لكن سنتحدث عن بعض تفاصيلها. يختلف بيت دمشقي حديث عن آخر عربي قديم. بأن هذه المنازل الحديثة تقبل أن تكون طابقية وتوجد في تكتلات عمرانية تسمى بنايات. وأيضاً من ناحية التصميم الداخلي، حيث يكون كل بيت شامي حديث من حقبة الثمانينات والتسعينات، عبارة عن باب رئيسي تأتي بعده ردهة أو ممر قصير ثم تجد نفسك في ما يسمى بالصالون. والصالون هو غرفة استقبال الضيوف، وأيضاً قد يحتوي بطرفه على طاولة للطعام. وغلب على طراز تلك الفترة أن يتم استخدام أطقم للجلوس يغلب عليها نفس طابع أطقم الجلوس في الليوان داخل البيت العربي. في كل بيت دمشقي حديث من حقبة الثمانينات، يكون المطبخ والتواليت أقرب للصالون من باقي غرف المنزل. والسبب منح خصوصية لباقي أجزاء المنزل، وعدم منح الزائر الذي قد يكون غريباً حرية التجول أو الاطلاع على حرمة غرف النوم في حال اضطر لدخول التواليت أو الذهاب للمطبخ. بالنسبة لغرف النوم والحمام فقد كان من الطبيعي نظراً للأسطر السابقة أن تكون موجودة في نقاط أبعد من المطبخ والتواليت. وعادة ما يتكون كل بيت دمشقي حديث يعود لحقبة الثمانينات من صالون وحمام وتواليت وكذلك غرفة نوم رئيسية، وغرفتي نوم صغيرتان واحدة للذكور وأخرى للإناث.
- بيت دمشقي حديث يا ابن
- بيت دمشقي حديث خامس
- بيت دمشقي حديث سادس
- بيت دمشقي حديث أم معبد في
- بيت دمشقي حديث عن
- قصة دولة المماليك والظاهر بيبرس - الدكتور طارق السويدان
- أول محكمة للمسلمين في مصر قصّة جامع عمرو بن العاص ثاني أقدم - الراصد العراقي
- ابرز المدن التي انشاها العباسيون بالترتيب - Instaraby
- سلمويه بن بنان .. طبيب الخليفة المعتصم العباسي
بيت دمشقي حديث يا ابن
استحوذت العمارة الدمشقية القديمة على اهتمام العديد من الباحثين. وتعتبر البيوت الدمشقية من الأشياء المستحبة التي يأتي إليها السياح الأجانب للرؤية والتمتع بجمالها الأخاذ فقط…وفي نهاية زيارتهم يقدمون لنا اكبر نصيحة: «أن نحتفظ بالأشياء التي يفتقدون الجمال فيها.. يطلبون إلينا بأن لا نهجر ونبتعد ونهدم ما عمره الأجداد، بل نلجأ إلى ترميمه لان المحافظة على المعمار القديم هو الذي يعطي الصورة الحقيقية لماضينا.. وهو الذي يترك بصمة واضحة لكل العيون التي ترى وتشرد في قديمنا المعماري والتراثي. يمتاز البيت الدمشقي بجماله وبهائه وأصالته، الذي يعتبر مثالا صادقا لجمال البيت العربي ذو الطابع الأصيل، والعمارة الإسلامية التي بلغت القمة في الإبداع والتوزيع الوظيفي، وسحر كتّاب وشعراء الغرب. ورحل إلى الأندلس ليصبح بها تحفة أثرية خالدة، ومن الأندلس رحل بعمارته ووروده إلى أميركا ولا يزال الحديث عن سر الجمال فيه. بيت دمشقي متواضع ولكنه يتعانق مع الورد في محلة سفل التلة
فهو «يعتبر من ارفع نماذج الفن الانساني بفضل الذكاء الدمشقي الذي وضع في مخططه وجمال المواد المستخدمة في تنفيذه» بحسب وصف «ايكوشار» له في المقتطفات 1930، ونزعة الإنسان الدمشقي الفطرية إلى الجمال وحب الجمال….
