شرح حديث: على رسلكما. إنها صفية بنت حيي
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أرشيف الإسلام - حديث: على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي للكاتب الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك من مصدر الألوكة. أما بعد:
متن الحديث:
عن صفية بنت حُيي رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفًا، فأتيته أزوره ليلًا، فحدثته، ثم قمت لأنقلب، فقام معي ليقلبني - وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد - فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « على رسلكما. إنها صفية بنت حيي » فقالا: سبحان الله يا رسول الله، فقال: « إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرًا، أو قال شيئًا ». وفي رواية: « أنها جاءت تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب، فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبها، حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة »؛ ثم ذكره بمعناه. الشرح: ومعنا في هذا اليوم الثالث من رمضان الحديث الرابع من أحاديث باب: الاعتكاف في عمدة الأحكام، وهو الذي نختم به إن شاء الله تعالى كتاب الصيام: وهو الحديث الرابع حديث صفية رضي الله تعالى عنها وأرضاها. وموضوع هذا الحديث: حكم زيارة المعتكف، والتحدث معه؟
وفيما يتعلق بغريب الحديث:
ورد ذكر: "حُيي" وهو بضم الحاء وهو حُيي بن أخطب زعيم يهود بني النظير، وهذا الرجل من أشد أعداء النبي صلى الله عليه وسلم، وممن ألَّب عليه الناس، والأحزاب، وقُتل مع بني قريظة صبرًا، وهو والد صفية رضي الله تعالى عنها وأرضاها.
أرشيف الإسلام - حديث: على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي للكاتب الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك من مصدر الألوكة
وإن كان الثاني فحدث ولا حرج، وهنا قد لا يلام في الأخذ بالحذر والفطنة مع من عُرفت
إساءته، وان لا يقبل منه كل حديث يحدثه به إلا بعد التأكد من صدقه، ولكن إساءة الظن
بمثل هذا الصنف من نوع آخر، فقد يستبعد عنه التوبة والهداية والاستقامة، فان وجده
على معصية مثلاً تركه وشأنه؛ بحجة أنه لا ينفع معه النصح وهذه حجة واهية بلا شك فيا
سبحان الله ألم يأمر الله تعالى بنصح فرعون بالقول اللين على ما كان عليه من العناد
والطغيان والمكابرة
{ فَقُولَا
لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (44) سورة طـه. 8
وفي الحديث فوائد:
من
الفوائد: جواز اشتغال المعتكف بالأمور المباحة من تشييع زائره، والقيام معه والحديث
مع غيره، وإباحة خلوة المعتكف بالزوجة، وزيارة المرأة للمعتكف، وبيان شفقته صلى
الله عليه وسلم على أمته وإرشادهم إلى ما يدفع عنهم الإثم. وفيه التحرز من التعرض لسوء الظن، والاحتفاظ من كيد الشيطان والاعتذار. شرح حديث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- مُعْتَكِفًا. قال ابن دقيق العيد: وهذا متأكد في حق العلماء ومن يقتدى به، فلا يجوز لهم أن
يفعلوا فعلاً يوجب سوء الظن بهم وإن كان لهم فيه مخلص؛ لأن ذلك سبب إلى إبطال
الانتفاع بعلمهم، ومن ثم قال بعض العلماء: ينبغي للحاكم أن يبين للمحكوم عليه وجه
الحكم إذا كان خافياً نفياً للتهمة.
شرح حديث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- مُعْتَكِفًا
وكَبُرَ عليهما ذلكَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنَ الإنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ، وإنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ في قُلُوبِكُما شيئًا. صفية أم المؤمنين | المحدث:
البخاري
|
المصدر:
صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3101 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
الشَّيطانُ مُنذُ الأزَلِ عدُوٌّ للإنسانِ، يَفعَلُ فيه بالوَساوسِ ما يَجعَلُه يتَّهِمُ الآخرينَ دونَ بيِّنةٍ، ولذلك كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ يُحذِّرَ أصحابَهُ رَضيَ اللهُ عنهُمْ مِن وَساوسِ الشَّيطانِ.
إنها صفية !!
Submitted by editor on Sun, 10/27/2019 - 06:52
الأحد, October 27, 2019 من شأن وحال المسلم الابتعاد عن مواطن التُهم والشُبهات، والتحرز من كل ما يوقعه في تهمة أو شبهة، وذلك لأن مواطن الرِيبة والتهم قد تجر الناس إلى إساءة الظن به، وإطلاق ألسنتهم فيه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (فمَنِ اتّقى الشُبُهات فقد استبرأ لدينه وعِرْضِه) رواه مسلم، قال ابن رجب: "أي: طلب لهما البراءة مما يشينهما".
