قوله: ( إن من البيان لسحرا) ، وهل هذا على سيبل الذم ، أو على سبيل المدح ، أو لبيان الواقع ثم ينظر إلى أثره ؟ الجواب: الأخير هو المراد ؛ فالبيان من حيث هو بيان لا يمدح عليه ولا يذم ، ولكن ينظر إلى أثره، و المقصود منه، فإن كان المقصود منه رد الحق و إثبات الباطل؛ فهو مذموم؛ لأنه استعمال لنعمة الله في معصيته، وإن كان المقصود منه إثبات الحق وإبطال الباطل ؛ فهو ممدوح ، و إذا كان البيان يستعمل في طاعة الله وفي الدعوة إلى الله ؛ فهو خير من العي، لكن إذا ابتلي الإنسان ببيان ليصد الناس عن دين الله؛ فهذا لا خير فيه ، و العي خير منه... القول المفيد لابن عثيمين رحمه الله. ومن هنا نعلم خطأ من يقول: اقرأ أي كتاب وستعرف الحق من الباطل. ومن يقول: استمع لأي شخص وستعرف الحق من الباطل. 🔵الذي يقول هذا الكلام يخدع الشباب ويوقعهم في الفتن واتباع الشبهات وصدهم عن الحق، أما الناصح فيقول: الزموا مجالس العلماء واحذروا الفتن. فائدة من شرح الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: ( جنس البيان محمود بخلاف الشعر فجنسه مذموم إلا ما كان حكمًا، ولكن لا يحمد البيان إلا إذا لم يخرج إلى حد الإسهاب والإطناب أو تصوير الباطل في صورة الحق، فإذا خرج إلى هذا الحد فمذموم، وعلى هذا تدل الأحاديث كقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة بلسانها" رواه أحمد وأبو داود [رواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما].
- ****.... إن من البيان لسحرا ....**** - منتدى قصة الإسلام
- مع حديث (إن من البيان لسحرا)
- قالو نفقد صواع الملك ولمن جاء بی بی
****.... إن من البيان لسحرا ....**** - منتدى قصة الإسلام
فقال عمرو: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ صَدَقْتُ فِيمَا قُلْتُ أَوَّلًا، وَمَا كَذَبْتُ فِيمَا قُلْتُ آخِرًا. ولكني رجل إذا رأيت قُلْتُ أَحْسَنَ مَا عَلِمْتُ، وَإِذَا غَضِبْتُ قُلْتُ أَقْبَحَ مَا وَجَدْتُ، وَلَقَدْ صَدَقْتُ فِي الْأُولَى وَالْأُخْرَى جَمِيعً. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا». هذه القصة لها روايات كثيرة بعض جملها أخرجه البخاري في الصحيح كجملة: «إِنَّ مِنَ البَيَانِ لَسِحْرًا»، وبعض جمل القصة عند مالك في موطئه وأحمد في مسنده والحاكم في مستدركه. والشاهد من القصة تشبيه النبي صلى الله عليه وسلم للبيان بالسحر، والسحر هو صرف الشيء عن وجهه بسبب خفي لطيف. [1]
فالساحر يستميل قلوب الناظرين إليه بسحره، والفصيح الذرب اللسان يستميل قلوب الناس وأسماعهم إليه بحسن فصاحته ونظم كلامه، فالأنفس تكون إليه تائقة، والأعين إليه رامقة. قال الميداني: إنما شبه البيان بالسحر لحدة عمله في سامعه وسرعة قبول القلب له. فمن البيان ما يحل من العقول والقلوب في التمويه محل السحر، فإن الساحر بسحره يزين الباطل في عين المسحور حتى يراه حقا، فكذا المتكلم بمهارته في البيان وتفننه في البلاغة وترصيف النظم يسلب عقل السامع ويشغله عن التفكر فيه والتدبر له حتى يخيل إليه الباطل حقا، والحق باطلا وهذا معنى قول ابن قتيبة: إن منه ما يقرب البعيد ويبعد القريب ويزين الباطل القبيح ويعظم الصغير فكأنه سحر.
مع حديث (إن من البيان لسحرا)
هذا جملةُ القول مختصرًا في ضرورة البيان، وحاجة المسلم له، عَسى الله أن يهدي إليه أقوامًا، ويعينهم عليه، فيفتح بهم أبواب كلِّ خير، ويغلق بأسبابهم مداخلَ كلِّ شرّ، والله أعلمُ بالصواب، والحمد لله ربِّ العالمين. [1] يجوز دريئة المقصود: الدريئة قرص يستتر به المقاتل لحمايته من السهام. [2] انشعاب مسلكه: انقطاع طريقه. [3] الثوب المُخْلَق: الثوب المخرّق. [4] كزازة أيديهم: إمساكها عن الإنفاق بخلًا. ضنانة نفوسهم: شحّتها وبُخلها. [5] تنجُم فيه الحاجة: أي: تظهر فيه الحاجة. حديث نصفة: حديث منصف. بهرجة مكذوب: أي كشف كذبه. [6] في مُسوك صلاح وفضل: أي في هيئة صلاح. [7] خطيبًا مِصْقعًا: بليغًا فصيحًا كاتبًا مُفْلَقًا: مبدعًا. [8] فعلٌ من التجزيف: أي من المجازفة. [9] أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، (1243)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع. [10] من حين لآخر دون مواظبة، بغرض الاكتساب. أعجبني المقال
(19)
بني ان البر شيء هين
وجه طليق وكلام لين
(اعرابي)
هين: سهل على النفس وفعلاً حسن الخلق اسهل من سوئه.. والكلمة الطيبة ايسر من الكلمة الخبيثة، وان يبتسم الانسان اسهل من ان يعبس.. حسن الخلق قريب متاح مع النية الطيبة..
