27-سورة النّمل 74 ﴿74﴾ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ وإن ربك لَيعلم ما تخفيه صدور خلقه وما يظهرونه. تفسير ابن كثير
( وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون) أي: يعلم السرائر والضمائر ، كما يعلم الظواهر ، ( سواء منكم من أسر القول ومن جهر به) [ الرعد: 10] ، ( يعلم السر وأخفى) [ طه: 7] ، ( ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون) [ هود: 5]. تفسير السعدي
{ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ} أي: تنطوي عليه { صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ} فليحذروا من عالم السرائر والظواهر وليراقبوه. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النمل - الآية 74. تفسير القرطبي
قوله تعالى: وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم أي تخفي صدورهم. وقرأ ابن محيصن وحميد ( ما تكن) من كننت الشيء إذا سترته ، هنا وفي ( القصص) تقديره: ما تكن صدورهم عليه; وكأن الضمير الذي في ( الصدور) كالجسم السائر. ومن قرأ: ( تكن) فهو المعروف; يقال: أكننت الشيء: إذا أخفيته في نفسك. تفسير الطبري
وقوله: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ) يقول: وإن ربك ليعلم ضمائر صدور خلقه, ومكنون أنفسهم, وخفيّ أسرارهم, وعلانية أمورهم الظاهرة, لا يخفى عليه شيء من ذلك, وهو محصيها عليهم حتى يجازي جميعهم بالإحسان إحسانا وبالإساءة جزاءها.
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة القصص - الآية 69
- وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النمل - الآية 74
- سورة البروج تفسير اول الاية
- تفسير سوره البروج عثمان الخميس
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة القصص - الآية 69
وقرأ ابن محيصن وحميد { ما تكن} من كننت الشيء إذا سترته هنا. وفي "القصص" تقديره: ما تكن صدورهم عليه؛ وكأن الضمير الذي في الصدور كالجسم السائر. ومن قرأ { تكن} فهو المعروف؛ يقال: أكننت الشيء إذا أخفيته في نفسك. قوله تعالى: { وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين} قال الحسن: الغائبة هنا القيامة. وقيل: ما غاب عنهم من عذاب السماء والأرض؛ حكاه النقاش. وقال ابن شجرة: الغائبة هنا جميع ما أخفى الله تعالى عن خلقه وغيبه عنهم، وهذا عام. وإنما دخلت الهاء في { غائبة} إشارة إلى الجمع؛ أي. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة القصص - الآية 69. ما من خصلة غائبة عن الخلق إلا والله عالم بها قد أثبتها في أم الكتاب عنده، فكيف يخفى عليه ما يسر هؤلاء وما يعلنونه. وقيل: أي كل شيء هو مثبت في أم الكتاب يخرجه للأجل المؤجل له؛ فالذي يستعجلونه من العذاب له أجل مضروب لا يتأخر عنه ولا يتقدم عليه. والكتاب اللوح المحفوظ أثبت الله فيه ما أراد ليعلم بذلك من يشاء من ملائكته. الشيخ الشعراوي - فيديو سورة النمل الايات 64 - 75
تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي فمن فضله تعالى عليكم أنْ يُؤخِّر القيامة لعل الناس يرعوون، وإلا لفاجأتهم من أول تكذيب، وهذا يبين أن الله تعالى يُمهل الخَلْق ليزداد فيهم أهل الهدى والإيمان، أَلاَ ترى أن المؤمنين برسول الله لم يأتُوا جميعاً مرة واحدة في وقت واحد، إنما على فترات زمنية واسعة.
وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون
تفسير القرطبي قوله تعالى: { قل عسى أن يكون ردف لكم} أي اقترب لكم ودنا منكم { بعض الذي تستعجلون} أي من العذاب؛ قال ابن عباس. وهو من ردفه إذا تبعه وجاء في أثره؛ وتكون اللام أدخلت لأن المعنى اقترب لكم ودنا لكم. أو تكون متعلقة بالمصدر. وقيل: معناه معكم. وقال ابن شجرة: تبعكم؛ ومنه ردف المرأة؛ لأنه تبع لها من خلفها؛ ومنه قول أبي ذؤيب: عاد السواد بياضا في مفارقه ** لا مرحبا ببياض الشيب إذ ردفا قال الجوهري: وأردفه أمر لغة في ردفه، مثل تبعه وأتبعه بمعنى؛ قال خزيمة بن مالك بن نهد: إذا الجوزاء أردفت الثريا ** ظننت بآل فاطمة الظنونا يعني فاطمة بنت يذكر بن عنزة أحد القارظين. وقال الفراء { ردف لكم} دنا لكم ولهذا قال { لكم}. وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون. وقيل: ردفه وردف له بمعنى فتزاد اللام للتوكيد؛ عن الفراء أيضا. كما تقول: نقدته ونقدت له، وكلته ووزنته، وكلت له ووزنت له؛ ونحو ذلك. { بعض الذي تستعجلون} من العذاب فكان ذلك يوم بدر. وقيل: عذاب القبر. { وإن ربك لذو فضل على الناس} في تأخير العقوبة وإدرار الرزق { ولكن أكثرهم لا يشكرون} فضله ونعمه. قوله تعالى: { وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم} أي تخفي صدورهم { وما يعلنون} يظهرون من الأمور.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النمل - الآية 74
لذلك قلنا: إن المسلمين الأوائل كانوا في معاركهم مع الكفر يألمون إنْ فاتهم قَتْل واحد من رؤوس الكفر وقادته مثل عكرمة وعمرو وخالد وغيرهم، ولو أطلعهم الله على الغيب لَعلِموا أن الله تعالى نجَّاهم من أيديهم ليدخرهم فيما بَعْد لنُصْرة الإسلام، وليكونوا قادة من قادته، وسيوفاً من سيوفه المشْهَرة في وجوه الكافرين. وقوله تعالى: { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ} [النمل: 73] دليل على أن البعض منهم يشكر. ثم يقول الحق سبحانه: { وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ}
وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) القول في تأويل قوله تعالى: وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) يقول تعالى ذكره: وربك يا محمد يعلم ما تخفي صدور خلقه; وهو من: أكننت الشيء في صدري: إذا أضمرته فيه, وكننت الشيء: إذا صنته, ( وَمَا يُعْلِنُونَ): يقول: وما يبدونه بألسنتهم وجوارحهم, وإنما يعني بذلك أن اختيار من يختار منهم للإيمان به على علم منه بسرائر أمورهم وبواديها, وأنه يختار للخير أهله, فيوفقهم له, ويولي الشرّ أهله, ويخليهم وإياه.
