للبنان طبيعة خاصة؛ حيث تعترف الحكومة بثماني عشرة طائفة دينية، تُمثّل جميعها في مجلس النواب اللبناني، وأبرز هذه الطوائف هم السنة والشيعة والمسيحيين الموارنة والروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك. وانعكس الصراع الطائفي في سوريا على لبنان؛ حيث تحتوي لبنان على فريقين؛ الأول هو قوى ١٤ آذار المنتمية للمحور الغربي – العربي والمناهضة لنظام الأسد السوري، والثاني هو قوى ٨ آذار المنتمية للمحور الإيراني – السوري المؤيدة لنظام الأسد. ونتيجة لنزول هذا الصراع الطائفي إلى الشعب، ظهرت اشتباكات مسلحة وعمليات اغتيال وتفجيرات بشكل موسع ومتزايد.
خريطة لبنان الادارية - ووردز
إنعاش الطائفية لقد استطاع عون وتياره أن ينعشوا الطائفية بحُقن منشطة، لكنهم يكادون يقتلون لبنان. وواضح أنه كلما نشطت الطائفية تفاقم الفساد والخراب، لأنها تربة خصبة لهما، وكلما ضعفت تضاءلا. هذا لا يعني أن الفساد طارئ، بل هو علة سياسية إدارية قديمة في لبنان الذي بناه الاستعمار المسمى انتداباً بناء فاسداً منذ البداية لحاجة في نفس يعقوب، لكن الفساد لم يبلغ هذه الحال الفيروسية الشرسة إلا في هذا العهد. لبنان إذن يقع في مناقضة مصيرية: إما أن تعيش الطائفية وتنمو وإما يعيش هو، ولا يعيشان معاً أبداً. والتطور يقضي بموت الطائفية لأنها تكاد تندثر في العالم أجمع، وتوحي انها خارج التاريخ والطبيعة مهما زوّقوا صورتها ومدحوا فيها نظام التعايش الدال بطبيعته على الفئوية، ولا يكاد وباؤها يستقر إلا في لبنان. خريطة لبنان الادارية - ووردز. وهذا يعني غباء حاملي لوائها الساعين إلى تعديل الدستور أو إلغائه بالممارسة، لأنهم يعتقدون تأبيدها واستمرار هيمنها؛ والحق أن يوم إلغائها قادم لا ريب فيه ولا مُشاحّة، والدليل على ذلك ما نادى بها الثوار من كل الطوائف من رفض لها وللفساد معاً، تأكيداً لحقيقة تلازمهما، ولذلك بطش بهم النظام الطائفي الفاسد العفن وتضافَرَ عناصرُه على محاربتهم ومحاولة قتل الثورة واجتثاثها لتعود الفرق الطائفية إلى التباري في الملعب السياسي والدستوري، ولتوسع مساحة الملعب بأعراف طائفية غير دستورية، وبطغيان بعض أصحاب المناصب الطائفية على بعض.
«حزب الله» لن يستطيع جعل لبنان إيران أخرى!
