واللافت للنظر أن الشيخ محمد رفعت اكتفى من القصيدة بالكلمات التي قدمها بلبل بيروت محيي الدين بعيون كأغنية عاطفية مصحوبة بلحن رومانسي، وسجلها على أسطوانة تهافت على اقتنائها عشرات الآلاف في الوطن العربي. كلمات القصيدة الرومانسية التي تحولت لابتهال صوفي
تقول كلمات القصيدة التي كتبها أبو الهدى الصيادي نقيب الأشراف في حلب السورية، وشيخ الصوفية الذي أصبح مستشارًا للسلطان العثماني عبدالحميد، وهو من مواليد 1849 وتوفي عام 1909.
مستشفى العقيق العام الدراسي
القصيدة الثانية التي تغنى بها الشيخ محمد رفعت
كان الشيخ محمد رفعت محبًا للفنون وخاصة الموسيقى الشرقية، وصاحب مكتبة تضم أعمال مشاهير الموسيقى الغربية أمثال (باخ وموتسارت وباجانيني)، وكان من بين أصدقائه المقربين الموسيقار محمد عبدالوهاب الذي قال في تصريحات إذاعية أنه كان يحب أن يسمع قصيدة «أراك عصي الدمع» من الشيخ رفعت، فقد كان له طريقة مميزة في أدائه.
أول قصيدة تغنى بها الشيخ محمد رفعت
كانت الإذاعة هي المنبر المفضل للشيخ محمد رفعت، عبر ميكروفونها تغنى بآيات الذكر الحكيم، فتعلق بصوته الملايين في مختلف دول العالم، لكن الإذاعة فاجأت جمهوره مرتين ببث تسجيلين قدمهما لها محبي الشيخ صاحب الحنجرة الذهبية، وجري إذاعتهما باعتبارهما من التسجيلات النادرة التي يشدو فيها الشيخ رفعت بالابتهالات الدينية، لكنها لم تكرر إذاعتهما اتقاءً لشبهة أن تتسبب للشيخ في حرج بعدما تبين أن كلمات الابتهالين جزء من قصيدتي غزل مسجلين على أسطوانات لمطربين شهيرين. الابتهال الأول الذي قدمه الشيخ رفعت -دون موسيقى- تقول كلماته:
(عمري عليك تشوقا قضيته/ وعزيز صبري في هواك أهنته/ وجعلت أبذل فيك در مدامعي/ حتى افتقرت إلى العقيق بذلته/ فيا ليت لي قلبا أقول ملكته/ ويا ليت لي صبرا).
جاء التغيير في القيادة اليمنية، وفي إطار الشرعية المستمرة وفقاً لتوازنات جديدة، خلال الهدنة التي اضطرت طهران للموافقة عليها بسبب ظروف التفاوض النووي في فيينا. وبالتالي، فإن الحوثيين وجدوا أنفسهم عاجزين عن الرد بتصعيد عسكري، وبطبيعة الحال ليست لديهم أي مقومات للرد السياسي. ليس مهماً أن يعلن ناطقهم محمد عبد السلام رفض هذا التغيير ليذكر بـ«وقف العدوان ورفع الحصار وخروج القوات الأجنبية»، إذ إن مخرجات مشاورات الرياض أظهرت أن القرار اليمني لا يزال عند القوى الشرعية، بدليل أنها شكلت لليمنيين في الداخل والخارج بارقة أمل، وأعادت تصويب وجهة البوصلة اليمنية. ذاك أن ترتيب البيت اليمني وصوغ خريطة طريق لـ«إحياء الدولة» ووجود مجلس التعاون الخليجي، لا سيما السعودية كضامن للتوجهات الجديدة، يشعرهم بأن اليمن المريض والمنكوب لن يُترك للمصير البائس الذي تريده إيران وحوثيوها. رواية سعودية جريئة بقوة سلطان وريمان. مع التسليم بأن التحديات لا تزال كبيرة، هناك أكثر من مجرد انطباع، يمني وغير يمني، بأن حس المسؤولية والجدية الذي انبثق من مشاورات الرياض والحس الشعبي الذي تجاوب معه أشاعا بداية واقع جديد. كان هناك سر شائع، قبل بدء المشاورات، بأن تغييرات ستحصل، وأن نائباً للرئيس أو نواباً سيعينون مكان النائب السابق علي محسن الأحمر، لكن مجلس القيادة بعسكرييه ومدنييه، وبالجدد والمخضرمين، بدا صيغة جريئة ترمي إلى قصر الطريق على التناقضات وحصرها في إطار مؤسسي واحد يستلزم أيضاً حساً وطنياً عالياً لتحقيق الأهداف المنشودة.
