أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا أحمد بن صالح ، أنا ابن وهب ، أخبرنا يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ورحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي ". وأخرج مسلم بن الحجاج هذا الحديث عن حرملة بن يحيى عن وهب بهذا الإسناد مثله وقال: " نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال رب أرني كيف تحيي الموتى ".
القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة البقرة - الآية 260
والصور: القطع. وقال الضحاك وعكرمة وابن عباس في بعض ما روي عنه: إنها لفظة بالنبطية معناه قطعهن. وقيل: المعنى أملهن إليك ، أي اضممهن واجمعهن إليك ، يقال: رجل أصور إذا كان مائل العنق. وتقول: إني إليكم لأصور ، يعني مشتاقا مائلا. قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي. وامرأة صوراء ، والجمع صور مثل أسود وسود ، قال الشاعر: الله يعلم أنا في تلفتنا يوم الفراق إلى جيراننا صور فقوله إليك على تأويل التقطيع متعلق ب خذ ولا حاجة إلى مضمر ، وعلى تأويل الإمالة والضم متعلق ب " صرهن " وفي الكلام متروك: فأملهن إليك ثم قطعهن. وفيها خمس قراءات: اثنتان في السبع وهما ضم الصاد وكسرها وتخفيف الراء. وقرأ قوم " فصرهن " بضم الصاد وشد الراء المفتوحة ، كأنه يقول فشدهن ، ومنه صرة الدنانير. وقرأ قوم [ ص: 275] " فصرهن " بكسر الصاد وشد الراء المفتوحة ، ومعناه صيحهن ، من قولك: صر الباب والقلم إذا صوت ، حكاه النقاش. قال ابن جني: هي قراءة غريبة ، وذلك أن يفعل بكسر العين في المضاعف المتعدي قليل ، وإنما بابه يفعل بضم العين ، كشد يشد ونحوه ، ولكن قد جاء منه نم الحديث ينمه وينمه ، وهر الحرب يهرها ويهرها ، ومنه بيت الأعشى: ليعتورنك القول حتى تهره وتعلم أني عنك لست بمجرم إلى غير ذلك في حروف قليلة.
وهكذا رواه الحاكم في المستدرك ، عن أبي عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم ، عن إبراهيم بن عبد الله السعدي ، عن بشر بن عمر الزهراني ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة ، بإسناده ، مثله. ثم قال: صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه.
مبروك زيد الخير قال تعالى وشاورهم في الأمر حالات واتس أب - YouTube
وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله
وحتى لا أعمم ، فهناك مسؤولون معيَّنون ومنتخبون في مناصب المسؤولية أعرفهم ،جعلوا في إشراك الناس ومشاورتهم منهجا في تدبيرهم اليومي للأمور نرفع لهم القبعة احتراما وتقديرا، وعليهم يعول في كل عمل تنموي منشود. يحز في نفسي حقيقة أن لا تجد مثل هذه الأوراش الكبرى طريقها إلى التنفيذ في بعض المناطق النائية المعزولة ، بسبب غرور بعض مسؤولينا المحليين ممن يفترض فيهم المساهمة في حل مشاكلنا والانصات لهمومنا اليومية (وأسطر بمداد أحمر على كلمة بعض) ،ممن تسلقوا بروجهم العاجية ويرفضون النزول منها ؛كأن المواطن لا قيمة له ولا وزن، والحال أنه هو كل شيء فهو المنطلق والمبتغى في نفس الوقت. والأمل في مسؤولينا النزهاء في التنزيل الصحيح لكل المشاريع التنموية المستقبلية الذين لا يقتصرون على ما يرفع إليهم من تقارير أحادية الجانب ،بل يتقصّون الحقيقة من جميع المتدخلين ويوسعون دائرة التشاور لتشمل الرأي والرأي الآخر من المستضعفين ممن لا يسمع صوتهم أو لا يراد له ذلك، مع ما يمكن أن يخبئونه من اقتراحات قد تكون أحيانا صادمة من حيث الدقة والوعي،فشاوروهم في الأمر.
وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل علي الله
والشورى أمرٌ الله سبحانه، وخير الأمر أمر، أمرَ به نبيه الذي يوحي، ولو استغنى أحد عن عباده الشورى لاستغنى صاحبُ الوحي صلى الله عليه وسلم، قال الله لنبيه: ﴿فَبِمَا رَحۡمَةࣲ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِیظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّوا۟ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِی ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِینَ﴾ صدق الله العظيم [آل عمران ١٥٩]وانظر كيف جاء الأمر بالشورى في سياق اجتماعهم وعدم انفضاضهم، ولا يجتمع القلوبُ على أحد دون الشورى التي هي أهم أدوات إدارة الخلاف. إن في الشورى خيراً وبركة، وما استعملها أهل خيرٍ إلا زادت بَّرهم وخيرهم، ولا استعملها أهل شرٍ إلّا خففت من شرهم، وباعدت بينهم وبين أسباب الهلكة، وفي قصة يوسف كادوا أن يقتلوه، لولا ( الشورى): ﴿قَالَ قَاۤىِٕلࣱ مِّنۡهُمۡ لَا تَقۡتُلُوا۟ یُوسُفَ وَأَلۡقُوهُ فِی غَیَـٰبَتِ ٱلۡجُبِّ یَلۡتَقِطۡهُ بَعۡضُ ٱلسَّیَّارَةِ إِن كُنتُمۡ فَـٰعِلِینَ﴾ [يوسف ١٠]. إن الشورى معنى عام، وهي تتطور في أدواتها وطريقتها باختلاف الزمان والمكان والإمكانات.
والشورى سنةُ ولاةِ الأمرِ مِن الخلفاء والأمراءِ، بعدَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وكانوا يخصّون بالمشورة الأمناءَ مِن أهلِ العلمِ والدينِ. قال البخاريّ في الصحيح: وكان الأئمةُ بعد النبيّ صلى الله عليه وسلم يستشيرونَ الأمناءَ مِن أهلِ العلم، وكان القراءُ أصحاب مشورةِ عمر؛ كهولًا أو شبانًا، وكان وَقّافًا عند كتابِ الله. وجعلها ابن عطية مِن قواعدِ الشريعةِ، وعزائم الأحكام، ومَن لا يستشيرُ أهلَ العلمِ والدينِ فعزلُه واجبٌ، قال وهذا ممّا لا اختلافَ فيه، وتوجيه كلامِه أن الوصولَ إلى الصوابِ في مصالحِ الأمة واجبٌ، وما لا يتمُّ الواجب إلّا بهِ فهو واجب. والمشورةُ وإن كانت تتنوعُ بتنوعِ التخصُّصات؛ فإنه يجبُ في جميعِ الأحوالِ ألّا يُستشارَ إلّا النُّصحاءُ الأُمناءُ، مِن أهلِ الأمانةِ والديانةِ، كلٌّ فيما يعلمه ويُتقنُه؛ لقول الله تعالى: (فَاسْأَلُوا أهلَ الذّكرِ إِنْ كُنتُمْ لَا تَعلمُونَ)[النحل:43]. فالعلماءُ يشَاوَرون في أمرِ الدينِ، ووجوهُ الجيشِ في أمرِ الأمنِ والحرب، وأهلُ الاقتصادِ والسياسة في شؤون المالِ والسياسة، وهكذا. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة آل عمران - الآية 159. ويجبُ على ولاةِ الأمرِ أن يتفقَّدوا أهلَ مشورتِهم، من وقتٍ لآخر، يتفقّدونَ نصحَهُم وأمانتَهم وصدقَهم؛ لإبعادِ مَن يشتبهونَ في أمرِهِ، أو تَتغيَّرُ حالُه؛ لأنّ فسادَ الحاكمِ شرٌّ، ولا يُؤتَى الحاكم إلّا مِن بطانتِه ونصحائِه؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا)[آل عمران:118].