عبدالرحمن السديس. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة النساء - الآية 165. الحمد لله، رضي من عباده باليسير من العمل، وتجاوز عن تقصيرهم والزَّلل، امتنَّ عليهم بالنعمة، وكتب على نفسه الرحمة. أحمده سبحانه وأشكره، كافي مَنِ استكفاه، ومجيب مَنْ دعاه، كفى بربك وليًّا وكفى بربك نصيرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة عبده وابن عبده وابن أَمَتِه، عبدٌ لا غنى له طَرْفَةَ عينٍ عن فضله ورحمته، عبدٌ يخشى عذابه ويطمع في جنَّته. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، أرسله رحمةً للعالمين، وقدوةً للعاملين، ومحجَّةً للسالكين، وحجَّةً على الخلق أجمعين، صلى الله وسلم عليه وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، صلاةً وسلامًا لا يزالان على غد جديدين بتجديد، وسلَّم تسليمًا كثيرًا مزيدًا إلى يوم المزيد، أما بعد:
فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله - رحمكم الله - وارجوا رحمته واخشوا عذابه، فلم يَقْدرِ اللهَ حقَّ قَدْره مَنْ هان عليه أمره فعصاه، وقد اجترأ على محارمه فارتكبها، وفرَّط في حقوقه فضيَّعها، وكان هواه آثر عنده من طلب رضا مولاه، قد جعل لله الفَضْلة من قلبه وعلمه وقوله وعمله وماله! ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [الأعلى: 14 - 17].
مقدمة خطبة مكتوبة - شبكة الوثقى
قوله تعالى: ( لكن الله يشهد بما أنزل إليك) قال ابن عباس رضي الله عنهما أن رؤساء مكة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد سألنا عنك اليهود وعن صفتك في كتابهم فزعموا أنهم لا يعرفونك ، ودخل عليه جماعة من اليهود فقال لهم: إني - والله - أعلم إنكم لتعلمون أني رسول الله ، فقالوا: ما نعلم ذلك ، فأنزل الله عز وجل: ( لكن الله يشهد بما أنزل إليك) إن جحدوك وكذبوك ( أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا)
( إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) بكتمان نعت محمد صلى الله عليه وسلم ، ( قد ضلوا ضلالا بعيدا).
فمعنى الآية عندهم: لئلا يبقى للناس على الله حجة. وتسمية ما يقال عند ترك الإِرسال حجة مع استحالة أن يكون لأحد عليه - سبحانه - حجة مجاز. بتنزيل المعذرة فى القبول عنده - تعالى - بمقتضى كرمه ولطفه منزلة الحجة القاطعة التى لا مرد لها ". وقوله: حُجَّةٌ اسم يكون. وخبره قوله " للناس " وقوله: على الله حال من حجة. وقوله: بَعْدَ ٱلرُّسُلِ أى: بعد إرسال الرسل وتبليغ الشريعة على ألسنتهم وهو متعلق بالنفى أى: لتنفى حجتهم واعتذارهم بعد إرسال الرسل. قال ابن كثير: وقد ثبت فى الصحيحين عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا أحد أغير من الله، ومن أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. مقدمة خطبة مكتوبة - شبكة الوثقى. ولا أحد أحب إليه المدح من الله، ومن أجل ذلك مدح نفسه، ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث النبيين مبشرين ومنذرين " وفى لفظ آخر: " ومن أجل ذلك أرسل رسله وأنزل كتبه ". وقوله: وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً تذييل قصد به بيان قدرته التى لا تغالب وحكمته التى لا تحيط أحد بكنهها. أى: وكان الله - تعالى - وما زال هو القادر الغالب على كل شئ، الحكيم فى جميع أفعاله وتصرفاته، وسيجازى الذين أساؤوا بما عملوا، وسيجازى الذين أحسنوا بالحسنى.
رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان . [ النساء: 165]
فضلا عن ذلك فإن المتصفح المتأمل للقرآن الكريم، والمطالع للتفاسير المختلفة له، كالجامع لأحكام القرآن للقرطبي، أو محمد على الصابوني، أو محمد سيد طنطاوي، أو تفسير ابن كثير أو تفسير الجلالين جلال الدين السيوطي وجلال الدين المحلي، أو مفاتيح الغيب للفخر الرازي، أو الكشاف للزمخشري، محاسن التأويل لجمال الدين القاسمي، أو تفسير الشعراوي. يجدها جميعها مختلفة لماذا؟! لأنها خواطر إيمانية وهبات صفائية واجتهادات شخصية مدعومة بفكر وروية وتأمل فخرج المنتوج مختلف، وهذا دليل دامغ على إعجاز القرآن الكريم، والبحث عن إعجازية القرآن الكريم وما الذي جعله ثابتا راسخا في القلوب والعقول، وثباته أقوي من الجبال التى لو أنزل عليها تراها خاشعة متصدعة من خشية الله، البحث عن كل ذلك يعد نظرية فلسفية، لماذا؟، لأن بناء النظرية كما ذكرت يبدأ بفكرة ثم بعد ذلك نتابعها وننظر لها. ثم حتى في إشكالية البحث عن الله تعالى، وإثبات وجوده، واجتهادات الفلاسفة في تقديم أدلة أقاموها على العقل مدعوما بما وجدوه في القرآن الكريم، فليس ثمة تعارض بينهما لأن الوحي من عند الله والعقل من عند الله فليس ثمة تعارض بينهما لأن كليهما مصدره واحد الله سبحانه وتعالى وآيات القرآن التى نستخلص منها النظرية الفلسفية كثيرة هي فنجد على سبيل المثال (قل انظروا ماذا فى السموات والأرض)، أليس كل ما نشاهده في هذا الكون العظيم دليل دامغ على وجود الله، أليست عنايته واهتمامه بكل الموجودات دليل ونظرية فلسفية نستقيها من القرآن الكريم.
بيان لوظيفة الرسل - عليهم الصلاة والسلام - وللحكمة من إرسالهم. وقوله: رُّسُلاً منصوب على المدح، أو بفعل مقدر قبله، أى: وأرسلنا رسلا. والمراد بالحجة هنا: المعذرة التى يعتذر بها الكافرون والعصاة. أى: وكما أوحينا إليك يا محمد بما أوحينا من قرآن وهدايات. وأرسلناك للناس رسولا، فقد أرسلنا من قبلك رسلا كثيرين مبشرين من آمن وعمل صالحا يرضاه الله عنه فى الدنيا والآخرة، ومنذرين من كفر وعصى بسوء العقبى، وقد أرسل - سبحانه - الرسل مبشرين ومنذرين لكى لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةٌ يوم القيامة، أى لكى لا تكون لهم معذرة يعتذرون بها كأن يقولوا. يا ربنا هلا أرسلت إلينا رسولا فيبين لنا شرائعك، ويعلمنا أحكامك وأوامرك ونواهيك، فقد أرسلنا إليهم الرسل مبشرين ومنذرين لكى لا تكون لهم حجة يحتجون بها، كما قال - تعالى - وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ قال الآلوسى: فالآية ظاهرة فى أنه لا بد من الشرع وإرسال الرسل. وأن العقل لا يغنى عن ذلك. وزعم المعتزلة أن العقل كاف وأن مسألة الرسل إنما هو للتنبيه عن سنة الغفلة التى تعترى الإِنسان من دون اختيار.
