قال الآلوسى: واستظهر أبو حيان كون الضمير في «ينصره» عائدا على «من» لأنه المذكور، وحق الضمير أن يعود على مذكور... وفسر النصر بالرزق. قال أبو عبيدة: وقف علينا سائل من بنى بكر فقال: من ينصرني نصره الله- أى: من يرزقني رزقه الله. والمعنى: أن الأرزاق بيد الله- تعالى- لا تنال إلا بمشيئته، فمن ظن أن الله- تعالى- غير رازقه، ولم يصبر ولم يستسلم فليختنق، فإن ذلك لا يقلب القسمة ولا يرده مرزوقا. والغرض: الحث على الرضا بما قسمه الله- تعالى- لا كمن يعبده على حرف.... وثالثها: أن الآية في قوم من المسلمين استبطئوا نصر الله- تعالى- لاستعجالهم وشدة غيظهم وحنقهم على المشركين، فنزلت الآية لبيان أن كل شيء عند الله بمقدار. ويكون المعنى: من كان من الناس يظن أن لن ينصره الله، واستبطأ حدوث ذلك، فليمت غيظا. لأن للنصر على المشركين وقتا لا يقع إلا فيه بإذن الله ومشيئته. نون التوكيد في اللغة العربية. ويبدو أن أقرب الأقوال إلى الصواب، القول الأول، وعليه جمهور المفسرين، ويؤيده قوله- تعالى-: إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ. وقوله- سبحانه-:... وَإِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ، قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ.
النوال..(56)(من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ)
بقلم د. عبدالله بن فيصل الأهدل
إنَّ نصر الله عزَّ وجلَّ متحقق لمن يستحقونه؛ وهم المؤمنون الذين يثبتون على الحق ثقةً بنصر الله تعالى وعونه ووعده الحق لمن جاهد في سبيله وصبر وصابر، ومن فقد هذه الثقة بالله عزَّ وجلَّ وضعف ولم يصبر فقد خسر خسرانًا مبينًا؛ قال سبحانه وتعالى:
﴿مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ﴾. النوال..(56)(من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ). عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "من كان يظن أن لن ينصر الله محمدًا فليربط حبلًا في سقف ثم ليختنق به حتى يموت". [رواه الطبري (18/581) بسند حسن]. وليس ذلك للنبي صـلى الله عليه وسلم وحده؛ بل لكل المرسلين والمؤمنين، قال الله تعالى:
﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾. ومن كان يشك في نصر الله عزَّ وجلَّ للمؤمنين الثابتين على إيمانهم فليقرأ قوله سبحانه وتعالى:
﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
تفسير: (من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء)
فموقع الآية على هذا الوجه موقع الاستئناف الابتدائي لذكر فريق آخر يشبه من يعبد الله على حرف، والمناسبة ظاهرة". القول الرابع: أن الضمير عائد إلى النبي صلى الله عليه وسلم. والمعنى: من كان يحسب أن الله لن يرزق محمداً صلى الله عليه وسلم وأمته في الدنيا والآخرة فليمدد بحبل إلى سماء بيته, ثم يختنق, فلينظر هل يذهبنّ كيده ما يغيظه. (رجحه ابن جرير*) (وذكره الماتريدي*) (وضعفه الشنقيطي*) قال الشنقيطي: وهذا القول ظاهر السقوط كما ترى. من كان يظن أن لن ينصره ه. والله تعالى أعلم. للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال) انظر هنا
نون التوكيد في اللغة العربية
وتم ذكر الكلمة "سبب" لمرة واحدة حيث يقول عز وجل: (مَن كَانَ يَظنّ أَن لَّن يَنصرَه اللَّه فِي الدّنيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْددْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثمَّ لْيَقْطَعْ فَليَنظرْ هَلْ يذهِبَنَّ كَيْده مَا يَغِيظ) والسبب يعني الوسيلة الخاصة بالنقل التي جعلته يستطيع أن يبلغ لمكان عالي بالسماء. وما يؤكد ذلك المعنى قول الله عز وجل: (أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب). فإن كان قول الملحدين صادقًا فيصعدوا للسماء باستعمال أسبابهم الملائمة من وسائل خاصة بالنقل. تفسير: (من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء). لكن هل يستطيعون أن يخترقوا أقطار السماوات؟
حيث أن كل ما توصل إليه الإنسان إلى الآن لم يتعدى الحدود الخاصة بالمجموعة الشمسية. وتلك المجموعة الشمسية تمثل ذرة بذلك الكون الشاسع. حيث لو استطاع الإنسان مغادرة تلك المجموعة وهذا أمر يكاد يكون مستحيل. ولكن إذا حدث ذلك فيكون قد توصل لأقل من واحد من تريليون بالنسبة لنصف القطر الكوني. والإنسان لم يبتعد ما يزيد عن أربعمائة ألف كيلو متر عن حدود القمر. شاهد أيضًا: حديث عن الأخلاق والفضائل
نتائج تفسير الآية
لقد أعطى المولى عز وجل لذي القرنين الوسائل التي يتمكن عن طريقها أن يتنقل بكوكب الأرض إلى أن بلغ أمريكا وأقصى من ذلك.