(20)
ومن اغتر بالدنيا فهو من هباله
ما يعتبر باجال جولات الاجيال
(محمد القاضي)
Skip to content
الرئيسية
كتاب التفسير الجامع
سورة يوسف (53-111)
الآية رقم (72) - قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ
﴿ قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ ﴾: الصّواع: بمعنى المكيال، أو الإناء يشرب به، قال الحرس: صواع الملك قد سُرق، ونحن لم نَكِل إلّا لكم، ولا ندري، قد نكون نحن قد تركناه. ﴿ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ ﴾: فمن يُعطِينا إيّاه دون أن نبحث عنه، فله مكافأةٌ وسنجهّز له حِملاً كاملاً من القمح إضافيّاً. ﴿ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ ﴾: أي كفيلٌ بالمكافأة، قال ذلك المؤذّن، رئيس الحرس
«قالُوا» ماض وفاعله والجملة مستأنفة «نَفْقِدُ» مضارع مرفوع فاعله مستتر
«صُواعَ» مفعول به
«الْمَلِكِ» مضاف إليه والجملة مقول القول
«وَلِمَنْ» الواو عاطفة واللام جارة ومن موصولية متعلقان بمحذوف خبر مقدم. سورة قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وانا به زعيم ضربة معلم مرحلة 900 - موقع اسئلة وحلول. «جاءَ» الجملة صلة لا محل لها «بِهِ» متعلقان بجاء
«حِمْلُ» مبتدأ مؤخر وجملة لمن إلخ معطوفة. «بَعِيرٍ» مضاف إليه
«وَأَنَا» الواو عاطفة وأنا مبتدأ
«بِهِ» متعلقان بزعيم «زَعِيمٌ» خبر والجملة معطوفة
صُواعَ الْمَلِكِ وهو والصّاع واحد. ويقال: الصّواع جام كهيئة المكّوك من فضّة.
قالو نفقد صواع الملك ولمن جاء بی بی
قالوا نفقد صواع الملك ولم يقولوا سرقتموه أو سرق وقيل: كان الظاهر أن يبادروا بالإنكار ونفي أن يكونوا سارقين ولكنهم قالوا ذلك طلبا لإكمال الدعوى إذ يجوز أن يكون فيها ما تبطل به فلا تحتاج إلى خصام وعدلوا عن ماذا سرق منكم إلى ما في النظم الجليل لما ذكر آنفا والصواع بوزن غراب المكيال وهو السقاية ولم يعبر بها مبالغة في الإفهام والإفصاح ولذا أعاد الفعل وصيغة المستقبل لما تقدم أو للمشاكلة. وقرأ الحسن وأبو حيوة وابن جبير فيما نقل ابن عطية كما قرأ الجمهور إلا أنهم كسروا الصاد وقرأ أبو هريرة ومجاهد ( صاع) بغير واو على وزن فعل فالألف فيه بدل من الواو المفتوحة وقرأ أبو رجاء ( صوع) بوزن قوس.
وقال مالك والليث والأوزاعي: إذا تكفل بنفسه وعليه مال فإنه إن لم يأت به غرم المال ، ويرجع به إلى المطلوب; فإن اشترط ضمان نفسه أو وجهه وقال: لا أضمن المال فلا شيء عليه من المال; والحجة لمن أوجب غرم المال أن الكفيل قد علم أن المضمون وجهه لا يطلب بدم ، وإنما يطلب بمال; فإذا ضمنه له ولم يأته به فكأنه فوته عليه ، وعزه منه; فلذلك لزمه المال. واحتج الطحاوي للكوفيين فقال: أما ضمان المال بموت المكفول به فلا معنى له; لأنه إنما تكفل بالنفس ولم يتكفل بالمال ، فمحال أن يلزمه ما لم يتكفل به. قالو نفقد صواع الملك ولمن جاء به التسلية أو الألغاز. السادسة: واختلف العلماء إذا تكفل رجل عن رجل بمال; هل للطالب أن يأخذ من شاء منهما ؟ فقال الثوري والكوفيون والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق: يأخذ من شاء حتى يستوفي حقه; وهذا كان قول مالك ثم رجع عنه فقال: لا يؤخذ الكفيل إلا أن يفلس الغريم أو يغيب; لأن التبدية بالذي عليه الحق أولى ، إلا أن يكون معدما فإنه يؤخذ من الحميل ، لأنه معذور في أخذه في هذه الحالة; وهذا قول حسن. والقياس أن للرجل مطالبة أي الرجلين شاء. وقال ابن أبي ليلى: إذا ضمن الرجل عن صاحبه مالا تحول على الكفيل وبرئ صاحب الأصل ، إلا أن يشترط المكفول له عليهما أن يأخذ أيهما شاء; واحتج ببراءة الميت من الدين ، بضمان أبي قتادة ، وبنحوه قال أبو ثور.