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة النساء - الآية 165
فيا أمة المصطفى، ما لكم لا تذكرون نعمةَ الله عليكم، وقد هداكم للإيمان، وبعث فيكم سيِّدَ وَلَدِ عدنان، وكشف عنكم به الغمة، وجعلكم لأجله خيرَ أمة، وأورثكم النور المبين؟! ألَا فاذكُروا الله ذكرًا كثيرًا، وسبِّحوه بُكرةً وأصيلًا، وجدُّوا في الصالحات، وتجنَّبوا السيئات، واستغفروا الله، إن الله غفور رحيم. الحديث: ((أُعطِيتُ خمسًا لم يُعطَهن أحدٌ من الأنبياء قبلي: نُصِرتُ بالرعب مسيرة شهرٍ، وجُعِلت لي الأرضُ مسجدًا وطهورًا؛ فأيما رجلٍ مِن أمتي أدركَتْه الصلاةُ فليُصَلِّ، وأُحِلَّتْ لي الغنائم، ولم تحلَّ لأحدٍ قبلي، وأُعطِيتُ الشفاعة، وكان النبيُّ يُبعث إلى قومه خاصَّة، وبُعثت إلى الناس عامة))؛ البخاري ومسلم، عن جابر. آخر: ((إن لي أسماءً، أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الحاشرُ، الذي يُحشَر الناس على قدمي، وأنا الماحي، الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا العاقبُ [الذي ليس بعده نبي] [1]))؛ البخاري، والترمذي، والنسائي. ولَمَّا كانتِ الرسالةُ أشرفَ وظيفة. ولَمَّا كانتِ الرسالة واسطة بين العابد والمعبود، وسفارة بين الخلق والحق، وواسطة بين الله وبين عباده. ولَمَّا كانتِ الرسالةُ أشرفَ منزلة، وأجلَّ مرتبة، وأعظم مِنْحة إلهيَّة، يختص الله بها مَن يشاء مِن عبادِه؛ ﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [الأنعام: 124] - كان من الضروري أن يتَّصف الرسل جميعًا بالصدق والأمانة، ومن الأمور الضرورية والعقائد الدينية أن نصفهم بالصدق والتبليغ والفطانة، وبالبعد عن كل نقص في الطبائع البشرية.
السؤال: ما تفسير قول الله تعالى: { وما كنا
معذبين حتى نبعث رسولاً}؟
الإجابة: الله تعالى أخبر أنه لا يمكن أن يعذب عباده قبل إقامة الحجة عليهم،
فإنه سبحانه وتعالى هو الحكم العدل الذي لا يظلم الناس شيئاً، ولكن
الناس أنفسهم يظلمون، فمن لم تقم عليه الحجة لا يعذب، وعلى هذا فمن
حكمة بعثة الرسل إقامة الحجة على الناس، كما قال الله تعالى: { رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله
حجة بعد الرسل}، فأهل الفترة بين الرسل الذين لم يبلغهم من
الرسالة السابقة ما يكفي لإقامة الحجة يمتحنون يوم القيامة ، فمن آمن
منهم برسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق به نجا، ومن كذبه ولم يؤمن
به عُذِّب. ولذلك فلا اختلاف ولا تعارض بين بعض النصوص التي ورد فيها أن بعضهم من
أهل النار وبين هذه الآية: { وما كنا
معذبين حتى نبعث رسولاً}، ووجه الجمع من وجهين، الأول أنهم
بلغهم من ملة إبراهيم وإسماعيل ما يكفي لإقامة الحجة عليهم، أو أنهم
علم الله أنهم سيرسبون في الامتحان ولن يجيبوا بالاستقامة. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت. محمد الحسن الددو الشنقيطي
أحد الوجوه البارزة للتيار الإسلامي وأحد أبرز العلماء الشبان في
موريتانيا و مدير المركز العلمي في نواكشوط.
[ ص: 52] وقد زعم بعض أهل العربية أنها إنما حركت إلى الفتح في هذا الموضع ، لأنه آخر الحركات. وليس للذي قال من ذلك معنى. لأن ذلك إنما كان جائزا أن يكون كذلك ، لو كان معنى الكلام: لا تضارر والدة بولدها ، وكان المنهي عن الضرار هي الوالدة. على أن معنى الكلام لو كان كذلك ، لكان الكسر في " تضار " أفصح من الفتح ، والقراءة به كانت أصوب من القراءة بالفتح ، كما أن: " مد بالثوب " أفصح من " مد به ". وفي إجماع القرأة على قراءة: " لا تضار " بالفتح دون الكسر ، دليل واضح على إغفال من حكيت قوله من أهل العربية في ذلك. تفسير سورة البقرة .. الآية (233). فإن كان قائل ذلك قاله توهما منه أنه معنى ذلك: لا تضارر والدة ، وأن " الوالدة " مرفوعة بفعلها ، وأن " الراء " الأولى حظها الكسر ، فقد أغفل تأويل الكلام ، وخالف قول جميع من حكينا قوله من أهل التأويل. وذلك أن الله - تعالى ذكره - تقدم إلى كل أحد من أبوي المولود بالنهي عن ضرار صاحبه بمولودهما لا أنه نهى كل واحد منهما عن أن يضار المولود. وكيف يجوز أن ينهاه عن مضارة الصبي ، [ ص: 53] والصبي في حال ما هو رضيع - غير جائز أن يكون منه ضرار لأحد؟ فلو كان ذلك معناه ، لكان التنزيل: لا تضر والدة بولدها. وقد زعم آخرون من أهل العربية أن الكسر في " تضار " جائز.
