الكلمة أقوى من الرّصاصة
جعل الحامد أحد أبرز كتبه بعنوان "الكلمة أقوى من الرّصاصة" الذي يؤصّل فيه للجهاد السلميّ في مواجهة الطّغيان والاستبداد. ويقول في بعض مواضع كتابه: "لقد هاجمَ الطّاغية الكلمةَ وأصحابَها، كما يهاجم وحشًا كاسرًا، أو جيشًا غازيًا، لما لها من قوّة، ولذلك اعترف أكثر من طاغيةٍ، بأنّه لا يحسّ بتفرّده في الحكم ما دام المصلحُ الفلاني ينبضُ ويومض، ولذلك برَّر أحدُ سلاطين الجور في نجد قتلَه أحد الفقهاء المصلحين فقال ما معناه: كيف لا أقتُله وهو ينقض بالقول كلّ ما فتلت من فعل؟! عن "النهر الذي لم يحفر مجراه" في السعودية. وماتَ السّلطان الجائر، وبقيَ موقفُ الفقيه، لأنّ كلمة الحقّ المكتوبة بالدم ليست نصًّا مخطوطًا بماء الذّهب في مكتبة التراث، إنّما هي روحٌ شفّافة يمنحها الصّبر والجهاد والاستشهاد هيئةَ طيرٍ محلّق في السماوات، فتكتسي أجنحة وريشًا، وتحلّق في الأعالي فوق الوهاد، فتحدّق إليها العيون، وتخفقُ لها القلوب، فتكون القدوة الحسنة. وبذلك يصبحُ الضّعيف الأعزل، ذلك المرمي بين أرجل بوليس السّلطان، بطلًا شاكي السّلاح، يرسم بدمه وصبره طريقَ خلاص الأمّة، ويضع لافتة ًكتب عليها: هذا طريق الكرامة"
والكلمة أقوى من الرّصاصة لأنّها تقوم بأربعة أدوارٍ يفصّل الحامد فيها القول في كتابه، وهي: تعرية الأوضاع الفاسدة؛ فالطاغية ينهزم في جولات تكشف ستره أمام الناس
وتعرية الطاغية أمام ضميره؛ فمن المهم أن يتعرّى الفاسدون أمام ضمائرهم
وكشف ستر الفقهاء والقضاة المندمجين في الحكم العضوض، وتعرية فقهاء الظّلام ومثقفيه من حراس الاستبداد من الخادعين المغضوب عليهم، والمخدوعين الضالين العميان.
اخر حاجة — تم الإجابة عليه: من القائل النهر يحفر مجراه ؟...
إنّه "توأم القمع السّعوديّ" كما يحلو للدّكتور الحامد أن يسمّيه؛ الاستبداد السّياسيّ والاستبداد الدّينيّ اللّذان يخدم بعضهما بعضًا في التّحكّم برقاب العباد، فالاستبداد السيّاسيّ ما فتئ يمتطي الفقهاء والعلماء الذين صنعهم على عينه ليحوّلوا الدّين إلى وسيلة من وسائل تشريع الاستبداد وترسيخ عبوديّة الشّعب لوليّ الامر. كان الحامدُ أمّةً في مواجهة تدجين الدّين لصالح الحاكم، فكان يعلن خطورة الاستبداد الدّينيّ ويحارب بلا هوادةٍ القمع باسم الدّين، لا يواربُ ولا يلمّحُ في ذلك بل هو رغم عظيم بلاغته في إمكان إيصال ما يريدُ تعريضًا وتلميحًا وتوريةً غيرَ أنّه كان أصرحَ ما يكون ومباشرًا مثل فلق الصّبح؛ فأعظم البلاغة في وجه الاستبداد ما كان بلا محسّناتٍ بلاغيّة ولا صورٍ تجميليّة، بل جاء صارمًا مثل ضربةٍ بسيف تفلقُ هامةَ الباطل. لقد كان الحامدُ حربًا على فقهاء القصور وعلماء التديّن المغشوش ودعاةَ الاستبداد، لقد كان حربًا على الأصنام الجديدة وسدنتها؛ الأصنام التي قال عنها فيلسوف الإسلام محمّد إقبال:
"إنّ كعبتَنا عامرةٌ بأصنامنا، وإنّ الكفر ليضحك من إسلامنا، شيخُنا قامرَ بالإسلام في عشقِ الأصنام، هو في سفرٍ دائم مع مريديه، وفي غفلةٍ عن حاجات أمته، ومفتينا بالفتوى يتاجر"
الفريضة الغائبة
وكذلك كان عبد الله الحامد يكافح على جبهة أخرى مقابلةٍ لتدجين الدّين لصالح السّلطان، وهي جبهة الغلوّ والإفراط، فكان يعلن على الدّوام أنّ الفريضة الغائبةَ هي الجهاد السّلميّ.
