وقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: «الدعاء هو العبادة» لأن العبودية هي: التذلل والافتقار لله، والدعاء علامةٌ بيّنة على هذا الأمر العظيم، وهو العبودية لله -تبارك وتعالى- والله -عز وجل- قال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]. فيحرص المسلم على دعاء الله -عز وجل- والإكثار من ذلك بأسمائه الحسنى، ويدعوه وحده -عز وجل- لا يدعو أحدًا معه، ولا يدعو أحدً سواه. شرح حديث: إن الدعاء هو العبادة. ثم قرأ -صلى الله عليه وسلم- قول الله -تبارك وتعالى-: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60]، فأمرنا الله -سبحانه وتعالى- بدعائه، وضَمِنَ لنا استجابة الدعاء. ثم قال: { إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60]، في هذا: التحذير مِن عدم الدعاء، ومِن عدم الإقبال على دعاء الله -تبارك وتعالى- أو التكبّر على هذا الأمر بالوعيد الشديد بدخول نار جهنم مع الذلّة والصّغَار؛ جزاءً على الاستكبار عن دعاء الله وعبادته، ففي الحديث الحث على دعاء الله -تبارك وتعالى- في كل حال، والوعيد الشديد على ترك هذا الأمر العظيم، فالله -تبارك وتعالى- يُحب من عبده أن يدعوه، وأن يسأله، وأن يطلب منه حاجته، ويغضب -سبحانه وتعالى- إذا ترك الإنسان هذا الأمر العظيم أمر الدعاء.
- ماصحة حديث الدعاء مخ العباده
- شرح حديث: إن الدعاء هو العبادة
- ما صحة حديث : ( الدعاء مخ العبادة ) ؟ و هل هناك حديث : ( الدعاء يرد البلاء ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
- درجات محبة النبي | المرسال
ماصحة حديث الدعاء مخ العباده
فهناك كتاب (الدعاء ومنزلته من العقيدة الإسلامية) تأليف جيلان بن خضر العروسي، وهي رسالة جامعية مقدمة في الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية، وقد حوت هذه الرسالة على قسم لا بأس به مشترك مع هذه الرسالة التي قمنا بالتعريف بها أعلاه، وهو القسم المتعلق بالتعريف بالدعاء وأنواعه وآدابه وما إلى ذلك، ويختلف في أنه يتعلق بالجانب العقدي لا الفقهي، فقد اهتمت رسالة الأخ جيلان بجانب تعلق الدعاء بالتوحيد والقدر والأدعية المبتدعة من دعاء لغير الله مما يدخل في الشرك وما إلى ذلك من مباحث مبثوثة في رسالته العلمية. وهناك كتاب آخر أيضا هو (تصحيح الدعاء) للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله، فقد جعله مؤلفه لتصحيح ما ارتبط ببعض الأدعية من أخطاء، وطريقته في ذلك أن يورد المسألة بأدلتها من الكتاب والسنة، ويفصلها ويشرحها، ثم بعد ذلك يتكلم عن الأخطاء التي ارتبطت بها وتصحيح هذه الأخطاء ببيان وجه الخطأ وكيفية التصحيح، وحكم الخطأ أيضاً، فهو إذا كتاب لا يتعلق بحكم الدعاء وارتباطه بالفقه كالكتاب المعرف به، ولا يتعلق بحكم الدعاء وارتباطه بالعقيدة، ككتاب الأخ جيلان، وإنما اهتم بجانب آخر من الجوانب المهمة والمتعلقة بالدعاء.