بيت دمشقي حديث خامس
وتُدهن الجدران بالأصفر والأبيض مُشكّلةً خطوطاً متوازيّة، وفي صدر واحد منها تظهر فتحة بشكل بوابة يحيط بها ديوان عليه يستلقي التاجر الدمشقي الغني في المساء متقياً رذاذ الندى البارد، ليستنشق رائحة التنباك المسكّرة، في حين تهمس مياه النافورة وينبعث من بين الأشجار نور خفيف لفانوس من الزجاج الملون). وتستدرك (لابيري): (وهناك أوراق تُلمس وتُحرك كأوراق الحمضيات، وأوراق تُهز وتُشم كأوراق الريحان، وأوراق تُستعمل كزهورات كأوراق المليسة والنارنج وإبرة الراهب.. وهناك أوراق نصغي إليها ونتفيأ بها. وهناك نباتات نتبارك بعمرها لأنه يرتبط بعمر الأجداد كالشمشير. وهناك نباتات نادرة يعرف أصلها وفصائلها وكانت هدية من الجيران أو من غيرهم كالورود، وهناك نباتات تدهش لانتشارها كنبتة اللحلاحة) وهناك بعد الكثير من هذا السحر المطهم الندي للبيت الدمشقي القديم الذي للأسف، بدأ ينقرض ويزول في حمى الفوضى المعماريّة، وغياب التنظيم والإشراف، وازدهار التجارة وانتشارها حتى في الأصيل الرائع من التراث. يرى أحد الباحثين الفرنسيين أن العاملين الأساسيين اللذين أثرا في البيت الدمشقي القديم هما: ـ عامل إنشائي هو ظهور الاسمنت واستعماله كمادة أساسيّة في إقامة الجدران والسقوف والطوابق المتراكمة.
بيت دمشقي حديث سادس
الميزة الثانية هي تنظيمه المعماري وتنوع المواد الإنشائية المستخدمة في بنائه (طين وخشب وحجر) ذات الطبيعة العازلة، بحيث توفر الرطوبة في الصيف والحرارة في الشتاء، إضافة إلى وجود نباتات ارتبط اسمها بالبيت الدمشقي مثل (النارنغ واللبلاب والخشخاش والياسمين والكباد)، ذات المواصفات الوظيفية والجمالية التي تساعد في تلطيف الجو وإنعاشه، إلى جانب الاستفادة من ثمارها وأزهارها وأوراقها. المؤثرات المناخية
بسبب الخصائص المناخية لمدينة دمشق، اجتهد المعماري الدمشقي لحماية البيت الدمشقي وعزله عن المؤثرات الخارجية، عبر حلول عدّة ذكرها زكريا محمد كبريت في كتابه "البيت الدمشقي"، أولها اتباع الحل المتضام (compact) في تجميع المباني، نتج منه التقليل من تعرض الأسطح الخارجية لهذه المباني لأشعة الشمس الحارقة، كما أدى إلى تظليل بعض المباني لما جاورها من مبانٍ أخرى، ومن ثم أصبحت الطاقة الحرارية النافذة إلى داخل المبنى محدودة. صورة تظهر بعض أشكال الزخرفة (وسائل التواصل الاجتماعي)
ثانياً، تركت فكرة تجميع البيت حول فناء داخلي، آثارها الإيجابية من الناحية المناخية، فساعدت في خفض درجة الحرارة من الظلال الناتجة من تقابل أضلاع الصحن وانعكاس أشعة الشمس على سطح أرضيته، إضافة إلى عمل البحرة على ترطيب الهواء الجاف وتبريده، إذ تعمل كمكيف طبيعي، فترطب هواء المنزل من خلال قلب مائي يسمح للهواء البارد بالنزول ليلاً ويطرد الهواء الساخن.