وثمة دورٌ رابع هو شقُّ طريق النجاح للجهاد السلمي، بإيقاظ الجماهير المخدّرة، التي أوهمها فقهاءُ الطّغيان ومثقّفوه أنّ فقدانها العدل بسببِ ذنوبها، وأنّ صبرها على الطغاة إنما هو من "التكفير" وقالوا لها: لا بدّ من أن تنسحقي تحت أقدام الطّغاة لتكفّري عن "خطاياك" ولتحصدي الكرامة في الدار الآخرة. انطلق النّهرُ في مجراه
لا يستطيعُ طغاةُ الأرض جميعًا أو يوقفوا نهرًا حفرَ مجراه بالدّم، بدمِ قادته الذين كانوا في الميادين لا في الأروقه "فجهادُ الملك العضوض لا يكتَب في رواق، بل في الميادين والأسواق" كما قالَ الحامد وفعل. قد يملك الطّاغية تأخير وصول النّهر إلى مصبّه، وقد يعمد إلى محاولات تحويل مجراه، ولكنّ الدّم أقوى من الطّغيان، والشّهداء أبقى من المستبدّين. اخر حاجة — تم الإجابة عليه: من القائل النهر يحفر مجراه ؟.... إنّ النّهر يحفر مجراه بدماء الشّهيد جمال خاشقجي الذي قال كلمته ومشى، فبقيت الكلمة تحفر في مجرى النّهر عميقًا من حيث لا يحتسب الطّاغية،
والنّهر يحفر مجراه بدماء الشّهيد عبدالله الحامد الذي عاش حياته مفعمًا بمصطلح سيّد الشّهداء الذي يقول كلمته عند سلطان جائرٍ فكان ممّن قالوا كلمتهم بلا هوادة في وجه الطّاغية، وعاش حياتَه وهو ينظّرُ وينظرُ إلى صورة الغلام الذي علّم قاتله أن يقتله "باسم ربّ الغلام" فصاحت الجماهير "آمنّا بربّ الغلام" وستصيح الجماهير يومًا وهي تستكملُ حفرَ المجرى ليبلغ النّهر منتهاه "آمنّا بربّ الحامد"
المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه
عن "النهر الذي لم يحفر مجراه" في السعودية
النظم العربية بارعة في توصيف التهم للمعارضين: تعكير الصفو/ تكدير الجو/ هزّ الثوابت (علشان البرتقال يوقع منها)/ إغضاب البورصة/ إطلاق شائعات إلى الفضاء الخارجي/ التطاول على الرموز/ التشكيك والتفكيك وإعادة التركيب/ البلبلة في الحمام/ شق الصفوف وإضافة التوابل إليها/ تهديد الوحدة الصحية/ إزعاج السلطات أثناء نومها.. ". الساخر الحاضر الغائب جلال عامر. * * *
غاب وليد أبو الخير إذاً، أو للدقة غُيّب وليد كما تمّ تغييب آخرين عن الساحة، وستستمر منهجية التغييب بالاعتقال، بليّ ذراع القانون أو بدونه، باختلاق التهم المضحكة إيّاها أو بدونها، بارتجال مسرحية محبوكة اسمها مجازاً محاكمة أو بدونها، وما منكم –أنتم أيها السذّج الذين لا يزالون يتمسكون بحلم دولة الحقوق والمؤسسات والحريات- إلا واردُ السجون والمعتقلات، كان ذلك عليكم حتماً مقضياً. ملف الاعتقالات في تضخم مستمر، ولا حل قريب يلوح في الأفق. يدرك الكثيرون اليوم أكثر من ذي قبل أن السلطات لا تنوي حلّ هذا الملف الحساس ولا الاستغناء عنه. وما الذي يمكن أن يدفعها لذلك وقد أثبت الاعتقال جدواه ليس فقط في التنكيل بالمعارضين والإصلاحيين، وترهيب كل من سيفكر بأن يحذو حذوهم، لكن في عزل الأصوات الحقوقية والمعارضة عن المجتمع أيضاً، وفي تغييبهم وتغييب فكرهم ومطالبهم وهمومهم.
