ماهو يوم الحج الأكبر فإن يوم "عيد الأضحى المبارك" من أيام الله المشهودة؛ وهو أحد أعياد المسلمين كما جاء في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يومُ عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق، عيدنا أهلُ الإسلام …))[1].
- Books ما هو يوم الحج الأكبر - Noor Library
- ما هو يوم الحج الأكبر - موقع كل جديد
Books ما هو يوم الحج الأكبر - Noor Library
سبب تسمية يوم النَّحْر بالحج الأكبر ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ تسمية يوم النَّحْر بيوم الحجّ الأكبر تعود إلى اشتماله على مناسك عظيمة؛ سواء في ليله بالوقوف بعرفة، أو في نهاره بالنَّحْر، والطواف، والسَّعي، والحَلْق؛ فالحجّ هو الزمان، والأكبر هي الأعمال التي فيه، واستدلّوا على ذلك بقوله -تعالى-: (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) ، وقِيل لأنّه اليوم الذي ينتهي فيه الحاجّ من إتمام مناسكه، ومِمّن قال بذلك الحافظ ابن حجر، وقِيل للتفريق بينه وبين العُمرة التي تُعَدّ الحجّ الأصغر كما بَيَّن النوويّ. أعمال يوم النَّحْر تناول الفقهاء بالبحث الأعمال التي يُؤدّيها الحاجّ في يوم النَّحر، وفصّلوا فيها القول، ومجمل آراء المذاهب الفقهية الأربعة فيما يأتي: الحنفية: يرى الحنفيّة أن يبدأ الحاجّ بالرَّمْي، ثمّ يذبح إن أراد، ثمّ يحلق رُبع شَعر رأسه وهو الأفضل، ويجوز له أن يُقصِّر، وبعدها يتحلّل التحلُّل الأوّل، فيجوز له كُلّ شيء ما عدا النساء، ثُمّ يطوف طواف الزيارة الذي يكون وقته خلال أيّام العيد. المالكية: يرى المالكية أنّ على الحاجّ الترتيب في الأعمال؛ فيبدأ برَمْي جمرة العقبة في يوم النَّحْر، ثُمّ يحلق، ثُمّ يطوف طواف الإفاضة، وإن قدّم أحدها على الآخر، فيجب عليه دَم.
ما هو يوم الحج الأكبر - موقع كل جديد
وأما المرأة فيتعين في حقها التقصير بأن تقص من كل ضفيرة قدر أنملة قال ابن قدامة: "والمشروع للمرأة التَّقصير دون الحلق لا خلاف في ذلك"[7]، وقد روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس على النساء حلق إنما على النساء التقصير))[8] قال الإمام النووي رحمه الله: "أجمع العلماء على أنه لا تؤمرُ المرأة بالحلق، بل وظيفتها التقصير من شعر رأسها؛ لأنه بدعةٌ في حقهنَّ ومُثلةٌ"[9]. رابعاً: طواف الإفاضة: وهو ركن من أركان الحج قال تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (سورة الحج:29)، وإن أخَّر الحاج طواف الإفاضة فطافه عند الخروج؛ أجزأه عن طواف الوداع؛ لكن السُّنة أن يطوفه يوم العيد ضحى، وليس في هذا الطواف اضطباع ولا رمل، وبعد الطواف يصلي ركعتين خلف المقام، فإن لم يتيسر ففي أي مكان من المسجد الحرام. خامساً: السعي بين الصفا والمروة: لمن كان متمتعاً، أو قارناً، أو مفرداً، ولم يكن قد سعى بعد طواف القدوم فيجب عليه أن يسعى هنا. Books ما هو يوم الحج الأكبر - Noor Library. التحلل الأكبر والأصغر: إذا فعل الحاج اثنين من هذه الثلاثة: (رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة)؛ فقد حل له كل شيء إلا النساء، ويسمى التحلل الأصغر.
مكانة الحج في الإسلام يُعَدّ الحجّ الرُّكن الخامس من أركان الإسلام، وقد فرضه الله -تعالى- في السنة التاسعة للهجرة، ويدلّ على فرضيّته قوله -تعالى-: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) ، بالإضافة إلى قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ) ، كما أنّ الفُقهاء اتّفقوا على فرضيّته، ولم يُخالف منهم أحد ذلك؛ فكان ذلك إجماعاً. والحجّ من العبادات العظيمة التي يترتّب عليها الأجر والثواب العظيم من الله -تعالى-، كما أنّه مُكفِّر لسيِّئات المسلم؛ لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن حَجَّ هذا البَيْتَ، فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كما ولَدَتْهُ أُمُّهُ) ، كما سمّاه النبيّ -عليه الصلاة والسلام- (جهادٌ لا قتالَ فيه) ؛ لِما فيه من الصبر على المَشقّة، والتعب، إلى جانب ما فيه من تضحية بالنَّفس، والمال، والاجتهاد في أدائه مُحبَّبٌ للمسلم. المصدر: