فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ ثم جاء وهذا يدل على هيبة جنوده منه وشدة ائتمارهم لأمره، حتى إن هذا الهدهد الذي خلفه العذر الواضح لم يقدر على التخلف زمنا كثيرا، فَقَالَ لسليمان: أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ أي: عندي العلم علم ما أحطت به على علمك الواسع وعلى درجتك فيه، وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ القبيلة المعروفة في اليمن بِنَبَإٍ يَقِينٍ أي: خبر متيقن.
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة النمل - قوله تعالى فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين - الجزء رقم21
وجعل القول عقيب المكث ؛ لأنه لما حضر صدر القول من جهته فالتعقيب حقيقي. والقول المسند إلى الهدهد إن حمل على حقيقة القول وهو الكلام الذي من شأنه أن ينطق به الناس فقول الهدهد هذا ليس من دلالة منطق الطير الذي علمه سليمان; لأن ذلك هو المنطق الدال على ما في نفوس الطير من المدركات وهي محدودة كما قدمنا بيانه عند قوله تعالى: علمنا منطق الطير. وليس للهدهد قبل بإدراك ما اشتمل عليه القول المنسوب إليه ولا باستفادة الأحوال من مشاهدة الأقوام والبلدان حتى تخطر في نفسه وحتى يعبر عنها بمنطقه الذي علم سليمان دلالته كما قدمناه. فهذا وحي لسليمان أجراه الله على لسان الهدهد. الفرق بين الجناس والطباق - سطور. وأما قول سليمان: سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين فيجوز أن يكون سليمان خشي أن يكون ذلك الكلام الذي سمعه من تلقاء الهدهد كلاما ألقاه الشيطان من جانب الهدهد ليضلل سليمان ويفتنه بالبحث عن مملكة موهومة ليسخر به كما يسخر بالمتثائب ، فعزم سليمان على استثبات الخبر بالبحث الذي لا يترك ريبة في صحته خزيا للشيطان. ولنشتغل الآن بما اشتمل عليه هذا الكلام فابتداؤه ب أحطت بما لم تحط به تنبيه لسليمان بأن في مخلوقات الله ممالك وملوكا تداني ملكه أو تفوقه في بعض أحوال الملك جعله الله مثلا له ، كما جعل علم الخضر مثلا لموسى عليه السلام لئلا يغتر بانتهاء الأمر إلى ما بلغه هو.
الفرق بين الجناس والطباق - سطور
وكانت حاضرة ملكها مأرب مدينة عظيمة باليمن بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث مراحل وسيأتي ذكرها في سورة سبأ. وتنكير ( امرأة) وهو مفعول أول ل ( وجدت) له حكم المبتدأ فهو كالابتداء بالنكرة إذا أريد بالنكرة التعجب من جنسها كقولهم: بقرة تكلمت; لأن المراد حكاية أمر عجيب عندهم أن تكون امرأة ملكة على قوم. ولذلك لم يقل: وجدتهم تملكهم امرأة. والإيتاء: الإعطاء ، وهو مشعر بأن المعطى مرغوب فيه وهو مستعمل في لازمه وهو النول. [ ص: 253] ومعنى ( وأوتيت من كل شيء) نالت من كل شيء حسن من شئون الملك. فعموم كل شيء عموم عرفي من جهتين يفسره المقام كما فسر قول سليمان: وأوتينا من كل شيء ، أي: أوتيت من خصال الملوك ومن ذخائرهم وعددهم وجيوشهم وثراء مملكتهم وزخرفها ونحو ذلك من المحامد والمحاسن. وبناء فعل ( أوتيت) إلى المجهول إذ لا يتعلق الغرض بتعيين أسباب ما نالته بل المقصود ما نالته على أن الوسائل والأسباب شتى فمنه ما كان إرثا من الملوك الذين سلفوها ، ومنه ما كان كسبا من كسبها واقتنائها ، ومنه ما وهبها الله من عقل وحكمة ، وما منح بلادها من خصب ووفرة مياه. وقد كان اليونان يلقبون مملكة اليمن بالعربية السعيدة أخذا من معنى اليمن في العربية وقال تعالى ( لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور).
