الحمد لله. إذا أسبل الرجل ثيابه إلى ما تحت الكعبين بقصد الكبر والخيلاء فهذا محرم من غير
خلاف بين العلماء ، بل هو من كبائر الذنوب. وقد سبق في جواب السؤال رقم ( 762)
ذكر بعض الأحاديث الواردة في تحريم ذلك. وأما إسبال الثياب بدون قصد الكبر والخيلاء ، فهذا قد اختلف العلماء في حكمه على
ثلاثة أقوال: التحريم ، والكراهة ، والجواز بلا كراهة. وجمهور العلماء من المذاهب الأربعة على عدم التحريم ، وهذه بعض أقوال علماء المذاهب
في ذلك:
ذكر ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (3/521)
" أَبَا حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ ارْتَدَى بِرِدَاءٍ ثَمِينٍ وَكَانَ يَجُرُّهُ
عَلَى الْأَرْضِ ، فَقِيلَ لَهُ: أَوَلَسْنَا نُهِينَا عَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ:
إنَّمَا ذَلِكَ لِذَوِي الْخُيَلَاءِ وَلَسْنَا مِنْهُمْ "
انتهى. وانظر "الفتاوى الهندية" (5/333). وأما المالكية: فذهب بعضهم إلى التحريم كابن العربي والقرافي. حكم الإسبال. قال ابن العربي في "عارضة الأحوذي" (7/238):
" لا يجوز لرجل أن يجاوز بثوبه كعبه ويقول: لا أتكبر فيه ؛ لأن النهي تناوله لفظاً
، وتناول علته ، ولا يجوز أن يتناول اللفظ حكماً فيقال إني لست ممن يمتثله لأن
العلة ليست فيَّ ، فإنه مخالفة للشريعة ، ودعوى لا تسلم له ، بل مِن تكبره يطيل
ثوبه وإزاره فكذبه معلوم في ذلك قطعًا "
وذهب آخرون منهم إلى الحكم بالكراهة وليس التحريم.
- التفريغ النصي - حكم إسبال الثياب - للشيخ محمد حسن عبد الغفار
- حكم الإسبال
التفريغ النصي - حكم إسبال الثياب - للشيخ محمد حسن عبد الغفار
السؤال: يقول حمدان نافي العتيبي:
مقدم برنامج نور على الدرب! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أرجو عرض رسالتي هذه على سماحة الشيخ: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الرئيس العام وفقه الله. يقول: مما لا شك فيه -يا سماحة الشيخ- أن المسلمين في رخاء دنيوي لا مثيل له، ويظهر كثير من المسلمين هذه النعمة بإسبال الملابس من ثياب وبشوت، فهل هذا العمل موافق للصواب؟ وقد يظهر هذا واضحاً في كثير من المصلين، حيث يمتد ثوبه أو ثوب أحدهم خلفه، فما حكم الإسبال في الصلاة خاصة وفي غيرها بصفة عامة؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. التفريغ النصي - حكم إسبال الثياب - للشيخ محمد حسن عبد الغفار. أما بعد: الإسبال من المحرمات العظيمة، ومن كبائر الذنوب سواء كان في الإزار أو في السراويل، أو في القميص، أو في العمامة، أو في البشت، كل ذلك محرم في حق الرجل. أما المرأة فلها أن تسبل، ترخي ثيابها على أقدامها؛ لأنها عورة، لا لكبر بل لستر، وأما الرجل فيلزمه رفع ثيابه فوق الكعب؛ لأنه ﷺ قال: ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار رواه البخاري في الصحيح. وقال عليه الصلاة والسلام: ثلاثة لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب فهذا يدل على أن هذا من الكبائر، وأن الواجب على المسلم أن يرفع ثيابه وملابسه كلها من بشت، وسراويل، وإزار يرفعها فوق الكعب، لا تنزل عن الكعب، بل من نص الساق إلى الكعب كما جاء في حديث جابر بن سليم وغيره: إزرة المؤمن من نصف ساقه ولا حرج عليه فيما بين ذلك إلى الكعب، هذا محل الملابس من نصف الساق إلى الكعب.
حكم الإسبال
ولا حول ولا قوة إلا بالله! ونسأل الله أن يهدي المسلمين، وأن يبصرهم بما يرضي الله عنهم، وأن يعينهم على ذلك. والحالة الثالثة _ اذا كانت هناك ضرورة
تتعارض مع حياة المسلم وأرخى ثوبه للحفاظ على نفسه فنرى ان هذا مباح لكن لابد من توفر
الشرط. المكتب العلمي للدراسات والبحوث / قسم الفتوى
الخميس 23 شعبان 1441 هجرية 16 نيسان 2020
أما الإسبال بالنسبة للمرأة فهو جائز؛ ويدل عليه: ما رواه الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، فقالت أم سلمة رضي الله عنها: فكيف يصنعن النساء بذيولهن؟ قال: «يُرْخِينَ شِبْرًا»، فقالت: إذًا تنكشف أقدامهن، قال: «فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا لَا يَزِدْنَ عَلَيْهِ» قال الترمذي: [هذا حديث حسن صحيح] اهـ. وقال الإمام النووي في "شرح مسلم" (14/ 62، ط. دار إحياء التراث العربي): [أجمع العلماء على جواز الإسبال للنساء، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الإذن لهن في إرخاء ذيولهن ذراعًا] اهـ. وأما ما يحاوله بعض المتصدرين للفتوى -وليسوا من أهلها- فعله؛ بأن يعرضوا المسألة مقتصرين على القول بالتحريم مطلقًا، وكأنه هو الحق الذي لا يجوز غيره، مغفلين في ذلك قول الجمهور المبني على الدليل القوي والنظر الصحيح، مؤثمين بذلك جماهير الأمة في مشارق الأرض ومغاربها، دون أن يشيروا إلى الخلاف من قريب ولا من بعيد، فهو من قلة الفقه وضيق الأفق. ورحم الله العلامة سفيان الثوري إذ قال: [إنما العلم عندنا الرخصة من ثقة، فأما التشديد فيحسنه كل أحد].