وقد فسر جمع من أهل العلم منهم الإمام أحمد رحمه الله, الإغلاق بالإكراه والغضب الشديد. وقد أفتى عثمان رضي الله عنه - الخليفة الراشد - وجمع من أهل العلم بعدم وقوع طلاق السكران الذي قد غير عقله السكر وإن كان آثما. أما الحكمة في إباحة الطلاق فهي من أوضح الواضحات. حكم طلاق الحائض. لأن الزوج قد لا تناسبه المرأة وقد يبغضها كثيرا لأسباب متعددة, كضعف العقل وضعف الدين وسوء الأدب ونحو ذلك. فجعل الله له فرجا في طلاقها وإخراجها من عصمته, حيث قال سبحانه: ( وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته) سورة النساء الآية. سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين إنني
طلقت زوجتي ثلاث طلقات متفرقة, وأول طلقة في حالة سكر سخطا وغضبا, أما الطلقتين الأخيرتين نتيجة غضب شديد, علما بأن الحب موجود بيننا, هل لا رجعة لها أفيدونا جزاكم الله خيرا ؟
أولا: هو ذكر أنه طلق زوجته ثلاثا, فالطلاق الأول يقول أنه في حالة سكر وغضب, والطلاق الثاني في حالة غضب شديد والطلاق الثالث في حالة غضب شديد أيضا. فيسأل هل تطلق زوجته, وأنا أناقشه: هل اعتبره طلاقا أم لا, هو نفسه اعتبره طلاقا أم لا, فطلاق السكران اختلف فيه العلماء فمنهم من قال: إنه لا يقع طلاقه لعدم العقل, ومنهم من قال: إنه يقع طلاقه عقوبة له, والقول الراجح أن طلاقه لا يقع لأنه غير عاقل, ولا يدري ما يقول, وأما العقوبة فإننا نعاقبه بالجلد, فمثلا نجلده أول مرة وإذا عاد المرة الثانية جلدناه, وإذا عاد المرة الثالثة جلدناه, وإذا عاد مرة رابعة قتلناه, لأنه قد صح الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( من شرب فاجلدوه.