حديث : ( إنها صفية ) هل يدل على ستر الوجه؟ - الإسلام سؤال وجواب
وهذا الحديث العظيم فيه من الفوائد، وأيضًا الهدايات الشيء الكثير:
أول هذه الفوائد: مشروعية الاعتكاف، لا سيما في العشر الأواخر من رمضان، لفعله صلى الله عليه وسلم، طلبًا لليلة القدْر، وتفرغًا وتدربًا للعبادة والطاعة والذكر وتزكية للنفس. ومن الفوائد: جوزا زيارة المعتكف بشرط ألا يشغله عن مقصود الاعتكاف. ومن الفوائد: جواز زيارة المرأة لزوجها وهو في معتكفه، وكذلك من له حق كالأب، وكالأخ الكبير، وكالقريب، يُزار في معتكفه، وأيضًا يُزار في المسجد إذا كان ينقطع دائمًا للمسجد في التدريس أو في العبادة، يُزار ولو لم يكن معتكفًا، فإذا كان الأبُ أو كان الأخُ في الله في مسجد ما معتكف، فلا بأس من زيارته ومؤانسته بما لا يخرج بالاعتكاف عن مقصوده، ولذلك ترجم البخاري لهذا قال: باب زيارة المرأة زوجها في اعتكافه. فيجوز للمرأة أن تزور زوجها وهو في معتكفه. وفيه: أن المحادثة اليسيرة، ومؤانسة الأهل، والصديق لا تنافي الاعتكاف، خاصة إذا كانت لمصلحة. وفيه: بيان حُسن خُلق النبي صلى الله عليه وسلم، وطيب معشره، ولطفه صلى الله عليه وسلم مع أهله، ومع صحابته، ومع الناس أجمعين، إذ آنس صفية، ثم قام ليشيعها إلى بيتها صلى الله عليه وسلم، لذلك ينبغي أن يتحلى الأزواج، وأن يتحلى المسلمون، والأصدقاء، بمثل هذه الأخلاق النبوية، في جبر الخواطر، ومؤانسة الضيف والزائر، وتشييعه واحترامه وتقديره إلى آخره.
- جواز اشتغال المعتكف بالأمور المباحة من تشييع زائره، والقيام معه، والحديث مع غيره. - بيان شفقة النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته، وإرشادهم إلى ما يدفع عنهم الإثم. - التحرز من التعرض لسوء الظن، والاحتفاظ من كيد الشيطان. - جواز خروج المرأة ليلاً. - قول "سبحان الله" عند التعجب. والله أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله، و رب العالمين. المصدر موقع الرحمة المهداة مساهمة رقم 2 رد: على رسلكم إنها صفية؟ من طرف أبو مصعب 29/12/2010, 10:39 pm جزيت كل خير استاذنا الفاضل وهناك شىء اخر اخى فى الله ان السيدة صفيه كانت ترتدى النقاب.. الملابس الشرعيه فى ديننا الحنيف لذلك لم يعرفوا من هى تلك ملابس امرأة نعم ولكن لا يعرفون من تلكم المرأة فلذلك خشى النبى ان يقع فيهما انفسهم شىء فقال على رسلكم انها صفية زوجى والله المستعان اللهم اهدى نساء الامة الاسلامية الى الحجاب الشرعى اللهم امين
قال: (( إن الشيطان يجرى من الإنسان
مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف فى قلوبكما شراً))، أو قال (( شيئا ً)) 1. مفردات الحديث:
لأنقلب: أي ترجع إلى
بيتها. ليقلبني: أي يردها إلى
منزلها. رجلان من الأنصار: قال
الحافظ ابن حجر: لم أقف تسميتهما في شيء من كتب الحديث. رسلكما: بكسر الراء:
أي تمهلا ولا تسرعا. الفوائد:
– جواز زيارة المرأة
لزوجها وهو في معتكفه، وأن يودعها إلى المسجد. – جواز ملامسة الرجل
زوجته وهو معتكف. – شفقة النبي – صلى
الله عليه وسلم – على أمته، وحرصه على أصحابه بإزالة ما قد يؤدي إلى فساد قلوبهم،
ولذا قال لهذين الرجلين: (( إنها صفية))؛ لأنه خشي
أن يوسوس لهما الشيطان، وإلا فهو يعلم أنهما لن يظنا به سوءاً لما تقرر عنده من صدق
إيمانهما، لكن خشي عليهما أن يوسوس لهما الشيطان؛ لأنهما غير معصومين، فقد يفضي
بهما ذلك إلى الهلاك، فبادر إلى إعلامهما حسماً للمادة، وتعليماً لمن بعدهما إذا
وقع له مثل ذلك. – خطر الشيطان، وأن
الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وقد اختلف في المراد في قوله "مجرى الدم" فقيل:
هو على ظاهره، وأن الله أقدره على ذلك، وقيل: هو على سبيل الاستعارة من كثرة
إغوائه، وكأنه لا يفارقه كالدم، فاشتركا في شدة الاتصال، وعدم المفارقة.