والدعاء له آداب وشروط حتى يتحقق، وخير الأدعية ما دعا بها الأنبياء، والتي وردت في القرآن الكريم، وفي سنّة النبي صلى الله عليه وسلم، ولقد مر الأنبياء بمواقف صعبة لم ينقذهم منها إلا صدق دعائهم، حيث كانت لهم في هذه المواقف أنبل الكلمات وأجمل الألفاظ التي تجسد حسن التوسل ومناجاة الله وحده. الدعاء هو العبادة pdf كعكو. والدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب، ولكن قد يتخلف عنه أثره، إما لضعفه في نفسه، وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وقت الدعاء، وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام، والغفلة والسهو، وتراكم الذنوب على القلب، وإما استعجال الإجابة وترك الدعاء. والإنسان متى ما استجاب لله في أوامره ونهيه، تحققت له الشروط اللازمة لاستجابة الدعاء، والله سبحانه لن يخلف وعده، وعندما يدعو الإنسان عليه أن يستفتح بالثناء على الله، وأن يصلي على النبي، ويختم دعاءه بذلك أيضاً، وأن يعزم على الله ويلح عليه، ويتحرى أوقات الإجابة، مثل الثّلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وعند الإفطار من الصيام، وأن يأكل من الطيبات. جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2022©
شرح حديث: إن الدعاء هو العبادة
[١]
شروط الدعاء
إنّ للدعاء شروطاً عديدة؛ لا بد للمسلم أن يتحلّى بها، نذكر منها ما يأتي: [٩]
التوحيد يشترط للداعي أن يكون موحداً لله -تعالى- في ربوبيّته، وأسمائه، وصفاته فلا يدعو إلّا الله -تعالى-، قال -تعالى-: ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا). [١٠]
الإخلاص في الدعاء وهو من أهم شروط الدعاء؛ فعلى المسلم أن يكون مخلصاً في دعائه لله -تعالى-؛ وذلك لأنّ عدم الإخلاص في الدعاء قد يُحبط الدعاء، ولا يجعله مستجاباً، قال -تعالى-: ( هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) ، [١١] وقال -تعالى-: ( فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ). [١٢]
أن يكون مطعمه حلالاً وهذا من شروط إجابة الدعاء، قال -تعالى-: ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) ، [١٣] وقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: "يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ").
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من رجل يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجل له دعوته، أو يدخر له من الخير مثلها، أو يصرف عنه من الشر مثلها ". قالوا: يا رسول الله، إذًا نكثر. قال: " الله أكثر ". حديث الدعاء هو العبادة. ولذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: (إني لا أحمل همَّ الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، فمن رزق الدعاء فإن الإجابة معه). من آداب الدعاء:
مما لا شك فيه أن الدعاء الذي يرجو صاحبه الإجابة هو ما التزم فيه الآداب الواردة فيه ومنها: تحري أوقات الاستجابة:
فيتخير لدعائه الأوقات الشريفة؛ كيوم عرفة من السنة، ورمضان من الأشهر، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السَّحَر من ساعات الليل. وأن يغتنم الأوقات والأحوال التي يُستجاب فيها الدعاء، كوقت التنزُّل الإلهي في آخر الليل، وفي السجود، وأن ينام على ذِكْر فإذا استيقظ من الليل ذكر ربه ودعاه، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر، وعند التقاء الجيوش في الجهاد، وعند الإقامة، وآخر ساعة من نهار الجمعة، ودعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب، ودعوة المسافر والمظلوم، ودعوة الصائم والوالد لولده، ودعاء رمضان.
ما صحة حديث : ( الدعاء مخ العبادة ) ؟ و هل هناك حديث : ( الدعاء يرد البلاء ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
[١٤] (وقالَ: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ"، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ). [١٤]
عدم الانشغال بالدعاء عن أمر واجب كمن انشغل بالدعاء عن أداء الصلاة على وقتها، أو انشغل به عن خدمة الوالدين وبرهما والإحسان إليهما. حضور القلب فمن آداب الدعاء أن يكون المسلم حاضر القلب، يفهم ما يدعو به ويستشعر عظمة مَن يدعو. عدم الاعتداء في الدعاء ويقصد به عدم تجاوز الحد في الدعاء، كمن يدعو بالشر على غيره، أو لا يتأدب بآداب الدعاء. ما صحة حديث : ( الدعاء مخ العبادة ) ؟ و هل هناك حديث : ( الدعاء يرد البلاء ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني. آداب الدعاء
يستحسن بالمسلم أن يتحلّى بمجموعة من الآداب عند دعاء الله -تعالى-؛ نذكر منها ما يأتي: [١٥]
الثناء على الله -تعالى-، والصلاة على الحبيب المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم-. الاعتراف بالذنوب وهذا المعنى يتضح من خلال دعاء سيد الاستغفار؛ الذي ذكره النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ).