بيت دمشقي حديث أم معبد في
البيت الدمشقي حكاية الاسطورة والجمال…هو المشتى والمصيف
شكلت البيوت في دمشق القديمة حصونا صغيرة وإحياؤها رباطا متشابكا وملتحما… ارتفعت قيمتها في التصاميم والزخارف الهندسية. وتسابق النبلاء في بناء القصور والبيوت الكبيرة التي ظلت مرجعا للمكانة الاجتماعية المرموقة. أما البيت كما يقول الدكتور عفيف بهنسي في مؤلفه «عمران الفيحاء» فليس إلا محطة هادئة يعيش فيها الإنسان ضمن أسرته وهي الخلية الأساسية للمجتمع، يوجد فيها مع الله، فكأنما البيت المنفتح على صحن واسع يتجه بجميع غرفه نحو الملأ الأعلى الذي ترمز إليه قبة السماء الصافية. فإذا كانت المدينة متراصة مندمجة تأكيدا لوحدة الأمة، فان البيت منفتح نحو السماء لتحقيق اتصال الإنسان بخالقه اتصالا مستمرا. وبمعنى آخر إذا كان الوجود الخارجي للإنسان موحدا فيما بينه، وهو موحد أيضا في نطاق المدينة العفوية، فان الوجود الداخلي للإنسان مرتبط بذكر الله والتسبيح له عن طريق الفسحات المفتوحة للفضاء. كل يوم شيء جديد.. وكل جديد يمر عليه الدهر يصبح قديما، لكن ليس كل قديم يصبح تراثاً…
الشارع المستقيم حاليا
وليس كل تراث يلفت نظر التاريخ ويلفت نظر الحضارة الحديثة. ودمشق العاصمة المأهولة منذ فجر التاريخ.. مدينة الأسرار العتيقة مازالت تتنسم عبق الماضي وتضج بالذكريات والحنين من خلال حاراتها الشعبية ومقاهيها وأسواقها العتيقة.. المتجددة أخيرا.
بيت دمشقي حديث عن
قد يرى البعض في البيوت الدمشقية جماليات خاصة كثيرة ومتنوعة.. لا يراها كل الناس..
ولا غرابة في ذلك.. ففي كل ركن من أركانه لغة تجمع بأحرف متميزة بين أصالة الماضي واعين الناظرين. القاعات فيه واسعة وذات أسقف عالية يتراوح بين الأربعة والستة أمتار، وهي عادة ما تكون خشبية مرصعة بقطع الصدف والفضة والمرايا… أما جدران تلك القاعات فمزخرفة من الداخل، وغالبا ما تكون مغلفة بطبقة خشبية مزركشة برسوم ونقوش شرقية مخطوط عليها أبيات شعرية ودينية. لها نصف نوافذ «المندلونات» تكون في أعلى الغرفة أو القاعة بهدف الإنارة الكاملة تفتح لنفوذ النور ودخول الشمس وتجديد الهواء، فقد عرف الدمشقيون منذ القدم كيف يتعاملون مع حر الصيف داخل منازلهم، وبالرغم من بساطتهم آنذاك، فقد انتخبوا مواد طبيعية لإنشاء بيوتهم معروفة بعزلها للحرارة كمادة أساسية في بناء منازلهم: سهلة البناء.. قليلة التكاليف.. رديئة النقل للحرارة والبرودة..
قادرة على حماية الإنسان من العوارض الجوية وتقلبات الطقس قوامها: «الطين والخشب والحجر والقش المكسر».. وجعلوا في كل قاعة بحرة مستديرة الشكل أو بيضاوية. بهدف تكييف وتلطيف جو الغرفة.. وهي مختلفة باختلاف القاعة..
البيت الدمشقي يوحي الى كل سامع بدمشق انها مدينة الاحلام أن يعيش حلما دمشقيا عريقا ويتجول بين بيوت دمشق وأزقتها ويتماهى مع سكانها وشخوصها… مكشوف من داخله.. مغلق من خارجه يوحي بالبساطة وعدم التكلف ولكن بداخله قصر منيف…
لا يعكس المظهر الخارجي للبيت الدمشقي المتقشف حقيقة الجواني من الداخل.
