وجه الدلالة: أن من يلتزم بما أمر الله ويجتنب نواهيه فقد أطاعه، فما أمر الله به ففيه مصلحةٌ لعباده، وما نهى عنه ففيه مفسدة يجب اجتنابها [16]. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إياكم والجلوسَ في الطرقات))، فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بدٌّ؛ نتحدث فيها، فقال: ((إذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقَّه))، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: ((غضُّ البصر، وكفُّ الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر)) [17]. معنى : درء المفاسد. وجه الدلالة: أن النبي صلى الله عليه وسلم نَهى عن الجلوس في الطرقات؛ لأن مفاسدَه أكثرُ من مصالحه، ومن جلَس فعليه الالتزام بآداب الطريق التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم [18]. وهذا يوضِّح لنا أن كل عمل فيه مصالح ومفاسد، فإذا تساوَت المصالح والمفاسد في نفس المرتبة، يقدَّم درء المفسدة على المصلحة. ويستثنى من هذه القاعدة أنه قد تُقدَّم المصلحة على المفسدة أحيانًا؛ لغلبة المصالح على المفاسد، كالصلاة إذا اختلَّ شرطٌ من شروطها كستر العورة مثلاً فهي مفسدة؛ ولكن مصلحة الصلاة أعظمُ، فتُقدَّم مع وجود هذه المفسدة [19]. ولذا لا تطبق هذه القاعدة إلا إذا تساوَتِ المصالح والمفاسد في المنزلة؛ لأنه لا يمكن أن نأتي بعمل كله مصالح أو كله مفاسد، وإن وجَدناه فنادرًا ما يحدث.
- معنى : درء المفاسد
- كلام عن اصدقاء المصلحه
- كلام عن صاحب المصلحه
معنى : درء المفاسد
ومن ترك الزنا مثلا فقد وقع المطلوب بالكف عن المفاسد الخالصة، وهو كذلك قد راعى المصلحة الراجحة وهي حفظ العرض. وهذا ما يفيده كلام العلماء بأن المصلحة الشرعية يجب مراعاتها من جانب الوجود والعدم. والعلاقة هنا بين المصالح والمفاسد تلازمية، فأي واحد من الأمرين وقع ارتفع الآخر، أما أن يقعان جميعا على حد سواء، فهذا لا يفيده كلام العز بن عبد السلام السابق، ولهذا لا يمكن حمل هذا القول على التساوي بين المصالح والمفاسد؛ من حيث التحصيل والامتناع، كما لا يمكن أن يقال إن إقامة الصلاة وتركها على مستوى واحد، وإنما أمرنا الله تعالى بإقامة الصلاة للمصلحة الراجحة فيها، ونهى عن تركها للمفسدة الراجحة في الترك. ولهذا فإن قاعدة جلب المصلحة مقدم على درء المفسدة لا تنطبق على هذا النوع من التعارض بين المأمور والمنهي. الموازنة بين المصالح والمفاسد حين تتساوى في الدرجة
والنوع الرابع الذي يمكن استخراجه من فحوى كلام العز السابق، إذا تعارض الأمر بين المصلحة والمفسدة وكانتا على منزلة ودرجة واحدة، فهل تقدم المفسدة كما في قاعدة درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، أم لا ؟
وللوقوف على معنى هذه القاعدة نذكر نموذجين بإيجاز:
النموذج الأول: جاء في قواعد الأحكام للعز: «وإن تعذر الدرء والتحصيل فإن كانت المفسدة أعظم من المصلحة درأنا المفسدة ولا نبالي بفوات المصلحة، قال الله تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما} [البقرة: 219].
