم بأنه سيخلق في الأرض خلقًا. قال قتادة: وقد تقدم إليهم أنهم يفسدون فيها فقالوا: ﴿ أَتَجْعَلُ فِيهَا ﴾ الآية وإنما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك. اهـ [6]. تفسير آية و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة للشيخ صالح المغامسي - YouTube. • ﴿ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ ذكر ابن عثيمين-رحمه الله-في تفسيره ما مختصره:
قوله تعالى: { ونحن نسبح} أي نُنَزِّه؛ والذي يُنَزَّه الله عنه شيئان؛ أولاً: النقص؛ والثاني: النقص في كماله؛ وزد ثالثاً إن شئت: مماثلة المخلوقين؛ كل هذا يُنَزَّه الله عنه؛ النقص: مطلقاً؛ يعني أن كل صفة نقص لا يمكن أن يوصف الله بها أبداً. لا وصفاً دائماً، ولا خبراً؛ والنقص في كماله: فلا يمكن أن يكون في كماله نقص؛ قدرته: لا يمكن أن يعتريها عجز؛ قوته: لا يمكن أن يعتريها ضعف؛ علمه: لا يمكن أن يعتريه نسيان... وهلم جراً.
معنى إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً .. - إسلام ويب - مركز الفتوى
والله أعلم.
تأملات في قوله تعالى.. وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً - الكلم الطيب
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) هذا شروع في ذكر فضل آدم عليه السلام أبي البشر أن الله حين أراد خلقه أخبر الملائكة بذلك, وأن الله مستخلفه في الأرض. فقالت الملائكة عليهم السلام: { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} بالمعاصي { وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [و] هذا تخصيص بعد تعميم, لبيان [شدة] مفسدة القتل، وهذا بحسب ظنهم أن الخليفة المجعول في الأرض سيحدث منه ذلك, فنزهوا الباري عن ذلك, وعظموه, وأخبروا أنهم قائمون بعبادة الله على وجه خال من المفسدة فقالوا: { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} أي: ننزهك التنزيه اللائق بحمدك وجلالك، { وَنُقَدِّسُ لَكَ} يحتمل أن معناها: ونقدسك, فتكون اللام مفيدة للتخصيص والإخلاص، ويحتمل أن يكون: ونقدس لك أنفسنا، أي: نطهرها بالأخلاق الجميلة, كمحبة الله وخشيته وتعظيمه, ونطهرها من الأخلاق الرذيلة. قال الله تعالى للملائكة: { إِنِّي أَعْلَمُ} من هذا الخليفة { مَا لَا تَعْلَمُونَ} ؛ لأن كلامكم بحسب ما ظننتم, وأنا عالم بالظواهر والسرائر, وأعلم أن الخير الحاصل بخلق هذا الخليفة, أضعاف أضعاف ما في ضمن ذلك من الشر فلو لم يكن في ذلك, إلا أن الله تعالى أراد أن يجتبي منهم الأنبياء والصديقين, والشهداء والصالحين, ولتظهر آياته للخلق, ويحصل من العبوديات التي لم تكن تحصل بدون خلق هذا الخليفة, كالجهاد وغيره, وليظهر ما كمن في غرائز بني آدم من الخير والشر بالامتحان, وليتبين عدوه من وليه, وحزبه من حربه, وليظهر ما كمن في نفس إبليس من الشر الذي انطوى عليه, واتصف به, فهذه حكم عظيمة, يكفي بعضها في ذلك.
تفسير آية و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة للشيخ صالح المغامسي - Youtube
ب- الحث على استخراج ما في هذا الكون من كنوز والإفادة منه، قال تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ، [العنكبوت: 20]. ج- التحذير من إفساد الكون أو عدم إشغال الفكر للإفادة مما فيه كما قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) [البقرة:30]. 2- الجانب الثاني: ميدان العلم وتفضيله جل وعلا لأهله، فهم منطلق إرشاد الناس، وتوضيح الحق لهم، وبيان الطريق، وأصحاب الحجة، وإيضاح المحجة. وما ذاك إلا لتحقيق أهداف خلق الخلق بهم من هداية الناس وعمارة الكون. تأملات في قوله تعالى.. وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً - الكلم الطيب. فوجودهم خير عظيم، منارات يهتدى بها، وعلامات يستضاء بها، اصطفاهم الله تعالى لحمل رسالته، وميراث أنبيائه، وللقيام بالعهد و الأمانة. من اتبع سبيلهم قادوه إلى ساحل النجاة، وبر الأمان، أرشد إليهم المولى سبحانه: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [النحل: 43].
