والله أعلم.
- أقوال المفسرين في معنى لباس التقوى
- وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر | المرسال
- وفي الليله الظلماء يفتقد البدر
- " في الليلةِ الظلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ "
أقوال المفسرين في معنى لباس التقوى
AliExpress Mobile App
Search Anywhere, Anytime! مسح أو انقر لتحميل
تاريخ النشر: الأحد 12 جمادى الآخر 1424 هـ - 10-8-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 36063
19430
0
220
السؤال
السلام عليكم
سيدي ما المقصود بلباس الّتقوى للرجال؟
جزاكم الله خيرا. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال الله تعالى: يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ [الأعراف:26]. فقد ذكر عز وجل نوعين من اللباس: أحدهما ضروري، والآخر كمالي. أقوال المفسرين في معنى لباس التقوى. أما الضروري فهو ما يستر العورة الظاهرة من اللباس. وأما الكمالي فهو الريش الذي يُتخذ للزينة. وكما أن المرء مأمور بستر عورة ظاهره وتزيينه، فهو كذلك مأمور بلباس آخر، ألا وهو لباس التقوى، الذي هو خير من اللباس الظاهر؛ فقد قال عز وجل: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى[البقرة:197]، وقال تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ[الحجرات:13]. والتقوى جماعها: فعل الأوامر وترك النواهي. فمن أقبل على الله تعالى متدثرًا بدثار التقوى، فقد حاز خير لباس، وظفر بأعظم مطلوب، وليس ذلك مختصًا بالرجال، بل الرجال والنساء فيه سواء. وراجع الفتوى رقم:
12586.
وثمة (بدور) في المدارس والمعاهد والجامعات وجل الدوائر، همشهم صحابهم، وعكفوا على تهريج اجتماعي لم يزدنا إلا ضعفا وهوانا. لم يكن الشاعر أبو فراس الحمداني نرجسيا للغاية ، حينما كشف عن دوره، ودور العنصر المؤثر في الحياة ، إذا تنكر له أحبابه، أو خذله صحابه، وتركوه في مَعمعة المواجهة مع المخاطر. وإنما نبه في سياق فخري عن فئة مهملة أو تضيع أحيانا. ولن يعرف قدر تلكم الشخصية الذهبية إلا إذا اشتدت الأمور، وضاقت الأحوال، وقلّ الناصر والمعين، وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر. ثمة بدر علمي، خذله طلابه، ولم يقفوا له في محنته وشغله. وبدر فكري، لم يُعرف فضله وقد تسلطت التيارات الهدامة والسخيفة، ولم يوصل بعدُ لحسن الرد وأفخمه، إلا جهودا متفرقة،. وبدر دعوي، يخطف بكلامه الألباب، شعّ وبرق، قصرت دون علائه الآمال، وبدر اجتماعي يهب ويعطي ويخدم المحتاجين بلا تقصير أو تقاعس!! يدور في كوكب المروءة ومكارم الأخلاق!. وفي الليله الظلماء يفتقد البدر. وبدر مسجدي قد أحيا الله به المسجد، وأشرق بدوره الحي فأنتج في حوالك الظروف، ومدلهمات الأمور. وأذكر مقولة رائعة للإمام الشافعي في الإمام الليث بن سعد رحمهما الله( الليث أفقه من مالك ولكنَّ أصحابه لم يقوموا به).
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر | المرسال
هذه قصيدة من روائع أبي فراس الحمداني، بل من روائع الشعر العربي، كتبها بعد أن وقعَ في الأسر ووجدَ أن أعداءه استغلُّوا هذا السقوطَ أكبرَ استغلال؛ لذا فقد حشدَ كلَّ طاقاتِه، وجمعَ كلَّ أدواتِه؛ لتصحيحِ المعادلةِ واستعادةِ الماضي، وردِّ الضائع؛ فكانت هذه القصيدة التي تطفحُ بالاعتزازِ بالنفس، والاعتدادِ بالنَّسَب، في محاولةٍ لردِّ الاعتبارِ والتشبُّثِ بالكبرياءِ والعظمة. وبدأ أبو فراسٍ قصيدتَه بمقدمةٍ غزليّة عذبةٌ رقيقة جميلة، تظهر فيها نفسيّةُ أبي فراسٍ الشامخة، مع أن موقفَ الحبِّ موقفُ خضوعٍ وتصاغرٍ وتنازل؛ فهو لا يستجيبُ لأمرِ الهوى فيسمحُ لدمعِه بالظهور، ولا يخضعُ لنهيِ الهوى له عن الصبرِ في سبيلِ الحب، بل يحتفظُ بكلِّ مظاهرِ حُبِّهِ وشَوقِه سراًّ في صدرهِ أو تحتَ ظلمةِ اللَّيل، كما أنه علَمٌ بارزٌ فهو من الشهرةِ والتميُّزِ في مكانٍ لا يتجاهلُه إلا معاندٌ ومكابر، وإذا انتصرَ فإنه ـ من شرفِه ـ لا يتعرّضُ للنّساء، بل يهبُ لهنّ انتصارَه، ثم إنه بعد هذا الانتصار بعيدٌ كلَّ البعدِ عن الكبرِ والطغيان، كبعدِهِ عن البخلِ ولو افتقر. يقول فيها:
أراكَ عصيَّ الدَّمْعِ شيمَتُكَ الصَّبْرُ
أما لِلْهَوى نَهْيٌ عليكَ و لا أمْرُ؟
بَلى، أنا مُشْتاقٌ وعنديَ لَوْعَةٌ
ولكنَّ مِثْلي لا يُذاعُ لهُ سِرُّ!
