شهدت في ساعة جيوش طارق غازية من الزقاق إلى البُرتات، وشهدت مصرع عبد الرحمن
الغافقي في بلاط الشهداء، وشهدت جلاد الأجيال من المسلمين والأسبان، ورأيت عبد
الرحمن الناصر في حربه وسلمه ملء العين جلالًا ورهبةً، وملء القلب عدلًا
ورحمة. ورأيت البطل ابن أبي عامر يحالف الظفر في خمسين غزوة، ويُبعد المُغار حيث نكصت
الهمم والعزائم من قبله، ورأيت دولة الأمويين تُزلزَل فتتصدع فتنهار، وأبصرت
ملوك الطوائف يتنازعون البوار والعار، ويؤدون الجزية إلى ألفونس السادس
صاغرين. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأنفال - الآية 48. ثم سمعت جلبة جيوش المرابطين يقدمها يوسف بن تاشفين، وشهدت موقعة الزلاقة
القاهرة، ثم رأيت راية المرابطين تلقف رايات ملوك الطوائف. وهذه دولة الموحدين، وهذا المنصور يعقوب بن يوسف في موقعة الأرك يحطم جيوش
الأسبان بعد الزلاقة بمائة عام، ورأيت موقعة العقاب وقد دارت على المسلمين
دوائرها، والناصر بن يعقوب يفر بنفسه بعد أن اقتحمت عليه المنايا دائرة
الحراس. ورأيت غرناطة وحيدة في الجزيرة يتيمة قد ذهبت أترابها، وصارت كما قال طارق يوم
الفتح: أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام، ولكنها، على العلات، ورثت مجد
المسلمين وكبرياءهم، فجالدت الدهر عن نفسها مائتين وخمسين عامًا، وحمت حضارة
المسلمين على رغم النوائب وكَلَب الأعداء، ثم رأيت أشراط الساعة: رأيت أبا
الحسن وأخاه محمدًا يتنازعان السلطان على مرأى من العدو ومسمع، ورأيت أبا عبد
الله ينازع أباه الحسن ذلك الملك المائل، والظل الزائل، ورأيت العراك المديد
بين أبي عبد الله وعمِّه الزغَل كما تتناطح الخراف في حظيرة القصاب، وتلك جيوش
فرديناند وإيزابلا تنيخ على مدينة بعد أخرى، وتدك معقلًا بعد آخر.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأنفال - الآية 48
قام أهل غرناطة باستقباله بهتاف عالي وكانوا يرددون كلمة يا غالب أو الغالب، مما دفعوه أن يرد عليهم بعبارة لا غالب إلا الله. لكن توجد رواية أخرى ذكرت أن السبب في وجود تلك العبارة المنقوشة على جدران المدينة وفي القصر وفي جميع أنحاء وشوارع المدينة. أن أهل مدينة الأندلس بعد معرفتهم بأن دولتهم قد هزمت وعاجلا سوف تنتهي ويقوم الأسبان بطردهم من البلد، فقاموا بكتابة تلك العبارة. سقوط دولة الأندلس
الأندلس تعد من أزهى العصور التي مرت بها الدولة الإسلامية بشتى عصورها وأقطارها. خاتم لا غالب إلا الله حجر عنبر عيار 925 - 10 غرام. مدينة الأندلس شهدت حضارات إسلامية كثيرة، وكان من خلفاء الحضارة الإسلامية القوي الحازم، مثل الداخل، والمنصور، والناصر، وغيرهم كثير. لكن عندما زادت قوة الأنصار وازدادت أعدادهم حتى يقاتلوا المسلمين بالتزامن مع ضعف بعض المسلمين. وكانت موقعة العقاب التي كانت بين دولة الموحدين والنصارى، كانت آخر موقعة بين المسلمين والنصارى في الأندلس. وانتهت هذه الموقعة بانتصار النصارى على المسلمين، مما أدى إلى سقوط مدينة الأندلس. اقرأ أيضًا: 44 معلومة عن أسرار إنهيار وسقوط الأندلس
أسباب سقوط مدينة الأندلس
مقالات قد تعجبك:
ليس من المنطق أن تسقط مدينة من غير أن يكون هناك الأسباب التي تؤدي إلى ذلك وهذه الأسباب هي:
أولا: الانحراف عن الشريعة الإسلامية الحنِفية
قاموا الأشخاص بالابتعاد عن الشريعة الإسلامية وعدم تطبيق أوامرها، وحدودها، والابتعاد عن الأسس والقيم الأخلاقية والإنسانية الموجودة في الشريعة الإسلامية.
خاتم لا غالب إلا الله حجر عنبر عيار 925 - 10 غرام
علينا أن نؤمن أنّ لا غالب إلا الله ولكن علينا أيضاً أن نؤمن أنه لا غالب لضعفنا إلا أنفسنا. قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ).
ولا غالب إلا الله - ويكيبيديا
نحن كشعوب نقوى بشعور أنّ الله معنا في أي وقت وفي أي زمن، وأنّ من نستند عليه هو القويّ الغالب الباقي في كل الأحوال، لهذا علينا في كل شأنٍ من شؤون حياتنا أن نتذكر أنّه لا غالب إلا الله الذي بيده جميع الأمور "
عندما تقرأها ستُغمض عيناك وتهمسها شفتاك وتلامسها أطراف أصابعك على الجدران الباردة، عندها سيندلع صوتٌ مهيب، صوتٌ لأعدادٍ غفيرة تُردد في صوتٍ واحدٍ غليظٍ مُهيب: "ولا غالب إلا الله.. ولا غالب إلا الله". ولا غالب إلا الله - ويكيبيديا. تلك العبارة التي اتخذها "بنو نصر" والمعروفون أيضاً بإسم "بني الأحمر" شعاراً لهم وجعلوها عبارة تُذكّر زوّار الأندلس أن الحضارة الإسلامية كانت هنا ولا زالت روحها تسكن جدرانها. ويُقال أن قِصة هذا الشعار هو أن قائدهم قد أُجبر على خوض حربٍ مع القشتاليين ضد إشبيليا ليكون بهذا قد شارك بسقوط آخر معقل من معاقل المسلمين في الأندلس، وعندما عاد لقومه استقبلوه مهللين ومرددين "الغالب.. الغالب"، ولكنه من شدة حزنه لما فعل وقلّة حيلته كان رده يقتصر بقوله "ولا غالب إلا الله"، وظلّ هذا الذنب يتربّص به فطلب بتزيين القصر بعبارة "ولا غالب إلا الله" ليراها في كل زاوية من زواياه. سواء صَدَقت تلك القصة أم لا، فقد نجح "بنو نصر" باختيارهم لهذه العبارة ونجحوا بإيصال الرسالة لنا، ففي هذا الوقت نحن بأشدّ الحاجة إلى ما يُذكِّرُنا بقوتنا؛ لأنّ كمية الضغط التي نتعرض لها كشعوب عربية وإسلامية وما نراه يحدث حولنا قد هشّمنا من دواخلنا وجعَلَنا فارغين ضائعين ظانين أنّ لا حول لنا ولا قوة.
ذهبت البارحة إلى مسرح الحمراء، وقد سمى الأوروبيون كثيرًا من ملاهيهم باسم
الحمراء بعد أن حرَّفوه إلى الهمبرا، سألت نفسي في الطريق: كيف حُرِّف الاسم
هذا التحريف؟ قالت: إن الزمان ليطمس الأعيان ثم يذهب بالآثار، فما إبقاؤه على
الأسماء؟ أشفقت من هذا الحديث أن أتغلغل فيما وراءه من آلام وأحزان فقلت: فيم
الفرار من الكد والعناء إلى الملهى إن بدأتَ حديثه بالمراثي والمصائب؟
أخذت مكاني بين الجالسين، فسرَّحت طرفي في نسق عربي من البناء والنقش، وإذا منظر
يفتح لي من التاريخ فجاجًا ملأى بالأهوال والعِبر. لبثت أتأمل البناء متحرزًا أن أجتازه إلى ما وراءه من خطوب التاريخ، وما زلت أصوب
النظر وأصعده في المسرح حتى جمد البصر على دائرة في ذروته لاحت فيها أحرف
عربية، فكنت وإياها غريبين في هذا الجمع «وكل غريب للغريب نسيب. لاغالب الا ه. » بل كنت وإياها
نجيَّين في هذا الحفل لا يفهمها غيري، ولا تأنس من الوجوه الحاشدة بغير وجهي،
أجهدت البصر الكليل في قراءة الأحرف فإذا هي: «لا غالب إلا الله. »
يا ويلتاه! شعار بني الأحمر الذي حلوا به قصورهم ومساجدهم، ويل لهذه الكلمة
الجليلة الغريبة في هذا الملهى الأعجم؟ قرأت هذا الكلمة فإذا هي عنوان لكتاب من
العِبَر قلبته صفحة صفحة ذاهلًا عما حولي، فلم أنتفع بنفسي في مشهد اللهو
واللعب، ولم تحس أذني الموسيقى والغناء، أغمضت عيني عن الحاضر لأفتحها على
الماضي، وصمَّت الأذن عن ضوضاء المكان لتُصيخ إلى حديث الزمان، وناهيك بجولان
الفكر طاويًا الأعصار، منتظمًا البوادي والأمصار، واثبًا من غَيب التاريخ إلى
الحاضر، ومن الحاضر إلى غيب التاريخ.
على أن الأمر المهم هنا، هو أن هذه الحقيقة حين تستقر في ضمير المؤمن، تطلق تصوره لمشيئة الله وفعله من كل قيد يَرِدُ عليه من مألوف الحس، أو مألوف العقل، أو مألوف الخيال! فقدرة الله وراء كل ما يخطر للبشر على أي حال. والقيود التي تَرِدُ على تصور البشر بحكم تكوينهم المحدود، تجعلهم أسرى لما يألفون في تقدير ما يتوقعون من تغيير وتبديل فيما وراء اللحظة الحاضرة، والواقع المحدود، وهذه الحقيقة تطلق حسهم من هذا الإسار، فيتوقعون من قدرة الله كل شيء بلا حدود، ويكلون لقدرة الله كل شيء بلا قيود.
