[3] [2]
فقد كانت بداية كتاب كشاف القناع عن متن الإقناع مقدمة يوضح فيها الكاتب بأن علم الشرع هو أجلُّ العلوم قدراً وأعلاها فخراً، وأنه من الواجب معرفة أحكام الشرع والاطلاع على ما فيه من حلال وحرام، ويبين أنه عندما رأى الكتاب الموسوم بالإقناع من تأليف الشيخ الإمام، فقد وجد أنه يحتاج إلى شرح، وقد ذكر ما تم إهماله من القيود، وقد قال المؤلف أنه تأسياً بالكتاب وعملاً بحديث "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر"، أي ذاهب البركة، وإن الباء في البسملة هي للمصاحبة أو الاستعانة متعلقة بمحذوف ويكون تقديره فعلاً أولى، وإن أجزاء هذا الكتاب تتجلى في:
الجزء الأول: الطهارة والصلاة. الجزء الثاني: تابع الصلاة – الحج. الجزء الثالث: تابع الحج – الشركة. الجزء الرابع: تابع الشركة – العتق. الجزء الخامس: النكاح وخصائض النبي – الجنايات. الجزء السادس: الديات – الإقرار. [4]
وإن أجزاء الكتاب هي:
المقدمة. كتاب الطهارة. كتاب الجنائز. كتاب الزكاة. كتاب الصيام. كتاب الحج. كتاب الجهاد. كتاب البيع. كتاب بيع الأصور والثمار وما يتعلق بذلك:
باب السلم والتصرف في الدين
باب القرض. باب الرهن. باب الضمان والكفالة وما يتعلق بهما:
باب الحوالة.
تخريج الفروع على الأصول من كتاب كشاف القناع
كتاب "كشاف القناع عن متن الإقناع للحجاوي"، ويتألف من أربعة أجزاء. كتاب "دقائق أولي النهى لشرح المنتهى" وهو بهامش الذي قبله. كتاب "إرشاد أولي النهى لدقائق المنتهى- خ". كتاب " المنح الشافية" في شرح نظم المفردات للمقدسي. كتاب"عمدة الطالب" وهو من كتب الفقه وقد تم شرحه من قبل عثمان بن أحمد النجدي بكتابه الذي يُعرف باسم "هداية الراغب لشرح عمدة الطالب". [1]
متن الإقناع للحجاوي
إن كتاب الإقناع هو كتاب فقهي قد ألفه الفقيه شرف الدين أبو النجا موسى بن أحمد الحجاوي المقدسي الصالحي، وإن هذا الكتاب على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وإن هذا الكتاب يعتبر ديوان المذهب الحنبلي، وقد عمل الحجاوي على تكوين متن تقوم بالجمع بين كتاب الفروع لابن مفلح وبين محاسن تصحيحات علاء الدين المرداوي، وإن هذا الكتاب قام بتحقيقه محمد موسى السبكي، وقد اتبع الحجاوي في هذا الكتاب القواعد التالية:
عمل على تقسيم الكتاب إلى كتب، وقد قسم الكتب إلى أبواب، وكل باب من هذه الأبواب تحتوي على فصول. أخذ بأقوال ابن تيمية بعد الأخذ بقول أحمد بن حنبل في الكثير من المسائل. قام بترتيب موضوعاته في الكتاب على الطريقة الحنبلية، فقد افتتح كتابه بكتاب الطهارة، وقد نهاه بكتاب الإقرار.
فإن أجل العلوم قدرا ، وأعلاها فخرا ، وأبلغها فضيلة ، وأنجحها وسيلة ، علم الشرع الشريف ومعرفة أحكامه ، والاطلاع على سر حلاله وحرامه ، فلذلك تعينت إعانة قاصده وتيسير موارده لرائده ، ومعاونته على تذكار لفظه ومعانيه ، وفهم عباراته ومبانيه.
قال ابن جُرَيج: يقول: أوّل قتال أذن الله به للمؤمنين. ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قَتادة: في حرف ابن مسعود: "أُذِنَ للَّذِينَ يُقاتَلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ" قال قَتادة: وهي أوّل آية نزلت في القتال، فأذن لهم أن يقاتلوا. ⁕ حدثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا﴾ قال: هي أوّل آية أنزلت في القتال، فأذن لهم أن يقاتلوا. أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير . [ الحج: 39]. وقد كان بعضهم يزعم أن الله إنما قال: أذن للذين يقاتلون بالقتال من أجل أن أصحاب رسول الله ﷺ، كانوا استأذنوا رسول الله ﷺ في قتل الكفار إذا آذوهم واشتدّوا عليهم بمكة قبل الهجرة غيلة سرّا؛ فأنزل الله في ذلك: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾ فَلَمَّا هاجر رسول الله ﷺ وأصحابه إلى المدينة، أطلق لهم قتلهم وقتالهم، فقال: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا﴾. وهذا قول ذُكر عن الضحاك بن مزاحم من وجه غير ثبت. * * *
وقوله: ﴿وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾
يقول جل ثناؤه: وإن الله على نصر المؤمنين الذين يقاتلون في سبيل الله لقادر، وقد نصرهم فأعزّهم ورفعهم وأهلك عدوّهم وأذلهم بأيديهم.
اذن للذين يقاتلون في سبيل
⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا﴾ قال: أذن لهم في قتالهم بعد ما عفا عنهم عشر سنين. وقرأ: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾ وقال: هؤلاء المؤمنون. ⁕ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾. [[لعله اختصره إن لم يكن سقط منه شيء من الناسخ، والأصل: هم والنبي وأصحابه، أو نحو ذلك. 6#. الصفحة 337 - أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا - مكررة 10 مرات - YouTube. ]] وقال آخرون: بل عني بهذه الآية قوم بأعيانهم كانوا خرجوا من دار الحرب يريدون الهجرة، فمنعوا من ذلك. * ذكر من قال ذلك:- حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى- وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا﴾ قال: أناس مؤمنون خرجوا مهاجرين من مكة إلى المدينة، فكانوا يمنعون، فأذن الله للمؤمنين بقتال الكفار، فقاتلوهم. ⁕ حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مجاهد، في قوله: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا﴾ قال: ناس من المؤمنين خرجوا مهاجرين من مكة إلى المدينة، وكانوا يمنعون، فأدركهم الكفار، فأذن للمؤمنين بقتال الكفار فقاتلوهم.
غير أن أحبّ ذلك إليّ أن أقرأ به: أَذِنَ بفتح الألف، بمعنى: أذن الله، لقرب ذلك من قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ﴾ أذن الله في الذين لا يحبهم للذين يقاتلونهم بقتالهم، فيردُ أذنَ على قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ﴾ وكذلك أحب القراءات إليّ في يُقاتِلُون كسر التاء، بمعنى: الذين يقاتلون من قد أخبر الله عنهم أنه لا يحبهم، فيكون الكلام متصلا معنى بعضه ببعض. وقد اختُلف في الذين عُنوا بالإذن لهم بهذه الآية في القتال، فقال بعضهم: عني به: نبيّ الله وأصحابه. * ذكر من قال ذلك:- حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ يعني محمدا وأصحابه إذا أخرجوا من مكة إلى المدينة؛ يقول الله: ﴿وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ وقد فعل. أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله. ⁕ حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جُبير، قال: لما خرج النبيّ ﷺ من مكة، قال رجل: أخرجوا نبيهم، فنزلت: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا﴾ الآية ﴿الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق﴾ النبيّ ﷺ وأصحابه.