تعطي دمشق نموذجاً رائعاً عن نشأة العمارة الإسلامية وتطورها، فمدينة الأسواق والخانات والأبواب والطرقات التجارية التاريخية تتباهى بما تمتلكه من تراث عريق لأجمل فنون العمارة الإسلامية من قصور وبيوت عربية، تتوزع في جزئها القديم وتُعدُّ من أبرز معالمها. ويعود تاريخ البيت الدمشقي إلى القرنين الـ 17 والـ 18، واستمر إلى أن دخلت دمشق العصر الحديث وتأثرت بنمط العمران الأوروبي في منتصف القرن الـ 19، وهو نوع من العمارة الخاصة بدمشق التي نجحت حتى الآن في المحافظة على قسم كبير منها في المدينة القديمة، خصوصاً داخل السور القديم، حيث تختلف البيوت الدمشقية عن بعضها في المساحة وفي تعدد مرافقها وفي تزيينها ونقشها، ولكن التشابه ثابت في ملامحها العامة وأساسيات عناصر تكوينها. فلسفة خاصة
طبّقت البيوت الدمشقية نظرية الانفتاح صوب الداخل، بحيث تحقق بذلك الخصوصية التامة والاستقلالية وفي الوقت ذاته الحماية المناخية، إضافة إلى المداخل المنكسرة التي انطلقت من اعتبارات اجتماعية ودفاعية، فالمدخل لا ينفتح مباشرة على الفناء، بل على ممر ضيق منخفض السقف يُسمى "الدهليز"، ينكسر بزاوية قائمة في نهايته، لينفتح على الفناء الداخلي الذي يحقق بدوره قاعدة التضاد العضوي والبيئي في المسكن، من خلال التغلّب على تقلبات المناخ وتحقيق التكييف الطبيعي الذاتي بالخضرة والمياه، إلى جانب تأمين الإنارة والتهوئة للغرف والقاعات المحيطة به.
ويشير إلى أن العباسيين استغلوا نقمة الفرس، فقاموا بتوجيه أبي مسلم الخراساني لإظهار الدعوة العباسية في خراسان، وتمكن من دخول مدينة مرو واستولى على فارس، ثم اتجهت جيوشه نحو العراق، وتمكنت من هزيمة الجيوش الأموية ودخلت البصرة والكوفة في عام (132هـ/ 749م)، وفي هذا الوقت توجه أبو العباس السفاح إلى الكوفة وخطب في الناس معلنا قيام دولة الخلافة العباسية. سلمويه بن بنان .. طبيب الخليفة المعتصم العباسي. ويؤكد الغريري حصول الفرس على مكاسب كثيرة نتيجة الإسهام في سقوط الحكم الأموي، فحين قامت الدولة العباسية اتخذت من الفرس نظام الحكم، فكان أول وزير للعباسيين هو أبو سلمة الخلال الفارسي، وصار الحكم مماثلا لما كان في عهد آل ساسان، كما اتخذ الخلفاء من الموالي الخراسانيين حرسا لهم لثقتهم العالية بإخلاصهم للعباسيين، إلى جانب طغيان الأزياء الفارسية في البلاط العباسي. ويذكر أن جل وزراء العهد العباسي الأول كانوا من الأسر الفارسية، مثل أسرة البرامكة التي ذاع صيتها في الآفاق وراح تأثير رجالها يطغى على مكانة الخليفة، إلى جانب أسرة بني سهيل. إبراهيم يرجع سبب اختيار الكوفة عاصمة للعباسيين في بدايتها إلى تمركز أنصارهم فيها (الجزيرة نت)
عاصمة بديلة
لم يبق العباسيون عاصمة الخلافة في دمشق بعد أخذها من الأمويين، لأن دمشق والشام كلها كانت مركز بني أمية وفيها أنصارهم من القبائل العربية، بحسب المؤرخ والأكاديمي بديع محمد إبراهيم.