&Quot;لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ&Quot; - ملتقى أهل التفسير
القول في تأويل قوله تعالى ( لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده)
قال أبو جعفر: اختلفت القرأة في قراءة ذلك. فقرأه عامة قرأة أهل الحجاز والكوفة والشام: " لا تضار والدة بولدها " بفتح " الراء " بتأويل: لا تضارر على وجه النهي ، وموضعه إذا قرئ كذلك - جزم ، غير أنه حرك ، إذ ترك التضعيف بأخف الحركات ، وهو الفتح. ولو حرك إلى الكسر كان جائزا ، إتباعا لحركة لام الفعل حركة عينه. وإن شئت فلأن الجزم إذا حرك حرك إلى الكسر. [ ص: 47] وقرأ ذلك بعض أهل الحجاز وبعض أهل البصرة: " لا تضار والدة بولدها " رفع. ومن قرأه كذلك لم تحتمل قراءته معنى النهي ، ولكنها تكون [ على معنى] الخبر ، عطفا بقوله: " لا تضار " على قوله: " لا تكلف نفس إلا وسعها ". وقد زعم بعض نحويي البصرة أن معنى من رفع: " لا تضار والدة بولدها " هكذا في الحكم: - أنه لا تضار والدة بولدها - أي: ما ينبغي أن تضار. فلما حذفت " ينبغي " وصار " تضار " في موضعه ، صار على لفظه ، واستشهد لذلك بقول الشاعر: [ ص: 48] على الحكم المأتي يوما إذا قضى قضيته ، أن لا يجور ويقصد فزعم أنه رفع " يقصد " بمعنى " ينبغي ". "لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ" - ملتقى أهل التفسير. والمحكي عن العرب سماعا غير الذي قال. وذلك أنه روي عنهم سماعا: " فتصنع ماذا " إذا أرادوا أن يقولوا: " فتريد أن تصنع ماذا " فينصبونه بنية " أن ".
تفسير سورة البقرة .. الآية (233)
4983 - حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله: " لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده " قال: لا ينزعه منها وهي تحب أن ترضعه فيضارها ، ولا تطرحه عليه وهو لا يجد من ترضعه ، ولا يجد ما يسترضعه به. 4984 - حدثنا عمرو بن علي الباهلي قال: حدثنا أبو عاصم قال: حدثني [ ص: 51] ابن جريج ، عن عطاء في قوله: " لا تضار والدة بولدها " قال: لا تدعنه ورضاعه ، من شنآنها مضارة لأبيه ، ولا يمنعها الذي عنده مضارة لها. وقال بعضهم: " الوالدة " التي نهى الرجل عن مضارتها: ظئر الصبي. اعراب والوالدات يرضعن - ووردز. 4985 - حدثني المثنى قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا هارون النحوي قال: حدثنا الزبير بن الخريت ، عن عكرمة في قوله: " لا تضار والدة بولدها " قال: هي الظئر. فمعنى الكلام: لا يضارر والد مولود والدته بمولوده منها ، ولا والدة مولود والده بمولودها منه. ثم ترك ذكر الفاعل في " يضار " فقيل: لا تضارر والدة بولدها ولا مولود له بولده ، كما يقال إذا نهي عن إكرام رجل بعينه فيما لم يسم فاعله ، ولم يقصد بالنهي عن إكرامه قصد شخص بعينه: " لا يكرم عمرو ، ولا يجلس إلى أخيه " ثم ترك التضعيف فقيل: " لا تضار " فحركت الراء الثانية التي كانت مجزومة - لو أظهر التضعيف - بحركة الراء الأولى.