وحذر من مخالفتهم وإتباع غيرهم و الزهد بهم فضلاً عن السخرية بهم أو التندر بأقوالهم ولمز آرائهم و التنقص من فتواهم، فهذا من علامات الضلال و البعد عن الطريق المستقيم، فهذا طريق مزلة، وحافة خطر ليس على الفرد ذاته بل على الأمة بأكملها إذا تنكبت طريقهم، كيف لا وقد زكاهم المولى سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم وسخر الله سبحانه الملائكة في السماء و الطيور في الهواء و الحيتان في الماء، لتستغفر لهم. * * * * وحق للأمة أن تفتخر بوجودهم وبعلمهم وبأعمالهم. وحق لها أن تحزن لفقدهم لأن بذلك فتحاً لثلمة في جدار الإسلام و المسلمين وضراً للديار، ونقصاً في الأرض، قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) [الرعد: 41] ، قال ابن عباس في رواية: خرابها بموت علمائها وفقهائها و أهل الخير منها. وكذا قال مجاهد: هو موت العلماء. ونسق الشاعر على هذا قوله: الأرض تحيى إذا ما عاش عالمها *** متى يمت علم فيها يمت طرف كالأرض تحيى إذا ما لغيث حل بها *** وإن أبى عاد في أكنافها التلف وبموت العلماء ينقص العلم ويكثر الجهل فيكون سبباً لضلال الناس، وبعدهم عن الحق عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقَ عالماً أتخذ الناس رؤوساً جهّالاً يستفتون فيفتونهم برأيهم فيضلون ويضلون).
اهـ [3]. وزاد الشنقيطي-رحمه الله- بياناً فقال:
قوله: (خليفة) وجهان من التفسير للعلماء:
أحدهما: أن المراد بالخليفة أبونا آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام; لأنه خليفة الله في أرضه في تنفيذ أوامره. وقيل: لأنه صار خلفا من الجن الذين كانوا يسكنون الأرض قبله، وعليه فالخليفة: فعيلة بمعنى فاعل، وقيل: لأنه إذا مات يخلفه من بعده، وعليه فهو من فعيلة بمعنى مفعول. وكون الخليفة هو آدم هو الظاهر المتبادر من سياق الآية. الثاني: أن قوله: (خليفة) مفرد أريد به الجمع؛ أي: خلائف، وهو اختيار ابن كثير. والمفرد إن كان اسم جنس يكثر في كلام العرب إطلاقه مرادا به الجمع كقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ﴾ [القمر: 54] يعني «وأنهار» بدليل قوله: ﴿ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ ﴾ [محمد: 15]. وقوله: ﴿ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]) ، وقوله: ﴿ فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا ﴾ [النساء: 4]. ثم قال- رحمه الله:
وإذا كانت هذه الآية الكريمة تحتمل الوجهين المذكورين. فاعلم أنه قد دلت آيات أخر على الوجه الثاني، وهو أن المراد بالخليفة: الخلائف من آدم وبنيه لا آدم نفسه وحده.
