بدأ القرد حزين لحالها واعتذر منها على تقصيره معها وعدم سؤاله لفترة من الوقت فقالت له: لا عليك أيها القرد ولكنّني أشعر بالقلق على الحمار الوحشي ، فسألها القرد: لماذا؟ فقالت: إنّني لم أره منذ أيام وعندما ذهبت لأطرق بابه قمت بذلك لأكثر من مرة ولكن لم يكن أحد يجيبني، فقال لها القرد: إذاً هيا بنا لنذهب ونطمئن عليه فأنا أيضاً لم أره منذ مدّة. ذهب القرد والغزالة للاطمئنان على حال الحمار الوحشي، وأثناء ما كانا واقفان يطرقان الباب مر بها الكلب فسألهم عن سبب وقوفهم أمام باب منزله، فأخبروه أنّهم لم يروه منذ أيام وأن باب منزله مغلق، فقال لهم الكلب: لقد رأيته في اليوم في الصباح يسير مع الثعلب في بعض أنحاء الغابة. تعجّب كلاهما من قول الكلب وقال الغزال: يبدو الأمر غريباً فليس من المعتاد أن يرافق الحمار الكلب، فقال القرد: هيا بنا لنذهب لمنزل الكلب كي نسأله عن الحمار ونطمئن عليه، ذهب القرد والغزال ورافقهم الكلب إلى منزل الثعلب وطرقوا الباب، لما فتح لهم الثعلب الباب بدت عليه مظاهر الضيق والانزعاج وقال لهم: ماذا تريدون؟ فقالوا له: جئنا لكي نطمئن على حال الحمار فنحن لم نراه منذ أيام، فقال لهم الثعلب: ولكنّني لا أعرف عنه أي شيء.
قصيدة بعنوان (بعد الغدر)
كاتب الموضوع رسالة????
جلست جميع الحيوانات تبكي على صديقهم الحمار الوحشي لموته، وفجأة قدم الثعلب ودخل عليهم وهو يتصنّع البكاء ويقول: يا له من أمر محزن إنّني قمت بتحذيره لأكثر من مرة أن لا بمشي لوحده في الغابة، فقال القرد: ولكن ليس من عادة الحمار أن يمشي بمفرده في أطراف الغابة فهو لا يعرف الطريق أصلاً، شعر الثعلب بالخجل والخوف وتغيّر لون وجهه وقال: كان يسير معي وسألني عن طريقة تنظيف المنزل فأخبرته، فقال القرد: ولكن منزل الحمار الوحشي نظيف جدّاً، تلعثم الثعلب وقال: ولكن أنا كنت أقصد منزلي أنا. شعرت الحيوانات أن هذا الثعلب يكذب، وأن له يد بمقتل صديقهم الحمار الوحشي فابتعدت عنه، ولكنّه كان يريد اصطياد فريسة أخرى ولم يستطع ذلك، وعندما ذهب للأسد قال له وهو في جوع كاد يمزّق أمعائه: أين الفريسة التي وعدتني أن تصطادها؟ قال له الثعلب: أنا سأحضّر لك فريسة لذيذة وسأريك كيف سأستطيع فعل ذلك فهذا عملي. لم يصدّق الأسد كلام الثعلب فانتظره زيارته في مرّة من المرات، وعندما دخل عليه ذات مرّة ابتسم له الأسد قائلاً: تفضّل لك أعددت لك احتفالاً وأغلق الباب خلفه، علم الثعلب أن الأسد يريد أكله فنظر له وقال: لقد قمت بخداعي أيها الأسد ألم أكن أحضر لك الفرائس؟ قال له الأسد: أنا الآن جائع ولم يعد لي معك أي مصلحة فأنت غير قادر على إحضار الفرائس، وليس أمامي طعام غيرك، وهل تستغرب أن أغدر بك؟ فأنت من غدرت صديقك الحمار من قبل، قال الثعلب وهو يلفظ الأنفاس الأخيرة: لقد نلت جزاء ما فعلت.
((بل ويعود هذا النفع إلى عموم المسلمين؛ لأن بصلاح من ذُكر يكون سبباً لصلاح كثير ممن يتعلق بهم، وينتفع بهم)) (7). ((وهذا هو الشعور الفطري الإيماني العميق، شعور الرغبة في مضاعفة السالكين في الدرب إلى اللَّه عز وجل ، وفي أولهم الذرية والأزواج، فهم أقرب الناس تبعة، وهم أول أمانة يُسأل عنها الرجال)) (8). ﴿ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾: أي واجعلنا أئمة هدىً يقتدي بنا أهل التقوى، في الفعل، والقول، وفي إقامة الدين، وسؤالهم أن يجعلهم أئمة للمتقين يُقتدَى بهم، هو طلب من اللَّه أن يهديهم، ويوفقهم، ويمنَّ عليهم بالعلوم النافعة، والأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة التي توصلهم إلى هذه المنزلة العليّة.
دعاء ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا Artinya
ووحد " قرة " لأنه مصدر; تقول: قرت عينك قرة. وقرة العين يحتمل أن تكون من القرار ، ويحتمل أن تكون من القر وهو الأشهر. والقر البرد; لأن العرب تتأذى بالحر وتستريح إلى البرد. وأيضا فإن دمع السرور بارد ، ودمع الحزن سخن ، فمن هذا يقال: أقر الله عينك ، وأسخن الله عين العدو. وقال الشاعر: فكم سخنت بالأمس عين قريرة وقرت عيون دمعها اليوم ساكب قوله تعالى: واجعلنا للمتقين إماما أي قدوة يقتدى بنا في الخير ، وهذا لا يكون إلا أن يكون الداعي متقيا قدوة; وهذا هو قصد الداعي. وفي الموطأ: " إنكم أيها الرهط أئمة يقتدى بكم " فكان ابن عمر يقول في دعائه: اللهم اجعلنا من أئمة المتقين. وقال: " إماما " ولم يقل " أئمة " على الجمع; لأن الإمام مصدر. يقال: أم القوم فلان إماما; مثل الصيام والقيام. وقال بعضهم: أراد أئمة ، كما يقول القائل أميرنا هؤلاء ، يعني أمراءنا. وقال الشاعر: يا عاذلاتي لا تزدن ملامتي إن العواذل لسن لي بأمير أي أمراء. وكان القشيري أبو القاسم شيخ الصوفية يقول: الإمامة بالدعاء لا بالدعوى ، يعني بتوفيق الله وتيسيره ومنته لا بما يدعيه كل أحد لنفسه. فضل دعاء ربنا هب لنا من ازواجنا و ذرياتنا | جدني. وقال إبراهيم النخعي: لم يطلبوا الرياسة بل بأن يكونوا قدوة في الدين.
( [4]) أخرجه الطبري في تفسيره، 19/ 318، وحسّن إسناده صاحب التفسير الصحيح، 3/ 509. ( [5]) مسلم، كتاب الوصية، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته، برقم 1631. ( [6]) سورة الطور، الآية: 21. ( [7]) تفسير ابن سعدي، ص 688. ( [8]) في ظلال القرآن، 4/ 258. ( [9]) سورة السجدة، الآية: 24. ( [10]) انظر: تفسير ابن سعدي، 5/ 499 بتصرف. دعاء ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قره. ( [11]) سورة الفرقان، الآية: 75. ( [12]) البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، برقم 3256، ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف، كما يرى الكوكب في السماء، برقم 2830. ( [13]) المسند، 14/ 178، برقم 8471.