لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
ملف نصّي
الوعد والوعيد – مثل الجنة التي وعد المتقون
قال الله تعالى:
مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار
( الرعد: 35)
بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
إعراب قوله تعالى: مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها الآية 35 سورة الرعد
أحدث المشاركات
07-01-2014, 06:13 AM
#1
أديب
مثل الجنة التي وعد المتقون
جاء "مثل الجنة التي وعد المتقون" في سورتين من القرآن الكريم ("الرعد" ، و"محمد"، عليه الصلاة والسلام) وإليكم شيئاً مما اتضح من تدبر هذين المثلين: سورة الرعد مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ 35. لم يرَ الإنسان الجنة التي في الدار الآخرة ، ولذلك يضرب الله تعالى لـها الأمثال من زوايا متنوعة ليقرب صورتها للأذهان. وهنا في هذا المثل يصورها بـجنة من جنان الدنيا وارفة الأشجار المثمرة المتنوعة منها ما تعطي ثمارها صيفاً ومنها ما تنتج ثمارها شتاء بحيث يكون عطاؤها مستمراً دائماً لا ينقطع خلال العام، كما تشتمل من أكلها الطيب أيضاً على الطيور الجميلة المغردة التي تقف على أغصانها لتشدو بأصواتها أغان بألحان رائعة الجمال بـما لم تسمعه أذن من قبل ، وتحيط بها وتتخللها الأنهار العذبة المياه والتي تتسرب تحتها بحيث تغمر جذور أشجارها فلا ينقطع رواؤها أبداً ، وبذلك ليست بحاجة لأي مصدر مائي آخر (كالأمطار).
{قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا * لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا} [ الفرقان 15 - 16]
بعدما بين تعالى جزاء المكذبين وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا يعرض عليهم الفرقان الكبير بين هذا المصير و مصير المؤمنين الصادقين المصدقين العاملين بكلمات الله الموقرين لها المتبعين لرسله و موقريهم. تبارك ربنا و كثرت نعمه و عمت أفضاله, ياله من وعد عظيم بنعيم مقيم فيه ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر. { قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا * لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا} [ الفرقان 15 - 16] قال السعدي في تفسيره: أي: قل لهم -مبينا لسفاهة رأيهم واختيارهم الضار على النافع-: { أَذَلِكَ} الذي وصفت لكم من العذاب { خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} التي زادها تقوى الله فمن قام بالتقوى فالله قد وعده إياها، { كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً} على تقواهم { وَمَصِيرًا} موئلا يرجعون إليها، ويستقرون فيها ويخلدون دائما أبدا.
وقوله تعالى أو ما اختلط بعظم ؛ يريد في سائر الشخص. و"الحوايا"؛ معطوف على "ما"؛ في قوله تعالى إلا ما حملت ؛ فهي في موضع نصب؛ عطفا على المنصوب بالاستثناء؛ وقال الكسائي: "الحوايا"؛ معطوف على "الظهور"؛ كأنه قال: "إلا ما حملت ظهورهما؛ أو حملت الحوايا"؛ وقال بعض الناس: "الحوايا"؛ معطوف على "الشحوم". ما هو الشحم المحرم في قوله تعالى :(حرمت عليكم شحومها ) - موقع الشيخ الفاضل صالح بن محمد باكرمان. قال القاضي أبو محمد - رحمه الله -: وعلى هذا تدخل "الحوايا" في التحريم؛ وهذا قول لا يعضده اللفظ؛ ولا المعنى؛ بل يدفعانه. وقوله تعالى ذلك جزيناهم ببغيهم ؛ "ذلك"؛ في موضع رفع؛ و جزيناهم ببغيهم ؛ يقتضي أن هذا التحريم إنما كان عقوبة لهم على ذنوبهم؛ وبغيهم؛ واستعصائهم على الأنبياء؛ وقوله تعالى "وإنا لصادقون"؛ إخبار يتضمن التعريض بكذبهم في قولهم: "ما حرم الله علينا شيئا؛ وإنما اقتدينا بإسرائيل فيما حرم على نفسه"؛ ويتضمن إدحاض قولهم؛ ورده عليهم.
ما هو الشحم المحرم في قوله تعالى :(حرمت عليكم شحومها ) - موقع الشيخ الفاضل صالح بن محمد باكرمان
وشحمة الأذن معلق القرط. ورجل (مُشْحِمٌ) كثير الشحم في بيته. و(شَحِيمٌ) أي سمين وقد (شَحُمَ) من باب ظرف. و(شَحَمَ) فلان أصحابه أطعمهم الشحم وبابه قطع فهو (شَاحِمٌ). و(الشَّحَّامُ) بائعه. ورجل (شَحِمٌ) يشتهي الشحم وبابه طرب.
واختلف العلماء في تحريم ذلك على المسلمين؛ من ذبائح اليهود؛ فحكى ابن المنذر في "الأشراف"؛ عن مالك وغيره؛ منع أكل الشحم من ذبائح اليهود؛ وهو ظاهر "المدونة". قال القاضي أبو محمد - رحمه الله -: وهذا على القول في قوله - عز وجل -: وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ؛ بأنه المطعوم من ذبائحهم؛ وأما ما لا يحل لهم؛ فلا تقع عليه ذكاة؛ بل هو كالدم في ذبائح المسلمين؛ وعلى هذا القول يجيء قول مالك - رحمه الله - في "المدونة"؛ فيما ذبحه اليهودي؛ مما لا يحل لهم؛ كالجمل؛ والأرنب: إنه لا يؤكل. [ ص: 484] وروي عن مالك - رحمه الله - كراهية الشحم من ذبائح أهل الكتاب؛ دون تحريم؛ وأباح بعض الناس الشحم من ذبائح أهل الكتاب؛ وذبحهم ما هو عليهم حرام؛ إذا أمرهم بذلك مسلم. قال القاضي أبو محمد - رحمه الله -: وهذا على أن يجعل قوله تعالى وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ؛ يراد به الذبائح؛ فمتى وقع الذبح على صفته؛ وقعت الإباحة؛ وهذا قول ضعيف؛ لأنه جرد لفظة "وطعام"؛ من معنى أن تكون "مطعوما" لأهل الكتاب؛ وخلصها لمعنى الذبح؛ وذلك حرج لا يتوجه. وأما الطريق فحرمه قوم؛ وكرهه قوم؛ وأباحه قوم؛ وحلله مالك في "المدونة"؛ ثم رجع إلى منعه؛ وقال ابن حبيب: ما كان محرما عليهم؛ وعلمنا ذلك من كتابنا؛ فلا يحل لنا من ذبائحهم.