- شرع الله الطلاق رحمة بالعباد. - إنهاء أمر التبني في الإسلام: مطلوب رعاية الأيتام والإحسان إليهم ولكن دون النسب. - الله تعالى يقرر ويحكم ما يشاء: زوّج زينب مِنْ زيد ثم طلّقها منه، ثم زوجها من رسول الله. وفي الختام: لا تنس مشاركة هذه المقالة مع الأصدقاء. كما يمكنك الاستفادة والاطلاع على المزيد من المقالات: السيرة النبوية مكانة المرأة في الإسلام المبشرون بالجنة من الرجال والنساء من هي زينب بنت الجحش؟ زينب بنت جحش رضي الله عنها صاحبة النسب والشرف في قريش، وأمها: أميمة بنت عبد المطلب عمّة النبي صلى الله عليه وسلم، كانت تفوق بنات قريش جمالاً ونسباً ومكانة لماذا تزوج زيد من زينب بنت جحش؟ أرسلت زينب بنت جحش أختها حمنة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستشيره. - الله تعالى يقرر ويحكم ما يشاء: زوّج زينب مِنْ زيد ثم طلّقها منه، ثم زوجها من رسول الله.
تويتر مدرسة زينب بنت الرسول
قالت: إذن لا أعصي رسول الله ، قد أنكحته نفسي. ولكن الحياة لم تَسِرْ على وجهها المطلوب بين زيد بن حارثة وبين السيدة زينب بنت جحش -رضي الله عنها- فجاء زيد للنبي يريد أن يُطلِّق زينب، لكن النبي ردَّه، وقال له: "اتَّقِ اللهَ، وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ". فأنزل الله تعالى قوله: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ}،فطلقها زيد ومن بعده تزوجها النبى، ليكون زواجه من السيدة زينب بنت جحش - رضي الله عنها - ذات حكمة تشريعية عظيمة، وهي إسقاط التبني، وأول من يُطبِّق هذه الحكمة هو النبي على مَنْ تبنَّاه؛ إذ كان زيد منسوبًا للنبي، فكان يُقال له: زيد بن محمد. ثم أُسقط التبني فنُسب لاسمه الحقيقي زيد بن حارثة. تُوُفِّيَتْ أمُّ المؤمنين زينب بنت جحش -رضي الله عنها- في خلافة عمر بن الخطاب في عام عشرين من الهجرة، وقيل: في عام واحد وعشرين من الهجرة، وهي ابنة ثلاث وخمسين سنة. لمطالعة الخبر على اليوم السابع
زينب بنت جحش زوجت الرسول
الحمد لله. أولاً:
كان زيد بن حارثة رضي الله عنه في أول أمر الإسلام ابناً للنبي صلى الله عليه وسلم
بالتبنِّي ، وكان يُدعى " زيد بن محمد " ، وقد زوَّجه النبي صلى الله عليه وسلم من
ابنة عمته " زينب بنت جحش " رضي الله عنها ، فلمَّا أبطل الله تعالى التبنِّي نُسب
زيدٌ لأبيه " حارثة ". ثم إن " زيداً " رضي الله عنه اشتكى لنبينا صلى الله عليه وسلم من زوجته " زينب " ،
والنبي صلى الله عليه وسلم يصبِّره ويذكره بتقوى الله تعالى ، وبعد ذلك الإبطال
للتبني يوحي الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن زيداً سيطلق زوجته وأنها
ستكون زوجة له ، فأخفى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر – وهو تزوجه بزينب
مستقبلاً – عن الناس ولم يبده لأحد ، ولم يكن وحياً مأموراً بتبليغه ، وإنما خبر
سيتحقق ، وقد حصل فعلاً أن طلق زيد زوجته زينب ، وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم. فليس في قصة تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بزينب ما يقدح في مقامه ، ولا ما ينزل
من قدره. وما يذكره بعض المفسرين في ذلك من أقوال تخالف ما ذكرناه فكله ضعيف مردود. قال القرطبي رحمه الله:
قال ابن العربي: فإن قيل: لأي معنى قال له: (أمسك عليك زوجك) وقد أخبره الله
أنها زوجُه ؟
قلنا: أراد أن يختبر منه رغبته فيها أو رغبته عنها ، فأبدى له " زيد " من النفرة
عنها والكراهة فيها ما لم يكن علمه منه في أمرها.