وفي المثَل: من ظَفَّر حَمَّر ، أي من دخل ظفار فليتكلم بالحميرية ، ولهذا المثل قصة. فكانت البلاد اليمنية أو القحطانية منقسمة إلى ثلاث قبائل: اليمنية ، والسبئية ، والحميرية. وكان على كل قبية مَلِك منها ، واستقلّت أفخاذهم بمواقع أطلقوا على الواحد منها اسم مخلاف ( بكسر الميم) وكان لكل مخلاف رئيس يلقب بالقيل ويقال له: ذو كذا ، بالإضافة إلى اسم مخلافه ، مثل ذو رُعين. والملك الذي تتبعه الأقيال كلها ويحكم اليمن كلّها يلقب تُبَّع لأنه متبوع بأمراء كثيرين. وقد انفردت سبأ بالملك في حدود القرن السابع عشر قبل الهجرة وكان أشهر ملوكهم أو أولَهم الهَدهاد بن شرحبيل ويلقب اليَشَرَّح ( بفتح التحتية وفتح الشين المعجمة وفتح الراء مشددة وبحاء مهملة في آخره). ثم وليت بعده بلقيس ابنة شرحبيل أيضاً أو شراحيل ولم تكن ذات زوج فيما يظهر من سياق القرآن. وقيل كانت متزوجة شَدد بن زرعة ، فإن صح ذلك فلعله لم تطل مدته فمات. وكان أهل سَبأ صابئة يعبدون الشمس. وبقية ذكر حضارتهم تأتي في تفسير سورة سَبأ. و { أحطت} يقرأ بطاء مشددة لأنه التقاء طاء الكلمة وتاء المتكلم فقلبت هذه التاء طاء وأدغمتا. والباء في قوله: { بنبإ} للمصاحبة لأن النبأ كان مصاحباً للهدهد حين مجيئه ، والنبأ: الخبر المهم.
اللهم وسع في رزقه وبارك في عمره، وألبسه ثوب العافية، واشفه من كل مرض وضيق يا أرحم الراحمين. اللهم إني أستودعك مستقبله فاجعله أجمل ممّا يتمنى، واكتب له الخير في كل أموره القادمة يا أكرم الأكرمين. اللهم حصني وزوجي بحصنك الحصين وحبلك المتين، من كيد الكائدين، وحسد الحاسدين، وسحر الساحرين، وظلم الظالمين، وعبث العابثين يا رب العالمين. اللهم اصرف عني وعن زوجي كل ما يكدّر صفونا، وينكّد عيشنا، وينغّص حياتنا يا رب العالمين. امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء. اللهم إني أسألك لزوجي التوفيق والرزق والبركة والصحة وطول العمر في طاعتك يا رب. اللهم كن لزوجي عوناً في الثبات على طاعتك، واجعل له أثراً طيباً في صلاح الناس وهدايتهم وجبر خواطرهم يا رب العالمين. ما هي قيمة عبادة الدعاء في الدين الإسلامي؟
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) صدق الله العظيم. ويقول المولى في القرآن الكريم: أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء صدق الله العظيم. كيف أغتنم فرصة ليلة القدر الذهبية للتقرب إلى المولى تبارك وتعالى؟
ليلة القدر هي إحدى المنح الربانية، وواحدة من أعظم ما من الله به علينا في حياتنا الدنيا، ولكي نغتنمها علينا القيام بالتالي:
قراءة ورد يومي من كتاب الله سبحانه وتعالى.
اللهم حببني إلى قلب زوجتي وجمّلني في عينها، واجعلنا هداة مهتدين ومن عبادك الصالحين. اللهم اجمع بيني وبين زوجتي بخير، وألف بين قلوبنا وارزقنا الرضا وراحة البال، وأبعد عنا الهم والكسل والحزن. اللهم اجعلني لها خير الزوج والأب والأخ واجعلها لي خير زوجة وأم وأخت وراحة من كل شر. امن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء دعاء. اللهم اشرح صدر زوجتي للإيمان، ونوّر الإيمان في صدرها، واجعل طاعتك ورضاك منتهى مقاصدها يا أرحم الراحمين..
