وراجع بخصوص كيفية قضاء الفوائت الفتويين رقم: 61320 ، ورقم: 96477. وأما تفسير الآية: فننقل لك فيه كلام بعض المفسرين، جاء في تفسير الجلالين: وإني لغفار لمن تاب ـ من الشرك: وآمن ـ وحد الله: وعمل صالحا ـ يصدق بالفرض والنفل: ثم اهتدى ـ باستمراره على ما ذكر إلى موته. وقال الجزائري في تفسيره: وقوله تعالى: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ـ يعدهم تعالى بأن يغفر لمن تاب منهم ومن غيرهم، فآمن وعمل صالحا أي أدى الفرائض واجتنب المناهي، ثم استمر على ذلك ملازما له حتى مات. والله أعلم.
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة طه - الآية 82
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة طه - الآية 82
وقال آخرون بما حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، قال: أخبرنا عمر بن شاكر، قال: سمعت ثابتا البناني يقول في قوله ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) قال: إلى ولاية أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وسلم. قال أبو جعفر: إنما اخترنا القول الذي اخترنا في ذلك، من أجل أن الاهتداء هو الاستقامة على هدى، ولا معنى للاستقامة عليه إلا وقد جمعه الإيمان والعمل الصالح والتوبة، فمن فعل ذلك وثبت عليه فلا شكّ في اهتدائه.
وَقَوْله: { وَإنّي لَغَفَّار لمَنْ تَابَ} يَقُول: وَإنّي لذُو غَفْر لمَنْ تَابَ منْ شرْكه, فَرَجَعَ منْهُ إلَى الْإيمَان لي وَآمَنَ, يَقُول: وَأَخْلَصَ لي الْأُلُوهَة, وَلَمْ يُشْرك في عبَادَته إيَّايَ غَيْري. { وَعَملَ صَالحًا} يَقُول: وَأَدَّى فَرَائضي الَّتي افْتَرَضْتهَا عَلَيْه, وَاجْتَنَبَ مَعَاصيّ. { ثُمَّ اهْتَدَى} يَقُول: ثُمَّ لَزمَ ذَلكَ, فَاسْتَقَامَ وَلَمْ يُضَيّع شَيْئًا منْهُ. وَبنَحْو الَّذي قُلْنَا في تَأْويل قَوْله { وَإنّي لَغَفَّار لمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَملَ صَالحًا ثُمَّ اهْتَدَى} قَالَ أَهْل التَّأْويل. ذكْر مَنْ قَالَ ذَلكَ: 18280 - حَدَّثَني عَليّ, قَالَ: ثنا أَبُو صَالح, قَالَ: ثني مُعَاويَة, عَنْ عَليّ, عَنْ ابْن عَبَّاس, قَوْله: { وَإنّي لَغَفَّار لمَنْ تَابَ} منْ الشّرْك { وَآمَنَ} يَقُول: وَحَّدَ اللَّه { وَعَملَ صَالحًا} يَقُول: أَدَّى فَرَائضي. 18281 - حَدَّثَنَا بشْر, قَالَ: ثنا يَزيد, قَالَ: ثنا سَعيد, عَنْ قَتَادَة, قَوْله: { وَإنّي لَغَفَّار لمَنْ تَابَ} منْ ذَنْبه { وَآمَنَ} به { وَعَملَ صَالحًا} فيمَا بَيْنه وَبَيْن اللَّه. 18282 - حَدَّثَنَا الْقَاسم, قَالَ: ثنا الْحُسَيْن, قَالَ: ثني حَجَّاج, عَنْ أَبي جَعْفَر الرَّازيّ, عَنْ الرَّبيع { وَإنّي لَغَفَّار لمَنْ تَابَ} منْ الشّرْك { وَآمَنَ} يَقُول: وَأَخْلَصَ للَّه, وَعَملَ في إخْلَاصه. '