أمّا الأكثرية، فإنها تتحرك ـ غالباً ـ من عمق الانفعال، وسذاجة العاطفة، وحركة الغريزة والمصلحة، ولذلك كانت الغفلة هي الطابع الذي يطبع حياتهم، ويتمثل في مسيرتهم، فيتعاملون مع النعم الكثيرة تعاملهم مع الأشياء المألوفة التي لا تثير فيهم أيّ انتباه، بل يتابعون حياتهم معهم كأنهم لم يروا شيئاً جديداً في ما يمكن أن يناقشوه أو يفكروا فيه. {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ} مما يخفونه من أفكارهم الشرّيرة ونواياهم السيئة وعقائدهم الفاسدة، فلا يخفى عليه شيء من ذلك {وَمَا يُعْلِنُونَ} في ما يفصحون به عن مواقفهم العلنية {وَمَا مِنْ غَآئِبَةٍ فِى السَّمَآءِ وَالأرْضِ} مما يغيب عن الإنسان علمه ولا يغيب عن الله أمره {إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، ليجزيهم الله على ما عملوه من خير أو شرّ.
سورة البروج
سميت بهذا الاسم لذكر البروج فيها بقوله "والسماء ذات البروج".
سورة البروج تفسير اول الاية
وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ [ ٢٠] تفسير الأية 20: تفسير الجلالين { والله من ورائهم محيط} لا عاصم لهم منه. بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ [ ٢١] تفسير الأية 21: تفسير الجلالين { بل هو قرآن مجيد} عظيم. فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ [ ٢٢] تفسير الأية 22: تفسير الجلالين { في لوح} هو في الهواء فوق السماء السابعة { محفوظٍ} بالجر من الشياطين ومن تغيير شيء منه طوله ما بين السماء والأرض، وعرضه ما بين المشرق والمغرب، وهو من درة بيضاء، قاله ابن عباس رضي الله عنهما.
تفسير سوره البروج عثمان الخميس
والموضوع المباشر الذي تتحدث عنه هو حادث أصحاب الأخدود. والموضوع هو أن فئة من المؤمنين السابقين على الإسلام – قيل إنهم من النصارى الموحدين – ابتلوا بأعداء لهم طغاة قساة، أرادوهم على ترك عقيدتهم والارتداد عن دينهم، فأبوا وتمسكوا بعقيدتهم. فشق الطغاة لهم شقاً في الأرض. وأوقدوا فيه النار وكبوا فيه جماعة المؤمنين فماتوا حرقاً، على مرأى من الجموع التي حشدها المتسلطون لتشهد مصرع الفئة المؤمنة. ولكي يتلهى الطغاة بمشهد الحريق، حريق الآدميين المؤمنين وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ. تبدأ السورة بقسم وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ فتربط بين السماء وما فيها من بروج هائلة، واليوم الموعود وأحداثه الضخام، والحشود التي تشهده والأحداث المشهودة فيه. سورة البروج وسبب نزولها وفضلها مع التفسير : اقرأ - السوق المفتوح. تربط بين هذا كله وبين الحادث ونقمة السماء على أصحابه البغاة. ثم تعرض المشهد المفجع في لمحات خاطفة، تودع المشاعر بشاعة الحادث بدون تفصيل ولا تطويل. مع التلميح إلى عظمة العقيدة التي تعالت على فتنة الناس مع شدتها وانتصرت على النار والحياة ذاتها، وارتفعت إلى الأوج الذي يشرف الإنسان في أجياله جميعاً.
وليس القرآن كما زعم
المكذبون المشركون بأنه شعر وسحر, فكذَّبوا به, بل هو قرآن عظيم كريم, في لوح
محفوظ, لا يناله تبديل ولا تحريف.