مدرسة زينب بنت الرسول
لا وفاق في زواج زينب لم يسر زواج زينب من زيد على الوجه الأمثل ، فزينب تتعامل تعامل السَّادة والأشراف، ولم يصبر زيد على ذلك فأراد أن يطلقها لكن رسول الله أمره بالتروّي والصّبر، ثم جاءه مرة أخرى فقال: {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ}، سبحان الله! زينب وزيد كلاهما صالحين مؤمنين ولكن الحياة الزوجية تحتاج لأكثر من ذلك.. فالأرواحُ جنودٌ مُجنّدة: ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف. زواج زينب من الرسول بعد ذلك جاء الأمر الإلهي: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا}، فكان في ذلك: تشريعاً يسمح بزواج الرجل من طليقة مُتبنّاه. زواج بأمر الله بلا مهر ولا شاهدين ولا وليّ. فكانت زينب تتباها فتقول لنساء النبي: (زوجكنّ أهاليكنّ وزوّجني الله من فوق عرشه)، (إن الله أنكحني في السماء)، (أنا أكرمكنّ ولياً -الله- وأكرمكن سفيراً -جبريل-).
زينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم
فقال: لا، ها الله، إِذَا لا أفارق صاحبتي، فإنَّها خير صاحبة. ولمـَّا سارت قريش إلى بدر كَانَ معهم، فأُسر فِي المعركة. وعن عائشة رضي الله عنها: لمــَّا بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب في فداء أبي العاص بمال، وبعثت فيه بقلادة لها كانت عند خديجة أدخلتها بها على أبي العاص قالت: فلمَّا رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة، وقال: " إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا، وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا ". فقالوا: نعم. وكان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أخذ عليه أو وعده أن يخلِّي سبيل زينب إليه، وبعث رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم زيدَ بن حارثة رضي الله عنه ورجلًا من الأنصار، فقال: " كُونَا بِبَطْنِ يَأْجَجَ حَتَّى تَمُرَّ بِكُمَا زَيْنَبُ فَتَصْحَبَاهَا حَتَّى تَأْتِيَا بِهَا " [2]. وقد أنشد أبو العاص رضي الله عنه مادحًا لها:
ذَكَرْتُ زَيْنَبَ لَمَّا جَاوَزَتْ إِرَمَا... فَقُلْتُ سُقْيًا لِشَخْصٍ يَسْكُنُ الْحَرَمَا
بِنْتُ الْأَمِينِ جَزَاهَا اللهُ صَالِحَةً... وَكُلُّ بَعْلٍ سَيُثْنِي بِالَّذِي عَلِمَا
وقال أبو العاص هذا الشعر وقد خرج في سفرٍ له، وكان قد خرج في سنة ست إلى الشام في تجارةٍ له، فلمَّا انصرف بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة مولاه في كثفٍ من المسلمين لاعتراض العير التي أقبل فيها أبو العاص، فاستاقها وأسره، فأُتي به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى زينب رضي الله عنها يستجير بها، ويقال: بل حاص حيصة حتى أتى زينب، فاستجار بها.
بتصرّف. ↑ رواه الالباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2692 ، حسن. ↑ موسى العازمي (1432)، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (الطبعة 1)، الكويت:المكتبة العامرية، صفحة 470، جزء 2. بتصرّف. ↑ المطهر المقدسي، البدء والتاريخ ، بور سعيد:مكتبة الثقافة الدينية، صفحة 18، جزء 5. بتصرّف. ↑ الطبري (1356)، ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى ، القاهرة:مكتبة القدسي، صفحة 158-159. بتصرّف. ↑ ابن منظور (1402)، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر (الطبعة 1)، دمشق:دار الفكر، صفحة 262، جزء 2. بتصرّف. ↑ الزركلي (2002)، الأعلام (الطبعة 15)، بيروت:دار العلم للملايين، صفحة 67، جزء 3. بتصرّف. ↑ يوسف القرطبي (1412)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب (الطبعة 1)، بيروت:دار الجيل، صفحة 1853، جزء 4. بتصرّف. ↑ موسى العازمي (1432)، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (الطبعة 1)، الكويت:المكتبة العامرية، صفحة 547، جزء 3. بتصرّف. ↑ أبو مدين الفاسي (1425)، مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 119. بتصرّف.