لكن المنطق يقول إن إلغاءها قادم لا محالة، ليصبح الانتماء السياسي إلى الوطن لا الطائفة، وليغدو أي منصب منصباً وطنياً يتولاه كل مستحق له، من حيث المبدأ، بغير نظر إلى طائفته، ولن يصنع هذا العبث الطائفي إلا أن يربك الأجيال القادمة بمشاكل دستورية، ويفسد العمل التنفيذي والتشريعي لفترة، ويضطر تلك الأجيال إلى إضاعة الوقت في إصلاح ما فسد من سلوك سياسي، وإلى إصدار قوانين تفسيرية، وإلى الاجتهاد في إلغاء أعراف ضارة. على أن التاريخ لن يسامح، يومئذ، أصحاب المؤامرات الطائفية، والرؤوس المتحجرة، وما جروه على الناس من وبال وبؤس. «حزب الله» لن يستطيع جعل لبنان إيران أخرى!. مخارج غير مقبولة ولا ممكنة وحفاظاً على حياة الطائفية يحاول بعضهم قتل لبنان، إذ يقدر بعض الطائفيين أن المخرج من ذلك المصير هو محاولة إلغاء النظام المركزي، وتحقيق لا مركزية إدارية موسعة أو اتحاد دويلات لبنانية، ذاهبين إلى أن العناد الطائفي ذو ضرر وقتي لكنه نافع في المستقبل للأقليات الطائفية اللبنانية كما يحبون أن يصفوها. وربما بنى بعضهم آمالاً على موجة التطبيع مع العدو الصهيوني، وعلى حماية هذا العدو المحتملة للأنظمة العنصرية الطائفية. وكلا التطلعين بعيد المنال، لأن الأول يقتضي توافقاً وطنياً بين جميع فئات الشعب اللبناني، وهذا غير متوافر وغير قابل للتحقيق إلا بحرب طائفية، ولا أحد يريد هذه الحرب، وحتى لو وقعت فإن الخاسر الأكبر فيها سيكون مشعلوها، لأنهم يسيرون عكس التاريخ وعكس طبيعة الأشياء؛ ولأن اللامركزية الموسعة والاتحاد ينشآن من اجتماع عدة دول أو مقاطعات مستقل بعضها عن بعض وتجد منفعة لها في جعل بعض السلطات مشتركة بينها، وجعل بعضها الآخر مستقلاً، ولبنان دولة واحدة لا مجموعة دول مستقلة، ولو حاول بعضهم العمل على جعله دويلات طائفية ومذهبية، وأي دعوة إلى هذين النظامين إنما هو مطالبة بالتقسيم الذي يرفضه أكثر اللبنانيين.
خريطة لبنان الادارية – لاينز
اختيار المحررين
يبدو وفق المفكر الفلسطيني أنيس الصايغ أن الطائفية ستبقى ولو تغير شكل المجتمع اللبناني، ذلك أنها قد أصبحت متمرسة بالذات والشخصية اللبنانية… قول يرد الأكاديمي اللبناني فؤاد شاهين، بأن القبول به، يقود إلى الاعتقاد بالتجمد التاريخي والاجتماعي! بعد الجزء الأول الذي تعرفنا فيه على الطائفية والمقصود بها، على النحو الذي جعل لبنان، على امتداد تاريخه، على حافة المآسي دائما؛ في هذا الجزء الثاني، نتابع الجذور التاريخية الأولى لظهور الطائفية في لبنان. إذا سألت اللبنانيين عن أجدادهم، قال بعضهم نحن فينيقيون، وقال آخرون نحن إغريق. في الحالين، يتجه هؤلاء نحو الغرب في ما مغزاه التأكيد على الهوية المتوسطية. غير أنه… هناك آخرون، ولنقل معظم المسلمين، سيقولون إن أصولنا عربية، وقد يعودون بهذه الأصول إلى القبائل الكبرى في شبه الجزيرة العربية. أما آخرون، فسيقولون نحن مسيحيون ومسلمون على السواء؛ لقد جئنا من اليمن، وذلك لكي يؤكدوا على عروبتهم الأصيلة [1]. خلال الحكم الأموي، استقرت روافد سكانية عديدة في لبنان، مثل أتباع القديس مارون الذين نزحوا من نهر العاصي إلى جبل لبنان القديم. الواقع أنه حين ظهر الإسلام، كانت المناطق المتاخمة للبحر الأبيض المتوسط، كسوريا ولبنان وفلسطين، مسرحا للانشقاقات الدينية في الأوساط المسيحية.
كرتون سوبر مان - سبيس تون - YouTube
كرتون اطفال سوبر مان
كرتون سوبر مان مدبلج كامل الحلقه ١٥ - YouTube
سوبر مان و باتمان و المرأة الخارقة في الانقاذ النووي - كرتون اطفال عالم توم وجيري!! - YouTube