أى: ونحن نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض.. والأول أولى. والمعنى: لقد طغا فرعون وبغى، ونحن بإرادتنا وقدرتنا نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ ونتفضل على بنى إسرائيل، الذين استضعفوا في الأرض، بأن ننجيهم من ظلمه، وننقذهم من قهره وبغيه. وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ للأرض المباركة، التي نعطيهم إياها متى آمنوا وأصلحوا، كما قال- تعالى-: وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها، وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا، وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
ولهذا قال: ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين. وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ !! - منتدى الكفيل. ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون).
وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ !! - منتدى الكفيل
وأما جعلهم الوارثين فهو أن يعطيهم الله ديار قوم آخرين ويحكّمهم فيهم ، فالإرث مستعمل مجازاً في خلافة أمم أخرى. فالتعريف في { الوارثين} تعريف الجنس المفيد أنهم أهل الإرث الخاص وهو إرث السلطة في الأرض بعد من كان قبلهم من أهل السلطان ، فإن الله أورثهم أرض الكنعانيين والحثيين والأموريين والأراميين ، وأحلهم محلهم على ما كانوا عليه من العظمة حتى كانوا يعرفون بالجبابرة قال تعالى { قالوا يا موسى إن فيها قوماً جبارين} [ المائدة: 22].
إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا، يستضعف طائفة منهم، يذبح أبناءهم، ويستحيي نساءهم، إنه كان من المفسدين. ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة، ونجعلهم الوارثين. ونمكن لهم في الأرض، ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون..
وهكذا يرسم المسرح الذي تجري فيه الحوادث، وتنكشف اليد التي تجريها. وتنكشف معها الغاية التي تتوخاها. وانكشاف هذه اليد، وبروزها سافرة بلا ستار منذ اللحظة الأولى مقصود في سياق القصة كلها، متمش مع أبرز هدف لها. ومن ثم تبدأ القصة هذا البدء. وذلك من بدائع الأداء في هذا الكتاب العجيب. ولا يعرف على وجه التحديد من هو الفرعون الذي تجري حوادث القصة في عهده، فالتحديد التاريخي ليس هدفا من أهداف القصة القرآنية; ولا يزيد في دلالتها شيئا. ويكفي أن نعلم أن هذا كان بعد زمان يوسف - عليه السلام - الذي استقدم أباه وإخوته. وأبوه يعقوب هو " إسرائيل " وهؤلاء كانوا ذريته. وقد تكاثروا في مصر وأصبحوا شعبا كبيرا. فلما كان ذلك الفرعون الطاغية علا في الأرض وتكبر وتجبر، وجعل أهل مصر شيعا، كل طائفة في شأن من شئونه. ووقع أشد الاضطهاد والبغي على بني إسرائيل؛ لأن لهم عقيدة غير عقيدته هو وقومه; فهم يدينون بدين جدهم إبراهيم وأبيهم يعقوب; ومهما يكن قد وقع في عقيدتهم من فساد وانحراف، فقد بقي لها أصل الاعتقاد بإله واحد; وإنكار ألوهية فرعون والوثنية الفرعونية جميعا.
تاريخ النشر: الأحد 13 رمضان 1423 هـ - 17-11-2002 م
التقييم:
رقم الفتوى: 25170
110241
0
556
السؤال
اسأل عن كيفية توزيع الميراث ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن تقسيم التركة بين الورثة يجب أن يُسْبق بإخراج الحقوق المتعلقة بعين التركة كالزكاة -مثلاً- إن كان الميت لم يخرج الزكاة، أو الرهن إن كان بعضها مرهوناً. ومثل ذلك: البدء بإخراج مؤن تجهيز الميت، وقضاء ديونه وتنفيذ وصاياه في حدود الثلث. وبعد هذا تقسم التركة بين الورثة وهم نوعان: الأول: أصحاب فروض وهم الذين قدر الشارع لهم حقاً محدداً في التركة كالثلثين والنصف والثمن ونحو ذلك. الثاني: عصبة وهم الذين لم يقدر لهم الشارع قدراً محدداً، بل ربما أخذ الواحد منهم جميع المال، وربما سقط بعضهم. وتفصيل هذه المسائل يرجع فيه إلى الكتب التي صنفت في علم الفرائض، ولا بد من تلقي هذه المسائل عن أهل العلم. كيفية تقسيم الأرض بين الورثة التوكيل. والله أعلم.
