د. قاسم عبد المحبشي
لا أدري ما الذي ذكرني بالعنب اليمني؟ ربما طول الحجر الصحي، وربما موسم جني العنب، وربما حبّي الشديد للعنب الأسود والرازقي بدون بذور ملك العنب. ليس هناك ما هو ألذ منه ولا أشهى في الدنيا. ذات يوم كنت في صنعاء بعد الاجتياح العسكري الغاشم لمدينتي البحرية المدنية المسالمة عدن الحبيبة. أُجبرنا على الذهاب إلى صنعاء بعد الحرب لمتابعة رواتبنا؛ مكرهًا أخاك لا بطل!.. وما أصعب مرارة الهزيمة في المجتمعات العربية القبلية التقليدية. زرت صنعاء قبل الاجتياح وبعدها فشاهدت الفرق بين الحالتين في التعامل والاستقبال لنا نحن -القادمون من الجنوب- قبل الحرب والهزيمة، كانت حفاوة الاستقبال والمعاملة باذخة الكرم والضيافة، لاسيما في المؤسسات الحكومية العامة. كان المسؤول ينهض من مقعدهِ حينما يعلم أنك جنوبيٌّ، ويحيطك باهتمام خاص مشفوعًا بالكلام الجميل الذي يطيب الخاطر. كنتَ تخرج من المكتب بقلب مجبور ومشاعر وطنية عالية المودة والأخوية، وترى صنعاء عاصمتك وأهلها أهلك. اخيرا /السلتة والفحسة اكلات يمنية - مدونة حواء. وأهل صنعاء كرام بطبيعتهم ولا تحس بينهم بالغربة والاغتراب. كم أحببتها حينها فقط. أما بعد الحرب والهزيمة فقد اختلف الأمر ١٨٠ درجة. طلعنا بروح مكسورة مثقلة بمشاعر الحزن والقهر والندم.
اخيرا /السلتة والفحسة اكلات يمنية - مدونة حواء
كتب – د. قاسم المحبشي:
لا أدري ما الذي ذكرني بالعنب اليمني؟ ربما طول الحجر الصحي، وربما موسم جني العنب، وربما حبّي الشديد للعنب الأسود والرازقي بدون بذور ملك العنب. ليس هناك ما هو ألذ منه ولا أشهى في الدنيا. ذات يوم كنت في صنعاء بعد الاجتياح العسكري الغاشم لمدينتي البحرية المدنية المسالمة عدن الحبيبة. أُجبرنا على الذهاب إلى صنعاء بعد الحرب لمتابعة رواتبنا؛ مكرهًا أخاك لا بطل!.. وما أصعب مرارة الهزيمة في المجتمعات العربية القبلية التقليدية. زرت صنعاء قبل الاجتياح وبعدها فشاهدت الفرق بين الحالتين في التعامل والاستقبال لنا نحن -القادمون من الجنوب- قبل الحرب والهزيمة، كانت حفاوة الاستقبال والمعاملة باذخة الكرم والضيافة، لاسيما في المؤسسات الحكومية العامة. كان المسؤول ينهض من مقعدهِ حينما يعلم أنك جنوبيٌّ، ويحيطك باهتمام خاص مشفوعًا بالكلام الجميل الذي يطيب الخاطر. كنتَ تخرج من المكتب بقلب مجبور ومشاعر وطنية عالية المودة والأخوية، وترى صنعاء عاصمتك وأهلها أهلك. وأهل صنعاء كرام بطبيعتهم ولا تحس بينهم بالغربة والاغتراب. كم أحببتها حينها فقط. أما بعد الحرب والهزيمة فقد اختلف الأمر ١٨٠ درجة. طلعنا بروح مكسورة مثقلة بمشاعر الحزن والقهر والندم.
عبد المجيد العمري