وآية الأنبياء هذه. وذلك أشد الغفلة. وجاء بالإعراض بالصيغة الاسمية فقال: {مُعْرِضُونَ} للدلالة على الثبات والدوام. والوصف بالإعراض الثابت الدائم مناسب لهذه الغفلة العظيمة الغامرة. وفي الآية مبالغات عديدة منها:
أنه قال: {اقْتَرَبَ} ولم يقل: (قرب) وهو مبالغة في القرب. وقال: (للناس) فأطلق الكل على الجزء وهم المشركون أو المتصفون بـ هذين الوصفين وهو مبالغة. وقدم الجار والمجرور للاهتمام والتهويل، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى أنه أفاد التوسع في المعنى، فقد يحتمل أن يكون {لِلنَّاسِ} متعلقًا بـ {اقْتَرَبَ}، ويحتمل أن يكون متعلقًا بالحساب، فأفاد معنيين وهو توسع في المعنى. وأضاف الحساب إلى الناس فقال: {حِسَابُهُمْ} تهويلاً وإنذارًا شديدًا، ولم يقل: (اقترب للناس الحساب). اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون - إبراهيم الجبرين تلاوة مؤثرة - YouTube. وقال: {فِي غَفْلَةٍ} ولم يقل: (غافلون) للدلالة على تمكن الغفلة منهم وأنهم ساقطون فيها كالساقط في اللجة. وقال: {مُعْرِضُونَ} بالاسم للدلالة على الثبات والدوام. وجمع بين الغفلة والإعراض. فهم في غفلة فإذا ذكروا أعرضوا. ** من كتاب: على طريق التفسير البياني للدكتور فاضل السامرائي الجزء الرابع من ص 7 إلى ص 12. (1) الكشاف ۲/۳۲۰. (۲) البحر المحيط 6 / ٢٩٥ - ٢٩٦.
تفسير: (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون)
[١٠]
معاني المفرادات في آية: اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون
إنّ الحديث عن المعنى الإجمالي للآيات وشرحها شرحًا تفصيليًا وذكر أقوال المفسرين في تفسيرها وبيان معانيها يُعطي معلومات كثيرة عن المعاني اللغوية للمفردات القرآنية، فالمفسّر لا يقوم بتفسير الآيات بمعزلٍ عن المعاني اللغوية لمفرداتها، وفيما يأتي بيانٌ لمعاني المفرادات في آية: اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون، بالتفصيل:
اقترب: فعل من الاقتراب وهو الدنو والقرب. [١١]
للناس: اسم للجمع من بني آدم، والمفرد إنسان. [١٢]
وهم: ضمير رفع منفصل لجمع المذكر الغائب. تفسير: (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون). [١٣]
في: حرف جر يفيد الظرفية الحقيقة أو المجازية وقد يكون زائدًا للتوكيد. [١٤]
غفلة: الجمع غفلات والمعنى غياب الشيء عن بال الإنسان ونسيانه له وعد تذكّره إيّاه. [١٥]
معرضون: من الإعراض وهو الصدود. [١٦]
إعراب آية: اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون
الإعراب هو أحد العلوم المتعلّقة بعلوم القرآن الكريم وقد أُلّفت المصنفات ووضعت المجلّدات لبيان إعراب المفردات والجمل القرآنية، وفيما يأتي إعراب آية: اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون، من كتاب الجدول في إعراب القرآن: [١٧]
اقترب: فعل ماض مبني على الفتحة.
اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون - إبراهيم الجبرين تلاوة مؤثرة - Youtube
(۳) شرح الرضي على الكافية 3/406. (٤) حاشية الخضري على شرح ابن عقيل ۲/۲۲. (5) تفسير أبي السعود ٣/٦٨٢. (6) التحرير والتنوير ۱۷/8 – 9. (7) انظر الكشاف ۲/۳۲۰، البحر المحيط 295. (8) فتح القدير 3/٣٨٤. (9) الكشاف ۲/۳۲۰. (10) الكشاف ۲/۳۲۰. (11) البحر المحيط 6/٢٩٦. (12) التحرير والتنوير ۱۷/۱۰.
فيأكل الحرام ويشرب الحرام ويسمع الحرام ويشاهد الحرام ويعمل الحرام ويتكلم بالحرام!! إن من يفعل ذلك لم يفهم حقيقة الإسلام الذي يحمله وينتمي إليه.
[5]
قال ابن عبد البر: كان من الشّجعان الأبطال الفرسان. [2] وقال ابن سعد: قليل الحديث [6]
رواياته
روى عن النبي ﷺ وحديثه في البخاري والأربعة ، وروى عنه أبو الشعثاء وأبو حاجب وعبد الله بن الصامت والحسن وابن سيرين وغيرهم. [8] [9]
قال ابن حجر: وقد روى سنان عن أبيه؛ وعن عُمر، وابن عبَّاس، وأرسل عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم وحديثه عنه عند الطّبراني، ولفظُه أَنَّ النّبي ﷺ بعث معه بهَدْي... أخرجه من طريق الفريَابي، عن الثّوري، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن معاذ بن سَعْوَة عنه. وقد اختلف فيه على الثّوري، وعلى شيخه. ورواه ابْنُ جُرَيْجٍ، عن عبد الكريم، فقال: عن معاذ، عن سِنَان بن سلمة، عن أبيه. أَخرجه أحمد عن محمد بن بكر عنه. وقال أَبُو عَاصِمٍ: عن ابن جُرَيج، فقال بسنده عن سنان بن سلمة عن سلمة بن المحبِّق، أخرجه يعقوب بن سفيان عنه، والدّارقطني من طريق أخرى عن أبي عاصم. وروى عنه قَتادة، وسَلْم بن جُنَادة وغيرهما. [5]
روى عنه سَلْم بن جُنَادة، ومعاذ بن سِعْوة، وحبيب أَبو عبد الصمد. ومن حديثه أَن رجلًا أَتى النبي ﷺ ، فقال: يا رسول الله، إِني تصدقت على أُمي بصدقة، وإِنها هلكت، فكيف أَصنع؟ فقال: «رَدَّ الله عَلَيْكَ مَالَكَ، وَقَبِلَ صَدَقَتَكَ».
