ما الدليل على أن الإحسان مغروس في الفطرة؟ أجاب عمرو خالد مستشهدًا بقوله تعالى: "لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ"، قائلًا: "الإنسان كائن يسعى بفطرته للإحسان، وكل إنسان يتمنى يرى نفسه أفضل، ولا يمكن أن يتخيل نفسه في صورة سيئة، والإحسان جمع كل الصفات الجميلة"، وذكر أن مؤسستي جالوب وفيا - الأكبر في العالم بعلم النفس الإيجابي، تقولان إن الإنسان يُولد معه 24 صِفة هي الجامعة للفضائل الإنسانية، وجميعها تدور في فلك الإحسان، وهو ما يجعل بداخلك روحانيات؛ تشعرك بالانتماء لشيء كبير في العالم. " المنـان " - الكلم الطيب. ما الفائدة من العمر الأول؟ وأوضح عمرو خالد أن هدف العمر الأول؛ أن تتمسك بفطرتك، وألا تتخل عنها أبدًا بأي حال، لأنك لو فقدتها ستتحول إلى مسخ، فالحساب يوم القيامة على النسخة الأصلية أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا، فتأتي في عمر الدنيا وأنتم متمسك بعبوديتك وإحسانك. العمر الثاني: عمر الانتقال في الأصلاب عبر السنين وشرح الداعية الإسلامي، قائلًا: هذا العمر رحلة طويلة من أجداد أجدادك حتى رحم أمك، وهو معجزة وإبداع رباني عجيب.. انظر كيف نجا عبدالله والد النبي صلى الله عليه من الذبح، ومات بعد حمل زوجته السيدة آمنة في النبي في 6 شهور، وكأنها رسالة لا بد أن تحصل وبعدها ينتهي عمره.
- المنان لا يدخل الجنه من كان في قلبه مثقال
- المنان لا يدخل الجنه من في قلبه ذره كبر
- تُعرض الفتن على القلوب
المنان لا يدخل الجنه من كان في قلبه مثقال
دين وفتوى
الدكتور عمرو خالد
الثلاثاء 19/أبريل/2022 - 05:00 م
قال الدكتور عمرو خالد ، الداعية الإسلامي، إن الإنسان يعيش 5 أعمار منذ نفخ الله فيه الروح إلى أن يدخل الجنة ويخلد فيها إلى ما يشاء الله؛ الهدف منها جميعًا أن تعيش بإحسان وعبودية، موضحًا أن كل عمر منذ هذه الأعمار اختصه الخالق بصفات تختلف عن العمر الآخر، وكل عمر يسلم للعمر التالي، ويأخذ أشياء من العمر السابق، وكل عمر له مدة زمنية مختلفة. وحدّد خالد، في الحلقة الثامنة عشر من برنامجه الرمضاني - حياة الإحسان، المذاع عبر قناته على موقع يوتيوب، خريطة حياة الإنسان على النحو التالي: العمر الأول: عمر الفطرة وأضاف، أن الفطرة، هي كل القيم والصفات الرائعة الكاملة التي يحب الله أن يجعلها في الانسان موجودة بداخلك، هي الفطرة التي غرسها الله فينا قبل وجودنا، موضحا أن هذه الفطرة مصبوغة بداخلك صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ. وأشار الداعية الإسلامي إلى أن للفطرة صفات كثيرة، لكنها تتلخص في أمرين: الإحسان والعبودية، وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِيۤ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدْنَآ أَن تَقُولُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ.
المنان لا يدخل الجنه من في قلبه ذره كبر
فهذا عليه وليس له، مثل النفقة في سبيل الله يتبعها مناً وأذى، فقد ضرب الله مثلها في القرآن { يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} حتى ختم الآية. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { صفوان} يقول: الحجر. { فتركه صلداً} ليس عليه شيء. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس { كمثل صفوان} الصفاة { فتركه صلداً} قال: تركها نقية ليس عليها شيء، فكذلك المنافق يوم القيامة لا يقدر على شيء مما كسب. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال: الوابل. المطر. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال: الوابل. المطر الشديد، وهذا مثل ضربه الله لأعمال الكفار يوم القيامة، يقول { لا يقدرون على شيء مما كسبوا} يومئذ كما ترك هذا المطر هذا الحجر ليس عليه شيء أنقى ما كان. Altafsir.com -تفسير ايآت القرآن الكريم (26-2-264-2). وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس { فتركه صلداً} قال: يابساً خاسئاً لا ينبت شيئاً. وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس. أن نافع ابن الأزرق سأله عن قوله { صفوان} قال: الحجر الأملس. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول أوس بن حجر: على ظهر صفوان كأن متونه عللن بدهن يزلق المتنزلا قال: فأخبرني عن قوله { صلداً} قال: أملس.
