[ ص: 47] ( مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم). قوله تعالى: ( مثل الجنة التي وعد المتقون).
تفسير: (مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا)
ثم قال تعالى: ( كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم) وفيه أيضا مسائل:
المسألة الأولى: على قول من قال: ( مثل الجنة) معناه وصف الجنة ، فقوله: ( كمن هو) بماذا يتعلق ؟ نقول قوله: ( ولهم فيها من كل الثمرات) يتضمن كونهم فيها فكأنه قال: هو فيها كمن هو خالد في النار ، فالمشبه يكون محذوفا مدلولا عليه بما سبق ، ويحتمل أن يقال ما قيل في تقرير قول الزمخشري أن المراد هذه الجنة التي مثلها ما ذكرنا كمقام من هو خالد في النار.
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة محمد - قوله تعالى مثل الجنة التي وعد المتقون - الجزء رقم27
والبيت في سياق أبيات من القصيدة ، يصف فيها ثور الوحش ، والضمير في " أضل ، إليه. و" الصوار " ، قطيع بقر الوحش ، أضل الثور قطيعة وبقي فردًا وحيدًا ، كئيبًا متحيرًا. " تضيفته " ، نزلت به وطرقته ، والضمير في" تضيفته" لإحدى الليالي التي ذكرها في البيت قبله: كَــأَخْنَسَ نَاشِــطٍ جَــادَتْ عَلَيْـهِ ببُرْقَــةِ وَاحِــفٍ إحْــدَى اللَّيـالي و " ليلة نطوف" ، قاطرة تمطر حتى الصباح. وقال أبو عمرو: " تطوف": سحابة تسيل قليلا قليلا " ، والأول عندي أجود هنا ، وفي اللسان ( يدي):" نِطَافٌ" (7) ديوانه: 216 ، تخريجه: 396 ، ويزاد عليه ما هنا ، وتمام البيت: * وأجَـنَّ عَـوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلامُهَا * " ألقت" ، يعني الشمس ، ولم يجر لها ذكر قبل. تفسير: (مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا). و " الكافر" ، الليل المظلم ، يستر ما يشتمل عليه. (8) هذه مقالة أبي عبيدة مجاز القرآن 1: 333 ، 334. (9) هو أيضًا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن 1: 334. وقوله: " للذين استجابوا" ، هي الآية 18 من سورة الرعد ، وهذه الآية: 35 منها ، فلذلك قال: " على الكلام الأول". (10) هو جرير. (11) سلف البيت 7: 86 ، تعليق: 1 / 15: 567 وسيأتي 19: 39 ( بولاق) ، ويزاد في المراجع: اللسان ( خضع).
القارئ: طارق المحيسني تلاوة ماتيسر من الرعد (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ ) - Youtube
القارئ: طارق المحيسني تلاوة ماتيسر من الرعد (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ) - YouTube
ولكنه تصوير تقريب للذهن. إنَّ مثل هذه الجنة الخالدة هي نصيب المتقين الذين آمنوا بربهم وسعوا لكل ما يرضيه. وأما عاقبة الكافرين بالله فهو النقيض لهذا النعيم ، إنه الجحيم بما فيه من لظى النيران. اللهم ارزقنا العيش بجناتك الوارفة ، في فردوسك الأعلى يا رب العالمين ، وليس ذلك على كرمك ولطفك ورحمتك بعزيز.