حجّ الرسول قبل البعثة وبعدها
يُقسَّم حَجّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من الناحية التاريخيّة إلى قسمَين، وهُما كما يأتي: [1] القسم الأول: حَجُّه قبل البعثة؛ أي أيّام الجاهليّة. القسم الثاني: حَجُّه بعد البعثة؛ وهذا القسم يتفرّع إلى فرعَين من حيث المُدّة الزمنيّة؛ الفرع الأوّل يتحدّث عن الفترة الواقعة بين البعثة والهجرة، إلّا أنّه لا توجد عنه معلومات كافية وقطعيّة، وفيه خِلاف كثير بين العُلماء، والفرع الثاني يتحدّث عن حجّه بعد الهجرة، وتوجد فيه معلومات مُفصَّلة ومُتَّفق عليها بين العُلماء. وسيأتي في المقال تفصيلُ بعضِ المَعلومَاتِ الواردَةِ في حجِّ النبيِّ -صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم-.
- كم حجة حجها رسول المحبة والسلام
- كم حجة حجها رسول كسرى
كم حجة حجها رسول المحبة والسلام
قول ابن رشد إنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لم يحجّ في الإسلام إلّا ثلاث مرّات؛ مرّتَين في مكّة قبل الهجرة، ومرّة واحدة في المدينة بعد فَرْضه. بعد الهجرة تُسمّى الحجّة التي حجّها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعد الهجرة حجّةَ الوداع؛ لأنّه وقف فيها يوم العيد عند الجمرات خطيباً بالصحابة، ووَعَظهم، وبَيَّن لهم مناسك الحجّ، وقال لهم: "هل بلّغت" فقالوا: نعم؛ فقال: "اللهمّ اشهد"، ثمّ ودّعَ الناس؛ فقالوا هذه حجّة الوداع، وكانت في السنة العاشرة من الهجرة، وقد جاء عن ابن القيِّم الإجماع على أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لم يحجّ بعد الهجرة إلّا مرّة واحدة، وأورد الترمذي حديثاً عن قتادة يسأل فيه أنس بن مالك -رضي الله عنهما- عن ذلك، فقال: (كَم حَجَّ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ؟ قالَ: حَجَّةً واحدةً). حجّة الوداع تُسمّى الحجّة الوحيدة التي حجّها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعد الهجرة (حجّة الإسلام)؛ لأنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لم يحجّ بعد الهجرة وفَرض الحجّ إلّا هذه الحجّة، وتُسمّى أيضاً (حجّة الوداع)، كما تُسمّى (حجّة البلاغ والتمام)؛ لأنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بَيَّن فيها مناسك الحجّ بالقول، والفِعل، وبيّن فيها قواعد الإسلام، وقد أنزل الله -تعالى- فيها قوله: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
كم حجة حجها رسول كسرى
5
وأما بالنسبة لعدد هذه الحجات فيقول صاحب الفتح: "أما قبل النبوة فلا يعلم عدد حجه
إلا الله، وكل ذلك استصحاب للأصل الذي درج عليه العرب من أيام إبراهيم – عليه
السلام -" 6. بعد البعثة:
ولنا أن نفرق بين مرحلتين:
مرحلة ما قبل الهجرة، وما زال النبي – صلى الله عليه وسلم – حينها في مكة، لكنه قد
تنبأ، ونزلت عليه رسالة السماء. ومرحلة ما بعد الهجرة، وقد استقر الحال بالنبي – صلى الله عليه وسلم – في المدينة.
وهذه الحجة الوحيدة التي تسمى بحجة الوداع بعدما فرض الله فريضة الحج وجعله ركن خامس من أركان الإسلام. حيث تعتبر حجة الوداع أول وآخر حجة حجها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة. وقد تضمنت واحتوت هذه الحجة بداخلها على العديد من القيم الأخلاقية والدينية التي وصى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بإتباعها. وقد تم تسمية أول وآخر حجة للرسول بحجة الوداع لأن النبي صلى الله عليه وسلم ودع الناس فيها وأمرهم وأكد عليهم أن يوصلوا ما في الخطبة من قيم وتوصيات إلى من غاب عنها ولم يسمعها. ومن أهم القضايا التي تحدث عنها الرسول في خطبة حجة الوداع التالي:
التأكيد على حرمة الربا وحرمة التعامل مع الربا والشاهد عليها. بإعتبار الذي يتعامل بالربا قد شن حرب على الله ورسوله. إماتة وإبطال جميع العادات القبيحة والسيئة التي كانت عند العرب في الجاهلية قبل الإسلام. دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمون للتمسك والتشبت بكلام الله وسنة نبيه. كم حجة حجها الرسول صلى الله عليه وسلـم - منتديات المسلمة الجزائرية. قوة المسلمين في وحدتهم. أيضًا التأكيد والدعوة إلى احترام القوارير من النساء وإعطائهن كل حقوقهن وعدم الاعتداء عليهن وأيضًا أمر النساء بطاعة أزواجهن وطاعتهم والقيام نحوهم بما عليهم من واجبات.