اللهم إني أسألك أن ترزق زوجتي مع كل نبضة قلب وطرفة عين أمناً وأماناً وعفواً وسلاماً وصحة وسعادة وثباتاً على الحق والطاعة. اللهم اجعلني لزوجتي أباً في الحنان، وأخاً في الطاعة، واجعلها لي أماً في الحنان، وأختاً في الطاعة. اللهم اهدِ زوجتي للإيمان وثبتها عليه، اللهم اجعلها من عبادك الصالحين الملتزمين بطاعتك واتباع سنة نبيك -محمد صلى الله عليه وسلم-. أدعية للزوج في ليلة القدر:
هذه أدعية مباركة من عموم ما يمكن للزوجة أن تدعو به لزوجها، والمسلم يتحرّى مواقيت الإجابة، مثل ليلة القدر من باب حُسن ظنّه بالله تعالى، ومن هذه الأدعية ما يأتي:
اللهم إني استودعتك زوجي يا من لا تضيع عنده الودائع، احفظه لي يا رب بما تحفظ به عبادك الصالحين.
فأبْشِروا وأَمِّلوا أيُّها المؤمنونَ بقُربِ رحمةِ اللهِ ونُزولِ الخيراتِ والأرزاقِ، وصَدَقَ اللهُ العظيمُ {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} [الشورى: 28]، وقال تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُون}[النمل:62]. وإنِّي داعٍ فارْفَعوا أيديَكم وأمِّنوا. الَّلهم أنتَ اللهُ لا إلَه إلا أنتَ، أنتَ الغنيُّ ونحنُ الفقراءُ، أَنْزِل علينَا الغيثَ ولا تجعلنَا من القانطينَ، الَّلهم أَغثْنا، الَّلهم أغثْنا، الَّلهم أغثْنا، الَّلهم أَسْقنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، طبقًا مجللًا، سحًّا عامًّا، نافعًا غيرَ ضارٍّ، عاجلًا غيرَ آجلٍ، الَّلهم تُحيْيِ به البلادَ، وتغيثُ به العبادَ، وتجعلُه بلاغًا للحاضرِ والبادِ. الَّلهم سُقيا رحمةٍ لا سُقيَا عذابٍ، ولا هدمٍ ولا غرقٍ. الَّلهم أسْقِ عبادكَ وبلادَك وبهائَمكَ وانْشرْ رحمتَك، وأَحْي بلدَك الميتْ. الَّلهم أَنْبِتْ لنَا الزرعَ، وأدرَّ لنا الضرعَ، وأَنْزلْ علينَا من بركاتِك، واجعلْ ما أَنْزلتَه علينَا قوةً لنا على طاعتِك، وبلاغًا إلى حينٍ.
لهذا ينصح العلماء بأن يُلح العبد في الدعاء ويحسن الظن بالله ويعلم أنه حكيم؛ قد يُعجل الإجابة لحكمة، وقد يؤخرها لحكمة، وقد يعطي السائل خيرا مما سأل.. لحكمة.. لكنه سبحانه (حَيِيٌّ) لا يرد العبد إذا دعاه؛ يقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ رَبَّكُم حَيِيٌّ كَرِيم، يَستَحي من عبده إذا رَفع إليه يديه أنْ يَرُدَّهُما صِفرا خَائِبتين». ولله الكريم إجابات خاصة أيضا.. مثل حالات الاضطرار التي تشتد فيها الكربة وتعظم المصيبة وتغلق الدنيا كل أبوابها -كحالات المرض، واشتداد البأس، ووقوع الظلم.. -.. عندها يأتي وعد الله (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ.. ). وأيضا إجابة المضطر ليست مرتبطة بمؤمن وكافر.. ولكن المضطر أيا كان.. إذا دعا الله.. كان وعد الله الاستجابة. إن الله سبحانه وتعالى قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه.. «ما من رجل يَدْعُو اللهَ بِدُعَاءٍ إِلا استُجِيبَ لَه» لأن اسم الله هو (المُجيب).. وقد كان عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله من دعوة لا تُستَجَاب لها؛ وهي حالات كما قال عليه السلام «.. ما لَمْ يَدْعُ بِإِثمٍ، أو قَطيعةِ رَحِّمٍ، أو يَسْتَعْجِلْ، قالوا: يا رسولَ الله وكيف يَسْتَعجِلُ؟ قال: يقول: دَعَوتُ رَبي فما استَجَابَ لي».
دعاء ليلة القدر 1443 الدعاء في ليلة القدر له الفضل العظيم، وهو الدعاء المأخوذ والمأثور عن المختار صلى الله عليه وسلم، ومن الأمور الهامة في رمضان بشكل عام، وليلة القدر بشكل خاص أن ندعو المولى ليحط عنا خطايانا، ويعتق رقابنا من النيران، وعن الأدعية التي من الممكن أن نرددها ما سنذكره بالآتي تباعًا من فقراتنا المختصة بذلك الموضوع. دعاء ليلة القدر
من أهم العبادات التي أرشدنا إلى فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نزيد من الدعاء لأن الدعاء هو العبادة، فلا نذكر الله فقط إن أصابنا الضر، ولكن في أوقات السراء أيضًا، وبالدعاء تتوطد علاقة العبد بربه، ومن الأدعية التي نقلت عن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما تأتي ليلة القدر:
( اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فأعف عنا) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. أدعية للزوجة في ليلة القدر:
هذه أدعية يمكن للزوج أن يدعو بها لزوجته في أي وقت، ولعلّ من حُسن الظن بالله أن يتحرى المسلم الدعاء بها في ليلة القدر، وهذه الأدعية فيما يأتي:
اللهم إني أسألك أن تجعل زوجتي خير سندٍ لي، وأن تجعلها متمسكة بعشرتي ووفيّة بحقي عليها يا رب العالمين. اللهم اجعلها عوناً لي على طاعتك، واجعلني عوناً لها على طاعتك، واجعلها لي زوجة صالحة.
عبادَ اللهِ: الدعاءُ أنيسُ المؤمنِ، وملاذُ المظلومِ؛ وأملُ الضعيفِ، ورجاءُ المضطرِّ، فحينَ يَسألُ العبدُ ربَّه، يَسألُ مَنْ بيدِه ملكوتُ كلِّ شيءٍ، وخزائنُ كلِّ شيءٍ، فهو سبحانَه لا يُعجزُه شيءٌ، فالأمرٌ أَمْرُه، والملكُ ملكُه، والحكمُ حكمُه، والكلُّ عبيدُه، قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:( مَنْ لمْ يَسأَلِ اللهَ يغضبْ علَيهِ) رواه الترمذي (3373)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3373). أيُّها المؤمنونَ: تعلمونَ ما يمرُّ بالبلادِ والعبادِ من الشِّدةِ واللأواءِ وقلةِ الأمطارِ، وليسَ للعبادِ من فرجٍ ولا غوثٍ إلا مِنَ اللهِ جلَّ في علاه، وإذا صَدَقَوا في التوجُّهِ إلى ربِّهِم صَدَقَهم بإجابةِ دُعائِهم وتفريجِ كُرَبِهم وتيسيرِ أمورِهم. فعليكم أَنْ تُعظِّموا اللهَ في قلوبِكم، وتُثنوا عليه بما هو أهلُه، وتوحِّدُوه ولا تَشْركوا بِه شيئًا، وتسألوه بأسمائِه الحُسنى وصفاتِه العلى، وتُخْلصوا الدعاءَ له، وتَتَيقَّنوا بالإجابةِ، وعليكُم بطيبِ المأكلِ والبُعدِ عن الحرامِ والمظالمِ، وأَنْ تُكثروا الضَّراعةَ والمسكنةَ والتَذلَّلِ بين يديِه؛ وأَنْ تًَتَحرَّوا أوقاتَ الإجابةِ، فعنْ سلمانَ رضيَّ اللهُ عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:(إِنَّ ربَّكم تباركَ وتعالى حَيِيٌّ كريمٌ، يستحيي مِنْ عبدِه إذَا رَفَعَ يَديه إليه أَنْ يردَّهما صِفرًا)، رواه أبو داود (1488)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1320).