وكانت لديه، في الوقت نفسه، قدرة على مدّ الجسور مع تيارات قومية ويسارية وليبرالية بشكلٍ ربما لم يفعله ناشط سعودي آخر، فكان هو بمثابة القائد أو المايسترو لحركة مدنية جادّة تضم موزاييك سياسياً متنوعاً، وتتبنى أجندة سياسية جامعة. تعرّفت إلى الحامد نظرياً وفكرياً، حين كنت أعمل على رسالة الماجستير عن الإصلاح السياسي في السعودية أواخر عام 2005، وهو العام الذي اعتلى فيه الملك عبد الله بن عبد العزيز العرش، مع تفاؤل ببداية نوع من الانفتاح السياسي في السعودية. وكان أحد التحديات التي واجهتني، فهم مسألة الإصلاح السياسي بالسعودية وتفكيكها، وما كان قد حدث منذ بداية التسعينيات مع صدور الأنظمة الثلاثة عام 1992 التي تنظم طبيعة العلاقة بين السلطات في السعودية وهي:
- النظام الأساسي للحكم، ويعد بمثابة الدستور الأساسي للمملكة،
- نظام مجلس الشورى الذي حدّد اختصاصات المجلس وسلطاته،
- نظام المناطق الذي حدد وظائف الأقاليم والبلديات واختصاصاتها. وكانت هذه الأنظمة الثلاثة نتيجة عدة متغيرات داخلية وخارجية، لكن القوة الدافعة وراءها كان التيار الإصلاحي في السعودية الذي نشط بقوة بداية التسعينيات، وأصدر ما كانت تعرف وقتها بالعرائض السياسية التي كانت تطالب بإدخال إصلاحات حقيقية على نظام الحكم، خصوصاً بعد حرب الخليج الثانية.
من نزلت قبل زوجها وجابت ولد
عن "النهر الذي لم يحفر مجراه" في السعودية
كان الحامد يؤمن بأن الضغط المستمر من أجل الإصلاح هو بمثابة "النهر الذي يحفر مجراه"، كما قال يوما. كان الحامد بمثابة "محرك" الحركة الإصلاحية السعودية من خلال عرائضه وكتاباته ومطالباته المتواصلة بالإصلاح السياسي. أصيب الحامد بجلطة دماغية قبل فترة قصيرة من وفاته، ورفضت السلطات السعودية علاجه، ما تسبب في وفاته. تجاوز خطابه الاستقطابات الأيديولوجية وتفادى المسائل الإشكالية والانقسامات لبناء خطاب حقوقي وسياسي، يضم كافة التيارات الفكرية والسياسية. * * *
رحل الدكتور عبدالله الحامد، الأستاذ الجامعي والمناضل السعودي الذي حمل رؤية إصلاحية حقيقية وجادّة، تسعى إلى تحويل بلده إلى مملكة دستورية تقوم على الحكم الشوريّ والفصل بين السلطات واستقلال القضاء. رحل الرجل في محبسه الذي دخله سبع مرات طوال العقود الثلاثة الماضية، آخرها في مارس/ آذار عام 2013، بعدما اعتُقل وحُكم عليه بالحبس 11 عاماً في قضية سياسية، كما في جميع الحالات التي اعتُقل فيها من قبل. وحسب تقارير، أصيب الحامد بجلطة دماغية قبل فترة قصيرة من وفاته، ورفضت السلطات السعودية علاجه، ما أدى إلى وفاته. أي إنه مات، أو بالأحرى قُتل، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، خصوصاً أنه كان يعاني أمراضاً مزمنة، مثل السكر والقلب.
