لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) سورة القيامة مكية ، وهي تسع وثلاثون آية بسم الله الرحمن الرحيم لا أقسم بيوم القيامة قوله تعالى: لا أقسم بيوم القيامة قيل: إن " لا " صلة ، وجاز وقوعها في أول السورة; لأن القرآن متصل بعضه ببعض ، فهو في حكم كلام واحد; ولهذا قد يذكر الشيء في سورة ويجيء جوابه في سورة أخرى; كقوله تعالى: وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون. وجوابه في سورة أخرى: ما أنت بنعمة ربك بمجنون. تفسير سورة القيامة كاملة. ومعنى الكلام: أقسم بيوم القيامة; قاله ابن عباس وابن جبير وأبو عبيدة; ومثله قول الشاعر: تذكرت ليلى فاعترتني صبابة فكاد صميم القلب لا يتقطع وحكى أبو الليث السمرقندي: أجمع المفسرون أن معنى لا أقسم: أقسم. واختلفوا في تفسير: لا قال بعضهم: لا زيادة في الكلام للزينة ، ويجري في كلام العرب زيادة لا كما قال في آية أخرى: قال ما منعك ألا تسجد. يعني أن تسجد ، وقال بعضهم: " لا " رد لكلامهم حيث أنكروا البعث ، فقال: ليس الأمر كما زعمتم. قلت: وهذا قول الفراء; قال الفراء: وكثير من النحويين يقولون ( لا) صلة ، ولا يجوز أن يبدأ بجحد ثم يجعل صلة; لأن هذا لو كان كذلك لم يعرف خبر فيه جحد من خبر لا جحد فيه ، ولكن القرآن جاء بالرد على الذين أنكروا البعث والجنة والنار ، فجاء الإقسام بالرد عليهم في كثير من الكلام المبتدأ منه وغير المبتدأ وذلك كقولهم لا والله لا أفعل ف ( لا) رد لكلام قد مضى ، وذلك كقولك: لا والله إن القيامة لحق ، كأنك أكذبت قوما أنكروه.
تفسير سورة القيامة كاملة
واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن. مرحباً بالضيف
﴿ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ ﴾ يعني: ووجوهُ الأشقياء يوم القيامة عابسة مُسوَدّة ﴿ تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ ﴾: أي تتوقع أن تَنزل بها عقوبة شديدة تَقصم فقرات الظَّهر، وذلك ابتداءً من إلقائها في جهنم (نسأل اللهَ العفو والعافية).
وخَبَرُ "لَيْسَ" في "لَهُ"، وقالَ المَهْدَوِيُّ: ولا يَصِحُّ أنْ يَكُونَ "هاهُنا". قالَ القاضِي أبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللهُ:
وقَدْ يَصِحُّ ذَلِكَ إنْ شاءَ اللهُ تَعالى. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحاقة - الآية 30. (p-٣٩٦)وَ"الخاطِئُ": الَّذِي يَفْعَلُ ضِدَّ الصَوابِ مُتَعَمِّدًا لِذَلِكَ، و"المُخْطِئُ" الَّذِي يَفْعَلُهُ غَيْرُ مُتَعَمَّدٍ، وقَرَأ الحَسَنُ، والزَهْرِيُّ: "الخاطِيونَ" بِالياءِ دُونَ هَمْزٍ، وقَرَأ طَلْحَةُ، وأبُو جَعْفَرٍ، وشَيْبَةُ، ونافِعٌ -بِخِلافٍ عنهُ-: "الخاطُّونَ" بِضَمِّ الطاءِ دُونَ هَمْزٍ. قَوْلُهُ تَعالى: "فَلا أُقْسِمُ"، قالَ بَعْضُ النُحاةِ "لا" زائِدَةٌ، والمَعْنى: فَأقْسَمَ، وقالَ آخَرُونَ مِنهُمْ: "لا" رَدَّ لِما تَقَدَّمَ مِن أقْوالِ الكُفّارِ، والبِدايَةُ "أُقْسِمُ"، وقَرَأ الحَسَنُ بْنُ أبِي الحَسَنِ: "فَلَأُقْسِمُ" لِأنَّ لامَ القَسَمِ مَعَها ألِفُ أُقْسِمُ. وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿بِما تُبْصِرُونَ﴾ ﴿وَما لا تُبْصِرُونَ﴾ قالَ قَتادَةُ بْنُ دِعامَةَ: أرادَ اللهُ تَعالى أنْ يُعَمِّمَ القَسَمَ جَمِيعَ مَخْلُوقاتِهِ، وقالَ غَيْرُهُ: أرادَ الأجْسادَ والأرْواحَ. وهَذا قَوْلٌ حَسَنٌ عامٌّ. وقالَ قَوْلٌ حَسَنٌ عامٌّ.