رواية سعودية جريئة جدا كاملة - اجمل بنات
والمفاجأة، هي في عدد القصائد التي جمعها يواكيم من الصحف والمجلات، ووجدها مبعثرة في متون مقالات شميل. فهذا الأخير، لم يكن يعبأ بالجانب الشعري من كتاباته، كما لم يكتب عنه كثيرون، وبالتالي بقيت القصائد طي الورق الأصفر في أرشيف المكتبات. هذا إضافة إلى المقدمة القيمة، والدراسة المتكاملة التي احتواها الكتاب عن حياة شميل وفكره ومساره، ورأي أدباء عصره بكتاباته وشخصه، كما الإضاءة على كل قصيدة، ومناسبتها وسياقها، وما استدعته من ردود، وأحياناً ثمة ردود شعرية أيضاً. نكتشف شبلي شميل التعددي، المثقف صاحب الأفكار المستهجنة أحياناً، والتي يصعب تفسيرها، كما رأيه المعارض لتأميم قناة السويس. رواية سعودية جريئة جدا كاملة - اجمل بنات. فقد كان يذهب في بعض الأفكار إلى التطرف والمبالغة، مما زاد من عدد منتقديه، ومن ردوا عليه حججه؛ لكنه بقي محبوباً، حتى ممن عارضوه، لتعففه عن المال، واستقامته، وحسن طويته. ولد شبلي شميّل في بلدة كفرشيما الواقعة على تخوم بيروت عام 1850. أصغر إخوته الستة، وابن الصحافي رشيد شميّل، مؤسس جريدة «البصير» في الإسكندرية. درس في مدرسة عينطورة، ثم التحق بالكلية السورية الإنجيلية في بيروت سنة 1867، ليدرس الطب. وكان يعقوب صرّوف، من زملاء الدراسة، يسبقه بصف واحد، فوصفه وهو في السابعة عشرة بقوله إنه «شاب قصير القامة، أسمر اللون، سريع الخاطر، تلوح عليه مخايل النجابة والذكاء، مرتدٍ بالثياب الإفرنجية، وكان لبسها نادراً بين الوطنيين في ذلك العهد».
الملاحق
ثقافة
فارس يواكيم يكشف أن «شبلي شميل كان شاعراً»
محامي «نظرية داروين» له ديوان
الأحد - 17 شعبان 1443 هـ - 20 مارس 2022 مـ رقم العدد [
15818]
بيروت: سوسن الأبطح
غالباً ما تأتي كتب الأديب والباحث فارس يواكيم، بمثابة مفاجأة من حيث مواضيعها، وطرافة محتواها، وهذه المرة لم يخالف عادته. قرر الكاتب أن يقدم لقارئه «ديوان شبلي شميل» الذي لم نعرفه شاعراً ولا قريباً في روحه من الشعر؛ بل على العكس، هو من ذاك التيار الذي آمن بالعلم والمادية، واتخذ مواقف حازمة حتى من الفلسفة والتاريخ، متأثراً بالثورة العلمية في الغرب في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وأكثر ما اشتهر عن شميل دفاعه عن نظرية داروين «أصل الأنواع» التي كان من أشد المعجبين بها. وهو من قرر أن ينقلها إلى القراء العرب، من خلال ترجمته لكتاب الألماني بوخنر، ونشره عام 1884، واضعاً له مقدمة دافع فيها عما سمَّاها «نظرية النشوء والارتقاء»، ليصبح بعدها صاحب هذا التعبير العربي الشهير ومبتكره. «ديوان شبلي شميل» جمعه وحققه وقدم له فارس يواكيم، «دار الفرات»، في بيروت. لكن في حقيقة الأمر، هو كتاب شبه شامل عن هذا اللبناني- المصري الذي لم نعرف غير وجه واحدٍ له.