لا يمكن الحديث عن الحركة الإصلاحية في السعودية التي ظهرت بعد الغزو العراقي للكويت، وما تلاه من أحداث وتداعيات منذ أوائل التسعينيات، من دون أن نضع الحامد في القلب منها، فالرجل بدأ نضاله مبكراً من خلال مطالبه ومداخلاته السياسية وكتابة العرائض الإصلاحية التي طالب فيها النظام السعودي بالإصلاح التدريجي. وذلك من أجل الانتقال من حكم ملكي مطلق إلى حكم ملكي دستوري، يوسّع حيّز المشاركة الشعبية في عملية الحكم، من خلال تكوين الأحزاب والانتخابات، ويضمن احترام حقوق الإنسان، وهو ما جلب له مشكلات كثيرة طوال العقود الثلاثة الماضية.
اقرأ المزيد
ما هي الصهيونية؟ - ريمكس فلسطين
وأيدت كل من لندن وواشنطن هذا الهدف تلبية لمطامع استعمارية بريطانية، ولاعتبارات البيت الأبيض الانتخابية. ننشر هذا الكتاب في هذا الزمن الرديء لتذكير أصحاب الحل والربط في بعض الحواضر العربية بهذه الخلفية التاريخية، ولتنبيه الرأي العام العربي إلى هول ما يقرر اليوم في "صفعة القرن" من الزيف والعدوان تحت ستار ما يسمى "التطبيع" و"الإبراهيمية" الوهمية المختلقة من أساسها. عن المؤلف
وليد الخالدي، مؤرخ مقدسي من مواليد سنة 1925. تخرج من جامعتي لندن وأكسفورد، وعمل أستاذاً في جامعة أكسفورد والجامعة الأميركية (بيروت) وجامعة هارفرد، وأستاذاً باحثاً في جامعة برنستون، وأستاذاً باحثاً في جامعة هارفرد. الفلسطينيون: بحرٌ من كراهيةٍ لا تنقضي! - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ. ساهم الخالدي في تأسيس مؤسسة الدراسات الفلسطينية، والجمعية العلمية الملكية (عمّان)، وجمعية التعاون الفلسطينية، ومركز التفاهم الإسلامي المسيحي (جامعة جورج تاون)، وجمعية أصدقاء المكتبة الخالدية في ماساشوستس. وهو عضو منتخب في أكاديمية العلوم والفنون الأميركية، وله العديد من المؤلفات بالعربية والإنكليزية في القضية الفلسطينية والشؤون الدولية. حاز الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة بيرزيت، وهو الرئيس الفخري لمجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت.
كتب مفهوم الحركه الصهيونيه - مكتبة نور
ومع ذلك، فإن خُمس مواطني إسرائيل فلسطينيون ولذا لا يمكن أن يكونوا صهاينة أو يقبلوا الرواية الصهيونية. وسكان الضفة الغربية وقطاع غزة يعيشون في مناطق يعتقد بعض الصهاينة أنها جزء من إسرائيل، ونتيجة للرغبة الصهيونية في عدم منحهم الجنسية أو الاستقلال، تُرك مصيرهم دون حل. وبينما كان الناس في جميع أنحاء العالم يشاهدون القمع الوحشي لحركات المقاومة الفلسطينية، أصبحت "الصهيونية" مساوية لسياسات التدمير والإبادة التي تنتهجها إسرائيل. لم تستطع الصهيونية كأيديولوجيا أن تنقذ إسرائيل من الحاجة إلى الاختيار بين الديمقراطية والتفوق العرقي. وعلى الرغم من أن النخب السياسية الغربية قبلت بخبث مبطن مزاعم إسرائيل بأنها ديمقراطية يهودية، إلا أن عامة الناس لم يفعلوا ذلك. ما هي الصهيونية؟ - ريمكس فلسطين. وعندما أصبح من الواضح أن غالبية اليهود الإسرائيليين يفضلون دولة عرقية على دولة ديمقراطية، أصبحت شرعية إسرائيل موضع شك. وكانت إعادة تقييم الصهيونية على الصعيد الدولي تنطلق من القوة المتحدية للرواية الفلسطينية؛ فأثرت هذه الرواية على المعارضين الإسرائيليين اليهود الذين أصبحوا "ما بعد صهيونيين". ولكن مع مرور الوقت، حل مصطلح "معاد للصهيونية" محل "ما بعد الصهيونية"، حيث أدرك اليهود أن المصالحة تتطلب إعادة توزيع الموارد، والأراضي، والامتيازات.
