هذه سُنَّة من سنن الله تعالى (العاقبة للمتقين) ولكن مَن هُم المُتّقون الذين تنطبق عليهم هذه السنة؟ يقول الشيخ رشيد رضا معقِّبا: "أي الذين يتقون أسباب الضعف والخذلان والهلاك، كاليأس من روح الله والتنازع، والفساد في الأرض والظلم، ويتلبسون بضدّها وبسائر ما تقوى به الأمم في الاخلاق والأعمال وأعلاها الاستعانة بالله والصبر على المكاره مهما عظمت". من السُّنَن الكونية التي لا تتبدَّل ولا تتحوَّل، والتي تَكَرَّرَ ذكرها في القرآن الكريم قوله تعالى تعقيبا على قصته فرعون مع موسى عليه السلام { تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين} [القصص: 83]، وقوله تعالى بعد ذكر قصة نوح عليه السلام مع قومه { تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِين} [هود: 49]. هذه سُنَّة من سنن الله تعالى (العاقبة للمتقين) ولكن مَن هُم المُتّقون الذين تنطبق عليهم هذه السنة؟ يقول الشيخ رشيد رضا معقِّبا على هذه الآيه "أي الذين يتقون أسباب الضعف والخذلان والهلاك، كاليأس من روح الله والتنازع، والفساد في الأرض والظلم، ويتلبسون بضدّها وبسائر ما تقوى به الأمم في الاخلاق والأعمال وأعلاها الاستعانة بالله والصبر على المكاره مهما عظمت" (1).
- النبع الثاني: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} - ينابيع الرجاء - خالد أبو شادي - طريق الإسلام
- فأصبر إن العاقبة للمتقين
النبع الثاني: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} - ينابيع الرجاء - خالد أبو شادي - طريق الإسلام
بعد وفاة النبي محمد، جُمع القرآن في مصحف واحد بأمر من الخليفة الأول أبو بكر الصديق وفقًا لاقتراح من الصحابي عمر بن الخطاب. وبعد وفاة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، ظلت تلك النسخة محفوظة لدى أم المؤمنين حفصة بنت عمر، إلى أن رأى الخليفة الثالث عثمان بن عفان اختلاف المسلمين في القراءات لاختلاف لهجاتهم، فسأل حفصة بأن تسمح له باستخدام المصحف الذي بحوزتها والمكتوب بلهجة قريش لتكون اللهجة القياسية، وأمر عثمان بنسخ عدة نسخ من المصحف لتوحيد القراءة، وإعدام ما يخالف ذلك المصحف، وتوزيع تلك النسخ على الأمصار، واحتفظ لنفسه بنسخة منه. النبع الثاني: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} - ينابيع الرجاء - خالد أبو شادي - طريق الإسلام. تعرف هذه النسخ إلى الآن بالمصحف العثماني. لذا فيؤكد معظم العلماء أن النسخ الحالية للقرآن تحتوي على نفس النص المنسوخ من النسخة الأصلية التي جمعها أبو بكر. يؤمن المسلمون أن القرآن معجزة النبي محمد للعالمين، وأن آياته تتحدى العالمين بأن يأتوا بمثله أو بسورة مثله، كما يعتبرونه دليلًا على نبوته، وتتويجًا لسلسلة من الرسالات السماوية التي بدأت، وفقًا لعقيدة المسلمين، مع صحف آدم مرورًا بصحف إبراهيم، وتوراة موسى، وزبور داود، وصولًا إلى إنجيل عيسى. -------------------------------------------------- The Quran (English pronunciation: /kɔrˈɑːn/; Arabic: القرآن al-qurʾān, IPA: [qurˈʔaːn], literally meaning "the recitation"), also transliterated Qur'an, Koran, Al-Coran, Coran, Kur'an, and Al-Qur'an, is the central religious text of Islam, which Muslims believe to be the verbatim word of God (Arabic: الله, Allah).
فأصبر إن العاقبة للمتقين
فأما المقام الأول: فإن العبد كثيرا ما يترك واجبات لا يعلم بها، ولا بوجوبها، فيكون مقصِّرا فى العلم، وكثيرا ما يتركها بعد العلم بها وبوجوبها، إما كسلا وتهاونا، وإما لنوع تأويل باطل، أو تقليد، أو لظنه أنه مشتغل بما هو أوجب منها، أو لغير ذلك، فواجبات القلوب أشد وجوبا من واجبات الأبدان، وآكد منها، وكأنها ليست من واجبات الدين عند كثير من الناس، بل هى من باب الفضائل والمستحبات. قال تعالى: { وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139]. فللعبد من العلو بحسب ما معه من الإيمان، وكذلك النصر والتأييد الكامل. إنما هو لأهل الإيمان الكامل، قال تعالى: { إنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالّذِينَ آمَنُوا فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} [غافر: 51] وقال { فَأَيَّدْنَا الّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} [الصف: 14]. فمن نقص إيمانه نقص نصيبه من النصر والتأييد، ولهذا إذا أصيب العبد بمصيبة فى نفسه أو ماله، أو بإدالة عدوه عليه، فإنما هى بذنوبه، إما بترك واجب، أو فعل محرم وهو من نقص إيمانه. وبهذا يزول الإشكال الذى يورده كثير من الناس على قوله تعالى: { وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى المُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} [ النساء: 141].
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
خالد أبو شادي
طبيبٌ صيدليّ ، و صاحبُ صوتٍ شجيٍّ نديّ. و هو صاحب كُتيّباتٍ دعويّةٍ
مُتميّزة
11
5
25, 382