تفسير قول الله تعالى &Quot; خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه &Quot; | المرسال
وجملة ذرعها سبعون ذراعا صفة ( سلسلة) وهذه الصفة وقعت معترضة بين المجرور ومتعلقه للتهويل على المشركين المكذبين بالقارعة ، وليست الجملة مما خوطب الملائكة الموكلون بسوق المجرمين إلى العذاب ، ولذلك فعدد السبعين مستعمل في معنى الكثرة على طريقة الكناية مثل قوله تعالى إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم. والذرع: كيل طول الجسم بالذراع وهو مقدار من الطول مقدر بذراع الإنسان ، وكانوا يقدرون بمقادير الأعضاء مثل الذراع ، والأصبع ، والأنملة ، والقدم ، وبالأبعاد التي بين الأعضاء مثل الشبر ، والفتر ، والرتب - بفتح الراء والتاء - ، والعتب ، والبصم ، والخطوة. وجملة إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين في موضع العلة للأمر بأخذه وإصلائه الجحيم. ووصف الله بالعظيم هنا إيماء إلى مناسبة عظم العذاب للذنب إذ كان الذنب كفرانا بعظيم فكان جزاء وفاقا. [ ص: 139] والحض على الشيء: أن يطلب من أحد فعل شيء ويلح في ذلك الطلب. تفسير قول الله تعالى " خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه " | المرسال. ونفي حضه على طعام المسكين يقتضي بطريق الفحوى أنه لا يطعم المسكين من ماله ؛ لأنه إذا كان لا يأمر غيره بإطعام المسكين فهو لا يطعمه من ماله ، فالمعنى لا يطعم المسكين ولا يأمر بإطعامه ، وقد كان أهل الجاهلية يطعمون في الولائم ، والميسر ، والأضياف ، والتحابب ، رياء وسمعة.
الباحث القرآني
وقالَ ابْنُ عَطاءٍ: ما تُبْصِرُونَ مِن آثارِ القُدْرَةِ وما لا تُبْصِرُونَ مِن آثارِ القُدْرَةِ، وقالَ قَوْمٌ: أرادَ بِقَوْلِهِ سُبْحانَهُ وتَعالى: "وَما لا تُبْصِرُونَ" المَلائِكَةَ. و"الرَسُولُ الكَرِيمُ" هو جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَلامُ في تَأْوِيلِ جَماعَةٍ مِنَ العُلَماءِ، ومُحَمَّدٌ ﷺ في قَوْلِ آخَرِينَ، وأُضِيفَ القَوْلُ إلَيْهِ لِأنَّهُ هو الَّذِي مَن تَلاهُ وبَلَّغَهُ.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحاقة - الآية 30
أما عندك من الخوف ما عند الفضيل وعلي؟. زاد ابن أبي الدنيا وبقي الفضيل لا يجاوز الآية، ثم صلى بنا صلاة خائف (3). فاعمل صالحا أيها العبد المسكين وسارع إلى الخيرات، لتنجو بنفسك من هذا الموقف العصيب، والمشهد الرهيب، وابك على خطيئتك كما بكى الفضيل وابنه لعل الله يقبل دمعتك، ويرحم عبرتك، فتكون من الفائزين. —————-
(1) مختصر تفسير ابن كثير 3/523
(2) مختصر تفسير ابن كثير 3/545
(3) سير أعلام النبلاء 8/444
فصل: إعراب الآية (14):|نداء الإيمان
(فَما) الفاء حرف عطف (ما) نافية (مِنْكُمْ) خبر مقدم (مِنْ أَحَدٍ) مجرور لفظا بمن الزائدة مرفوع محلا مبتدأ مؤخر (عَنْهُ) متعلقان بما بعدهما (حاجِزِينَ) صفة أحد.. إعراب الآية (48): {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48)}. (وَإِنَّهُ) إن واسمها واللام المزحلقة (تذكرة) خبر إن (لِلْمُتَّقِينَ) متعلقان بتذكرة والجملة معطوفة على جواب القسم.
(18) (مشعِراً بغَرابةٍ) أو كان مشتمِلاً على تطويلٍ ما، فإذا وَرَدَ خَبَرُ المتأخِّرِ تَمَكَّنَ في النفسِ؛ لأن الحاصلَ بعدَ الطلبِ أعزُّ من المُنْسَاقِ بلا تَعَبٍ. (19) (نحوُ) قولِ المعريِّ. (20) (والذى حارَت البريَّةُ فيه) أي: الذي اختلَفَت الخلائقُ في أنه يُعادُ أو لا يُعادُ. الباحث القرآني. (21) (حيوانٌ مستحدَثٌ) أي: مخلوقٌ. (22) (من جمادِ) أي: نُطفةِ أو طينةِ آدمَ، فتقديمُ المسنَدِ إليه وهو الذي، موصوفاً بِحَيْرَةِ البَرِيَّةِ فيه، يوجِبُ الاشتياقَ إلى أنَّ الخبرَ عنه ما هو، وقولُه حيوانٌ إلخ أي: إنسانٌ، خبرٌ مَسُوقٌ بعدَ التشويقِ إليه فيتَمَكَّنُ في ذهْنِ السامعِ، والمرادُ باستحداثِ الإنسانِ من الجمادِ البعثُ والمعادُ للأجسامِ الحيوانيَّةِ يومَ القيامةِ. ويَدلُّ عليه قولُه قبلَ هذا البيتِ:
بان أمْرُ الإلهِ واختلَفَ النا.... سُ فداعٍ إلى ضلالٍ وهادي
(23) (وتعجيلُ المسرَّةِ) أي: السرورِ للسامعِ؛ لأنه يَحْصُلُ بسماعِ اللفظِ المشعِرِ بالسرورِ سرورٌ فيَتفاءلُ به أي: يَتبادَرُ لفَهْمِ السامعِ حصولُ الخيرِ. (24) (أو) تعجيلُ. (25) (الْمَسَاءَةِ) أي: السوءِ للسامع فيَتَطَيَّرُ به, ويَتبادَرُ لفَهمِه حصولُ الشرِّ.