الفلسطينيون: بحرٌ من كراهيةٍ لا تنقضي! - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ
وبسبب الخطأ الإستراتيجي للقوميين اليهود وهزائم العرب في حربي 1948 و1967 أمام الجيش الإسرائيلي واحتلال إسرائيل للقدس نجحت التيارات الدينية في إسرائيل بإيهام الرأي العام بأن انتصار الجيش الإسرائيلي معجزة تثبت صحة النبوءة الإنجيلية مما كان له من أثر صعود الأحزاب الدينية في إسرائيل وهيمنتها على حكوماتها منذ سبعينيات القرن الماضي إلا من بعض الاستثناءات. وهذا ما حوّل الصراع على فلسطين من نزاع مدني على الحقوق إلى صراع ديني على الأماكن المقدسة، على نهج الصراع القديم إبان الحروب الصليبية. كتب مفهوم الحركه الصهيونيه - مكتبة نور. مما دفع باليهود القوميين إلى مواقع المقاومة وجعلهم يفكرون في تغيير قواعد اللعبة بالتصالح مع الفلسطينيين لوقف هيمنة التيار الديني على إسرائيل. وما إن سنحت لهم فرصة حكومة إسحق رابين في عام 1992 حتى عقدوا اتفاق أوسلو في عام 1993 مع الفلسطينيين بعيدا عن مركز المسيحيين الصهاينة في الولايات المتحدة، إلا أن التيار الديني سرعان ما اغتال رابين واستعاد السلطة فجعل من اتفاق أوسلو نسيا منسيا.
" الحركة الصهيونية لم تحقق أهدافها بقيام دولة إسرائيل لأنها لا تزال بلا حدود وبلا عاصمة معترف بها، ولا يزال خمس سكانها من العرب غير المنتمين إليها ولا تزال تبحث عن استراحات الأمن بين حرب وحرب "
وفي الختام: هل حققت الحركة الصهيونية أهدافها بقيام دولة إسرائيل الحالية؟ قطعا لا، لأن دولتهم التي أقاموها بثلث اليهود، على حفنة من تراب، وسط رمال العرب المتحركة قبل نيف وستين عاما لا تزال بلا حدود وبلا عاصمة معترف بها، ولا يزال خمس سكانها من العرب غير المنتمين إليها ولا تزال تبحث عن استراحات الأمن بين حرب وحرب ولا يزال وجودها رهين عوامل خارجة عن سيطرة اليهود.
الصهيونية العمالية [ عدل]
تقسيم آخر من بين هذه الأنواع العامة للصهيونية ناتج عن الاختلافات الأيديولوجية التي لا تتعلق بالضرورة بالصهيونية نفسها، بل بالأحرى نظرة عالمية شاملة يحملها أعضاء هذه المجموعات المختلفة فيما يتعلق بشخصية الدولة اليهودية المستقبلية. بقيادة نحمان سيركين و بير بوروخوف وحاييم ارلوسوروف وبيرل كاتسنلسون:
على عكس الصهيونية العملية والسياسية، رغبت الصهيونية العمالية في تأسيس مجتمع زراعي ليس على أساس مجتمع برجوازي خاص، بل على أساس المساواة الأخلاقية. الصهيونية التعديلية [ عدل]
كانت الصهيونية التعديلية في البداية بقيادة زئيف جابوتنسكي ولاحقًا من قبل خليفته مناحيم بيغن ( رئيس وزراء إسرائيل لاحقًا)، وأكدت على العناصر الرومانسية للهوية اليهودية، والتراث التاريخي للشعب اليهودي في أرض إسرائيل باعتباره المكون الأساس للفكر القومي الصهيوني وإقامة الدولة اليهودية. دعموا الليبرالية وخاصة الليبرالية الاقتصادية ، وعارضوا الصهيونية العمالية وإقامة مجتمع شيوعي في أرض إسرائيل. عارضت الصهيونية التعديلية أي احتواء للكفاح الفلسطيني ودعمت العمل العسكري الصارم ضد المنظمات الفلسطينية التي هاجمت المستوطنات اليهودية في أرض إسرائيل.