تاريخ الإضافة: 4/12/2017 ميلادي - 16/3/1439 هجري
الزيارات: 25638
تفسير: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون)
♦ الآية: ﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (113). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ﴾ لا تُداهنوهم ولا ترضوا بأعمالهم يعني: الكفَّار ﴿ فتمسكم النار ﴾ فيصيبكم لفحها ﴿ وَمَا لَكُمْ مِنْ دون الله من أولياء ﴾ من مانع يمنعكم من عذاب الله ﴿ ثُمَّ لا تنصرون ﴾ استئنافٌ. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: وَلَا تَمِيلُوا. الباحث القرآني. وَالرُّكُونُ: هُوَ الْمَحَبَّةُ وَالْمَيْلُ بِالْقَلْبِ. وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: لَا تَرْضَوْا بِأَعْمَالِهِمْ. قَالَ السُّدِّيُّ: لَا تُدَاهِنُوا الظَّلَمَةَ. وعن عكرمة: لا تطيعوهم فيما يقولوه ويعملوه، وَقِيلَ: لَا تَسْكُنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴿ فَتَمَسَّكُمُ ﴾، فَتُصِيبَكُمُ، ﴿ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِياءَ ﴾، أَيْ: أَعْوَانٍ يَمْنَعُونَكُمْ مِنْ عذابه، ﴿ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾.
- ولا تركنوا إلى الذين ظلموا - إسلام أون لاين
- صوت العراق | “ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار”
- الباحث القرآني
ولا تركنوا إلى الذين ظلموا - إسلام أون لاين
جملة: (أقم الصلاة) لا محلّ لها معطوفة على الجملة الطلبيّة في الآية السابقة. وجملة: (إنّ الحسنات يذهبن... ) لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: (يذهبن... ) في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: (ذلك ذكرى... الواو عاطفة (اصبر) مثل أقم الفاء تعليليّة (إنّ اللّه لا يضيع) مثل إنّ الحسنات يذهبن و(لا) نافية (أجر) مفعول به منصوب (المحسنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: (اصبر) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقم. وجملة: (إنّ اللّه لا يضيع... وجملة: (لا يضيع... الصرف: (طرفي)، اسم استعمل ظرفا لأنه أضيف إلى الظرف.. وانظر الآية (127) من سورة آل عمران. ولا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم النار. (زلفا)، جمع زلفة، وهي الطائفة من الليل، وزنه فعلة بضمّ الفاء وسكون العين، ووزن زلف فعل بضمّ ففتح، وقد يجمع زلفة على زلفات بضمّتين. (الذاكرين)، جمع الذاكر، اسم فاعل من ذكر الثلاثيّ وزنه فاعل. الفوائد: - شروط التوبة: دلت هذه الآية الكريمة على التوبة، وأن فعل الحسنات يكون سببا لانمحاق الذنوب والسيئات. وورد حديث صحيح عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم بمعنى هذه الآية وهو: (وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن). لكن الأمر يحتاج إلى توبة نصوح ولها شروط: 1- الإقلاع عن الذنب بالكلية.
صوت العراق | “ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار”
ما هو الركون الذي ينهانا الله عنه وحرمه علينا؟
إنه الميل. فأساس معنى "ركن" هو: مال واستند واعتمد. ولا بد في الركون من طرفين. الطرف الأول: قوي، أو يُظن أنه قوي، وهو الركن، وركن الشيء جانبه القوي الذي لا يُستغنى عنه، كأركان الإيمان والإسلام والصلاة وغيرها. ولا تركنوا إلى الذين ظلموا - إسلام أون لاين. وركن البيت عموده وعماده، الذي يقوم عليه. وركن الدولة أو النظام هو جهازه التنفيذي القوين المتمثل بالحاكم ورجاله ووزراءه، وهم أقوى أجهزة ومؤسسات الدولة، لأن بيدهم القرارات المُختلفة، وإذا كان الحاكم ووزراؤه ظالمين وقعت الطامة الكبرى في البلد. الطرف الثاني: ضعيف: وهو المتمثل بأفراد الشعب المظلوم، والموظفين المسحوقين، في مُختلف أجهزة ومؤسسات الدولة، والذين لا يملكون شيئاً. هؤلاء المقهورون يظنون أن كل مظاهر القوة موجودة عند أركان النظام، من عمل ورزق وعطاء وخير، فيعتقدون أن حياتهم مرتبطة بأيدي كبار المسؤولين، فيميلون إليهم ميل الضعيف إلى القوي، وميل الذليل المسكين المسحوق إلى ولي أمره ومالك نعمته!! حرم الله على أي فرد من المسلمين الركون إلى الظالمين، وبهذا المعنى الذي ذكرناه للركون، وهذا التحريم يشمل كل فرد من المسلمين، مهما كان موقعه، ولكنه ينطبق أول ما ينطبق على كبار الموظفين في مؤسسات النظام، وجنود النظام، ورجال الأمن والتوجيه والقضاء عليه.
الباحث القرآني
ملاحظات 1 ـ ما هو مفهوم الرّكون؟
مفهوم «الركون» مشتق من مادة «رُكن» ومعناه العمود الضخم من الحجر أو الجدار الذي يربط البناء أو الأشياء الأُخرى بعضها الى بعض، ثمّ اطلق هذا اللفظ على الإِعتماد أو الإِستناد الى الشيء. صوت العراق | “ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار”. وبالرغم من أنّ المفسّرين أعطوا معاني كثيرة لهذه الكلمة في تفسيرهم للآية، ولكنّها في الغالب تعود الى مفهوم جامع وكلي فمثلا فسّرها البعض بالميل، وفسّرها البعض بـ «التعاون»، وفسّرها البعض بـ «إظهار الرضا»، وفسّرها آخرون بـ «المودّة»، كما فسرها جماعة بالطاعة وطلب الخير، وكل هذه المعاني ترجع الى الإِعتماد والإِتكاء كما هو واضح. 2 ـ في أيّ الأُمور لا ينبغي الرّكون الى الظالمين؟
بديهي أنّه في الدرجة الأُولى لا يصح الإِشتراك معهم في الظلم أو طلب الإِعانة منهم، وبالدرجة الثّانية الإِعتماد عليهم فيما يكون فيه ضعف المجتمع الإِسلامي وسلب استقلاله واعتماده على نفسه وتبديله الى مجتمع تابع وضعيف لا يستحق الحياة، لأنّ هذا الركون ليس فيه نتيجة سوى الهزيمة والتبعية للمجتمع الإِسلامي. وأمّا ما نلاحظه أحياناً من مسائل التبادل التجاري والروابط العلمية بين المسلمين والمجتمعات غير الإِسلامية على أساس حفظ منافع المسلمين واستقلال المجتمعات الإِسلامية وثباتها، فهذا ليس داخلا في مفهوم الركون الى الظالمين ولم يكن شيئاً ممنوعاً من وجهة نظر الإِسلام، وفي عصر النّبي نفسه(صلى الله عليه وآله وسلم)والأعصار التي تلته كانت هذه الأُمور موجودة وطبيعية أيضاً.
جملة: (إنّ كلّا لمّا.. ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (لمّا (يوفوا أعمالهم) في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: (يوفّينّهم ربّك... ) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (إنّه... خبير) لا محلّ لها تعليليّة. وجملة: (يعملون) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
ومن روائع ما يُروى في هذا المقام أنه كان رجل في بداد، زمن الإمام أحمد بن حنبل، وكان خياطاً يخيط ملابس الخليفة العباسي _ يُعتبر الخليفة من أولياء الله إذا قورن بالحكام الذين ابتلي بهم العالم الإسلامي في هذا الزمان _ فأتى الخياط إلى ابن حنبل وقال له:
أنا خياط أخيط الملابس للخليفة فهل أنا بهذا من مَن يركن إلى الظالمين؟
فأجابه الإمام أحمد قائلا: لا أنت لست مِن مَن يركن إلى الظالمين، بل أنت مُشارك لهم في ظلمهم، وأنت ظالم مثلهم! لكن الذي يبيعك الإبرة والخيط هو الذي يركن إلى الظالمين!! نسوق هذا الكلام إلى الموظفين الذين يُنفذون أوامر الظالمين بالظلم والعدوان، كما نسوق هذا إلى "البلطجية" الذين يكونون "أدوات" بأيدي الظالمين للعدوان على عباد الله الصالحين!! معلومات الموضوع