قاعدة درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة والموازنة بين المصالح والمفاسد تعد أحد مسالك الاجتهاد للوصول إلى مناسبات ومقاصد الأحكام الشرعية، وإدراك درجات المصالح الشرعية لا سيما حين يطرح عليها التعارض أو التدافع أو حتى التداخل بين المصالح والمفاسد، ولا تظهر وجهة الحق من الباطل، فهذه القاعدة تضبط هذا التعارض وتوجه طريق الترجيح بين المصالح والمفاسد. ومن المعلوم أن المصالح أو المفاسد التي طلب الشارع أن يسترعى، أو أن يستدفع، فإن أغلبها تشتمل على جزء من الأضداد، فلا توجد مصلحة خالصة دون أن يتخللها بعض المفاسد وإن كانت نادرة، كما لا توجد مفسدة خالصة ولا تشتمل على بعض المصالح، وذلك في حكم الغالب، وهذه المصالح أو المفاسد منها ما تكون عاجلة، ومنها ما تكون آجلة. وهذا ما بينه العز بن عبد السلام في كلامه: " المصالح المحضة قليلة وكذلك المفاسد المحضة، والأكثر منها اشتمل على المصالح والمفاسد ويدل عليه قوله – عليه السلام -: «حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات». والمكاره مفاسد من جهة كونها مكروهات مؤلمات، والشهوات مصالح من جهة كونها شهوات ملذات مشتهيات، والإنسان بطبعه يؤثر ما رجحت مصلحته على مفسدته، وينفر مما رجحت مفسدته على مصلحته، ولذلك شرعت الحدود ووقع التهديد والزجر والوعيد، فإن الإنسان إذا نظر إلى اللذات وإلى ما يترتب عليهما من الحدود والعقوبات العاجلة والآجلة نفر منها بطبعه لرجحان مفاسدها، لكن الأشقياء لا يستحضرون ذكر مفاسدها إذا قصدوها ، ولذلك يقدمون عليها، فإن العاقل إذا ذكر ما في قبلة محرمة من التعزير والذم العاجلين والعقاب الآجل، زجره ذلك. "
بعضهم يريد حفل زفاف كبير مع فرقة موسيقية شهيرة. ركوب العروس في "العمارية" ، تضع الحناء ، وتتألق بأحدث موديلات القفاطين والفساتين. إلا أن هناك آراء أخرى تقول إن مثل هذه الأمور لا داعي لها ، بل هي إهدار للمال يمكن استغلاله في أمور أهم بعد الزواج. لهذا سألنا الرأي العام لبعض المغاربة: "هل يريدون أعراس كبيرة؟ لماذا؟" دعونا نستمع إليهم. شاهد أيضاً
كلام عن اصدقاء المصلحه
أن تخسر العالم لصدقك، خير لك من كسب الناس بنفاقك وتصنّعك. لا تكن مثاليا فقط كُن صادقاً.. كن صادقا في حياتك قولاً وفعلاً ولا تكن متناقض بين قول جميل وفعل يناقضه.
كلام عن صاحب المصلحه
ولكن حتى في هذه الحالة، تجد الشريكين منفصلين رغم أنهما يعيشان في نفس المنزل. يخرجون بشكل منفصل في الصباح للقيام بعملهم. أو قد يعيشوا حياة زوجية طبيعية بالاتفاق على المدة التي تنتهي فيها المصلحة المشتركة ، وبعد ذلك يكون الانفصال أو الطلاق بالتراضي. أما الاحتمال الأخير فهو أن يترك أحد الشريكين الآخر ليعيش في وهم ، مما يجعل الزواج يتم بشكل طبيعي دون أن يشعر الشريك الآخر بأن نهاية العلاقة تقترب مع تحقيق المصلحة المرجوة. يجوز له / لها مشاركة الأمر مع العائلة والأصدقاء ولكن يترك الشريك الآخر يعيش في الأحلام والأوهام. كل هذه الأسباب تدل على السلبيات في زواج المصلحة وعواقبه. قد يبدو للبعض أن هذا الزواج مرحلة وسوف يمر، لكنه في الحقيقة أمر محفوف بالمخاطر. ومن مخاطره أن يصبح الإنسان سلعة. يصبح الإنسان مثل البضائع التي يتم شراؤها وبيعها، وبالتالي يفقد القيمة التي منحها الله له كشخص يتمتع بالحرية والإرادة والقيمة. كلام عن الصحاب المصلحه. الزواج يصبح أيضا صفقة. الزواج الذي شرعه الله أن يكون رباط حب وحنان ورفقة واحترام وتعاون ، لا ينطوي على خسارة أو مكسب ، بل يكون الجميع رابحًا ، والجميع يعيش بسعادة. لكن مع عامل المصلحة والصالح ، يتحول شركاء الزواج إلى فائز وخاسر.
أشد الناس نفاقاً من أمر بالطاعة و لم يعمل بها، و نهى عن المعصية ولم ينته عنها.