المقام الأول: الاهتداء إلى الشيء المقصود نواله بالعمل به وهو مقام العمل ، فالعالم بالشيء يهتدي إلى طرقه فيبلغ المقصود بيسر وفي قرب ويعلم ما هو من العمل أولى بالإقبال عليه ، وغير العالم به يضل مسالكه ويضيع زمانه في طلبه ، فإما أن يخيب في سعيه وإما أن يناله بعد أن تتقاذفه الأرزاء وتنتابه النوائب وتختلط عليه الحقائق فربما يتوهم أنه بلغ المقصود حتى إذا انتبه وجد نفسه في غير مراده ، ومثله قوله تعالى والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا [ ص: 350] ومن أجل هذا شاع تشبيه العلم بالنور والجهل بالظلمة. والمقام الثاني: ناشئ عن الأول وهو مقام السلامة من نوائب الخطأ ومزلات المذلات ، فالعالم يعصمه علمه من ذلك ، والجاهل يريد السلامة فيقع في الهلكة ، فإن الخطأ قد يوقع في الهلاك من حيث طلب الفوز ؛ ومثله قوله تعالى فما ربحت تجارتهم إذ مثلهم بالتاجر خرج يطلب فوائد الربح من تجارته فآب بالخسران ولذلك يشبه سعي الجاهل بخبط العشواء ، ولذلك لم يزل أهل النصح يسهلون لطلبة العلم الوسائل التي تقيهم الوقوع فيما لا طائل تحته من أعمالهم. المقام الثالث: مقام أنس الانكشاف فالعالم تتميز عنده المنافع والمضار وتنكشف له الحقائق فيكون مأنوسا بها واثقا بصحة إدراكه وكلما انكشفت له حقيقة كان كمن لقي أنيسا بخلاف غير العالم بالأشياء فإنه في حيرة من أمره حين تختلط عليه المتشابهات فلا يدري ماذا يأخذ وماذا يدع ، فإن اجتهد لنفسه خشي الزلل وإن قلد خشي زلل مقلده ، وهذا المعنى يدخل تحت قوله تعالى كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا.
هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟... نضال نعيسه | زمان الوصل
المنهج العلمي عند المسلمين
تطورت الأساليب العلمية لدى المسلمين وحدث تقدم مُبهر في المنهجية المتبعة، ووصل ذلك إلى أَوجِه في القرن الحادي عشر الميلادي، ويظهر ذلك في أعمال العالم ابن الهيثم الذي يُعد رائداً بالفيزياء التجريبية، حيث تم استعمال التجريب، والقياس الكمي من أجل التمييز بين عدد من النظريات العلمية المتكافئة تحت إطار من التوجه التجريبي بصورة عامة، وقد ألف ابن الهيثم كتابه المعروف باسم البصريات، وصحح العديد من الأمور في مجال البصريات، وأثبت عن طريق التجربة أنّ الرؤية تحدث نتيجة للأشعة الضوئية التي تنعكس على العين، وقد قام باختراع أول جهاز شبيه بالكاميرا، وكان يُسمى باسم (قمرة).
ذات صلة ما أهمية العلم في الإسلام أهمية طلب العلم في الإسلام
العلم
يعرّف العلم على أنّه معرفة الأمر على حقيقته بعد بذل جهد كبير يوصلك إلى المعرفة، وهناك الكثير من أنواع العلم نذكر منها: علم العقائد، وعلم التراجم، وعلم اللغات، وعلم الأنساب، وعلم الرياضيات، وعلم الفيزياء، وعلم الكيمياء، ولقد أولى ديننا الحنيف عناية فائقة بالعلوم على اختلافها، فبالعلم تسمو الأمم وترتقي الحضارات، لذا سنعرفكم في هذا المقال على أهمية العلم في الإسلام، والعلم في الحضارة الإسلامية، إضافة إلى المنهج العلمي عند المسلمين. أهمية العلم في الإسلام
حظي العلم على اهتمام كبير من قبل الإسلام، ومما يدل على ذلك نزول أول آية في القرآن لتحث على القراءة والعلم، قال تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [العلق: 1]، ونزلت العديد من الآيات التي تدعو إلى استخدام العقل، والسعي إلى طلب المعرفة، فبالعلم يتعرف الإنسان على الله تعالى، ويُطبق مهمته في الأرض المتمثلة بالاستخلاف، ولقد فرق الله تعالى بين من يعلمون، ومن لا يعلمون، وذلك بقوله: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ) [الزمر: 9]. للعلماء مكانة خاصة في الإسلام تجعلهم بمركز أعلى من غيرهم في الدنيا، وفي الآخرة، فيتميز أهل العلم بسرعتهم في إدراك الحق، وفي الإيمان، فهم يحكمون عقلهم في كافة الأمور مما يجعلهم من السباقين إلى الإيمان.