وإن المظلمة أو الخطيئة وكذلك الحسنة مهما كانت صغيرة ولو كانت في حجم مثقال حبة من خردل. أحضرها الله يوم القيامة حين يضع الموازين القسط، ويجازى عليها إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر. واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه. كما قال تعالى: { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} الانبياء 47 ، ولو كانت في داخل صخرة صَمَّاء، أو غائبة في أرجاء السماء فإن الله يأتي بها؛ لأنه لا تخفى عليه خافية، ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ، وهكذا يغرس لقمان الحكيم في قلب ولده مراقبة الله وانه سبحانه وتعالى وهو المطلع على اعمالنا الظاهرة والباطنة ومن آمن بذلك فلا يعصي الله ابدا ويكون من الطائعين
أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
ا لخطبة الثانية ( يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام.
إسلام ويب - تفسير أبي السعود - تفسير سورة لقمان - تفسير قوله تعالى وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله- الجزء رقم7
الأمر بإقامة الصلاة
قال سبحانه وتعالى: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُور) سورة لقمان، 17 ، والصّلاة هي أوّل أمر يحاسب عليه الإنسان في يوم القيامة، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إِنّ أول مَا يُحَاسب بِهِ العَبْد يَوْم الْقِيَامَة من عمله صلَاته فَإِن صلحت فقد أَفْلح وأنجح، وَإِن فَسدتْ فقد خَابَ وخسر …) رواه الترمذي. اهتمّ الإسلام بالصّلاة اهتماماً عظيماً، وأمر المسلم بالمحافظة على أدائها سواءً أكان في الحضر أم في السّفر، أو حالة الأمن أو الخوف، قال سبحانه وتعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) سورة البقرة، 238 ، وذلك لما للصلاة من أثر تربويّ على النّفوس، واطمئنان القلوب، وإصلاح الفرد والمجتمع على حدّ سواء
قال ابن كثير: ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ أَيْ بِحُدُودِهَا وَفُرُوضِهَا وَأَوْقَاتِهَا) تفسير ابن كثير (6/ 302)
سادسا: الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر. قال تعالى: ( وأمر بالمعروف وانه عن المنكر)) سورة لقمان، 17
لأنّ فيها خدمةً عظيمةً للمجتمع، وحماية لهم من الانزلاق إلى الانحراف الأخلاقي أو الفكري ،وهي سبيل صَون العقيدة، وحفظ الفضيلة، وفلاح الأمّة، ونَصرها
سابعا: الصبر على الشدائد
قال تعالى: ( وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُور) سورة لقمان، 17
وفيها الحث على الصير وهو من أجل الأخلاق وأعلاها وقرن بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن هذا هو المتوقع لأنّ تحويل أفكار النّاس ومعتقداتهم ليس بالأمر اليسير فهناك الأفكار المخالفة ومن ترسّخ في عقولهم ما يصعب تقبله كما حدث مع الأنبياء من قومهم.
يتأكد المؤمن من أن الله تعالى هو الذي يحمي ويقضي كل الحوائج. تعد السورة شفيعًا له عند الله تعالى فهو الذي يجيب الدعاء للمؤمن. عند قراءة سورة الإخلاص عشر مرات يكون له قصر في الجنة. من السور التي تقضي حوائج المؤمن. اقرأ أيضًا: تفسير سورة البقرة كاملة للشعراوي مكتوبة ومبسطا
سبب نزول سورة الإخلاص
بعد أن تعرفنا على فضل قراءة قل هو الله أحد 1000 مرة علينا أن نتعرف على سبب نزول تلك السورة العظيمة وهي:
نزلت سورة الإخلاص حتى ترد على الذين اتخذوا من دون الله آلهة لا ينفعون ولا يضرون. كما أن هناك من نسب إلى الله تعالى ولد ولم يكن له وتطاول الكثير من الأشخاص على الذات الإلهية. كما أن البعض حكم نفسه إله يحكمون على البشر،. لذا عندما جاء أحد المشركين للنبي عليه الصلاة والسلام وقال له انسب لنا ربك، فنزلت تلك السورة كما جاء في الحديث الشريف. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"قالتْ قُرَيشٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ادْعُ لنا ربَّكَ يَجعَلْ لنا الصَّفَا ذهبًا، فإنْ أَصبَحَ ذهبًا اتَّبَعْناكَ. قل هو الله احد png. فدعَا ربَّهُ، فأَتاهُ جِبريلُ عليه السَّلامُ، فقال: إنَّ ربَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلامَ، ويَقولُ لكَ: إنْ شِئْتَ أَصبَح لهُمُ الصَّفَا ذهبًا؛ فمَن كَفَر منهُم عذَّبْتُه عذابًا لا أُعَذِّبُه أحدًا مِنَ العالَمينَ، وإنْ شِئْتَ فتَحْتُ لهُم بابَ التَّوبةِ والرَّحمةِ.
قل هو الله احد في المنام
والحديث أورده العقيلي في "الضعفاء الكبير" (2/96)، من مناكير زَبَّان بن فائد، وحسنه بطرقه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (589)، ومن أراد الاستزادة يمكنه مراجعة جواب السؤال رقم: ( 118152). والله أعلم.
فليس له فيها مثيل ولا نظير، ولا مناسب بوجه من الوجوه. فهو الأحد في حياته وقيوميته، وعلمه وقدرته، وعظمته وجلاله، وجماله وحمده، وحكمته ورحمته، وغيرها من صفاته، موصوف بغاية الكمال ونهايته، من كل صفة من هذه الصفات. ومن تحقيق أحديته وتفرده بها أنه "الصمد" أي: الرب الكامل، والسيد العظيم، الذي لم يبق صفة كمال إلا اتصف بها. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الإخلاص. ووصف بغايتها وكمالها، بحيث لا تحيط الخلائق ببعض تلك الصفات بقلوبهم، ولا تعبر عنها ألسنتهم. وهو المصمود إليه، المقصود في جميع الحوائج والنوائب {يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} فهو الغني بذاته، وجميع الكائنات فقيرة إليه بذاتهم، في إيجادهم وإعدادهم وإمدادهم بكل ما هم محتاجون إليه من جميع الوجوه. ليس لأحد منها غني عنه مثقال ذرة، في كل حالة من أحوالها. فالصمد: هو المصمود إليه، المقصود في كل شيء؛ لكماله وكرمه وجوده وإحسانه. ولذلك (لم يلد ولم يولد) فإن المخلوقات كلها متولد بعضها من بعض، وبعضها والد بعض، وبعضها مولود وكل مخلوق فإنه مخلوق من مادة، وأما الرب جل جلاله، فإنه منزه عن مماثلتها في هذا الوصف، كما هو منزه عن مماثلتها في كل صفة نقص.