اعراب والوالدات يرضعن - ووردز
وبذلك يكون الله عز وجل قد شَرَّع لصيانة أسلوب حياة الطفل في حال وجود أبويه، وشرع له في حال طلاق أبويه وأبوه حيٌّ وشرع له في حال طلاق أبويه ووفاة أبيه. ويتابع الحق: {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا}. انظر إلى الرحمة في الإسلام؛ فطلاق الرجل لزوجته لا يعني أن ما كان بينهما قد انتهى، ويضيع الأولاد ويشقون بسبب الطلاق، فقوله تعالى: {عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ} دليل على أن هناك قضية مشتركة مازالت بين الطرفين وهي ما يتصل برعاية الأولاد، وهذه القضية المشتركة لابد أن يلاحظ فيها حق الأولاد في عاطفة الأمومة، وحقهم في عاطفة الأبوة، حتى ينشأ الولد وهو غير محروم من حنان الأم أو الأب، وإن اختلفا حتى الطلاق. إن عليهما أن يلتقيا بالتشاور والتراضي في مسألة تربية الأولاد حتى يشعروا بحنان الأبوين، ويكبر الأولاد دون آلام نفسية، ويفهمون أن أمهم تقدر ظروفهم وكذلك والدهم وبرغم وجود الشقاق والخلاف بينهما فقد اتفقا على مصلحة الأولاد بتراضٍ وتشاور. إن ما يحدث في كثير من حالات الطلاق من تجاهل للأولاد بعد الطلاق هي مسألة خطيرة؛ لأنها تترك رواسب وآثارا سلبية عميقة في نفوس الأولاد، ويترتب عليها شقاؤهم وربما تشريدهم في الحياة.
ثم إن الولد ينتسب لوالده برابطة التوالد والنسب ، فهو المسؤول عنه ، وهو الذي يتكفله ويرعاه ، فهو ليس مولوداً للأم ، وإنما مولود للأب ، فالأم والدة والأب مولود له! ولما كان من المحتمل أن يكون للمولود له أكثر من زوجة ، قال تعالى: ( والوالدات) بالجمع لتشمل كل الزوجات ، وقال: ( وعلى المولود له) خاصّة بواحدة من الزوجات. وكما ترى فإن لفظة ( والد) لا تفي بهذه المعاني ، لأنها قد تُطلق في القرآن الكريم على الأب والأم معاً ، كما في قوله تعالى: ( وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون) ، وقوله: ( وبالوالدين إحساناً). والله أعلم
[/align]
الأستاذ الفاضل لؤي
قولك ( قد يراد بقوله تعالى: ( المولود له) ، الحُكم بأن الولد يُنسب للأب وليس للأم ، فمع أن الوالدة هي التي ولدت ، لكن المولود للأب. )
الثاني: هذه الأحكام تترتب على الزواج الشرعي الصحيح. فقوله تعالى: (وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن): إلزام للزوج بتوفير المطعم والملبس بما يكفي حاجة الولد* والزوجة. ومعلوم أن الحقوق لا تثبت للولد ولا عليه إن كان ابن زنا ـ والعياذ بالله ـ، وكذلك الزوجة تفقد حقوقها إن كانت العلاقة زنا لا زواجاً شرعياً. =================
* عدل النظم القرآني عن رزق الأولاد وكسوتهم إلى رزق الأمهات وكسوتهن؛ لأنهن السبب في توصيل ذلك إليهم. والله تعالى أعلم. تاريخ التسجيل: _March _2006
المشاركات: 22
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ،و الصلاة والسلام على من لانبى بعده ،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
إن التعبير القرآنى هو أدق و أنسب تعبير بما يناسب المراد و الحال ، وكما يقول العلماء أن البلاغة هى مطابقة الكلام لمقتضى الحال ، فإننا نعترف بأن القرآن هو أبلغ أسلوب ، كيف لا ؟ و هو كلام العليم الحكيم.