قصة دولة المماليك والظاهر بيبرس - الدكتور طارق السويدان
بغداد
عندما استقرت الأوضاع للدولة العباسية قرر الخليفة العباسي الثاني أبو جعفر المنصور بناء عاصمة جديدة بعدية عن الخلافات والنزاعات التي تنشا بصورة مستمرة في الكوفة، فقد أراد أبو جعفر بناء مدينة جديدة لتوفر له المناخ السياسي المناسب، ووقع اختياره على بغداد الواقعة على شاطئ نهر دجلة، وشرع في بنائها سنة 145 هـ، وجلب من المهندسين والصناع والعمال ما يكفي لبناء مدينة متكاملة تليق بمكانة الدولة العباسية، وقد استمر بنائها حوالي أربعة سنوات، فقد انتقل أبو جعفر المنصور لقصر الخلافة ببغداد سنة 149 هـ، لتصبح من ذلك التاريخ عاصمة للدولة العباسية. ولإعمار المدينة نقل الخليفة حاشيته ووزرائه، كما نقل دواوين الدولة ما ساعد على انتقال الكثير من المسلمين للإقامة في المدينة، وحينما جاء عام 151 هـ رأي الخليفة أن المدينة بحاجة للتوسيع، فأقام على جانبها الشرقي مدينة الرصافة، وقد أحاط الخليفة بغداد بسورٍ كبير وله بواباتٍ أربع، كما شيد جامع المنصور، وأنشأ معسكرات للجيش، ومساكن للشعب، واستمرت عمليات البناء والتشييد في عهد جميع خلفاء بني العباس حتى أصبحت بغداد عاصمة العلم والعلماء، فخرج منها الكثير من العلماء، وبنيت بها المكتبات الكبيرة، وكانت مقصداً لجميع طلبة العلم من مختلف الأنحاء.
أول محكمة للمسلمين في مصر قصّة جامع عمرو بن العاص ثاني أقدم - الراصد العراقي
نظام الملك وأسس الدولة الناجحة كتاب "سياست نامه" سير الملوك ألّفه " نظام الملك" باللغة الفارسية، وضع فيه أفضل النظم لحكم الولايات التي تتكون منها الدولة، وكيف تصرف الأمور فيها، وسجل فيه أصول الحكم التي تؤدي إلى استقرار البلاد، وضمنه نصائح للسلطان للسير بالعدل بين العباد. كان من حنكة نظام الملك أنه مارس التدوير الإداري، فكان يقوم بتغيير الولاة مرة كل سنتين أو ثلاثة ضمانًا لعدم تلاعبهم في أعمالهم، وكان يصرف مرتبات كبيرة لموظفي الدولة، خشية أن يضطر الموظف إلى الاختلاس من أموال الدولة، أو يستغل منصبه، فلا يترك لهم عذرًا. قصة دولة المماليك والظاهر بيبرس - الدكتور طارق السويدان. الأسس الإدارية للدولة الناجحة التي تسهم في تقدمها محور حديثنا عن شخصية نظام الملك ، قال عنه الإمام الذهبي: (الوزير الكبير نظام الملك قوام الدين، عاقل، سائس، خبير، متدين، عامر المجالس بالقرّاء والفقهاء). من هو نظام الملك؟ ولد نظام الملك يوم الجمعة سنة (408هـ الموافق لـ 1017م)، في إحدى قرى "طوس" من نواحي "نيسابور"، نشأ يتيم الأم، وحفظ القرآن الكريم كاملًا وعمره (11) سنة، وتعلم الفقه والحديث واللغة العربية والحساب ونبغ فيها كلها، يقول الإمام السبكي: (كان من أولاد الدّهاقين -رؤساء الفلاحين- وكان يتصف بالفطنة والذكاء وحسن السياسة).
