تجعلها بمعزل عن النفع ، فضلا عن استحقاقها للعبادة ، فقال - تعالى - ( والذين يَدْعُونَ مِن دُونِ الله لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَآءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ). فوصفها - أولا - بالعجز التام ، فقال - تعالى -: ( والذين يَدْعُونَ مِن دُونِ الله لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً.. ). أى: وهذه الآلهة التى تعبدونها من دون الله - تعالى - لا تخلق شيئا من المخلوقات مهما صغرت ، بل هم يخلقون بأيديكم ، فأنتم الذين تنحتون الأصنام. إن الذين تدعون من دون الله. كما قال - سبحانه - حكاية عن إبراهيم - عليه السلام - الذى قال لقومه على سبيل التهكم بهم: ( قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ والله خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) وإذا كان الأمر كذلك فكيف تعبدون شيئا أنتم تصنعونه بأيديكم ، أو هو مفتقر إلى من يوجده؟! وهذه الآية الكريمة أصرح فى إثبات العجز للمعبودات الباطلة من سابقتها التى تقول: ( أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ.. ) لأن الآية السابقة نفت عن المعبودات الباطلة أنها تخلق شيئا ، أما هذه الآية التى معنا فنفت عنهم ذلك ، وأثبتت أنهم مخلوقون لغيرهم وهو الله - عز وجل - ، أو أن الناس يصنعونهم عن طريق النحت والتصوير ، فهم أعجز من عبدتهم ، وعليه فلا تكرار بين الآيتين.
- إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم
- إن الذين تدعون من دون الله
- تحميل جميع مؤلفات وكتب بدر الدين الحسني - كتاب بديا
إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم
قل إني نهيت أن انعبد الذين تدعون من دون الله قراءة جميلة. برواية ورش - YouTube
إن الذين تدعون من دون الله
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله: ( إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا) أصناما. واختلف أهل التأويل في تأويل قوله: ( وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا) فقال بعضهم: معناه: &; 20-19 &; وتصنعون كذبا. * ذكر من قال ذلك: حدثنا عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا) يقول: تصنعون كذبا. وقال آخرون: وتقولون كذبا. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا) يقول: وتقولون إفكا. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا) يقول: تقولون كذبا. إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا. وقال آخرون: بل معنى ذلك: وتنحِتون إفكا. * ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن عطاء الخراسانيّ، عن ابن عباس قوله: ( وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا) قال: تنحِتون تصوّرون إفكا. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة ( وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا) أي: تصنعون أصنامًا.
فالله أحق بإخلاص العبادة له وحده من كل وجه فهو الذي خلق الإنسان من عدم فسواه و طوره و رعاه, من تراب ثم من نطفة إلى علقة إلى الاستواء البشري كامل الخلقة ثم هو يرعاه في حياته و يرزقه و يحفظه, ثم هو يتوفاه و يجازيه بعمله إن خيراً فخير و إن شراً فشر, مقاليد الأمور بيده و أمره بين الكاف و النون إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون.
بدر الدين الحسني
معلومات شخصية
الميلاد
1267هـ دمشق في سوريا
تاريخ الوفاة
1354هـ
مكان الدفن
مقبرة الباب الصغير
الإقامة
سوري
الديانة
الإسلام
المذهب الفقهي
شافعي
العقيدة
أهل السنة
الأولاد
تاج الدين الحسني
الحياة العملية
تعلم لدى
أبو الخير الخطيب [لغات أخرى]
التلامذة المشهورون
عبد الجبار الرحبي ، وعبد القادر بن بدران الدمشقي ، ومحمد جميل الشطي ، وأبو الخير الطباع ، ومحمد طاهر الأتاسي
تعديل مصدري - تعديل
بدر الدين الحسني الشافعي الأشعري ، هو محمد بدر الدين بن يوسف بن بدر الدين بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد الملك بن عبد الغني الحسني، المغربي، المراكشي، السبتي من ذرية الشيخ الجزولي. ولادته [ عدل]
ولد بدر الدين الحسني في دمشق سنة 1267هـ الموافق لـ لسنة 1850 م، وكانت ولادته في داره الملاصقة لدار الحديث الأشرفية التي كانت مقره ومقر علماء الحديث، وولادته هذه من أبوين فاضلين. فوالدته السيدة عائشة بنت إبراهيم الشهير بالكزبري هي من عوائل دمشق المعروفة بالعلم، خصوصًا علم الحديث الشريف الذي انتهت رئاسته إليها، وهي عائلة آل الكزبري ، وقد اعتنت رحمها الله بولدها، وسلمته إلى شيوخ العصر، ومن اعتنائها به أنها كانت لاترضعه إلا وهي على طهارة كاملة وكانت في شهر رمضان لاترضعه نهارًا.
