الحمد لله. أولًا:
اعلم أخانا الكريم أن الله تعالى هو الذي خلق فسوى، وقدر وهدى، وأن ما في الكون شاهد على عظمة الله تعالى وكبريائه. وأنه أخبر عن خلقه، والصانع أدرى بصنعته، فالله تعالى أدرى بخلقه: ( أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) الملك/14. ثم اعلم أن هذه الآيات مرت على العرب، وهم أشد الناس معارضة، وكان الكسوف والخسوف يحدث في زمان العرب، ولم يرد أن أحدًا منهم اعترض على البي صلى الله عليه وسلم، بأن الشمس أدركت القمر، فأنى له أن يزعم أنها لا تدركه ؟!! اغنية
انا لها شمس. نعم! لم يعترض واحد منهم بهذه الحجة، فدل أنها ليست كذلك ، وإنما هي من سوء فهم الآيات ، وسوء فهم الظواهر الكونية أيضا. ثانيًا:
المراد بالآية الكريمة - أخي الكريم -: أن الشمس لا ينبغي لها أن تطلع بالليل، لأن الليل وقت طلوع القمر، ولا ينبغي للقمر أن يطلع بالنهار لأن هذا وقت طلوع الشمس. يقول الإمام ابن جرير رحمه الله:
" لا الشمس يصلح لها إدراك القمر، فيذهب ضوؤها بضوئه، فتكون الأوقات كلها نهارا لا ليل فيها ، ( ولا الليل سابق النهار) [يس: 40]: يقول تعالى ذكره: ولا الليل بفائت النهار ، حتى تذهب ظلمته بضيائه، فتكون الأوقات كلها ليلا "، الطبري: (19/ 438).