الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، أما بعد: اتفق العلماء على حرمة إسبال الثوب خيلاءً واختلفوا إذا لم يكن ذلك من باب المخيلة والتكبر على قولين: الأول: الجواز مع الكراهة وهو قول أغلب أتباع المذاهب الأربعة. الثاني: التحريم مطلقاً وهو رواية عن الإمام أحمد خلاف المشهور عنه. قال ابن مفلح في (الآداب الشرعية 3 / 492): ( قال أحمد رضي الله عنه أيضاً: ما أسفل من الكعبين في النار لا يجر شيئاً من ثيابه. حكم اسبال الثوب. وظاهر هذا التحريم) أ.
ما حكم اسبال الثوب للمرأة داخل بيتها - أجيب
قال الحافظ ابن عبد البر في "التمهيد" (3/244):
" وهذا الحديث يدل على أن من جر إزاره من غير خيلاء ولا بطر أنه لا يلحقه الوعيد
المذكور ، غير أن جر الإزار والقميص وسائر الثياب مذموم على كل حال "
وجاء في "حاشية العدوي" (2/453):
" َالْحَاصِلُ أَنَّ النُّصُوصَ مُتَعَارِضَةٌ فِيمَا إذَا نَزَلَ عَنْ
الْكَعْبَيْنِ بِدُونِ قَصْدِ الْكِبْرِ: فَمُفَادُ "الْحَطَّابِ" – من علماء
المالكية - أَنَّهُ لَا حُرْمَةَ بَلْ يُكْرَهُ ، ومُفَادُ "الذَّخِيرَةِ" – كتاب
للإمام القرافي -: الْحُرْمَةُ. وَالظَّاهِرُ: أَنَّ الَّذِي يَتَعَيَّنُ الْمَصِيرُ إلَيْهِ الْكَرَاهَةُ
الشَّدِيدَةُ " انتهى. حكم إسبال الثوب - Layalina. وأما الشافعية: فصرحوا بأنه لا حرمة إلا بقصد الخيلاء. قال الإمام الشافعي رحمه الله – كما نقله عنه النووي في "المجموع" (3/177): " لا
يجوز السدل في الصلاة ولا في غيرها للخيلاء ، فأما السدل لغير الخيلاء في الصلاة
فهو خفيف ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضى الله عنه وقال له: إن إزاري
يسقط من أحد شقي. فقال له: ( لست منهم) "
وقال النووي في "شرح مسلم" (14/62):
" لا يجوز إسباله تحت الكعبين إن كان للخيلاء ، فإن كان لغيرها فهو مكروه ، وظواهر
الأحاديث فى تقييدها بالجر خيلاء تدل على أن التحريم مخصوص بالخيلاء ، وهكذا نص
الشافعى على الفرق " انتهى.
حكم اسبال الثوب
ومما يؤيد خطأ حمل المطلق على المقيد حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه قال: سألت أبا سعيد الخدرى عن الإزار فقال: على الخبير سقطت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إزرة المسلم إلى نصف الساق ولا حرج - أو لا جناح - فيما بينه وبين الكعبين ما كان أسفل من الكعبين فهو فى النار ، من جرَّ إزاره بطراً لم ينظر الله إليه) [ أخرجه أحمد وأبو داود و ابن ماجه ومالك ، وهو حديث صحيح ، صححه النووي وابن دقيق العيد والألباني وغيرهم] فهذا الخبير بحكم إسبال الإزار رضي الله عنه يروي حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه السببان والعقوبتان ، وقد فرق بينهما. كما أن إسبال الثوب وجره يستلزم الخيلاء كما نص على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لجابر بن سليم رضي الله عنه: ( إياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة) [ رواه أحمد وأبو داود وهو حديث حسن] قال الحافظ ابن حجر في الفتح ( 10 / 264): وحاصله: أن الإسبال يستلزم جرَّ الثوب ، وجرُّ الثوب يستلزم الخيلاء ، ولو لم يقصد اللابس الخيلاء ويؤيده: ما أخرجه أحمد بن منيع من وجه آخر عن ابن عمر في أثناء حديث رفعه: ( وإياك وجر الإزار ؛ فإن جر الإزار من المخِيلة).