والمنَّ عموماً يحتمل تفسيرين: أحدهما إحسان المحسن غيرَ معتَدّ بالإحسان, يقال: لحقت فلاناً من فلان منّةٌ, إذا لحقته نعمةٌ باستنقاذٍ من قتل أو ما أشبهه. الثاني منَّ فلانٌ إذا عظَّم الإحسانَ وفخر به وأبدأ فيه وأعاد حتى يفسِده ويُبغّضه, فالأول حسن (ويدخل فيه كل صور المن من الله تعالى) والثاني قبيح وهو الذي يأتي على معنى التقرير للنعمة والتصريح بها أو أن يتحدث بما أعطى حتى يبلغ ذلك المُعطي فيؤذيه, والمن حينئذ من الكبائر. **بعض الأحاديث الواردة في ذم المنّ. *** عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة: المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منة, والمنفق سلعته بالحلف الفاجر، والمسبل إزاره" رواه مسلم. المنان لا يدخل الجنه من كان في قلبه مثقال. وعن ابن عمر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ينظر الله - عز وجل- إليهم يوم القيامة, العاق لوالديه والمرأة المترجلة والديوث, وثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والمدمن على الخمر والمنان بما أعطى" رواه النسائي, وقال الألباني حديث صحيح. وعن عبد الله بن أبي أوفي إن أناسا من العرب قالوا: يا رسول الله أسلمنا ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان, فأنزل الله: (يمنون عليك إن أسلموا)(الحجرات:17) أخرجه ابن المنذر والطبراني وابن مرذويه بسند حسن, وعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" لا يدخل الجنة, خِبٌّ (الخادع الغاش), ولا منان, ولا بخيل"(رواه الترمذي, وقال حسن غريب).
إن أسى تلك النهاية إنما كان بإهمال معالجة انحراف البداية؛ حين عُرضت الفتن على القلب، وزُيّنت، ولم يتعامل معها التعامل الشرعي الحاسم لمادتها والعاصم من شرها؛ فكيف بمن كان معافى منها، وأبى إلا الاستشرافَ إليها؛ فأردته صريعاً غَرِقاً في لجج موجها الحالك؟! وأما إن كان القلب مطمئناً بالإيمان، راسخاً رسوخ الشمّ الرواسي، وماء الإيمان الطاهر يملأ أركان الجَنان؛ فإن الفتن تزيد ذلك القلب قوة، وثباتاً، وبصيرة، ونوراً؛ وذلك أن الفتنة إذا قابلت القلب المؤمن سدّ منافذها، وأبغضها وأنكرها.
تُعرض الفتن على القلوب
قالَ أبو خالِدٍ: فَقُلتُ لِسَعْدٍ: يا أبا مالِكٍ، ما أسْوَدُ مُرْبادٌّ؟ قالَ: شِدَّةُ البَياضِ في سَوادٍ، قالَ: قُلتُ: فَما الكُوزُ مُجَخِّيًا؟ قالَ: مَنْكُوسًا. وفي رواية: لَمَّا قَدِمَ حُذَيْفَةُ مِن عِندِ عُمَرَ جَلَسَ، فَحَدَّثَنا، فقالَ: إنَّ أمِيرَ المُؤْمِنِينَ أمْسِ لَمَّا جَلَسْتُ إلَيْهِ سَأَلَ أصْحابَهُ، أيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في الفِتَنِ؟ وساقَ الحَدِيثَ بمِثْلِ حَديثِ أبِي خالِدٍ، ولَمْ يَذْكُرْ تَفْسِيرَ أبِي مالِكٍ لِقَوْلِهِ: مُرْبادًّا مُجَخِّيًا. وفي رواية: أنَّ عُمَرَ قالَ: مَن يُحَدِّثُنا، أوْ قالَ: أيُّكُمْ يُحَدِّثُنا -وَفيهم حُذَيْفَةُ- ما قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في الفِتْنَةِ؟ قالَ حُذَيْفَةُ: أنا، وساقَ الحَدِيثَ كَنَحْوِ حَديثِ أبِي مالِكٍ، عن رِبْعِيٍّ، وقالَ في الحَديثِ: قالَ حُذَيْفَةُ: حَدَّثْتُهُ حَدِيثًا ليسَ بالأغالِيطِ، وقالَ: يَعْنِي أنَّه عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ.
من فقه الدعاء
يقول سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "أنا لا أحمل همَّ الإجابة، وإنما أحمل همَّّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء كانت الإجابة معه". وهذا فهم عميق أصيل ، فليس كل دعاء مجابًا، فمن الناس من يدعو على الآخرين طالبًا إنزال الأذى بهم ؛ لأنهم ينافسونه في تجارة ، أو لأن رزقهم أوسع منه ، وكل دعاء من هذا القبيل ، مردود على صاحبه لأنه باطل وعدوان على الآخرين. تُعرض الفتن على القلوب. والدعاء مخ العبادة ، وقمة الإيمان ، وسرّ المناجاة بين العبد وربه ، والدعاء سهم من سهام الله ، ودعاء السحر سهام القدر، فإذا انطلق من قلوب ناظرة إلى ربها ، راغبة فيما عنده ، لم يكن لها دون عرش الله مكان. جلس عمر بن الخطاب يومًا على كومة من الرمل ، بعد أن أجهده السعي والطواف على الرعية ، والنظر في مصالح المسلمين ، ثم اتجه إلى الله وقال: "اللهم قد كبرت سني ، ووهنت قوتي ، وفشت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفتون ، واكتب لي الشهادة في سبيلك ، والموت في بلد رسولك".