لم يستجِب قابيل لنصائح أخيه هابيل، وطوّعت له نفسه الأمارة بالسوء قتل أخيه فقام بقتله، ثمّ أصبح نادماً على ما فعله، وغدا حائراً يجول في الأرض؛ محاولاً إيجاد طريقة لإخفاء جثة أخيه المقتول، فبعث الله له غرابين اثنين، تنازعا أمامه، فقتل واحد منهم الآخر، فقام الغراب بحفرِ حفرة في الأرض، ودفن الغراب الذي قتله. فعل قابيل كما فعل الغراب، وسُرعانَ ما شعرَ بالنّدم على فِعلته، وكيف أنّه عجِزَ عن سترِ جثّة أخيه، وعلَّمهُ ذلك الغراب كيف يسترها، ويواريها، ولم يُحصّل أيّ فائدة من قتله لأخيه سوى أن نال غضب الله، وسخط والداه وإخوته.
ملخص قصه قابيل وهابيل من السنه
من القصص المعبرة والمثيرة التي قصها علينا القرآن الكريم قصة ابني آدم عليه السلام، تلك القصة التي جرت وقائعها مع بداية الوجود الإنساني على هذه الأرض، والتي انتهت أحداثها بقتل الأخ لأخيه، حسداً وعدواناً. ملخص قصه قابيل وهابيل من السنه. حاصل القصة ذكر سبحانه حاصل أحداث هذه القصة في موضع واحد من كتابه الكريم، وهو قوله تعالى: { واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال إنما يتقبل الله من المتقين * لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين * إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين * فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين * فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين} (المائدة:27-31). تحليل أحداث القصة جاءت هذه الآيات عقيب حديث طويل عن رذائل قوم موسى عليه السلام، الذين خالفوا نبيهم، وامتنعوا عن طاعته، والاهتداء بهديه، وقالوا له بكل صلافة وسوء أدب: { فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون} (المائدة:24). فساق القرآن عقيب ذلك قصة قابيل و هابيل ؛ تخفيفاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم عما أصابه من قومه، وتبياناً أن الذين عصوا أنبياءهم، واعتدوا عليهم، قد اقتفوا الطريق الذي سلكه قابيل الظالم في عدوانه على أخيه هابيل المظلوم.
إنَّ الحمد لله تعالى نحمده، ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى مِن شُرُور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهْده الله فلا مُضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.