ابرز المدن التي انشاها العباسيون بالترتيب - Instaraby
عُرف الجامع بعدّة أسماء، منها \"الجامع العتيق\" و\"تاج الجوامع\"، حتى استقرّ على اسمه الحالي، جامع عمرو بن العاص. ومع مرور الزمن صارت له أهمية روحية كبيرة للمصريّين عبر التاريخ. ترميمات جامع عمرو بن العاص قبل الحريق شهد المسجد تجديدات وتوسّعات كثيرة، ما زالت مستمرّة حتى اليوم، فقد هُدم وأعيد بناؤه أكثر من مرة. كانت البداية في عهد مسلمة بن مخلد الأنصاري، والي مصر من قبل معاوية بن أبي سفيان، حين أضاف إليه أربع مآذن. ثم جاءت تعديلات أخرى في عهد قرة بن شريك، والي مصر أثناء خلافة الوليد بن عبد الملك الأموي، بين عامَي 709 و715، حين زاد في مساحته وأنشأ فيه محراباً مجوّفاً، ومنبراً خشبياً ومقصورة. بغداد عاصمة الخلافة العباسية. وفي الدولة العباسية إبان حكم المأمون، أمر الوالي عبد الله بن طاهر بتوسعة المسجد حتى وصل إلى 112 متراً؛ أما في عهد الدولة الطولونية، فأعاد خمارويه ابن طولون بناء الأجزاء التي تمّ هدمها. في عهد الدولة الإخشيدية، زادت أعمال الزخرفة من طلاء بالذهب والفضة ونقوش الفسيفساء. ولاقى الجامع عناية خاصة من الخلفاء الفاطميين، فزوّده الحاكم بأمر الله بمصابيح وربعات وبتنورٍ فضّي ضخم. وفي سنة 438هـ، أمر الخليفة المستنصر بالله ببناء منطقة من الفضّة في صدر المحراب الكبير، وجعل لعموده المحراب أطواقاً من الفضّة؛ كما زود بعد ذلك بأربع سنوات بمقصورة خشبية، وبمحراب متنقل من خشب الساج المنقوش بعمودين من الصندل.
سلمويه بن بنان .. طبيب الخليفة المعتصم العباسي
بعد وفاة «أحمد بن طولون» خلفه ابنه «خمارويه»، فعمل على تذليل العقبات التى واجهته كى تتوطد أركان دولته، وزوج ابنته «أسماء» المعروفة بقطر الندى من الخليفة العباسى «المعتضد»، وقام «خمارويه» بتجهيز ابنته، وغالى فى ذلك، مما أدى إلى إفلاس مالية البلاد. وظل واليًا على «مصر» والشام والجزيرة حتى وفاته سنة (282هـ).
صفات نظام الملك لعلّ البعض يتصور أنّ: نظام الملك شخصية مشغولة بأمور الملك عن العبادة، وهذا لا أساس له من الصحة، فإن نظام الملك لم يجلس قط إلا على وضوء، ولا توضأ إلا وتنفل وقرأ القرآن الكريم، وكان يصوم الإثنين والخميس، يقول عنه المؤرخ الكبير ابن الأثير: (كان نظام الملك عالمًا دينًا، جوادًا، عادلًا، حليمًا، كثير الصفح عن المذنبين، طويل الصمت، إذا سمع المؤذن أمسك عن كل كلام، فإذا فرغ لم يبدأ بشيء حتى يصلي، وهذه غاية حال المنقطعين إلى العبادة في حفظ الأوقات). اغتيال نظام الملك في رمضان عام (485هـ): خرج "نظام الملك" مع السلطان "ملك شاه" من أصبهان قاصدًا بغداد، و كان صائمًا فأفطر في الطريق، جاءه طفل مستغيثًا فلما اقترب منه رماه بسكين في قلبه، وكان آخر ما قاله: (لا تقتلوه قاتلي فإني قد عفوت عنه)، ثم نطق الشهادة ومات، فحُمل إلى أصبهان ودفن فيها. لم يقتله أعداء الأمة من الخارج، وإنما اغتالته فرقة الحشاشين الإسماعيلية من دخلها، وهي التي اغتالت: (عماد الدين و نور الدين الزنكي)، وبعد وفاته بـ (35) يوم توفي السلطان "ملك شاه" فانطوت صفحة من أكثر صفحات الأمة تألقًا وازدهارًا. قال عنه المؤرخ ابن عقيل: (نظام الملك بهر العقول جودًا وكرمًا وعدلًا وإحياءً لمعالم الدين، كانت أيامه أيام دولة أهل العلم، ثم ختم له بالقتل وهو في طريقه إلى الحج ومات في رمضان، مات ملكًا في الدنيا ملكًا في الآخرة).