كيفية تقسيم الأرض بين الورثة والقصر
النسب: وهو القرابة الحقيقية أو الورثة الشرعيين ، وهو يشترط وجود اتصال بين الشخص والشخص المتوفى سواء كانت قريبة أو بعيدة من جهة الأم أو الأب، وهو يعد أقوى سبب للإرث، وينقسم القرابة الوارثون إلى ثلاثة أقسام هم:
الأصول: من ناحية الذكور أبو المتوفى وأبو الأب، ومن ناحية الأنثى أم المتوفى، وكلّ جدة تُدلي بوارث، أو وارثة. كيفية تقسيم الأرض بين الورثة والقصر. الفروع: وهم أبناء الميت وما يتدلى منهم، كأبن الابن أو ابنة الابن. الحواشي: وهم إخوة الميت وأخواته بشكل مطلق، وما يتدلى منهم أيضا من أبناء كأبناء إخوته الذكور لغير الأمّ -أي أبناء الإخوة الأشقاء وأبناء الإخوة لأب- وأعمام الميت الأشقاء ولأب وإن علوا، وبنو الأعمام، وإن نزلوا. وبهذا نكون أوضحنا الأسباب الأساسية للإرث المتفق عليها بين علماء الدين، وهي أيضا أسباب يوافقها العقل على أنها جديرة بأن تكون سبباً للإرث، وتجدر الإشارة إلى أنه هناك أسباب أخرى سبباً للإرث ولكن هناك اختلاف فيها كبيت مال المسلمين، وذوي الأرحام (وهم الأقارب غير الوارثين)، ويجب على الورثة اتباع اجراءات توزيع الميراث كما ذكرها الشرع. ما هي موانع الإرث
اختلاف الدين
وهو أن يكون المتوفى على دين، والشخص الذي سوف يرث على دين آخر، حيث أن اختلاف الدين بين الشخصين يمنعهم من توارث بعضهم البعض، واختلاف الدين بين الشخصين له أوجه متعددة منها: [2]
أن يكون المتوفى مسلماً، والوارث كافر، يهودياً كان أو نصرانياً أو غيرهما من ملل الكفر، وفي هذه الحالة أجمع العلماء على أن لا يرث الكافر قريبه المسلم، وذلك وفقا لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم " لا يرث المسلم الكافر ولا يرث الكافر المسلم …" رواه البخاري.
أما الأرض المسجلة ( أميرية) فلا بأس بقبول التقسيم القانوني لها ، وذلك أن معنى
كونها ( أميرية) أنها ليست ملكا متمحضا لأحد ، وإنما هي مخصصة من قبل الدولة لهذا
الإنسان لينتفع بها طيلة حياته ، وتبقى ملكيتها للدولة ، وبعد وفاته تفعل بها
الدولة ما تشاء ، سواء بقسمتها بين الورثة بالطريقة التي تراها ، أو بتخصيص بعض
الورثة بها دون الآخرين ، أو باسترجاعها ومنحها لجهة أخرى ، فتقسيم ( الأراضي
الأميرية) بين الذكور والإناث بالتساوي جائز لا بأس به ؛ لأنه يقع على وجه الهبة
من الدولة ، وليس على وجه " تقسيم التركة "، وهذا أمر معلوم ومشهور في بلاد الشام. قال الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله:
" الأراضي الأميرية الزِّراعية التي لم يَصل إليها العُمران ، قد أَوْجَب فيها
قانون انتقالات الأموال غير المنقولة الصادر في العهد العثماني ، أن يُعطَى وليُّ
الأمر فيها بمقتضى هذا القانون حقًّا في التصرف بها ( بدون مِلكية الرَّقبة)،
ويَنتقل حق التصرف هذا إذا تُوفِّيَ المتصرِّف ذو اليَدِ إلى الأولاد ، وأحد
الزوجين ، بنسبة تختلف عن الإرْث ، فالأولاد يَتساوَى الذكور والإناث. وقد خَرَّجت المشيخة الإسلامية هذا القانون تخريجًا شرعيًّا ، باعتبار أنَّ هذا
الانتقال ليس إرْثًا ؛ ليكون مخالفًا للإرث الشرعي ، وإنما هو انتقال التصرف في أرض
لا تزال رقبتها ملكًا للدولة ، ولم تَدخل في ملك الأفراد ، وطريقة انتقال هذا
التصرف يَعود ترتيبها إلى وليّ الأمر ( الخليفة).