اهـ منه، وحاصل هذا القول: أن الله يقول لحاسديه صلى الله عليه وسلم الذين يتربصون به الدوائر، ويظنون أن ربه لن ينصره: موتوا بغيظكم، فهو ناصره لا محالة على رغم أنوفكم، وممن قال بهذا القول: مجاهد، وقتادة، وعكرمة وعطاء، وأبو الجوزاء، وغيرهم، كما نقله عنهم ابن كثير، وهو أظهرها عندي ، ومما يشهد لهذا المعنى من القرآن: قوله تعالى: وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم.
ثالثًا: امتناع التوكيد:
وذلك في الحالات التالية:
♡ أن يكون منفيًا واقعًا جوابًا للقسم، نحو: واللهِ لا أنقضُ عهدَ أمّتي. ♡أن يكون للحال، نحو: لأذهب الآن إلى بغداد. ♡ أن يأتي مفصولًا عن لامه بفاصل، نحو: قوله تعالى: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) (الضحى/5). ♡ إذا لم يكن مسبوقًا بما يجيز توكيده، كالقسم، وأدوات الطلب، والنفي، والجزاء، و(ما) الزائدة.................................
أحكام النون والفعل المؤكد بها:
(1) الأفعال المسندة إلى ألف الاثنين، تحذف منها نون الرفع لتوالي الأمثال، وتثبت الألف، ثم تحرك نون التوكيد بالكسر لوقوعها بعد الألف، نحو: ليجلسَانِّ، ليخشيَانِّ، ليرجُوَانِّ، ليعطيَانِّ، ومنه قوله تعالى: (قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ)(يونس/89). علمًا أن النون الخفيفة لا تقع بعد ألف الاثنين.
تاريخ النشر: الثلاثاء 20 رمضان 1441 هـ - 12-5-2020 م
التقييم:
رقم الفتوى: 419926
11077
0
السؤال
هل الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: تجنبوا الحبشة. الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث بلفظ: اتركوا الحبشة ما تركوكم. حسنه الألباني بطرقه كما في "السلسلة الصحيحة" (772). وقد رُوي عن أربعة من الصحابة، وهم ( عبد الله بن عمرو ، أبو هريرة ، عمرو بن عوف المزني ، رجل من الصحابة لم يسم). وحديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-. أخرجه أبو داود في السنن، و أحمد في مسنده، و البزار في مسنده، و الحاكم في المستدرك، جميعا من طريق زهير بن محمد ، عن موسى بنِ جُبير ، عن أبي أمامة بن سهل بن حُنيفٍ ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلم – قال: اتركوا الحبشةَ ما تركوكم، فإنه لا يستخرِجُ كَنزَ الكعبةِ إلاَّ ذو السُّوَيْقَتَينِ من الحبشة. اتركوا الترك ما تركوكم - د. جاسر الحربش. وفي سنن أبي داود عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم. اهـ
والله أعلم.
اتركوا الترك ما تركوكم
17-03-2018, 10:30 PM
المشاركه # 1
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jun 2016
المشاركات: 6, 799
فقد قال عليه السلام ( اتركوا الترك ما تركوكم) وهو - بأبي هو و أمي - نبي لا ينطق عن الهوى.. ولم يحذر من هذا العرق التركي الهمجبي إلا من علم!! و أنا شخصيا سأمتثل أوامره عليه السلام ، سأترك ما تركونا! ولأن الترك (لم) يتركونا بإرسالهم لعولجهم لقطر ، ولاستضافتهم لأكثر من 16 قناة تسب السعودية.. فلن أتركهم! و سأستمر بفضح كلب الترك قردوغان الذي يحاول اسقاط دولتنا!! الترك.. حديث اتركوا الحبشة ما تركوكم - إسلام ويب - مركز الفتوى. من أخس الأمم على وجه الأرض ويجب أن نجاريهم حتى نتمكن منهم..!
