رفيق يحب الرفق ومن لطف الله بعباده أنه أعطاهم فوق الكفاية، وكلفهم دون الطاقة، ويعلم دقائق أحوالهم، ولا يخفى عليه شيء مما في صدورهم، قال تعالى: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير (الملك: 14). والمعنى الثالث من معاني اسمه اللطيف أنه هو البر بعباده الذي يلطف بهم من حيث لا يعلمون، ويهيئ مصالحهم من حيث لا يحتسبون: الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز (الشورى: 19)، هو الذي ييسر للعباد أمورهم، وهو الذي يرزقهم بفضله من حيث لا يحتسبون: ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير. أسرار الله تعالى في خلقه.. "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ". وكان صلى الله عليه وسلم يحثنا فيقول: تخلقوا بأخلاق الله، وحظ العبد من اسم الله اللطيف أن يرفق بعباد الله، فالله لطيف بعباده رفيق بهم يحب الرفق كما أبلغنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه. والمؤمن الذي يتعبد الله باسمه اللطيف يعبده عز وجل وهو موقن بأن الله يراه في كل حال له، في سره وفي جهره، مطلع عليه، وما دام هذا يقينه فإنه يكون متأدبا حتى ولو كان وحده، وهو لا يرى الله بعينه لكنه يراه بعقله.
اللطيف الخبير - أحمد كمال قاسم - طريق الإسلام
نصائح لحفظ سورة الملك
تعتبر سورة الملك من السور التي لديها فضل عظيم للغاية وحفظها يشكل نعمة كبيرة وإليكم في السطور الآتية نصائح تساعدكم في حفظ سورة الملك:
قراءة السورة أكثر من مرة بصورة كاملة مع الالتزام بكافة أحكام التجويد. فهم كافة معاني الآية مع شرحها وتفسيرها. أيضا يتم تقسيم السورة إلى أجزاء ثم يتم مراجعة كل جزء على حدة ويتم حفظه. بعد ذلك يتم كتابة كل جزء قد تم حفظه ثم يتم مراجعته. يتم الحفظ السورة بالكامل مع تكرار كل يوم. نصائح حفظ القرآن الكريم بصورة عامة
طلب المساعدة من الله سبحانه وتعالى من أجل أن يسهل عليكم الحفظ. اختيار مكان مناسب للحفظ بعيد عن الضوضاء. البعد عن الكسل في الحفظ. اللطيف الخبير - أحمد كمال قاسم - طريق الإسلام. الابتعاد عن ارتكاب المعاصي وكل ما يشغل الإنسان. اخترنا لك: تفسير والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون
هكذا تكون نهاية مقال ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ونتمنى أن يكون نال المقال إعجابكم وحصلتم على قدرًا كافيًا من المعلومات.
أسرار الله تعالى في خلقه.. &Quot;أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ&Quot;
إن الله تعالى هو الوحيد الخبير بحال كل شيء في هذا الكون، خبرةً أصيلة بدون التأثير على حالته مع علمه التام به لأنه لطيفٌ سبحانه، إن الله تعالى هو خالق الكون بأسره وهذا هو سر علمه به بدون الحاجة لقياسه، فهو خبير لأنه الخالق، ولطيف لأنه لا يحتاج إلى القياس أصلًا، حيث أنه عليمٌ تمام العلم بحال خلقه بداهةً. قياس النظام يغير من حالته..! إن المُطلع على علم الفيزياء لا يُخطئ حقيقةً هامةً، ألا وهي أن قياس أي نظام طبيعي لا بد وأن يعبث بحالته الأصلية، فتكون النتيجة أننا لا نستطيع أن نرى نتيجة قياس مطابقة تمامًا لواقع النظام الطبيعي قبل عملية القياس، وهنا تتجلى حقيقة أخرى مرتبطة بالأولى ألا وهي أنه كلما زادت رغبتنا في الحصول على نتائج أدق يزيد تلقائيًا العبث بحالة النظام، وبالتالي قلت دقة قياس النظام! والعكس صحيح فكلما قل العبث بالنظام أثناء القياس قل تأثيرنا على حالة النظام الأصلية، ولكن قل معه تمكننا من القياس لهذه الحالة الأكثر قربًا للواقع، وهنا تأتي الحقيقة الأكثر إيلامًا في علم الفيزياء: أننا كبشر لا نستطيع أن نحصل على قياس دقيق أبدًا؛ لأننا لا نستطيع القياس بدون تغيير موضوع القياس وهو النظام الفيزيائي.
فما من أمر وقع، ولا مخلوق خلق، إلا والله تعالى قد علم ذلك قبل وقوعه، وكتبه منذ الأزل، وشاءه سبحانه، وأجراه على وفق علمه ومشيئته؛ ولذا كان من أسمائه الحسنى: القادر والقدير والمقتدر، وكانت القدرة من صفاته العلى. وإن شئتم أن تمتلئ قلوبكم بالإيمان واليقين وتعظيم الله تعالى والتسليم فتفكروا فيما يجري في الأرض من أحداث ومقادير.. في ضخامتها، وكثرتها، وتنوعها، في البر والبحر، على الإنسان والحيوان والنبات والجماد، ثم قارنوا ذلك بقول الله تعالى: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59]. وقَالَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ، حَتَّى الْعَجْزِ وَالْكَيْسِ، أَوِ الْكَيْسِ وَالْعَجْزِ"رواه مسلم. إن الإيمان بالقدر راحة في الدنيا والآخرة.. به الخلاص من الشرك والإلحاد والنجاة من الحيرة والاضطراب.. ولقد جُنَّ قديما وحديثا أولو عقول بفقدهم الإيمان بالقدر، وألحد في البحث عنه كثير من أذكياء البشر؛ لأنهم ما عرفوا قدرة الله تعالى في أفعاله، ولا أدركوا حكمته سبحانه في أقداره، وأشغلوا عقولهم في كشف أسراره في خلقه، ومحاولة معرفة كيفيته وكنهه، وأنى لهم ذلك؟!