حكم إسبال الثوب - Layalina
بقلم |
حسين |
الجمعة 01 فبراير 2019 - 03:09 ص
ما حكم الإسبال؟
الجواب:
ويجيب على هذا السؤال فضيلة الأستاذ الدكتور / شوقي إبراهيم علام، مفتي الديار المصرية، بالقول إن "الإسبال هو: الإرخاء، وإسبال الثوب أو الإزار: إرخاؤه، والمسبِل: الَّذِي يُطَوِّلُ ثَوْبَهُ ويُرْسِلُهُ إِلَى الأَرْضِ إِذا مَشى. انظر: "تاج العروس" (29/ 162). وقد وردت مجموعة من الأحاديث تنهى عن الإسبال للرجل؛ منها: ما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِى النَّارِ». ولكن هذا الإطلاق مقيد بأن يكون الإسبال على جهة الخيلاء والتكبر؛ وهو المستفاد مما رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ؛ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، فقال أبو بكر رضي الله عنه: إن أحد شقي ثوبي يسترخي، إلا أن أتعاهد ذلك منه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّكَ لَسْتَ تَصْنَعُ ذَلِكَ خُيَلَاءَ». والقول بأن أحاديث النهي عن الإسبال مقيدة بالخيلاء، فإذا انتفى الخيلاء لم يكن الإسبال محرمًا، هو ما ذهب إليه جمهور العلماء من المذاهب المختلفة؛ إعمالًا للقاعدة الأصولية في حمل المطلق على المقيد؛ جمعًا بين الأدلة، دون اضطرار إلى إعمال أحدها وإلغاء الآخر؛ والإعمال أولى من الإهمال.
السؤال: يقول حمدان نافي العتيبي:
مقدم برنامج نور على الدرب! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أرجو عرض رسالتي هذه على سماحة الشيخ: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الرئيس العام وفقه الله. يقول: مما لا شك فيه -يا سماحة الشيخ- أن المسلمين في رخاء دنيوي لا مثيل له، ويظهر كثير من المسلمين هذه النعمة بإسبال الملابس من ثياب وبشوت، فهل هذا العمل موافق للصواب؟ وقد يظهر هذا واضحاً في كثير من المصلين، حيث يمتد ثوبه أو ثوب أحدهم خلفه، فما حكم الإسبال في الصلاة خاصة وفي غيرها بصفة عامة؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: الإسبال من المحرمات العظيمة، ومن كبائر الذنوب سواء كان في الإزار أو في السراويل، أو في القميص، أو في العمامة، أو في البشت، كل ذلك محرم في حق الرجل. أما المرأة فلها أن تسبل، ترخي ثيابها على أقدامها؛ لأنها عورة، لا لكبر بل لستر، وأما الرجل فيلزمه رفع ثيابه فوق الكعب؛ لأنه ﷺ قال: ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار رواه البخاري في الصحيح. وقال عليه الصلاة والسلام: ثلاثة لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب فهذا يدل على أن هذا من الكبائر، وأن الواجب على المسلم أن يرفع ثيابه وملابسه كلها من بشت، وسراويل، وإزار يرفعها فوق الكعب، لا تنزل عن الكعب، بل من نص الساق إلى الكعب كما جاء في حديث جابر بن سليم وغيره: إزرة المؤمن من نصف ساقه ولا حرج عليه فيما بين ذلك إلى الكعب، هذا محل الملابس من نصف الساق إلى الكعب.
وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۖ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ (116) اشتملت هذه الآية الكريمة ، والتي تليها على الرد على النصارى عليهم لعائن الله وكذا من أشبههم من اليهود ومن مشركي العرب ، ممن جعل الملائكة بنات الله ، فأكذب الله جميعهم في دعواهم وقولهم: إن لله ولدا. فقال تعالى: ( سبحانه) أي: تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك علوا كبيرا ( بل له ما في السماوات والأرض) أي: ليس الأمر كما افتروا ، وإنما له ملك السماوات والأرض ، وهو المتصرف فيهم ، وهو خالقهم ورازقهم ، ومقدرهم ومسخرهم ، ومسيرهم ومصرفهم ، كما يشاء ، والجميع عبيد له وملك له ، فكيف يكون له ولد منهم ، والولد إنما يكون متولدا من شيئين متناسبين ، وهو تبارك وتعالى ليس له نظير ، ولا مشارك في عظمته وكبريائه ولا صاحبة له ، فكيف يكون له ولد! كما قال تعالى: ( بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم) [ الأنعام: 101] وقال تعالى: ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا) [ مريم: 88 - 95] وقال تعالى: ( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) [ سورة الإخلاص].