على أن خرافة الإخوان حول عودة الخلافة الإسلامية بثوب تركي جديد، أو بمعطف حفيد فخري باشا، تغذيها ثقافة تستجر منذ عام 1924 الذي ألغى فيه أبو الأتراك- كما الدين أتاتورك- الخلافة العثمانية التي كانت في الأصل نظام سلطاني تركي، لا علاقة له بعروبة، ولا ثقة له بإسلام، بل كان قوة عسكرية في الخارج ونظام حريم في القصور. هذه الخرافة الجديدة روج لها شيوخ الاخوان المسلمين في مصر وفي غيرها بعد تكوين الجماعة الأم بمدينة الإسماعيلية في العام 1928، واستلهموها من الأسر الحاكمة التي كانت تتطلع إلى قيادة خلافة إسلامية بعد إلغاء العثمانية.. اتركوا الترك ما تركوكم. فضلا عن شذرات بهذا الصدد صدرت قبل ذلك من مثقفين عرب عاطفيين مثل رشيد رضا الذي قال في عشرينات القرن الماضي: إن العمل لوحدة الأمة الإسلامية - بقدر الإمكان- ينحصر اليوم في الشعبين الكبيرين: العربي، جرثومة الإسلام.. والتركي، سيفه الصمصام! فمتى بالله كان الترك سيفا صمصاما للإسلام؟ ولو عقلوا لرددوا وراء نبيهم العربي: اتركوا الترك ما تركوكم.. اتركوا الترك ما ترككم الترك. *(المقالات التي تنشر تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع)
حديث اتركوا الحبشة ما تركوكم - إسلام ويب - مركز الفتوى
12:00 2020/05/01
تقول حكاية تركية قديمة إن تركيا سأل تركيا آخر عن سبب فسقه وترك الصلاة، فقال له إنه قد قام بفعل عظيم أرضى به الله، ورضي الله عنه، ما يغنيه عن طلب أي حسنات إضافية لترجيح كفة ميزانه في الآخرة.. فسأله صديقه عن ذلك الفعل العظيم؟ قال: صفعت عربيا عند منبر مسجد ذات يوم مضى! الحكاية تتضمن دلاله على الكره الشديد الذي يحمله الأتراك للعرب.. وفي الأثر نسب بعض الرواة حديث للنبي العربي يقول فيه لقومه: اتركوا الترك ما تركوكم، ومعناه واضح، أي تجنبوا الترك إذا تجنبوكم.. وهذا يعني أن على العرب أن يدفعوا عن أنفسهم شرور الترك، ويحمون ديارهم من عدوانهم.. وقد صحت هذه النبوة، حيث استعمر الترك بلاد العرب، فلم يتركونهم بل ناضلوهم نضالا مهلكا، وفي حالات ضعفهم استعانوا بالغرب المسيحي من أجل التحرر من الاستعمار التركي. وعلى الرغم منما ذكر، وخلافا لنبوة نبيهم، يتجه الاخوان المسلمون – وهم عرب- إلى الترك، ويوالون رجب طيب أردوغان الذي طال ما فخر بجده فخر الدين باشا الذي قاد الانكشارية الهمج إلى جزيرة العرب، ليذيقوا أهلها الأمرين، ويسوقون مواشيهم، ويسرقون مجوهراتهم، ولم تسلم منهم مدينة نبي العرب، ولا مسجده.. وليس الإخوان فحسب، وهم جماعات، بل حتى دولة عربية مثل قطر تتماهى مع مشروع الترك، وتدير ظهرها للنبي العربي القائل: اتركوا الترك ما تركوكم.
يا أخي هذا الفهم ليس صحيحًا، النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا في سياق الاعتذار ولم يقله في سياق السباب والشتائم والتنقص بالمرأة، ومثله كثير، فينبغي أن لا نستعمل النصوص الشرعية إلا في سياقها، ولا نضعها في غير موضعها، ولا ينبغي أن نستعملها في التنفيس عن أخطائنا وترجمة ما يكون من انحراف في سلوكنا.
اتركوا الترك ما تركوكم - د. جاسر الحربش
متن الحديث
الحديث بكامل السند
Sorry, your browser does not support HTML5 audio. عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ: " دَعُوا الْحَبَشَةَ مَا وَدَعُوكُمْ ، وَاتْرُكُوا التُّرْكَ مَا تَرَكُوكُمْ "
257
أحاديث أخري متعلقة
رواة الحديث
تعرف هنا على رواة هذا الحديث الشريف
وسيرتهم وطبقاتهم ورتبة كل منهم
قال الإمام الذهبي في "ديوان الضعفاء" (ص478):" وأما المجهولون من الرواة: فإن كان الرجل من كبار التابعين ، أو أوساطهم: احتمل حديثه ، وتلقي بحسن الظن ، إذا سلم من مخالفة الأصول ، وركاكة الألفاظ. وإن كان الرجل منهم ، من صغار التابعين: فيُتأنى في رواية خبره ، ويختلف ذلك باختلاف جلالة الراوي عنه وتحريه ، وعدم ذلك. وإن كان المجهول من أتباع التابعين ، فمن بعدهم: فهو أضعف لخبره سيما إذا انفرد ". انتهى
ولأجل ذلك: فإن الحديث حسنه الشيخ الألباني بطرقه كما في "السلسلة الصحيحة" (722). الطريق الرابع: عن عمرو بن عوف المزني. أخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/195) ، من طريق عَبد اللَّه بن نافع ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبد اللَّهِ المزني ، عن أبيه ، عَن جَدِّهِ ، قَال: قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اتْرُكُوا هَؤُلاءِ الحبشة ما تركوكم. وإسناده تالف ، فيه " كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني " ، كذّبه أبو داود كما في "تهذيب الكمال" (24/138) ، وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/221):" مُنكر الحَدِيث جدا يروي عَن أَبِيه عَن جده نُسْخَة مَوْضُوعَة ، لَا يحل ذكرهَا فِي الْكتب ، وَلَا الرِّوَايَة عَنهُ إِلَّا على جِهَة التَّعَجُّب.