هو الخوف من عذاب الله وناره وعقابه، ووعيده الذي يتوعد به المخالفين لشرعه الخارجين عن طاعته، قال تعالى: ﴿ لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴾ [الزمر: 16]. • ويكون بالتفكر في آيات الوعيد؛ مثل قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾ [السجدة: 13]، هذه الآية تورث الخوف. • ﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ﴾ [مريم: 71]. • قيل لأحد السلف: لِمَ تبكي؟ قال: لأني أعلم يقينًا أنني سآتي على جهنم، ولكن ليس لدي يقين أنني سأنجو. • إذا تفكر العبد في الموت وأنه لا مفر منه؛ ﴿ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ﴾ [الجمعة: 8]. • إذا تفكر في يوم القيامة وأهواله، والصراط وزلته، وكيف سيكون حاله ومآله في هذا اليوم. • إذا تفكر في أنه قد يُحال بينه وبين التوبة بموت مفاجئ. 2- الخوف من غير الله:
1- الخوف الطبيعي: هو خوف الإنسان مما يُؤذيه؛ مثل خوف الإنسان من السَّبُع أن يأكله، ومن النار أن تُحرقه.
- تعريف الخوف من ه
- تعريف الخوف من الله الرحمن الرحيم
- سورة الحشر الشيخ إبراهيم الأخضر - YouTube
تعريف الخوف من ه
2_ الخوف من وعيد الله: الذي توعد به العصاة، وهذا الخوف من أعلى مراتب الإيمان، وهو درجات، ومقامات، وأقسام كما مضى ذكره قبل قليل. 3_ الخوف المحرم: وهو أن يترك الإنسان ما يجب عليه من الجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بغير عذر إلا لخوف الناس. وكحال من يفر من الزحف؛ خوفاً من لقاء العدو؛ فهذا خوف محرم، ولكنه لا يصل إلى الشرك. 4_ الخوف الطبيعي: كالخوف من سَبُع، أو عدوٍّ، أو هدم، أو غرق، ونحو ذلك مما يخشى ضرره الظاهري؛ فهذا لا يُذَمُّ ، وهو الذي ذكره الله عن موسى عليه السلام في قوله عز وجل: [ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ](القصص: 21)، وقوله: [ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى](طه: 67). ويدخل في هذا القسم الخوف الذي يسبق لقاء العدو، أو يسبق إلقاء الخطب في بداية الأمر؛ فهذا خوف طبيعي، ويحمد إذا حمل صاحبه على أخذ الأهبة والاستعداد، ويذم إذا رجع به إلى الانهزام وترْكِ الإقدام. 5_ الخوف الوهمي: كالخوف الذي ليس له سبب أصلاً، أو له سبب ضعيف جداً؛ فهذا خوف مذموم، ويدخل صاحبه في وصف الجبناء، وقد تعوذ النبي"من الجبن؛ فهو من الأخلاق الرذيلة. ولهذا كان الإيمان التام، والتوكل الصحيح أعظمَ ما يدفع هذا النوع من الخوف، ويملأ القلب شجاعة؛ فكلما قوي إيمان العبد زال من قلبه الخوف من غير الله، وكلما ضعف إيمانه زاد وقوي خوفه من غير الله.
تعريف الخوف من الله الرحمن الرحيم
إنّ الخوف يقاربه في المعنى مصطلحات أخرى؛ منها: الوجل والرّهبة والخشية، إلّا أنّ الخشية أخصُّ منها، فهي مقرونة بمعرفة أكثر للمخُوف، ولذلك كان العلماء أشدّ النّاس خشية من الله تعالى، حيث جاء في القرآن الكريم: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) ، [6] والرّهبة ضدّ الرّغبة، وهي إمعان في الهرب من المكروه، والوجل حالة خفقان القلب عند رؤية المخُوف أو تذكّره، والهيبة هي خوف يصاحبه التّعظيم مع المحبّة للمخُوف والمعرفة بجلاله. فضل الخوف من الله وثمراته
الخوف من الله -تعالى- عبادة لها فضل كبير، ويترتب عليها عدّة آثار وثمرات، منها: [7]
الخوف من الله -تعالى- صفة المؤمنين، وتشبّه بالملائكة المقرّبين والأنبياء المُرسلين، قال الله -تعالى- واصفاً الملائكة: (يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ) ، [8] وامتدح الرّسل -عليهم السلام- بقوله: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ). [9]
الخوف من الله -تعالى- يُعين العبد على الاجتهاد في العمل الصالح الخالص لله -تعالى- وحده، وتأكيداً على أثر الخوف من الله في القُربات والطّاعات؛ جاء في القرآن الكريم: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا*إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا).
أقسام الخوف: 1_ خوف السر: وهو خوف التَّأَلُّه، والتعبد، والتقرب، وهو الذي يزجر صاحبه عن معصية مَنْ يخافه؛ خشيةً من أن يصيبه بما شاء من فقر، أو قتل، أو غضب، أو سلب نعمة، ونحو ذلك بقدرته ومشيئته. فهذا القسم لا يجوز أن يصرف إلا لله عز وجل وصَرْفُه له يعد من أجل العبادات، ومن أعظم واجبات القلب، بل هو ركن من أركان العبادة، ومن خشي الله على هذا الوجه فهو مخلص موحِّد. ومن صرفه لغير الله فقد أشرك شركاً أكبر؛ إذ جعل لله نِداً في الخوف، وذلك كحال المشركين الذين يعتقدون في آلهتهم ذلك الاعتقاد، ولهذا يُخَوِّفون بها أولياء الرحمن، كما قال قوم هود عليه السلام الذين ذكر الله عنهم أنهم خوفوا هوداً بآلهتهم فقالوا: [ إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ](هود: 54). وكحال عباد القبور؛ فإنهم يخافون أصحاب القبور من الصالحين، بل من الطواغيت كما يخافون الله، بل أشد؛ ولهذا إذا توجَّهَتْ على أحدهم اليمينُ بالله أعطاك ما شئت من الأيمان صادقاً أو كاذباً، فإن كانت اليمين بصاحب التربة لم يُقْدِم على اليمين إن كان كاذباً. وما ذاك إلا لأن المدفون في التراب أخوف عنده من الله. وكذا إذا أصاب أحداً منهم ظلمٌ لم يطلب كشفه إلا من المدفونين في التراب، وإذا أراد أحدهم أن يظلم أحداً فاستعاذ المظلوم بالله لم يُعذه، ولو استعاذ بصاحب التربة أو بتربته لم يُقْدِمْ عليه بشيء، ولم يتعرض له بالأذى.
سورة الحشر إبراهيم الأخضر - YouTube
سورة الحشر الشيخ إبراهيم الأخضر - Youtube
سورة الحشر تكرار | إبراهيم الاخضر - YouTube
استمع إلى الراديو المباشر الآن