[86] قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ..} - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
وقالوا اتخذ الله ولدا || تلاوة عطرة من سورة مريم - YouTube
“وقالوا اتخذ الله ولدا”قارئ مكانه وآسر زمانه د.ياسر الدوسري يتجلى في ليلة تاريخية | 21 رمضان 1443هـ - Youtube
وكذا رواه الإمام أحمد ، عن حسن بن موسى ، عن ابن لهيعة ، عن دراج بإسناده ، مثله. ولكن هذا الإسناد ضعيف لا يعتمد عليه. ورفع هذا الحديث منكر ، وقد يكون من كلام الصحابي أو من دونه ، والله أعلم. وكثيرا ما يأتي بهذا الإسناد تفاسير فيها نكارة ، فلا يغتر بها ، فإن السند ضعيف ، والله أعلم.
«احفظ الله يحفظك» وقالـــوا اتخــــــذ الرحمن ولـــــــدا
الطبرى: يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء الكافرون بالله (اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا) (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا) يقول تعالى ذكره للقائلين ذلك من خلقه: لقد جئتم أيها الناس شيئا عظيما من القول منكرا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: ابن عاشور: وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) عطف على جملة { ويقول الإنسان أإذا ما مت} [ مريم: 66] أو على جملة { واتخذوا من دون الله آلهة} [ مريم: 81] إتماماً لحكاية أقوالهم ، وهو القول بأن لله ولداً ، وهو قول المشركين: الملائكة بنات الله. وقد تقدم في سورة النحل وغيرها؛ فصريح الكلام رد على المشركين ، وكنايته تعريض بالنّصارى الذين شابهوا المشركين في نسبة الولد إلى الله ، فهو تكملة للإبطال الذي في قوله تعالى آنفاً: { ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه} [ مريم: 35] الخ. وقالوا اتخذ الله ولدا. والضمير عائد إلى المشركين ، فيفهم منه أنّ المقصود من حكاية قولهم ليس مجرد الإخبار عنهم ، أو تعليم دينهم ولكن تفظيع قولهم وتشنيعه ، وإنما قالوا ذلك تأييداً لعبادتهم الملائكة والجن واعتقادهم شفعاء لهم. وذكر { الرّحمان} هنا حكاية لقولهم بالمعنى ، وهم لا يذكرون اسم الرحمان ولا يُقرون به ، وقد أنكروه كما حكى الله عنهم: { وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمان قالوا وما الرحمان} [ الفرقان: 60] ، فهم إنما يقولون: { اتخذ الله ولداً} كما حكي عنهم في آيات كثيرة منها آية سورة الكهف ( 4).
ثم أيضًا جاء تأكيد الخبر هنا باسمية الجملة، وتقديم الجار والمجرور له على قَانِتُونَ للتأكيد كُلٌّ لَهُ لله دون ما سواه، فهي قانتة له وحده، فإن تقديم الجار والمجرور هنا يدل على الاختصاص والحصر فهي قانتة لربها وخالقها فهي تعرفه. ثم قال: بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [سورة البقرة:117] الله -تبارك وتعالى: بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يعني هو الذي خلق السماوات والأرض وابتدأ خلقهما، فهو المبتدئ والمبدع لهذا الخلق، لم يُسبق إليه، لم يخلقه على نموذج أو مثال سابق. وَإِذَا قَضَى أَمْرًا حكم به وقدره فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.
هذا فضلاً عن الأعمال الأخرى التي تحتاج إلى أوقات طويلة، قضايا الأمة، مصائب الأمة، مشكلات الأمة المعقدة المزمنة، هذه عند الله -تبارك وتعالى- إذا شاء قال: "كن"، فتغيرت الحال في لحظة. إذا أراد الله النصر والتمكين هبت رياحه بقول "كن" مباشرة، الأحزاب يحاصرون النبي ﷺ في المدينة، وقد طوقوها من النواحي التي يمكن أن يدخل منها من شمالها وغيره إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ [سورة الأحزاب:10] فلما جاء الأمر من الله بـ"كن" أرسل عليهم الريح والجنود التي لم نرها: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ [سورة الأحزاب:9] جنود هنا يمكن أن يكون التنكير للتعظيم والتكثير، جنود كثر من قريش والأحابيش وغطفان، وغير ذلك. فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا [سورة الأحزاب:9] ليس بالضرورة أن تروا هؤلاء الجنود، ولكن الآثار ظاهرة بادية، فصار الواحد من هؤلاء لا يكاد أن يدرك الأخذ بزمام دابته وركوب هذه الدابة لشدة ما أصابهم من الريح التي تكفأ القدور وتطفئ النيران، وتقلع الخيام، والرعب الذي يزلزل قلوبهم، اجتمع عليهم هذا وهذا، فكان كل واحد يريد أن يدرك، ينجو برقبته بنفسه؛ لأن الله قال: "كن"، فالدعاء لا يستهان به.