وفي كل كتاب منها ما ليس في غيره، وفي كل منها فوائد هامة، ليست في الأخرى، وجدير بالطالب النهم أن يحاول قراءتها جميعاً أو حتى الاطلاع عليها. والحمد لله رب العالمين.
الذب عن زوجاته:
الطاهرات العفيفات الكريمات، والرد على من انتهك حرمة الرسول من الروافض الملاعين،
الذين لا زالوا يمشون على خطى عبد الله بن أبي بل وأقبح! محبة النبي معناها وحقيقتها. فهم لا يألون جهداً في
الحط من نسائه، وخاصة أم المؤمنين الطاهرة عائشة رضي الله عنها، مع أن الله برأها
بصريح القرآن:
{ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ
لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم
مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ
عَظِيمٌ}[النــور: 11]
الآيات. خامساً: الدفاع عن سنته ونشرها:
قال صلى الله عليه وسلم: (( فليبلغ الشاهد الغائب)) 7 ،
وقال: (( نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمع فرب
مبلغ أوعى من سامع)) 8 ،
وقال: (( بلغوا عني ولو آية)) 9. إن
المبتدعة وإن زعموا أنهم يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يحبون نشر سنته، بل
ويسعون لكتمانها إرضاء لشهواتهم، أو أتباعهم وساداتهم، أو تقليداً لمن لا يستحق
التقليد. بهذا العرض
السريع لمفهوم محبة النبي صلى الله عليه وسلم يتضح لنا: أن المحبة للنبي صلى الله
عليه وسلم ليست دعوى باللسان أو شعائر معينة يذكر فيها الرسول صلى الله عليه وسلم
كالمولد ونحوه، ولكنها أعمال واتباع وانقياد وحب ووفاء.
درجات محبة النبي | المرسال
دواعي محبة الرسول صلى الله عليه وسلم:
يرتبط الحب في قلب الانسان بدوافع وبواعث تبعث عليه, مهمتها ان تحرك القلب وتدفعه نحو محبوباته, واذا نظرنا الى محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسنجد ان البواعث عليها متنوعة ومتعددة ؛ وذلك لكثرة ما خصه الله به من انواع الفضائل ومنها:
1- ان حب المسلم للرسول صلى الله عليه وسلم تابع لحبه لله عزَّ وجل. وذلك لأن محبة الله تعالى هي أساس المحبة الشرعية, لأن الله هو المحبوب لذاته وكل ما سواه – مما يحب شرعاً – فمحبته تابعه لمحبة الله عزَّ وجل, قال الله تعالى:
(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ). وأيضاً فان الله تعالى أحبه وأختاره من خلقه – فحب ما يحبه الله من لوازم محبته سبحانه وتعالى. درجات محبة النبي | المرسال. وذلك ان الله تعالى اصطفاه على الناس برسالته, وجعله خاتم النبيين, وأفضل الخلق أجمعين, وحبيب رب العالمين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأوّل من ينشق عنه القبر، وأوّل شافع وأوّل مشف). 2- كمل رأفته صلى الله عليه وسلم ورحمته بأمته وحرصه على هدايتها وانقاذها من الهلكة, حتى كادت أن تذهب نفسه أسفاً على قومه ألا يكونوا مؤمنين, كما قال تعالى (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ).
الهوامش:
[1] مجموع الفتاوى، ص 7/628. [2] رواه البخاري، باب الاعتصام بالكتاب والسنة، كتاب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقم الحديث: (7280). [3] رواه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب يقاتل من وراء الإمام ويتقى به، رقم الحديث: (2957). [4] رواه البخاري، باب الاعتصام بالكتاب والسنة، كتاب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقم الحديث: (7283)