أضرحة الصحابة في باكستان - ويكيبيديا
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا أبو الربيع السمّان عن هارون بن رئاب عن سنان بن سلمة الهذليّ قال: خرجتُ مع الغلمان ونحن بالمدينة نلتقط البلح فإذا عمر بن الخطّاب معه الدِّرّة، فلمّا رآه الغلمان تفرّقوا في النخل، قال: وقمتُ وفي إزاري شيء قد لقطتُه فقلت: يا أمير المؤمنين هذا ما تُلقي الريح، قال: فنطر إليه في إزاري فلم يضربني، فقلتُ: يا أمير المؤمنين الغلمان الآن بين يديّ وسيأخذون ما معي، قال: كلاّ امش، قال: فجاء معي إلى أهلي. [7]
غزو الهند
قال أبو اليقظان: لما قُتل عبد الله بن سوار كتب معاويةُ إلى زياد: انظُرْ رجلًا يصلح لثَغْر الهند، فوجههُ. فوجّه زياد سنان بن سلمة بن المحبّق الهذليّ. وقال خليفة بن خياط: ولى زيادٌ سنانَ بن سلمة بن المحبِّق الهذلي غَزْوَ الهند بعد قتل راشد بن عمرو الجريري وذلك سنة خمسين. ولسنان هذا خبرٌ عجيب في غزو الهند. [2]
والي على البصرة
قال عُمَر بْنُ شَبّة: ولاّه مصعب البصرة لما خرج لقتال عبد الملك بن مَرْوَان سنةَ اثنتين وسبعين. [5]
قول العلماء فيه
ذكره ابن سعد في التّابعين في الطّبقة الأولى مِن أَهل البصرة. قال الْعِجْلِيُّ: تابعيّ ثقة [5]
قال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ في المراسيل: سُئل أبو زُرْعة عن سنان بن سلمة له صحبة، فقال: لا، ولكن وُلد في عَهْد النّبيّ ﷺ.
إسلام ويب - المعجم الكبير - باب السين - من اسمه سنان - سنان بن سلمة بن المحبق- الجزء رقم2
فخرج إلينا عمر بن الخطاب. فتفرق الغلمان وثبت مكاني. فلما غشيني قلت: يا أمير المؤمنين إنما هذا ما ألقت الريح. قال: أرني أنظر فإنه لا يخفى علي. فنظر في حجري فقال: صدقت. فقلت: يا أمير المؤمنين ترى هؤلاء الآن. والله لئن انطلقت لأغاروا علي فانتزعوا ما معي. قال: فمشى حتى بلغني مأمني. قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا أبو الربيع السمان عن هارون بن رئاب عن سنان بن سلمة الهذلي قال: خرجت مع الغلمان ونحن بالمدينة نلتقط البلح فإذا عمر بن الخطاب معه الدرة. فلما رآه الغلمان تفرقوا في النخل. قال: وقمت في إزاري شيء قد لقطته فقلت: يا أمير المؤمنين هذا ما تلقي الريح. قال: فنظر إليه في إزاري فلم يضربني. فقلت: يا أمير المؤمنين الغلمان الآن بين يدي وسيأخذون ما معي. قال: كلا امش. قال: فجاء معي إلى أهلي. دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990), ج: 7- ص: 89
سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي. وكان معروفا قليل الحديث. وتوفي في آخر ولاية الحجاج بن يوسف العراق. دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990), ج: 7- ص: 159
مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار
سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي ولد يوم حنين وسماه النبي صلى الله عليه وسلم سنانا كنيته أبو عبد الرحمن يعد في الصحابة مات في ولاية الحجاج بن يوسف بالبصرة
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991), ج: 1- ص: 71
6- وله حديث سادس رواه الطبراني في "معجمه" (7/118-119) رقم (6495): قال رحمه الله: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْفَسَوِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ آدَمَ، ثنا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عِمْرَانَ يُحَدِّثُ, عَنْ خَالِدٍ الْأَشَجِّ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ-رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى عَلَى جَذَعَةٍ مَيْتَةٍ، فَقَالَ: « مَا ضَرَّ أَهْلَ هَذِهِ لَوِ انْتَفَعُوا بِمَسْكِهَا ». وإذن فلهذا الصحابي ستة أحاديث، أربعة منها صحّت بشواهدها. وعلى هذا فلا يصح إيراده في هذا الكتاب الخاص بالمفاريد لا في قسم الصحيح ولا في قسم الضعيف. فهل يرجع الحجوري عن زَجِّهِ بهذا الصحابي في "ضعيف المفاريد" أو في "صحيح المفاريد"؟!! كتبه: ربيع بن هادي المدخلي 1 ذو الحجة 1438هـ ( [1]) كذا في [المعجم].