تحميل جميع مؤلفات وكتب بدر الدين الحسني - كتاب بديا
والفضل في كل ذلك لشيخه أبي الخير الخطيب، وللعزلة التامة عن الناس، التي استمرت سبعة عشر عاماً خرج بعدها، وهو في الثلاثين، ليفاجئ علماء عصره بهذا الزاد العلمي الكبير. وحسبه أنه لم يدع كتاباً مطبوعاً، أو مخطوطاً ظفر به إلا اطَّلع عليه، وأحاط بموضوعه. تزوج الشيخ بدر الدين عام 1878م السيدة رُقَيَّة بنت أحد مشايخه الشيخ محيي الدين العاني ، ورزق منها ثمانية أولاد أحدهم تاج الدين الذي صار رئيساً للجمهورية ، وست بنات. بدأ التدريس في مساجد دمشق، ثم صدر أمر السلطان عبد الحميد إليه بالتدريس تحت قبة النَّسْر في المسجد الأموي ، وكان لا يجلس تحتها إلا شيخ علماء الشام، وفق التقليد المتَّبع منذ بناء الجامع، وقد انتهى هذا التقليد بموت الشيخ بدر الدين. كان درسه الأول سنة 1298هـ درساً مشهوداً، حضره والي دمشق مدحت باشا ، وكبار القادة، والعلماء، والناس، حتى غصَّ بهم المسجد. وقد بهر الجميع بفصاحته، وبلاغته، وجهارة صوته، وقدرته على شرح الحديث، ومعرفة رجاله، وما فيه من عظات، وأحكام. وكان هذا نهجه في جميع دروسه التي كان يحضرها كبار العلماء من أمثال الشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي مصر، والشيخ سليم العطار ، والشيخ طاهر الأتاسي ، وغيرهم، فضلاً عن طلبة العلم.
ويذكر الحمزاوي: أنه انتهى بعد طول البحث، إلى رؤية اثنتي عشرة رسالة، مما بقي لصاحب الترجمة في الحديث والتفسير. ومن تآليفه: شرح خلاصة في الحساب، وحاشية على عقائد النسفي، وكتب أخرى"(9). الشيخ بدر الدين ورحلته الجهادية مع أصحابه: ذكر السيد الحمزاوي أنه لما قامت الثورة على الاحتلال الفرنسي في سورية: "كان الشيخ يطوف المدن السورية، متنقلاً من بلدة إلى أخرى، حاثا على الجهاد وحاضاً عليه، يقابل الثائرين ويغذيهم برأيه، وينصح لهم بالخطط الحكيمة، فكان أباً روحياً للثورة والثائرين المجاهدين"(10). ويتحدث الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله – عن هذه الرحلة بقوله: "وأنا أحب أن أعرض للقراء صفحة مطوية من تاريخ الشيخ بدر الدين، هي رحلته في سنة 1924م، مع الشيخ علي الدقر والشيخ هاشم الخطيب، من دمشق إلى دوما إلى النبك إلى حمص وحماة إلى حلب. هذه الرحلة التي طافوا فيها لبلاد الشام "سورية" كلها، وكانوا كلما وصلوا قرية أو بلدة، خرج أهلها عن بكرة أبيهم لاستقبالهم بالأهازيج والمواكب، ثم ساروا وراءهم إلى المسجد، فتكلموا فيه ووعَظوا وحمّسوا، وأثاروا العزة الإسلامية في النفوس، وحثّوا على الجهاد لإعلاء كلمة الله، فكانت هذه الرحلة هي العامل الأول والمباشر لقيام الثورة السورية ضد فرنسا، وقد امتدت سنتين منذ عام 1925م، وأذهلت ببطولاتها أهل الأرض.