وفي الليله الظلماء يفتقد البدر
الحفاوة بالمهرجين والحمقى والمطبلين إعلاميا ودراميا وترفيهيا ورياضيا، ونسيان ذوي الأثر من علماء وأطباء ومهندسين ومبتكرين!. تشوش الرؤية والمنهج وسوء فهم الحياة ومتطلباتها!. الخلط بين الهزل والجد والعبث والإتقان ، وعدم التمييز في الاحتياج الاجتماعي والثقافي والحضاري!. اختلاط مفاهيم النجاح والتفوق والبطولة والإبداع والإنجاز، وحسن العمل، بمفاهيم أخرى ليست منها!. خذلانهم في مشكلاتهم وأزماتهم من ضيقة أو فقر ومساعدة!. وقديما قال الشيخ العلامة عبد الوهاب المالكي رحمه الله، وقد خرج من بغداد بسبب الحاجة: بغدادُ دارٌ لأهل المال طيبةٌ وللمفاليس دارُ الضنك والضيقِ ظلِلتُ حيرانَ أمشي في أزقتها كأنني مصحف في بيت زنديقِ جرَيان الناس وراء الدنيا ومصالحهم الشخصية،. أو سيطرة مبدأ النفعية على أذهانهم وتصوراتهم!. وفِي الدعاء النبوي المشهور( اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا). " في الليلةِ الظلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ ". وإن التماسنا لأدوار أولئك المثمرين مما توجبه إخوة الإسلام، ومقتضيات المروءة، ووثبات العقل، ومعالم النهضة الحقيقية، لأننا إنما ننهض بهؤلاء وجدهم وطيب طروحاتهم، وحسن مقترحاتهم،. فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم!.
" في الليلةِ الظلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ "
قبل 50 عاماً انتقلت إلى منزل اشتراه زوجها في حي الفاضلية، منزل شعبي مفتوح من أعلاه، فيه حوي تشرق وتغرب الشمس عليه، وتهب عليه رياح الصبا، فكان بحق أيقونة شارع الفاضلية ودرتها، مفتوح للجميع رجالاً ونساءً وأطفالاً. فيه يستقبل زوجها جيرانه ومعارفه وأهله مساء كل يوم بعد صلاة العشاء في مجلسه الصغير الذي لم تتجاوز مساحته 14 متراً، منهم الوجيه رجل الأعمال ياسين الغدير، وعمدة الفاضلية السيد حسين الأحمد الذي كان يقصده المحتاجون لإنهاء معاملاتهم فيه. عاشت خالتي كريمة النفس، جوادة، مضياف لا يغلق بابها، تستقبل الناس ببشاشة في حوي منزلها الصحي في جميع الأوقات، في قُر الشتاء وزمهريره، وفي هجير الصيف وسُعاره غير مبالية بلهيبه وسمومه. ذلك الحوي الصحي الجميل الذي افتقدته منازلنا المصندقة منذ عقود في جلسة شعبية بسيطة بلا مكيفات، أو كنبات، أو كراسي، أو طاولات، ولا أثاث منمق، أو جدران مزركشة، ولا تلفزيون، أو جوالات تشغلهم عن السمر، وتبادل أطراف الحديث. كان حوي منزلها ديوانية مفتوحة للجميع، القريب والبعيد، الصغير والكبير، لا يفتر عن استقبالهم حتى غدا عبق المكان ورائحته ولونه وطعمه! كان بيتها ملتقى الأهل، والجيران، والأقارب، والمعارف ببساطة بدون مواعيد مضروبة، أو اتصالات منسقة بعيداً عن تعقيدات الحياة وصخبها.
توفي في يناير 1976 واتشحت الصين بأسرها بالسواد ونكست الأمم المتحدة علمها فقد كان بالفعل واحدا من الرجال الذين يتركون بصماتهم في الحياة ويجبرون التاريخ على تخليدهم في سطوره. كي نقوم باستحضارهم كلما دعت الحاجة ففي مثل هذه الليالي الظلماء يفتقد البدر.