* * *
وقوله: ﴿أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا﴾
يقول جل ثناؤه: أو لم يعلم قارون حين زعم أنه أوتي الكنوز لفضل علم عنده علمته أنا منه، فاستحقّ بذلك أن يُؤتى ما أُوتي من الكنوز، أن الله قد أهلك من قبله من الأمم من هو أشد منه بطشا، وأكثر جمعا للأموال ؛ ولو كان الله يؤتي الأموال من يؤتيه لفضل فيه وخير عنده، ولرضاه عنه، لم يكن يهلك من اهلك من أرباب الأموال الذين كانوا أكثر منه مالا لأن من كان الله عنه راضيا، فمحال أن يهلكه الله، وهو عنه راضٍ، وإنما يهلك من كان عليه ساخطا. انما اوتيته على علمی. وقوله: (وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) قيل: إن معنى ذلك أنهم يدخلون النار بغير حساب. ⁕ حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا سفيان، عن عمر، عن قَتادة ﴿وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾ قال: يُدْخلون النار بغير حساب. وقيل: معنى ذلك: أن الملائكة لا تسأل عنهم، لأنهم يعرفونهم بسيماهم. ⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾ كقوله: ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ﴾ زرقا سود الوجوه، والملائكة لا تسأل عنهم قد عرفتهم.
انما اوتيته على علمی
إن الإسلام يقدر الجهود، ويحترم العمل، ويقرُّ الملكية الفردية، ويحث على جمع المال من طرق الحلال؛ ولكنه في الوقت نفسه يفرض منهجًا متوازنًا للتصرُّف في هذا المال. هذا النهج يقوم على قاعدة: ﴿ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ﴾ [القصص: 77]، وهو التوجيه نفسه الذي نُصِح به قارون ، فلم ينتصح، فكان أن خسف الله به وبماله الأرض. إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة القصص - تفسير قوله تعالى " قال إنما أوتيته على علم عندي "- الجزء رقم6. إنها قاعدةٌ جليلة، واتفاقية عادلة، أن يحسنَ المسلم استعمال ماله في إنفاقه واستثماره، كما أحسن الله إليه، وَرَزَقَهُ إياه، فالإحسان المتمثِّل في عطاء الله، يقابلُه إحسان منَ العبد في حُسن التصرُّف. لقد فَهِم السلفُ هذا المعنى السامي، فكان أحدهم كثير الإنفاق في وجوه الخير، فقيل له: لو اقتصدت قليلاً، فقال: لا أستطيع؛ لأنني أنفِّذ اتفاقية بيني وبين ربي، يوضِّحها الحديث القدسي: ((يا ابن آدم، أنفِق أُنفِق عليك))، فإن أمسك ابن آدم عن الإنفاق ، أمسك ربي عن العطاء.
انما اوتيته على علم عندي
[ قال مجاهد: على براذين بيض عليها سرج الأرجوان] قال مقاتل: خرج على بغلة شهباء عليها سرج من ذهب عليه الأرجوان ، ومعه أربعة آلاف فارس عليهم وعلى دوابهم الأرجوان ، ومعه ثلاثمائة جارية بيض عليهن الحلي والثياب الحمر ، وهن على البغال الشهب ، ( قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم) من المال.
انما اوتيته على قع
وقوله: [ ص: 627] ( ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون) قيل: إن معنى ذلك أنهم يدخلون النار بغير حساب. حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثنا سفيان ، عن عمر ، عن قتادة ( ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون) قال: يدخلون النار بغير حساب. وقيل: معنى ذلك: أن الملائكة لا تسأل عنهم ، لأنهم يعرفونهم بسيماهم. قال تعالى (قال إنما اوتيته على علم عندي) هذه الايه تدل على أن من كفر النعم - المرجع الوافي. حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون) كقوله: ( يعرف المجرمون بسيماهم) زرقا سود الوجوه ، والملائكة لا تسأل عنهم قد عرفتهم. وقيل معنى ذلك: ولا يسأل عن ذنوب هؤلاء الذين أهلكهم الله من الأمم الماضية المجرمون فيم أهلكوا. حدثني محمد بن عمرو ، قال: ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا موسى بن عبيدة ، عن محمد بن كعب ( ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون) قال: عن ذنوب الذين مضوا فيم أهلكوا ؟ فالهاء والميم في قوله: ( عن ذنوبهم) على هذا التأويل لمن الذي في قوله: ( أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة) وعلى التأويل الأول الذي قاله مجاهد وقتادة للمجرمين ، وهي بأن تكون من ذكر المجرمين أولى; لأن الله تعالى ذكره غير سائل عن ذنوب مذنب غير من أذنب ، لا مؤمن ولا كافر.
( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) [إبراهيم: 32- 34]. سادساً: ومن أسباب الانحراف عن العقيدة الصحيحة: أن البيت أصبح في الغالب خاليًا من التوجيه السليم؛ وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه "، فالأبوان لهما دور كبير في تقويم اتجاه الطفل. سابعاً: فساد بعض المناهج التعليمية ووسائل الإعلام المقروءة والمرئية؛ حيث صارت مناهج التعليم -للأسف- في الغالب لا تولي جانب الدين اهتمامًا كبيرًا، أو لا تهتم به أصلاً، وأضحت وسائلُ الإعلام سواء المرئية والمسموعة والمقروءة في الغالب أداة هدم وتدمير وانحراف، أو أنها تهتم بأشياء مادية وترفيهية، ولا تولي عناية لما يُقَوِّمُ الأخلاق، ويزرع العقيدة الصحيحة، ويقاوم التيارات المنحرفة؛ حتى ينشأ جيلٌ أعزلُ أمام جيوش الإلحاد لا يدان له بمقاومتها.
سورة ابراهيم بصوت المقراء اسلام صبحي - YouTube
سورة الكهف - اسلام صبحي - القرآن الكريم تحميل و استماع
ما تيسر من سورة إبراهيم للقارئ الشيخ إسلام صبحي | " Islam Sobhi "Surah Ibrahim - YouTube
سورة إبراهيم من الآية ١٢ إلى الآية ١٤ بصوت القارئ إسلام صبحي ❀ - Youtube
سورة إبراهيم
تقييم المادة:
أسامة صبحي حسين
معلومات: ---
ملحوظة: ---
المستمعين: 92
التنزيل: 698
الرسائل: 0
المقيميّن: 0
في خزائن: 10
تعليقات الزوار
أضف تعليقك
المزيد من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر
الأكثر استماعا لهذا الشهر
عدد مرات الاستماع
3038269177
عدد مرات الحفظ
728599770
جميع الحقوق محفوظة 1998 - 2022